قمة دمشق: اختبار لموازين القوى يتفادى الخلافات

29-03-2008

قمة دمشق: اختبار لموازين القوى يتفادى الخلافات

تبدأ القمة العربية في دورتها العشرين أعمالها، ظهر اليوم، في دمشق، بحضور 11 زعيما عربيا، وغياب دولة واحدة هي لبنان، فيما يتوقع ألا تخرج النقاشات عن حدود ما تم إقراره في اجتماعات وزراء الخارجية والمندالأسد مستقبلاً الرئيس الإماراتي في مطار دمشق أمسوبين، على أن يأخذ المشروع الليبي حول العلاقات العربية ـ العربية الوقت الأوسع من النقاش.
وكان لافتاً، أمس، اعتذار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الحضور، وإرساله نائبه عبد ربه منصور هادي بدلا عنه، إضافة إلى تخفيض الأردن تمثيله في القمة إلى مستوى مندوبه لدى الجامعة عمر الرفاعي، ما أثار استغراباً سورياً إن لم يكن أكثر. واللافت في القرار الأردني أنه يأتي بعد مشاركة وزير الخارجية صلاح البشير في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أمس الأول، وفي ظل تأكيدات رسمية حصلت عليها دمشق من الديوان الملكي الأردني و«لأكثر من مرة» بأن مستوى الحضور الأردني «سيكون رفيعا إذا لم يتمكن الملك (عبد الله الثاني) من الحضور بعد التشاور مع السعودية ومصر».
أمّا الرئيس اليمني ففاجأ الجانب السوري بإرساله صباحاً رسالة اعتذار عن عدم الحضور، بعد أن كان من الموالرئيس الجزائري..فترض أن يحضر القمة ويشرح فيها «الجهود التي بذلتها صنعاء على المستوى الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح».
وفيما فضل المسؤولون السوريون إبقاء الموضوع في إطار «القرار السيادي» للدول العربية، بقي الكلام مركزا على «الجهد الأميركي المتواصل لإفشال القمة»، والذي يتجلى بـ«الضغط والإغراء».
وتسربت معلومات إلى المركز الإعلامي عن «مذكرات وزعتها وزارة الخارجية الأميركية على عدد كبير من الدول العربية ترجو منها اتخاذ موقف من قمة دمشق»، وتكليف سفراء واشنطن لدى تلك الدول متابعة تنفيذ مضمونها، وهو ما اكدته ايضا مصادر في وفد شمال افريقيا. واوضحت ان السفارات الاميركية تولت تسليم هذه الرسائل الى معظم دول هذه المنطقة، وان احد السفراء الاميركيين المعتمد لدى احدى تلك الدول سلم رئيسها الرسالة يرافقه قائد الاسطول السادس الاميركي. 
وقالت مصادر أنّ الملك الأردني أوفد رئيس الديوان الملكي، مساء أمس الأول، إلى دمشق لشرح حجم الضغوط التي يتعرض لها كي يتغيب عن القمة، وأنّ وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس حددت يوم السبت، موعد انعقاد القمة، للقائه، فيما قالت مصادر دبلوماسية عربية إن الرئيس اليمني «اضطر للاعتذار مراعيا حساسيات عربية»، في حين ربطت مصادر فلسطينية غياب صالح بالرفض الأميركي للمبادرة اليمنية. 
وقالت مصادر أن دمشق ستركز جهودها في الفترة المقبلة على «إرساء التضامن العربي والعمل العربي المشترك خلال فترة رئاستها للقمة العربية»، فيما ذكرت مصادر رسمية أنّ القمم العربية عموما «تفتقر للتنفيذ»، وأن سوريا سوف تركز «في طرحها خلال قمة دمشق على إيجاد الآليات لمتابعة مقررات القمة».

وقالت مصادر عربية في دمشق، إن العقيد الليبي معمر القذافي حاول القيام بمبادرة اللحظة الأخيرة عبر دعوة الرئيس المصري حسني مبارك لمرافقته على متن طائرته إلا انه «قوبل برفض مصري قاطع». وأضافت المصادر أن القذافي حاول أيضا القيام بالمبادرة ذاتها مع الملك عبد الله الثاني الذي «استجاب لعرض القذافي. لكن قبل أن يتوجه العقيد الليبي إلى طائرته بلحظات، فوجئ برفض الملك الأردني الحضور، كما فوجئ بقرار عمان خفض التمثيل عما كان عليه خلال اجتماع وزراء الخارجية»، وهو يعكس بحسب المصادر العربية «حجم الضغوط الكبيرة التي مورست على مصر والأردن لعدم المشاركة على مستوى رفيع».
وتردد في أروقة الاجتماعات أن الجانب السعودي كان قد ابلغ الجامعة العربية قراره «بمقاطعة قمة دمشق بشكل نهائي، إلا أن الأمين العام عمرو موسى أصر على الحضور السعودي ولو بالحد الأدنى من التمثيل الدبلوماسي».
وتوافد العديد من القادة والمسؤولين العرب، أمس، إلى دمشق، حيث حضر كل من القذافي، والرؤساء الجزائري عبد العزيز بو تفليقة، والتونسي زين العابدين بن علي، والفلسطيني محمود عباس، والسوداني عمر البشير، والموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ورئيسي جمهورية جزر القمر احمد عبد الله محمد سامبي، ودولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأمير الكويت صباح الأحمد الصباح، ونائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ونائب رئيس وزراء البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، ونائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي، ونائب رئيس مجلس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد، ورئيس الوفد المصري مفيد شهاب.
إلى ذلك، توقعت مصادر في دمشق أنّ تتضمن الكلمة التي سيفتتح بها الرئيس بشار الأسد القمة، تأكيداً على المبادرة العربية بشأن لبنان، ودعم المقاومة، مع التركيز على الموقفين الأميركي والإسرائيلي حيال الأوضاع التي تمر بها المنطقة، من دون التطرق إلى الخلافات العربية.
من جهته، دعا وزير الخارجية وليد المعلم القيادات اللبنانية إلى أن تتحمل مسؤولياتها وأن تتولى حل مشاكلها بنفسها بدلا من تحميل مسؤولية ذلك للآخرين.
وقال المعلم إنّ لسوريا صداقات معروفة في لبنان وخاصة مع «حزب الله» وحركة «أمل» والأحزاب والقوى الوطنية والقومية ولكن ليس لدينا صلة مباشرة مع العماد ميشال عون، مشدداً على أنّ «من يملك نفوذا في لبنان (عند الأكثرية) ليس سوريا».
وسئل المعلم عن الكلمة التي وجهها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، مساء أمس، إلى القادة العرب، فأجاب «ليس لدي وقت لسماع هذه الكلمة».

زياد حيدر 

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...