الأبعاد غير المعلنة في مواجهة القاهرة – حزب الله

14-04-2009

الأبعاد غير المعلنة في مواجهة القاهرة – حزب الله

الجمل: تصاعد النزاع بين الحكومة المصرية وحزب الله اللبناني بشكل غير مسبوق على خلفية مزاعم القاهرة أن حزب الله يقوم ببناء الشبكات والخلايا بشكل ينتهك السيادة المصرية، وبالمقابل أعلن حزب الله أنه ملتزم بدعم المقاومة الفلسطينية الناشطة ضد إسرائيل بكل الوسائل.
* ماذا تقول المعلومات المصرية؟
تقول التقارير الصحفية الصادرة اليوم أن السلطات المصرية تقوم بملاحقة عناصر من خلية تابعة لحزب الله وتقول التسريبات عن تفاصيل هذه الخلية أن:
• عدد أعضائها 13، منهم 10 لبنانيين و3 سودانيين.
• العدد الإجمالي لعناصر الشبكة 49 عنصراً.
• تتم عمليات الملاحقة والمطاردة في سيناء.
• تقوم بعض جماعات بدو سيناء بتوفير الملجأ المجاني والملاذات السرية الآمنة لعناصر الشبكة وخلاياها.
• تقوم سلطات الأمن المصرية حالياً بتركيز مداهماتها وملاحقاتها في مناطق وسط سيناء وتحديداً منطقة النخل.
• تتوقع السلطات المصرية أن يقوم عناصر الخلية إما بمحاولة الهروب شمالاً من أجل الوصول إلى قطاع غزة عبر أحد الأنفاق السرية وهذا يتطلب منهم قطع 200 كلم وهي المسافة الفاصلة بين مدينة النخل وقطاع غزة، أو محاولة الهرب جنوباً باتجاه المنتجعات السياحية الموجودة جنوب سيناء، وتحديداً شرم الشيخ، وذلك من أجل محاولة استخدام الزوارق وعبور خليج العقبة، أو البقاء ضمن ملاذ آمن في وسط سيناء لفترة أطول لحين انتهاء عمليات الملاحقة أو انصراف قوات الأمن.
* ماذا تقول المعلومات الإسرائيلية؟
أشارت التقارير الإسرائيلية إلى تسريبات تقول أن الموساد وأجهزة المخابرات الإسرائيلية الخارجية الأخرى قد زودوا السلطات المصرية بمعلومات استخبارية حول الشبكات السرية الناشطة داخل شبه جزيرة سيناء وداخل بقية الأراضي المصرية التي تنخرط في تقديم الدعم لحركات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وعلى وجه الخصوص حركة حماس.
هذا، وأكدت المعلومات الإسرائيلية بأن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لعبت دوراً كبيراً لجهة المساهمة والمشاركة في جمع المعلومات الاستخبارية من المصادر المفتوحة والمصادر السرية. هذا، وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى بعض التفاصيل المتعلقة بالشبكة ومن أبرزها:
• مسؤول حلقة حزب الله الناشطة في مصر، هو سامي شهاب اللبناني الجنسية، ويقوم بشكل دوري بين الحين والآخر بدور الفرع الخاص التابع لحزب الله.
• سعى سامي شهاب إلى إقامة مصنع لإنتاج قطع الصواريخ في مصر وإرسالها إلى غزة.
• بعد اغتيال عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله أصبح الفرع الخاص تحت إشراف قيادة ثلاثية مشتركة من كبار الناشطين في الحزب وهم: نواف الموسوي، وفيق صفا، شيخ علي دغموش.
• تقوم قيادة الفرع الخاص والثلاثية بالاتصال والتنسيق مع الجنرال الإيراني فيصل باقر زاده، رئيس بعثة الحرس الثوري الإيراني في لبنان.
وحالياً يرى الإسرائيليون أن المعلومات الاستخبارية التي قدمتها تل أبيب للسلطات المصرية هي السبب الرئيس الذي أتاح لأجهزة الأمن المصرية اكتشاف الشبكة.
