هل اخترقت شبكة حزب الله التجسسية الوكالات الحكومية الأمريكية؟

24-12-2007

هل اخترقت شبكة حزب الله التجسسية الوكالات الحكومية الأمريكية؟

الجمل: أشار التقرير الاستخباري الذي أعده فيرد بورتون وسكوت ستيوارت عن حزب الله اللبناني أن سمر سبنيلي الضابطة برتبة نقيب في مشاة البحرية الأمريكية قد أدينت من قبل محكمة ديترويت بتهمة التزوير في مستندات الجنسية والحصول على جواز سفر أمريكي مزوّر.
اعترفت النقيب سبنيلي بالتعامل مع ندى نديم في تسهيل حصولها على الأوراق الثبوتية الأمريكية المزورة، وندى نديم هي عميلة سابقة لجهاز مكتب التحقيقات الفيدرالية الأمريكي (FBI) وهي أيضاً ضابطة بوكالة المخابرات المركزية (CIA) وقد أدانتها نفس المحكمة بتهمة الدخول إلى شبكة الكمبيوتر الفيدرالي والحصول على معلومات تتعلق بحزب الله اللبناني. وتقول المعلومات أيضاً بأن ألفت الأعور تقضي حالياً عقوبة السجن 18 شهراً بسبب إدانتها بالتورط في عمليات التهرّب الضريبي.
يقول التقرير الاستخباري الذي نشره موقع ستراتفور الإلكتروني الأمريكي بأن ما هو لافت للنظر يتمثل في أن:
• النساء الثلاثة لبنانيات المولد والمنشأ.
• النساء الثلاثة تربط بينهن علاقات، فبالإضافة إلى علاقة النقيب سمر سبنيلي مع عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالية ووكالة المخابرات المركزية ندى نديم، فإن ألفت الأعور هي شقيقة العميلة ندى.
اعتبر المحللون الاستخباريون أن ارتباط النساء الثلاثة يشير إلى أن حزب الله استطاع بناء شبكة استخبارية شديدة التعقيد أخذت طابعاً عابراً للحدود بحيث امتدت إلى داخل الولايات المتحدة. كما يشيرون إلى أنه من المؤكد أن النقيب سمر والعميلة ندى قد استغلتا قدراتهما ونفوذهما "الرسمي" داخل الولايات المتحدة وقامتا باختراق الأجهزة والوكالات الحكومية الأمريكية من أجل تزويد حزب الله بالمعلومات الفائقة الحساسية والأهمية.
يقول التقرير الاستخباري مفترضاً: "إذا كانت هذه النسوة قد تمت "زراعتهن" فعلاً بواسطة حزب الله داخل الولايات المتحدة والأجهزة الأمنية الأمريكية الفائقة الحساسية، فإن نطاق وأهمية المعلومات التي استطاعتا تقديمها لحزب الله –وبالضرورة إلى إيران- يمكن أن يكون مماثلاً من حيث الأهمية للمعلومات التي سبق أن قدمها روبرت هانسين إلى السوفييت، إضافة إلى أن شدة ضرر معلومات هذه النسوة على الأمن الأمريكي قد يكون أكبر وأوسع نطاقاً".
* شبكة النساء: الطبيعة والخصوصية:
برغم أن شبكة العلاقات الشخصية البينية وروابط الزواج "الزائفة" تهيمن وتسيطر على سرديات قصص النساء الثلاثة، فإن ثمة دلائل وبراهين تظهر على النحو الآتي:
• إحدى النسوة الثلاثة، وهي ألفت الأعور، كانت متزوجة من الـ"هارب" طلال شاهين المتهم في الولايات المتحدة بأنه ضالع في النشاطات المالية التابعة لحزب الله، ويعتقد الأمريكيون بأن طلال شاهين "يختبئ" حالياً في لبنان، وفي عام 2006م وجهت له محكمة ميشيجان الأمريكية اتهاماً بالتهرب الضريبي وصلت إلى حد إخفاء أكثر من 20 مليون دولار من عائدات الـ20 مطعماً التابعة له، ثم القيام بتحويل هذه الأموال إلى "بعض الأشخاص" في لبنان. في تشرين الأول 2007م وجهت محكمة ديترويت الاتهام لطلال شاهين وأحد كبار المسؤولين الأمريكيين في جهاز الهجرة والجوازات وأحد كبار ضباط الجمارك الأمريكيين وآخرين بالتعامل في الرشاوي والتآمر من أجل التحايل على القانون واستغلال قانون الهجرة والجوازات الأمريكي واستلام والتعامل بالأموال غير المشروعة والتي اتضح للمحكمة بأنها قد انتهت بالوصول إلى "يد" حزب الله.
