من الجبير إلى ابن سلمان: جونسون جاهلٌ يحبّ الإيرانيين والأسد!

27-07-2019

من الجبير إلى ابن سلمان: جونسون جاهلٌ يحبّ الإيرانيين والأسد!

قالت جريدة «الأخبار اللبنانية» أنها حصلت على وثيقتين تحتويان تقييمات سعودية وأردنية لرئيس الوزراء البريطاني الجديد، بوريس جونسون، ومحضر اجتماع مع الأخير لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي. التقييم الدبلوماسي العربي لجونسون يعود إلى عام 2016، لكنه يمتد على مرحلتي وجوده في منصب عمدة لندن ومن ثم وزارة الخارجية. وتحت عنوان «سرّي للغاية»، يقدم وزير الخارجية السعودي (آنذاك)، عادل الجبير، استنتاجات سلبية لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، من مواقف جونسون في اجتماع ضمّه إلى وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في مقر إقامة المندوب البريطاني الدائم في نيويورك. الاهتمام السعودي بجونسون يظهر مبكراً؛ كون اسمه يتردد منذ تلك الفترة كشخصية بارزة مثيرة للجدل ومرشح قوي لرئاسة الوزراء. في ذلك الاجتماع، المرفق محضره برسالة الجبير إلى ابن سلمان، يظهر جونسون فتوراً تجاه المواقف الخليجية من إيران، ويشكك في كون قضيتها هي المشكلة الرئيسية في الشرق الأوسط، مبدياً في الوقت نفسه إعجابه بالشعب الإيراني من خلال الأفلام الإيرانية التي يشاهدها.

وبدا الموقف السعودي متحسساً من مواقف جونسون تجاه سوريا، وهو ما يتضح بتفصيل أكبر في البرقية الأردنية، إذ إن رئيس الوزراء البريطاني الجديد مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، ومع التدخل الروسي في سوريا. وفي رسالة الجبير إلى ابن سلمان، يستشهد الأول بمعلومات أردنية مشابهة حول موقف جونسون من سوريا، من دون ذكر ما إذا كان نفسه تقييم السفير الأردني المذكور. بموازاة الاهتمام بالملف السوري، فإن جونسون وفق التقييم الوارد، لا يبدي اهتماماً بالصراع العربي الإسرائيلي، حيث «يكتفي بالاستماع» وفق برقية السفير الأردني لدى لندن، مازن كمال الحمود. وإذ يظهر بوضوح تقييم تفصيلي من السفير الأردني لحياة جونسون وشخصيته، بما فيها علاقاته العاطفية، يبدي الوزير السعودي نقمة مستترة عليه، ويصفه بالجهل بشكل غير مباشر بالقول: «لم يبدُ لنا أن السيد جونسون على معرفة بالأوضاع في الخليج العربي».
اجتماع نيويورك: «سرّي للغاية»!

المملكة العربية السعودية

وزارة الخارجية

سرّي للغاية

صاحب السموّ الملكي وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان ــــ حفظه الله ــــأتشرّف بأن أرفع لسموّكم الكريم معلومات عن مواقف وزير خارجية المملكة المتحدة الجديد بوريس جونسون على ضوء ما تشهده بريطانيا من تغييرات سياسية مرتبطة بالخروج من الاتحاد الأوروبي. وهذه المعلومات مستخلصة من غداء العمل المشترك مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، ومما حصلنا عليه من تقييم أردني سري لشخصية جونسون المثيرة وموقفه من بشار الأسد، وخاصة أنه ما أبرز المرشحين لرئاسة الوزراء في بريطانيا. لم يبدُ لنا أن السيد جونسون على معرفة بالأوضاع في الخليج العربي، ولا يحدد رأيه بصراحة ووضوح من القضايا موضع النقاش، ولا سيما موقفه من إيران وسوريا. وهو يظهر ميلاً أكثر لعقد اتفاقية تجارة مع دول مجلس التعاون.


