مسؤولون أمريكيون :"الأسد ليس مسؤولاً عن الهجوم الكيماوي"

09-09-2013

مسؤولون أمريكيون :"الأسد ليس مسؤولاً عن الهجوم الكيماوي"

الجمل- "كونسورتيوم نيوز"- ترجمة: د. مالك سلمان:
 
على الرغم من "الثقة الكبيرة" المزعومة لإدارة أوباما فيما يتعلق بمسؤولية الحكومة السورية عن الهجوم الكيماوي الذي حصل في 21 آب/أغسطس بالقرب من دمشق, تقول مجموعة من المسؤولين العسكريين والاستخباريين الأمريكيين للرئيس أوباما إنهم يجمعون معلومات تغاير "القصة الرسمية".
مذكرة مقدمة إلى: الرئيس
من: "مسؤولون استخباريون متقاعدون من أجل التعقل"
الموضوع: هل سوريا مصيدة؟
الأهمية: فوري
نأسف أن نعلمكم أن بعض زملائنا السابقين يخبروننا, بشكل منهجي, أنه على النقيض من مزاعم إدارتكم, تظهر المعلومات الموثوقة أن بشار الأسد ليس مسؤولاً عن الحادث الكيماوي الذي قتل وأصاب المدنيين السوريين في 21 آب/أغسطس, وأن مسؤولي الاستخبارات البريطانية يعرفون ذلك أيضاً. ومن خلال كتابتنا لهذا التقرير الموجز, نفترض أنه لم يتم إطلاعكم على الحقائق بشكل كافٍ لأن مستشاريكم قرروا أن يوفروا لكم الفرصة لما يسمى عادة "إمكانية الإنكار".
لقد مشينا في هذا الطريق من قبل – مع الرئيس جورج دبليو بوش, الذي قدمنا له مذكرتنا الأولى بعد خطاب كولن باول في الأمم المتحدة في 5 شباط/فبراير 2003, الذي قدم فيه "معلومات استخبارية" ملفقة لدعم مهاجمة العراق. وعندها أيضاً قررنا أن نحسنَ الظنَ بالرئيس بوش, إذ اعتقدنا أنه يتعرض للتضليل – أو, على الأقل, لم يتم إطلاعه بشكل كاف على الحقائق.
كانت الطبيعة التلفيقية لخطاب باول ضرباً من الغباء. ولذلك قمنا في ذلك المساء بحض سلفك بقوة على "توسيع النقاش خارج ... دائرة أولئك المستشارين المصرين على شن حرب لا نرى أيَ مبرر لها والتي نعتقد أن نتائجها غير المقصودة ستكون كارثية." ونحن نقدم لك النصيحة نفسها اليوم.
تؤكد مصادرنا أن حادثاً كيماوياً من نوع ما قد سبب تلك الوفيات والإصابات في 21 آب/أغسطس في أحد أحياء دمشق. ولكنها تصر أن الحادث لم يكن نتيجة هجوم شنه الجيش السوري باستخدام أسلحة كيماوية عسكرية من مخزونه الكيماوي. وهذه هي الحقيقة الأكثر سطوعاً, تبعاً لبعض ضباط الاستخبارات المركزية الأمريكية العاملين على القضية السورية. فقد أخبرونا أن مدير "سي آي إيه", جون برينان, يقدم قصة ملفقة على النمط العراقي للكونغرس والإعلام والعالم – وربما لك أيضاً.
لقد قمنا بمراقبة جون برينان عن كثب خلال السنوات الماضية, وللأسف نجد أن ما يقوله لنا زملاؤنا السابقون سهلَ التصديق. والمحزن أكثر في الأمر هو أن الذين عملوا معه شخصياً منا يعرفون ذلك جيداً؛ فنحن لا نثق به على الإطلاق. ونفس الشيء ينطبق على معلمه, مدير الاستخبارات القومية جيمز كلابر, الذي اعترف أنه قدم شهادة محلفة "خاطئة بشكل واضح" للكونغرس حيث أنكر أن "هيئة الأمن القومي" تتجسس على الأمريكيين.