• تقول وثائق المحكمة الأمريكية بأن سمر سبنيلي دخلت الولايات المتحدة من لبنان بموجب فيزا طلابيّة عام 1989م وبعد وصولها أقامت في تايلور بولاية ميشيجان مع الشقيقتين ألفت الأعور وندى نديم الأعور (التي أصبحت فيما بعد تحمل اسم ندى بروتي)، ونفس الشيء بالنسبة للشقيقتين ألفت وندى فقد دخلتا الولايات المتحدة بموجب فيزا طلابية ولم تعودا إلى لبنان حين انتهت الدراسة.
• في 13 نيسان 1990م وبهدف البقاء في الولايات المتحدة والحصول على الجنسية الأمريكية فقد سجلّت سمر عقد زواج زائف بالمدعو جان بول ديورانتاي، وفي 9 آب 1990م قامت سمر بتسجيل زواج ندى أيضاً من كريس ديلا ديورانتاي –أي شقيق زوج سمر المفترض-
• التحقت سمر بقوات مشاة البحرية الأمريكية عام 1990م وبعد حصولها على الجنسية الأمريكية تم الطلاق بينها وبين زوجها المفترض، وفي عام 1995م تزوجت أحد أصدقائها في مشاة البحرية الأمريكية وهو النقيب غاري سبنيلي، وحصلت في عام 1997م على رتبة نقيب في مشاة البحرية (المارينز) وخلال عملها هناك حصلت على عدة أوسمة. كذلك، فقد كانت تؤدي واجباتها العسكرية في العراق عندما تم استدعاؤها للولايات المتحدة وبمجرد وصولها تمت مواجهتها بالتهم الموجهة إليها.
• كانت ندى (التي أصبحت السيدة بروتي) تعمل لبعض الوقت خلال فترة تواجدها في الولايات المتحدة الأمريكية كـ"جرسون" في أحد المطاعم التابعة لطلال شاهين، عندما حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية ديترويت لإدارة الأعمال. وبعد حصولها على الجنسية الأمريكية عام 1994م انتقلت إلى بنسلفانيا لمواصلة الدراسة والحصول على الماجستير من جامعة بلو مسبيرج. وخلال فترة تواجدها هناك تعرفت إلى أندرو أللي وتزوجت به، والذي كان يعمل بقوات المارينز خلال عملية عاصفة الصحراء. هذا وفي عام 1997م تم اعتمادها كـ"عميلة" بواسطة جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) وتم إلحاقها بمكتب الجهاز الميداني في العاصمة واشنطن وكانت تعمل ضمن فريق التحقيق الخارجي المختص بالجرائم المرتكبة من قبل الأجانب في الولايات المتحدة، وتحديداً قضايا الإرهاب. وكجزء من واجبها قامت بالتحقيق في:
* ملف تفجير المدمرة الأمريكية كول عام 2000م.
* اغتيال الدبلوماسي الأمريكي لورنس فولي في العاصمة الأردنية عمّان في العام 2002م.
وقد تم الطلاق بينها وبين زوجها "المفترض" عام 2000م حيث تزوجت بعد ذلك من غوردون بروتي الضابط التابع للمخابرات الخارجية والذي عمل في سفارات الولايات المتحدة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد والعاصمة المصرية القاهرة.
• تحققت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية من عمل ندى عميلة مكتب التحقيقات الفيدرالي، وبالذات ما يتعلق بأدائها في تحقيقات الإرهاب، ومن ثم قامت الوكالة بتعيين ندى وأصبحت بدءاً من عام 2003م ضابطاً بالوكالة، وبعد ذلك وجّهت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الضابط ندى للعمل في السفارة الأمريكية في العراق. حيث شاركت بفعالية في استجواب العديد من المتهمين والمشبوهين البارزين في قضايا الإرهاب ومن بينهم أعضاء في تنظيم القاعدة. ولاحقاً قامت وكالة المخابرات المركزية بتحويل الضابط ندى في كانون الأول 2005م إلى وظيفة أقل أهمية وذلك عندما أدركت الوكالة الشكوك حول كيفية حصولها على أوراقها الثبوتية.