أطال الله بقاءكم وأدام عزكم
عادل الجبير
وزير الخارجية

سرّي للغاية


إيجاز بأهم مداولات الاجتماع الوزاري بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية والمملكة المتحدة
عقد غداء عمل مشترك بين أصحاب المعالي وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومعالي بوريس جونسون، وزیر خارجية المملكة المتحدة، وذلك في يوم الثلاثاء، الموافق 20 سبتمبر 2016 م، في مقر إقامة المندوب الدائم للمملكة المتحدة في مدينة نيويورك.

* وترأس الاجتماع من جانب مجلس التعاون معالي/ عادل بن أحمد الجبير، وزیر الخارجية بالمملكة العربية السعودية، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري، وبحضور أصحاب المعالي:

- الدكتورة ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي بالإمارات العربية المتحدة.

- الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية بمملكة البحرين.

- يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.

- سعادة سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة قطر.

- سعادة السفير ناصر المزين مساعد وزير الخارجية بدولة الكويت لشؤون مجلس التعاون.

- وشارك في الاجتماع معالي الدكتور/ عبد اللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي ما يلي إيجاز لما دار في الاجتماع:

* معالي / بوريس جونسون:
حينما أذهب في المنطقة، هناك سؤال يتردد: لماذا تخلت بريطانيا عن المنطقة؟ 
ولماذا وقف اهتمامها بها؟ وغير ذلك من الأسئلة. 


والجواب عن ذلك أن هذه الفكرة غير صحيحة. فعلاقاتنا ظلت قوية متماسكة. وقد رأيت ذلك بوضوح حينما كنت عمدة لمدينة لندن. فالاستثمارات والزوار من المنطقة والعكس مستمرة وفي نمو. ونحن نبني على أسس علاقاتنا التاريخية القوية.


يمكننا البناء على علاقاتنا التاريخية مع منطقة الخليج. علاقاتنا اليوم قوية، ولدينا نحو 1600 جندي هناك. ولا تفكروا لحظة واحدة بأننا سنتخلى عن المنطقة. وقد كان خطأ كبيراً من دينيس هيلي حين قرر أن تترك بريطانيا الخليج. نحن اليوم سنبني على علاقاتنا التاريخية (ولكن بدون تركة الاستعمار التي تخلينا عنها). ولن يكون هناك (شرق عدن) أخرى.

أريد الآن الحديث من سوريا:

كنا صباح اليوم في مجموعة ISSG وتحدثنا عن الوضع المتأزم في سوريا وذلك الهجوم «الغريب» الذي تعرضت له قافلة المساعدات الإنسانية.

في رأيي أنه ليس هناك حل إلا بأن يجتمع السوريون ويتحدثوا معاً في جنيف، وهناك مبدآن رئيسيان:

1- حظر طيران سلاح الجو السوري، وخاصة على مناطق المعارضة المعتدلة

2- أن تشارك المعارضة السورية بشكل فعال في محادثات السلام. فمن الواضح أن المجموعات المعتدلة، مثل رياض حجاب، لديها صورة واضحة ويمكن التوصل من خلالها إلى حل.


الجبير عن جونسون: لا يحدد رأيه بصراحة ووضوح


* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: علاقاتنا مع المملكة المتحدة علاقات خاصة، عميقة وإيجابية. ونعتقد أنها تستطيع لعب دور كبير في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. في ما يتعلق بسوريا، من المهم تمكين وإقناع المعارضة للوصول إلى حل سياسي، ولكن كيف؟


* معالي / بوريس جونسون: هذا هو السؤال، كيف يمكن أن نقوم بذلك؟ أعتقد من خلال استثمار نفوذنا مع المعارضة السورية لإقناعهم بالحضور للمفاوضات بذهنية مرنة. لأنهم إذا جاؤوا إلى المفاوضات واكتفوا بترديد أن الأسد يجب أن يرحل حالاً من أول يوم.

* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: من الممكن أن يكون هناك جدول زمني. ربما يكون ذلك مقبولاً من قبل المعارضة.