خلاصة استخبارية أم خدعة سياسية؟
حقيقة أن وزير الخارجية جون كيري سوف يستحضر اسمَ كلابر هذا الأسبوع في شهادته أمام الكونغرس, في محاولة واضحة لتعزيز مصداقية تقرير "التقويم الحكومي" المكون من أربع صفحات, تصيبنا بالذهول. والأكثر إدهاشاً في الموضوع هو أن البيت الأبيض, ولسبب غير مفهوم, وليس كلابر هو الذي نشر "التقويم".
إن هذا مثير للاستغراب. فنحن نعرف كيف تسير الأمور. فعلى الرغم من أن "التقويم الحكومي" يتم بيعه للإعلام بصفته "خلاصة استخبارية", إلا أنه وثيقة سياسية, وليس وثيقة استخبارية. حيث يتجنب كتبة هذا التقرير ومعدوه وصائغوه تقديمَ أية تفاصيلَ ضرورية. وفوق ذلك, فقد اعترفوا سلفاً أنه على الرغم من "ثقتهم الكبيرة" بهذا التقويم, إلا أنه لا يزال "يفتقر إلى التأكيد".
مما يذكرنا بتلفيق سابق: يذكرنا هذا ﺑ "محضر جلسة داونينغ ستريت" الشهير بتاريخ 23 تموز/يوليو 2002 حول العراق ["10 داونينغ ستريت" هو مقر رئيس الوزراء البريطاني في لندن]. إذ يسجل المحضر أن ريتشارد ديرلوڤ, رئيس الاستخبارات البريطانية آنذاك, قد أخبر رئيسَ الوزراء طوني بلير ومسؤولين كباراً آخرين بأن الرئيس بوش قد قرر الإطاحة بصدام حسين بواسطة عمل عسكري يمكن "تبريره من خلال ثنائية الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل". وقد تلقى ديرلوڤ هذه المعلومات مت مدير "سي آي إيه" آنذاك جورج تينيت الذي قام بزيارته في مقر وكالة الاستخبارات المركزية في 20 تموز/يوليو.
وقد تركز النقاش الذي تلا ذلك على الطبيعة الواهية للدليل المقدَم, مما دفع ديرلوڤ للتوضيح: "ولكن تم ترتيب المعلومات والحقائق بشكل يتناسب مع السياسة." نحن قلقون من أن هذا ما حصل تماماً بشأن "المعلومات" المقدمة حول سوريا.
المعلومات الاستخبارية
هناك معلومات متزايدة من عدة مصادر في الشرق الأوسط – معظمها مرتبط بالمعارضة السورية وداعميها – تقدم دليلاً ظرفياً قوياً يشير إلى أن الحادث الكيماوي الذي وقع في 21 آب/أغسطس كان استفزازاً مخططاً مسبقاً من قبل المعارضة السورية وداعميها السعوديين والأتراك.  والهدف من ذلك هو افتعال حدث يستدعي جرَ الولايات المتحدة إلى الحرب.
وتبعاً لبعض التقارير, تم جلب علب تحتوي على عامل كيماوي إلى أحد أحياء دمشق, حيث تم فتحها هناك. وقد مات بعض الأشخاص القريبون من المكان, بينما أصيب آخرون.
ليست لدينا أية معلومات موثوقة حول إطلاق صاروخ عسكري سوري قادر على حمل أي عامل كيماوي. وفي الحقيقة, ليست لدينا أية معلومات حسية موثوقة تدعم الزعم القائل أن ذلك جاء نتيجة ضربة وجهتها وحدة عسكرية سورية متخصصة بالأسلحة الكيماوية.
إضافة إلى ذلك, علمنا أنه في 13- 14 آب/أغسطس, بدأت قوات المعارضة المدعومة من الغرب في تركيا بتحضيرات للقيام بهجوم عسكري كبير وغير نظامي. وقد جرت لقاءات أولية بين قادة عسكريين كبار من المعارضة ومسؤولين من الاستخبارات القطرية والتركية والأمريكية في الحامية العسكرية التركية في أنطاكية, في محافظة هاتاي, والتي يتم استخدامها الآن كمركز ومقر قيادة للجيش السوري الحر ورعاته الأجانب.