• دخلت ألفت الأعور في علاقة زواج مزيفة عام 1990م وعلى غرار ما فعلته شقيقتها سعت من أجل الحصول على درجة الماجستير وتولت وظيفة المدير المالي لمطعم «لاشيش» وتزوجت من صاحب المطعم طلال شاهين عام 2000م. وقد تمت إدانتها بتهمة التهرب الضريبي وحُكم عليها في أيار 2007م بالسجن. وهناك شقيقة ثالثة هي رولا نديم الأعور تم اتهامها أيضاً بالتزوير والتضليل بسبب زواجها الزائف عام 1992م من أحد "غاسلي الأطباق" في مطعم لاشيش.
• التحقيق والتقصي والتدقيق في أنشطة طلال شاهين ورولا الأعور هو الذي قاد السلطات الأمريكية إلى التوصل إلى "ندى" و"سمر"
* احتمالات "التراجع":
• يقول تقرير موقع ستراتفورد بأنه برغم عدم وجود أي دليل حتى الآن يؤكد أن ندى وسمر كانتا تعملان لصالح حزب الله، إلا أنه لا يمكن غض النظر عن أن حكومة الولايات المتحدة قد توصلت إلى الدليل بأن طلال شاهين وشقيقته ندى قد شاركوا في حملة عام 2002م بالدعم والتبرعات المالية لصالح حزب الله، وأن طلال كان يجلس في موقع تشريفي على يمين الشيخ محمد حسين فضل الله  الزعيم الروحي لحزب الله اللبناني.
• لم تعترف ندى حتى الآن بأنها في أيلول 2000م قد استخدمت شبكة كمبيوتر مكتب التحقيقات الفيدرالي المؤتمتة دون إذن في البحث عن اسمها واسم شقيقتها واسم طلال شاهين.
• اعترفت ندى بأنها في حزيران عام 2003م دخلت إلى شبكة كمبيوتر مكتب التحقيقات الفيدرالية المؤتمتة من أجل الحصول على معلومات تتعلق بتحقيقات ومتابعات مكتب التحقيقات الفيدرالي حول حزب الله برغم أنه لم يتم تخويلها رسمياً بواسطة مكتب التحقيقات للقيام بأي عمل يتعلق بقضايا حزب الله.
• من المهم الإشارة إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي قد ظل (وما يزال حتى الآن) يعيّن القليل نسبياً من المواطنين -الأمريكيين- الناطقين بالعربية، والقليل جداً من العملاء "الخاصين" الذين يتحدثون بالعربية. وللجهاز تنظيم هرمي وثقافة خاصة إزاء العملاء بحيث يتمتعون بمكانة أكبر من المحللين والتقنيين والمترجمين. والعملاء يثقون بالعملاء الآخرين ولا يناقشون الأمور بين بعضهم البعض ولا مع الغرباء أو المترجمين ويبحثون عن المساعدة من جانب زملائهم في العمل الذين يتميزون بالقدرات والمهارات النادرة كإتقان اللغة العربية. وبالتالي برغم أنه تم تعيين ندى ضمن فريق مختص بالتركيز على القضايا الخارجية، فإنها بلا شك وجدت السبيل إلى العديد من القضايا التي لم يتم تحويلها رسمياً للاضطلاع بأمرها، وحصلت على المعرفة والخبرة فيما يتعلق بقدرات مكتب التحقيقات الفيدرالي في مجال مكافحة التجسس والمخابرات المضادة فيما يتعلق بـ"الجماعات الإرهابية" الناطقة بالعربية مثل حزب الله.
• توقيت تحويل ندى من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جاء متزامناً مع غزو الولايات المتحدة للعراق. ومن ثم فإن تعيين ضابط يتحدث باللغة العربية كلغة أم هو أمر لا مفر منه في بيئة عمل كالعراق وعلى وجه الخصوص في وقت يوجد فيه الكثير من المشبوهين ذوي "القيمة العالية" المطلوب استجوابهم، إضافة إلى "المتعاملين" و"المصادر" العراقية المطلوب إجراء المقابلات معهم للحصول على المعلومات. وبالتالي فإن من يعمل "في مثل هذه الوظيفة" يكون قد وجد السبيل لمعرفة كل ما يحدث ويجري داخل محطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ومن الممكن أن يكون قادراً على الحصول على كم هائل من المعلومات.