* معالي بوريس جونسون: وكيف يمكن إقناع موسكو بذلك؟

* معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: شكراً على هذا الغداء العظيم، منذ فترة تبنت الحكومة البريطانية «مبادرة الخليج»، ونأمل أن نصل إلى تصور لدفع التعاون المشترك إلى الأمام. وكذلك اتفقنا على عقد قمة بين قادتنا ورئيس الوزراء البريطاني.

* معالي بوريس جونسون: رئيسة الوزراء تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً، وسأرد عليكم بشأنه لاحقاً.

* معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: ونحن نحتفل هذا العام بمرور (200) عام على اتفاقية الصداقة بين بريطانيا والبحرين، فسيكون من المناسب عقد القمة المشتركة هذا العام، إما مع قمة مجلس التعاون، أو في قمة خاصة.

في ما يتعلق بسوريا، فقد كنت في اجتماع مهم حول سوريا نظّمته المملكة العربية السعودية وشارك فيه د. رياض حجاب من المعارضة السورية، وكان لديهم تصور واضح عن الوضع، وليس فقط عن الأسد، بل أشمل من ذلك.

*معالي/ بوريس جونسون: السؤال هو كيف يمكن إقناع موسكو؟ ملامح الجدول الزمني واضحة: 6 أشهر مرحلة تفاوض، ثم 18 شهراً مرحلة انتقالية، يكون فيها مشاركة في إدارة الأمور، ثم تعقد الانتخابات. ولكن هناك بعض الغموض في بعض النقاط. على سبيل المثال، هل يمكن أن يشارك الأسد في الانتخابات؟

* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: ولكن يجب أن يتخلى عن الحكم.

* معالي/ بوريس جونسون: نعم، ولكن هل يستطيع أن يدخل الانتخابات ثانية؟ هناك بعض الغموض.

* معالي الشيخ / خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: نحن نركز على داعش، ولكن ماذا عن المجموعات الأخرى، مثل حزب الله وغيره من التنظيمات؟

* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: والميليشيات الشيعية الأفغانية والعراقية.

* معالي الشيخ / خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: الميليشيات الطائفية، والحرس الثوري الإيراني.

* معالي/ بوريس جونسون: هل الحرس الثوري موجودون فعلاً هناك؟

* معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: نعم بالتأكيد.

* معالي الدكتورة / ريم الهاشمي: من القضايا الملحة تدخلات إيران التي تساهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة، على سبيل المثال في اليمن.

* معالي/ بوريس جونسون: في اليمن كنا واضحين تماماً. في ما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، هم يعتقدون بأنهم نفذوا الجزء المتعلق بهم ولكنهم لم يروا المكاسب المتوقعة. كانت هناك مقولة في السابق بأن أكبر قضية في المنطقة هي الصراع العربي الإسرائيلي، ولكني لست متأكدا بأنه ما زال هناك من يعتقد بصحة تلك المقولة هذه الأيام. والآن يقال بأن تدخلات إيران هي القضية الأكبر، ولكن هل ذلك صحيح؟

* معالي الدكتورة/ ريم الهاشمي: القضية هي تدخلات إيران التي تزعزع الاستقرار في المنطقة ــــ في سوريا والعراق واليمن، وغيرها.

* سعادة سلطان بن سعد المريخي: هناك شعور بأنه تمت مكافأتهم نتيجة الاتفاق النووي...

* معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: تمت مكافأتهم على حل 20 بالمئة من المشاكل التي تسببوا فيها. وبقي 80 بالمئة. المشكلة هي في تدخلات إيران. كان هناك مشكلة مع إيران أيام الشاه، حينما كان يقول إن البحرين جزء من إيران. ثم كانت هناك مفاوضات سرية في جنيف، تم من خلالها التوصل إلى حل في عام 1972، وتم نسيان الخلاف بيننا وبين إيران. ولكن في عام 1979، بعد الثورة الإيرانية، رجعنا إلى المربع الأول. الشاه كان يبني أكبر ثالث جيش في العالم، ولكن ذلك لم يزعجنا لأننا وصلنا إلى حل، كان يرغب في الوصول إلى حلول. أما الآن فليس هناك مثل هذه الرغبة في طهران، بل رغبة في التصعيد والاستفزاز وزعزعة الاستقرار في المنطقة.