* ماذا وراء المعلومات الإسرائيلية؟
تقول المعلومات الإسرائيلية بأن جهود التعاون المخابراتي المتعدد الجنسيات تجري حالياً بقيادة إسرائيل من أجل رصد ومتابعة التحركات الإيرانية في المنطقة وعلى هذه الخلفية تشير المعلومات الإسرائيلية إلى الآتي:
• تقود المخابرات الإسرائيلية تعاوناً مخابراتياً واسعاً يضم مخابرات العديد من الدول الغربية و"غير الغربية" إضافة إلى المخابرات الأمريكية.
• تم تقسيم التعاون المخابراتي الذي تقوده إسرائيل إلى جانبين هما:
- رصد ومتابعة ملف البرنامج النووي الإيراني.
- رصد ومتابعة النشاط الإيراني في دعم الحركات والجماعات السياسية المسلحة.
• تستخدم إيران ذراعين في القيام بمهام دعم هذه الحركات في أنحاء العالم، هما: المخابرات الإيرانية، وفيلق القدس الذي يمثل قوات النخبة في الحرس الثوري الإيراني.
• استطاعت المخابرات الإيرانية وفيلق القدس تنظيم ونشر العديد من "الخلايا النائمة" في العديد من مناطق العالم.
• يتم تفعيل الخلايا النائمة بحسب الحاجة والظروف.
• يتم تفعيل الخلايا النائمة بشكل مباشر بواسطة الإيرانيين، أو بشكل غير مباشر بواسطة حزب الله.
• يركز حزب الله على استخدام فرعه الخاص عندما يكون مطلوباً منه تفعيل الخلايا النائمة.
هذا، وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن التعاون المخابراتي الجاري حالياً بقيادة إسرائيل يضم الأطراف الآتية:
• وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
• جهاز «إم إي - 6».
• جهاز «بي – إن - دي» الألماني.
وذلك إضافة إلى أجهزة غربية أخرى وبالتأكيد من بينها المخابرات الفرنسية والكندية والدنماركية والإيطالية إضافة إلى احتمالات أن يكون معهم جهاز المخابرات الأذربيجاني وجهاز المخابرات الهندي. كما تضم المجموعة بعض أجهزة مخابرات الدول العربية كالسعودية والمصرية والأردنية.
وعلى الأغلب أن يكون معها المخابرات المغربية والتونسية وأجهزة المخابرات التابعة للسلطة الفلسطينية (فتح) والأجهزة الخاصة التابعة لبعض الحركات السياسية اللبنانية. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن التعاون بين الأجهزة سيتم بإشراف أجهزة المخابرات الإسرائيلية وفقاً للمحاور الآتية:
• التعاون في تبادل المعلومات.
• التعاون في إعداد التخمينات الاستخبارية المشتركة.
• التفاهم والتنسيق في العديد من الجوانب الأخرى.
هذا، وبالنسبة للتخمينات الاستخبارية المصرية – الإسرائيلية المشتركة حول نوايا حزب الله يمكن ملاحظة الآتي:
• تقول التخمينات الاستخبارية المصرية أن حزب الله يسعى إلى استهداف الحركة الملاحية في قناة السويس واستهداف السياح الإسرائيليين في سيناء، أما النظام المصري فلا يسعى حزب الله حالياً لاستهدافه وإنما فقط تقويض الاستقرار في مصر.
• تقول التخمينات الاستخبارية الإسرائيلية أن السياح الإسرائيليين في سيناء هم مجرد هدف ثانوي لحزب الله وأن الحزب يسعى لاستهداف نظام مبارك، طالما أن إيران وضعت مصر وشبه جيرة سيناء في مكان القاعدة الأمامية للعمليات، وأضافت المصادر الإسرائيلية أن الرئيس المصري يدرك جيداً أبعاد وتفاصيل هذه المخاطر.
إضافة لذلك، أشارت المصادر الإسرائيلية أن أجهزة المخابرات الأذربيجانية نجحت قبل بضعة أسابيع بإحباط مخطط حزب الله لاستهداف أحد الأهداف الإسرائيلية في العاصمة الأذربيجانية باكو.
* الأبعاد غير المعلنة في مواجهة القاهرة – حزب الله:
زعمت القاهرة أنها اعتقلت 49 عنصراً ينتمون إلى شبكة حزب الله التي كان هدفها تقويض الاستقرار في مصر، وبالمقابل رد الأمين العام لحزب الله قائلاً أن الحزب أرسل عشرين عنصراً من ناشطيه إلى مصر ليس لاستهداف مصر أو نظامها وإنما لمساعدة الفلسطينيين الجوعى والذين جعلهم العدوان الإسرائيلي بلا مأوى.