• هذا النوع من المعلومات هو من النوع الذي له فائدة بالنسبة لإيران، فطهران تنظر إلى عملية غزو العراق باعتبارها تهديداً محتملاً لمصالحها –تعتقد إيران بأن عمليات الولايات المتحدة في العراق تتطلب الرصد والمراقبة الوثيقة، وبأن السفارة الأمريكية في بغداد قد أصبحت بعد الغزو واحدة من الأماكن الأكثر أهمية في العالم- وعلى وجه الخصوص من جهة المنظور الإيراني. وفي الوقت الذي قام به الإيرانيون –بكل تأكيد- بزراعة عملائهم وأنصارهم في قوات الحرس المحلي وهيئة الموظفين المحليين بالسفارة الأمريكية، فإن هذه العناصر لن يكون متاحاً أمامها ما هو متاح للضابط الأمريكي.
• إذا كانت ندى تعمل لمصلحة حزب الله اللبناني ولصالح رعاته الإيرانيين فإنها كانت قادرة على تجميع قدر كبير من المعلومات الهامة الفائقة الحساسية المتعلقة ببرنامج وقدرات مكتب التحقيقات الفيدرالي في عمليات مكافحة الإرهاب المحلي. إضافة إلى المعلومات المتعلقة بالتحقيقات والاستجوابات التي كانت تقوم بها أنشطة حزب الله. وما هو أكثر أهمية يتمثل في أنها تتمتع بنظرة من هو موجود بالداخل لكيفية قيام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتنفيذ عملياته على النحو الذي يمكنها من معرفة كيف يتأتى لجماعة مثل حزب الله أن تستغل وتوظف الفجوات الموجودة في تلك القدرات والحصول على الغطاء اللازم لتجنب الاكتشاف. وإذا كانت ندى تقوم عادة بترجمة المناقشات العربية من شرائط التسجيل التليفوني أو أجهزة ووسائط التصنت الأخرى فإنها سوف تكون قد تعرفت على الأهداف التي كانت تستهدفها هذه الوسائل التنصتية. إضافة لذلك، فإنه إذا كان يطلب منها القيام بمقابلة المصادر الناطقين بالعربية فإنها لن تجد كبير عناء في التعرف إليهم.
• خلال فترة عملها كضابط في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، كانت ندى قادرة على تزويد حزب الله وإيران بنظرة تفصيلية حول أساليب وطرق التدريب والقيام بمهام الجمع الاستخباري، بالإضافة إلى قدر كبير من المعلومات المتعلقة بالسفارة الأمريكية في بغداد ومحطة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بغداد والعراق. وفقط يكفي أن تقدم جهاز تنظيم الاتصالات السري خلسة إلى جهاز مخابرات معادي لأمريكا، ليكون بمثابة من عثر على الكنز الثمين الذي يساعده في معرفة الكثير بما في ذلك التقارير العملياتية والتعرف على مصادر المعلومات، وبرغم أن المصادر يتم التعرف إليها عن طريق الشفرة فإن تحديد المصدر والمعلومات والإطار الزمني الذي قدم فيه المصدر المعلومات سوف يكون مفيداً للغاية للقائمين بأمر مهمة التجسس والمخابرات المضادة. ومثل هذه "الكشوفات" يمكن أن تؤدي إلى موت المصدر.
• في الفترة الماضية كان يقال بأنه فقط البلدان مثل روسيا وإسرائيل هي القادرة على إرسال العملاء إلى داخل البلدان الأخرى واختراق مخابراتها والتغلغل في أجهزتها الحكومية الفائقة الحساسية. وفي هذه الحالة فقد ظهر أن جماعة مسلحة (ميليشيا) –وعلى الأرجح بقليل من الدعم من رعاتها الإيرانيين- قد أصبحت قادرة على إنجاز مثل هذه المهمة والقيام بها. وفي هذه الحالة فإن العملاء قد نجحوا ليس في اختراق هذه الوكالات (FBI, CIA، مشاة البحرية الأمريكية، السفارة الأمريكية في بغداد) وحسب، وإنما استطاعوا أيضاً تبديل مواقعهم ومناصبهم في المواقع والوظائف الفائقة الأهمية والحساسية بالنسبة لحزب الله وبالنسبة لإيران. وعلى ما يبدو فإن حزب الله قد تعرض لانقلاب كبير من جراء "توقف هذا العمل الماهر" في الوقت الذي تدور فيه الحرب الاستخبارية السرية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.