* معالي/ يوسف بن علوي بن عبد الله: مستقبل سوريا يجب أن يحدده السوريون أنفسهم، والأمر لا يتعلق بشخص واحد، فهناك النظام والجيش ومؤسسات الدولة. حينما نتحدث عن المرحلة الانتقالية يجب أن نعالج جميع هذه التفاصيل وليس الأسد فقط.

* معالي/ بوريس جونسون: في ما يتعلق بالانتخابات، هل يمكن أن يدخلها الأسد؟ في اجتماع مجموعة دعم سوريا هذا الصباح كان جون كيري ينتقد المعارضة، حيث قال إن حوالى 20 منهم لم يوقّعوا الاتفاق.

* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: هناك طبعاً داعش والنصرة...

* معالي/ بوريس جونسون: عندما أشاهد فيلماً إيرانياً أفكر يا له من شعب عظيم، محبّ للسلام...

* معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: نعم، هناك من هم كذلك. كانت لنا علاقات إيجابية مع إيران في وقت الشاه بعد التوصل إلى اتفاق معه، ازدادت حركة التجارة واستفادت إيران. ولكن المشكلة الآن مع النظام الذي يصدر الثورة وعدم الاستقرار. آمل أن تبلغهم بأن يكفوا أيديهم عن التدخل في شؤون جيرانهم.

* معالي/ بوريس جونسون: كيف يمكن أن نقوم بذلك، في اليمن مثلاً؟

* معالي الشيخ / خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة: تمكّنتم من حل مشكلة الملف النووي، ولذلك فإنكم بالتأكيد تستطيعون حل المشاكل الأخرى الأقل تعقيداً.

* معالي/ بوريس جونسون: كيف يمكن معالجة الوضع في اليمن؟ كيف يمكن أن نضغط على إيران؟

* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: دول المجلس ساعدت اليمنيين في التوصل إلى اتفاق سياسي في عام 2011، بدأت من خلاله مرحلة انتقالية سلمية، ودخل اليمنيون في حوار شامل شارك فيه الجميع، ولكن الحوثيين انقلبوا على ذلك واستولوا على الدولة بقوة السلاح.

* معالي/ بوريس جونسون: ماذا بالنسبة إلى داعش؟ كان لدينا اجتماع يوم أمس هنا في الأمم المتحدة عن كيفية محاسبة الذين ينضمون إليه، وكيف يمكن تقديمهم للعدالة.* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: يمكن أن نتابع ونستهدف من يموّلهم. ولدينا آليات لعمل ذلك.* معالي / بوريس جونسون: أعتقد أنهم يعرفون الآن أنه سيتم القبض عليهم. ومثل ميلوسوفيتش، سيقدمون للعدالة. في ما يتعلق بالعراق، لدينا حدث عسكري كبير قادم، هو استعادة الموصل. أريد أن نتحدث في ما تبقى من الوقت عن تطوير العلاقات بين بريطانيا ومجلس التعاون.

* معالي/ عادل بن أحمد الجبير: من المناسب التفكير في إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مثلاً.

* معالي/ بوريس جونسون: نعم أعتقد من المناسب أن نبدأ في التفكير والإعداد لذلك.


برقيات السفير الأردني


التقييم الأردني لشخصية بوريس جونسون ومواقفه

يعود هذا التقييم إلى ما قبل تولي جونسون وزارة الخارجية البريطانية، وهو مقتبسمن برقيات السفير الأردني في لندن مازن كمال الحمود حول لقاءاته مع جونسون عندما كان عمدة لندن في أبريل 2016:

- بوريس جونسون شخصية بريطانية رئيسية وبارزة، وهو ينافس رئيس الوزراء البريطاني على منصبه، وهو على مسافة قريبة من ذلك المنصب، فيما لو كانت نتيجة الاستفتاء على بقاء أو خروج بريطانيا من المجموعة الأوروبية لصالح معسكر الخروج الذي يترأسه العمدة.