قام قادة كبار من المعارضة جاؤوا من اسطنبول بإعلام القادة الإقليميين مسبقاً بتصعيد وشيك في القتال نتيجة "تطور من شأنه أن يغير الحرب", مما سيؤدي بدوره إلى قصف سوريا بقيادة الولايات المتحدة.
في اجتماعات تنسيق العمليات في أنطاكية – التي حضرها مسؤولون استخباريون كبار أتراك وقطريون وأمريكيون, بالإضافة إلى قادة كبار من المعارضة السورية – تم إعلام السوريين أن القصف سيبدأ خلال أيام قليلة. وقد صدرت الأوامر إلى قادة المعارضة لتحضير قواتهم بسرعة للإفادة من القصف الأمريكي, والزحف نحو دمشق, والإطاحة بحكومة بشار الأسد.
أكد المسؤولون القطريون والأتراك للقادة الإقليميين السوريين أنهم سيتلقون كميات كبيرة من الأسلحة لشن الهجوم القادم. وقد تلقوا هذه الأسلحة بالفعل. حيث بدأت عملية توزيع أسلحة غير مسبوقة من حيث الكمية والنوعية في كافة معسكرات المعارضة في 21- 23 آب/أغسطس. وقد تم توزيع الأسلحة من مخازن تسيطر عليها الاستخبارات القطرية والتركية ويشرف عليها ضباط استخبارات أمريكيون.
لمصلحة من؟
من الواضح أن لدى المجموعات المختلفة التي تحاول إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد حافزاً كبيراً لتوريط الولايات المتحدة بشكل أكبر لدعم هذا الهدف. وحتى الآن, لم يتضح تماماً إن كانت حكومة نتنياهو في إسرائيل تتمتع بهذا القدر من الحافز لتوريط واشنطن في حرب أخرى في المنطقة. ولكن مع هذا التشجيع القادم من إسرائيل وأولئك الأمريكيين الذين يضغطون من أجل المصالح الإسرائيلية, فإن أولوية الهدف الإسرائيلي تتضح شيئاً فشيئاً.
تتحدث المراسلة جودي رودورن, في مقالتها الهامة من القدس المنشورة يوم الجمعة في "نيويورك تايمز", عن الدافع الإسرائيلي بطريقة صريحة على غير المعتاد. تشير مقالتها, "إسرائيل تدعم ضربة محدودة ضد سوريا", إلى أن الإسرائيليين قالوا إن أفضل نتيجة للحرب الأهلية المستمرة منذ سنتين ونصف هي, الآن على الأقل, ألا تكون هناك أية نتيجة. وتتابع رودورن:
"بالنسبة إلى القدس, يبدو الوضع الراهن – على الرغم من فظاعته من الناحية الإنسانية – أفضلَ من انتصار حكومة السيد الأسد وداعميه الإيرانيين أو تعزيز المجموعات المتمردة, التي يهيمن عليها الجهاديون السنة بشكل متزايد.
‘هذا وضع حاسم تريد فيه للفريقين أن يخسرا, ولكن على الأقل لا تريد لأي منهما أن يربح – إذاً, دعونا نقبل بالتعادل,’ قال آلون بينكاس, وهو قنصل عام إسرائيلي سابق في نيويورك. ‘دعوا الطرفين ينزفان حتى الموت: هذا هو التفكير الاستراتيجي هنا. وطالما يستمر هذا الوضع, فلن يكون هناك أي تهديد من سوريا.’ "