* تصدعات نظام العمل:
• تلقي هذه القضايا والحالات الضوء على الفجوات في سياسة الهجرة الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية وتظهر السبيل الذي يمكن الأفراد والمنظمات استغلال هذه الانكشافات وجوانب القصور من أجل الدخول والبقاء داخل الولايات المتحدة الأمريكية عن طريق التضليل.
• تظهر هذه الحالات والقضايا أيضاً أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالة المخابرات المركزية (CIA) وقوات المارينز، قد فشلت جميعها في اكتشاف هذه الشبكة المرتبطة بـ"الزيجات الزائفة" وذلك عندما قامت هذه الأجهزة بإجراء التحقيقات والتحريات حول خلفية هؤلاء النسوة وعلى وجه الخصوص أن هذه الزيجات كانت ضمن نطاق نظام تحري السبع سنوات اللازم لإكمال عملية التحاق ندى وسمر بقوات المارينز. وإذا تمت عملية التحقيق حول الخلفية بشكل مفصل لكانت قد أدت إلى الكشف عن طبيعة الزيجات الـ"زائفة"، خاصة وان هؤلاء النسوة لم يعشن على الإطلاق مع أزواجهن المفترضين.
• المشكلة على أية حال تتمثل في التحقيقات حول الخلفية قد ظلت ينظر إليها باعتبارها أمراً غير هام وبالتالي لا يتم إعطاؤها أي أولوية –وبالذات عندما يكون هناك الكثير من الحالات والقضايا الأخرى ذات الأهمية الحقيقية للتحقيق والاستقصاء وإضافة لذلك من الممكن أن تكون عملية التحقيق قد تمت بواسطة محققين مأجورين (متعاقدين) والذين يشدد عليهم رؤساؤهم بالإسراع في إنجاز الأمر من أجل الحصول على مبلغ العقد، وبالتالي التشديد على التدقيق من الممكن أن يتم تجاهله طالما أنه يؤدي إلى إطالة الوقت ومخاوف تخطي الحد الزمني النهائي للعقد. كذلك فإن المتعاقدين الذين يقومون بالتدقيق أكثر فأكثر يتعرضون للاتهامات بأنهم يحاولون استغلال النظام و"حلب" المزيد من الفوائد. وبالطبع فإن الحالات والقضايا المتعلقة بالمواطنين اللبنانيين (وغيرهم من الشرق أوسطيين) من الصعب جداً القيام فيها بالتحقيق والتقصي عن حياتهم قبل وصولهم ودخولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وحتى التحقق من شخصية هذا النوع من الأشخاص يمثل أمراً صعباً خاصة وأنه ليس من السهل نسبياً بالنسبة لشيعي لبناني أن يدعي أنه ماروني أو درزي، إضافة لذلك فإنه حتى بالنسبة للشخص الذي يزعم بأنه دخل الولايات المتحدة بنوايا ومقاصد حسنة، فإن المليشيات القوية النافذة السلطة في موطنه –خاصة مثل حزب الله- يمكن أن تجبر هذا الشخص على القيام بتزويدها بالمعلومات عن طريق تهديد أفراد أسرته وأقربائه الموجودين في الوطن.
بعد اعتقال ندى أشار المتحدث الرسمي باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنها نجحت في اجتياز جهاز فحص الكذب قبل أن يتم إلحاقها بمكتب التحقيقات الفيدرالية، وبلا شك فإنها قد اجتازت ذلك من قبل إلحاقها بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وغير ذلك من معايير الفحص والاختبار اللازمة لعملية التعيين والالتحاق بالوظيفة. وعلى أية حال، فقد ظلت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تعرف لفترة طويلة بأن نتائج جهاز فحص الكذب، وخاصة بالنسبة للقادمين من الشرق الأوسط (المسلمين)، يمكن اختراقها بكل سهولة.
عموماً، حتى الآن، وبرغم المعلومات الواردة في التقرير فإنه لا يوجد دليل أو برهان قاطع يؤكد احد الاحتمالات الآتية:
• أن حزب الله اللبناني قد نجح فعلاً في اختراق الأجهزة الأمريكية، مثل النجاح الذي حققه الموساد الإسرائيلي واعترف به العملاء الأمريكيين.
• أن عملية استهداف النساء اللبنانيات قد تمت ضمن إطار عملية استهداف وتطهير العرب الأمريكيين الذين يعملون في الأجهزة والوكالات الأمريكية الفائقة الحساسية هو اتجاه يعمل من أجله اللوبي الإسرائيلي وصقور الإدارة الأمريكية وعناصر جماعة المحافظين الجدد.
 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...