واليوم تناقلت المصادر التقارير التي تؤكد أن المدعي العام المصري عبد المجيد محمود الذي وضع المتهمين تحت طائلة تهمة التخطيط لتقويض الاستقرار في مصر وأضاف تهمة جديدة هي: تهمة التخابر مع جهة أجنبية.
من خلال هذه المعطيات يبرز السؤال الحرج الآتي: هل المقصود بواسطة اتهامات المدعي العام المصري هو توجيه الاتهامات ضد عناصر حزب الله أم ردع الشعب المصري من التعامل وتقديم الدعم للفلسطينيين وحركات المقاومة الفلسطينية بحيث تشكل اتهامات المدعي العام سابقة قانونية لدى النيابة المصرية لجهة الاستناد عليها لاحقاً، والتنكيل بأي مصري أو حتى عربي يقوم بتقديم المساعدات للفلسطينيين وحركات المقاومة وبقية القوى والحركات العربية ومن بينها الدعم والمساندة لحزب الله نفسه في حالة خوضه لمواجهة جديدة ضد أي عدوان إسرائيلي.
بكلمات أخرى، هل المطلوب أو بالأحرى الجاري تنفيذه حالياً هو عملية نفسية مخابراتية مصرية – إسرائيلية الهدف منها ردع الرأي العام المصري من القيام بأي تفاعل إيجابي لجهة مساندة الأطراف العربية الأخرى التي ما تزال الاحتمالات تقول أنها قد تتعرض للمزيد من الاعتداءات الإسرائيلية الجديدة بعد صعود حكومة بنيامين نتينياهو الليكودية إلى السلطة، وعلى خلفية هذا التساؤل الحرج نشير إلى الآتي:
• لمحت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية في أحد تقاريرها إلى أن مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أصبح يقوم بزيارات متكررة إلى إسرائيل وبأن مكاتب رؤساء المخابرات الإسرائيلية ومكتب رئيس الوزراء مفتوحة على مصراعيها أمامه.
• أشارت بعض المصادر إلى أن حركة حماس الفلسطينية قد طالبت السلطات المصرية باستبدال اللواء سليمان المشرف على الملف الفلسطيني بوزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
تباينت ردود الأفعال إزاء مواجهة القاهرة – حزب الله فمن جهة سعت الحكومة الإسرائيلية إلى تقديم الثناء على جهود حكومة القاهرة ولكن كعادة كل الحكومات الإسرائيلية سعت التصريحات الإسرائيلية إلى تحميل الحكومة المصرية مسؤولية التقصير بسبب تجاهلها للتحذيرات الإسرائيلية السابقة، وطالبت التصريحات الإسرائيلية حكومة مبارك بتعزيز تعاونها مع إسرائيل ولم تنس التصريحات الإسرائيلية أن تذكر حكومة القاهرة أن تصاعد تحالف حزب الله – حركة حماس ستنتقل عدواه بما يهدد أمن النظام المصري.
أما ردود أفعال اللوبي الإسرائيلي فقد جاءت ضمن ورقة الرصد السياسي رقم 1505 التي نشرها اليوم الموقع الإلكتروني الخاص بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التي ركزت على ضرورة إلزام مصر بالمزيد من الترتيبات الأمنية إزاء حدودها مع إسرائيل، بحيث يكون أمام حكومة حسني مبارك إما خيار الموافقة على الترتيبات الأمنية التي يتم وضعها بواسطة محور واشنطن – تل أبيب أو مواجهة عدم الحصول على المعونات الأمريكية، وبرغم ذلك أكدت بعض الأطراف الإسرائيلية المعارضة للحكومة الإسرائيلية بأن ما يحدث بين حزب الله وحكومة حسني مبارك هو عملية نفسية مخابراتية لأن حزب الله إن أراد أن يستهدف إسرائيل فإن هناك العديد من "سيوف" حزب الله داخل إسرائيل كعرب الداخل أو العرب المقيمين داخل إسرائيل والذين يتعامل عدد كبير منهم مع حزب الله، وبالتالي فإن الحزب لن يكون محتاجاً لاستخدام سيناء طالما أن بإمكان نصر الله أن يستلّ سيوفه داخل إسرائيل!

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...