- العمدة يعبّر عن غضبه من مواقف حكومته ممّا سمّي الربيع العربي، ويرى أن الربيع العربي لم يفلح في أي دولة من الدول، بل أدى إلى تدمير العديد منها.

- جونسون صرّح خلال أحد اللقاءات معه بأنه مع الرئيس السوري بشار الأسد، لأن أي خيار آخر سيؤدي إلى الدمار النهائي لبلاده، معبّراً عن عدم اقتناعه بقوة المعارضة السورية أو الجيش السوري الحر الذي ادّعى رئيس الوزراء البريطاني أن هنالك 70 ألف مقاتل في صفوفه.

- جونسون يفصح عن دعمه لإجراءات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، ويعتقد أن تدخله العسكري ساعد في تحرير مناطق عديدة في سوريا من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي، فيما لم تجرؤ أي دولة غربية على إجراء أي عملية مفيدة.

- يستغرب جونسون كيف أن الرئيس الأميركي أوباما يحثّ بريطانيا على البقاء في الاتحاد الأوروبي لتحافظ على نفوذها، في وقت أن أميركا تفقد قيادتها وزعامتها في العالم.

- أما بشأن القضية الفلسطينية وعملية السلام في الشرق الأوسط، فيكتفي جونسون بالاستماع ولا يناقش الموضوع، ويركز على الأزمة السورية وتبعاتها كونها القضية الأبرز في أوروبا، لأن تبعات اللجوء السوري تؤثر على أوروبا والتصريحات الخاصة بالمعسكر المطالب بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي.

- يعتبر بوريس جونسون من كبار المثقفين والمؤرخين البريطانيين، فهو متخرّج في كلية ايتون، وهي الكلية التي تخرّج فيها رئيس الوزراء، كما درس في جامعة أكسفورد، وهو المكان الذي بنيت فيه العلاقة مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون ووزير الخارجية السابق وليام هيج، ووزير العدل الحالي مایکل جوف وغيرهم من كبار رجال الحزب المحافظ. فخروجه هو والوزير جوف ضدّ توجهات ديفيد كاميرون للبقاء في المجموعة الأوروبية يعتبر ضربة قاسية ليس فقط من الناحية السياسية بل لصداقة جمعتهم لسنوات طويلة، ليضع نفسه في مقدمة المنافسين على منصب الرئاسة.

- على الرغم من أنه متزوج، إلا أن علاقاته خارج الحياة الزوجية من المواضيع التي تثار من حين إلى آخر في الصحف البريطانية، ولم تؤثر على مكانته السياسية، وليس هناك أدلة على أنه يخجل بذلك؛ ففي دعوة عشاء خاصة (4 أشخاص من ضمنهم السفير الأردني) بحضور أحد الوزراء البريطانيين، ذكرت مديرة أحد المعاهد الفكرية أنه أثناء حضورها مأدبة عشاء عند Lord Mayor وجلوس بوريس جونسون على مقربة منها، سألها على مسمع الحاضرين عمّا إذا كان قد أقام معها علاقة حميمة سابقاً؟ عندما أكدت له أن ذلك لم يحصل، عاد وسألها عمّا إذا كانت متأكدة من ذاكرتها.

- تصريحات العمدة لا تنفي أن هذه معتقداته الحقيقية، فمن المعروف أيضاً أنه لا يُسِرُّ بآرائه ومعتقداته إلا لمجموعة صغيرة جداً، فأسلوب نقاشه وتصريحاته، يأتي من منطلق البحث والنقاش الداخلي لبلورة وتبنّي آراء ومواقف، فلا يستبعد أنه لو قابل آخرين لديهم توجّهات أخرى، كالقطريين أو السعوديين، لكانت تصريحاته مختلفة مثلاً بشأن الرئيس السوري.

 


الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...