نعتقد أن هذه هي الطريقة التي ينظر فيها قادة إسرائيل الحاليون حول سوريا, وأن تورط الولايات المتحدة بشكل أكبر – حتى لو كان, مبدئياً, ضربات عسكرية "محدودة" – سوف يضمن غياب أي حل قريب للنزاع في سوريا. فكلما تقاتل السنة والشيعة في سوريا والمنطقة ككل, كلما كانت إسرائيل آمنة أكثر.
بما أن سوريا هي حليف إيران الرئيسي, حيث هناك معاهدة دفاع مشترك بين البلدين, فإن هذا يلعب أيضاً دوراً في الحسابات الإسرائيلية. ومن غير المحتمل أن يتمكن قادة إيران من لعب دور عسكري هام في سوريا, ويمكن لإسرائيل أن تركز على ذلك بمثابة إحراج لطهران.
دور إيران
يمكن إلقاء اللوم على إيران سلفاً بناءً على ارتباطها بسورية واتهامها بكافة أنواع التحريض, الحقيقي والمتخيَل. وقد لاحظ البعض الدورَ الإسرائيلي في توجيه أسوأ الاتهامات ضد الأسد فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية, وتشير تجربتنا إلى احتمال حدوث مثل هذا الشيء بنسبة كبيرة.
ومن المحتمل أيضاً حدوث هجوم مزيف من قبل طرف معني يؤدي إلى إغراق أو إلحاق الضرر, ربما, بإحدى المدمرات الأمريكية التي تجوب البحر الآن غرب سوريا. ومن المتوقع أن يقومَ إعلامنا الرسمي باستغلال مثل هذا الحادث إلى أقصى درجة ممكنة, وسوف تجد نفسك تحت ضغط أكبر لتوسيع الورط العسكري الأمريكي في سوريا – وربما أبعد من ذلك أيضاً, ضد إيران.
انضمت إيران إلى أولئك الذين يلقون بالمسؤولية على المتمردين السوريين بخصوص الحادث الكيماوي الذي وقع في 21 آب/أغسطس, وقد سارعت إلى تحذير الولايات المتحدة من التورط بشكل أكبر. فتبعاً للقناة الإيرانية الإنكليزية "بريس تي ڤي", زعم وزير الخارجية الإيراني محمد جاود ظريف: "إن الأزمة السورية مصيدة قامت بنصبها مجموعات الضغط الصهيونية [للولايات المتحدة]."
في واقع الأمر, يمكن أن يكون هذا عين الصواب. لكننا نعتقد أن مستشاريك لا يحبذون هذه الفكرة. ولذلك نرى أن مسؤوليتنا تتمثل في إيصال المعلومات الدقيقة إليك بحيث تحصل أنت وأصحاب القرار من حولك على الصورة الكاملة.
انتقام حتمي
نأمل أن يكون مستشاروك قد حذروك من أن الانتقام ضد الهجمات على سوريا ليس مسألة لو, بل أين و متى. فالانتقام حتمي. فعلى سبيل المثال, من المرجح أن تحصل هجمات إرهابية على السفارات والمنشآت الأمريكية تجعل ما حصل ﻠ "بعثة" الولايات المتحدة في بنغازي في 11 أيلول/سبتمير مجرد لعبة صغيرة بالمقارنة. وقد تحدث أحدنا عن هذا القلق الرئيسي قبل أسبوع من الآن في مقالة بعنوان "عواقب محتملة لهجوم عسكري أمريكي على سوريا – فلنتذكر تدمير مقر قوات المارينز في بيروت, سنة 1983".
توقيع
(مجموعة من ضباط الجيش والاستخبارات المتقاعدين, بالأسماء والصفة المهنية السابقة)


http://www.globalresearch.ca/u-s-military-and-intelligence-officials-to-obama-assad-not-responsible-for-chemical-attack/5348576

تُرجم عن ("غلوبل ريسيرتش", 6 أيلول/سبتمبر 2013)

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...