خطة أنان تخضع لاختبار دولي جديد وروسيا وأوروبا تتفقان على توحيد الجهود

05-06-2012

خطة أنان تخضع لاختبار دولي جديد وروسيا وأوروبا تتفقان على توحيد الجهود

تلقت خطة كوفي أنان لحل الأزمة السورية، أمس، دفعة جديدة من الدعم السياسي الدولي، من جانب روسيا والصين والاتحاد الاوروبي ومجلس الأمن الذي سينعقد يوم الخميس المقبل للاستماع الى تقرير المبعوث الدولي والعربي حول سبل تنفيذ الخطة التي أجمعت المواقف الدولية على انها السبيل الوحيد لتجنب حرب أهلية واسعة النطاق في سوريا يمكن أن تمتد الى الدول المجاورة.
وقال المتحدث باسم أنان أحمد فوزي إن الأول سيواصل الدفع بخطته المؤلفة من ست نقاط باعتبارها «الخيار الوحيد المطروح على الطاولة». وقال فوزي في جنيف «يشعر أنه ربما يكون قد آن الأوان أو اقترب الوقت الذي يجب فيه على المجتمع الدولي إعادة النظر في الوضع واتخاذ قرار بشأن ما يجب القيام به لضمان تنفيذ الخطة المؤلفة من ست نقاط».
وقال فوزي «كثير من الناس مثلكم يسألون ما إذا كانت الخطة المؤلفة من ست نقاط قد فشلت.. وما إذا كانت هذه هي نهاية المطاف.. وما إذا كانت ماتت. لقد كتبوا النعي بالفعل. ولكن سنواصل المضي قدماً في الخطة لأنها هي الخيار الوحيد المطروح على الطاولة في الوقت الراهن». وأضاف «يعتقد أنان أن بإمكاننا تحقيق السلام في سوريا من خلال تنفيذ الخطة بالكامل والنقاط الست بصورة متزامنة».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت البلاد قد غاصت بالفعل في الحرب الأهلية أجاب فوزي قائلاً «إن المبعوث الخاص أنان وكثيرين غيره حذروا من انزلاق سوريا إلى حرب أهلية طائفية دامية وطويلة. ربما نكون قد وصلنا إلى ذلك بالفعل». وأضاف «نأمل من أجل الشعب السوري ألا نكون قد وصلنا إلى ذلك حتى الآن. لكن من المؤكد أن ما نشهده هو سيناريو دموي ومؤسف جداً».
وقال الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون على هامش اجتماع لبنك التنمية الاسلامي في جدة «نحن منزعجون بشدة مما يحدث». وأضاف «خطة أنان ما تزال محورية لحل الأزمة السورية». وذكرت وكالة الانباء السعودية ان الملك السعودي عبد الله وبان بحثا «الجهود الدولية المبذولة لمكافحة الارهاب تحت مظلة الامم المتحدة». وأكدت ان الجانبين بحثا «مجمل الاوضاع والتطورات على الساحتين الاقليمية والدولية والجهود المبذولة لتحقيق السلام وحقن الدماء في سوريا وبؤر الأحداث التي تشهدها المنطقة».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيله «لقد وقع الكثير من التجاوزات، ولن يكون بالإمكان التوصل الى حل دائم ما دام الأسد في السلطة». وردا على سؤال حول الخلافات بين فرنسا وألمانيا بشأن امكان التدخل العسكري في سوريا، قال فابيوس ان «النقطة المركزية» بالنسبة الى فرنسا هي «ان اي عمل لا يمكن القيام به الا في اطار الامم المتحدة».
وأضاف فابيوس ان «الامم المتحدة هي التي يجب ان تحدد ترتيبات» التحرك في سوريا، مشددا على ان «القرارات تبدو صعبة في مجلس الامن لأن الروس والصينيين أكدوا معارضتهم لهذا القرار او ذاك». وتابع فابيوس قائلا ان «الترتيبات التي سيتم اختيارها تبقى مرتبطة بتطور الوضع وتصرف الأسد نفسه».
من جهته، شدد الوزير الألماني على ان الحكومة الالمانية «تتقاسم بنسبة مئة في المئة» حالة الغضب التي عبر عنها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عندما تطرق الاسبوع الماضي الى امكان حصول تدخل عسكري في سوريا بتفويض من الامم المتحدة، وهو الامر الذي ترفضه برلين بشكل واضح. وقال فيسترفيله ان «فرنسوا هولاند عبر عن غضبه إزاء العنف والظلم في سوريا». وتابع قائلا ان برلين «ترغب في حل سياسي» موضحا ان ألمانيا تؤيد زيادة الضغوط الدولية على النظام السوري. وأضاف «لا يجوز لأي كان أن يمد يده لحماية النظام» السوري في إشارة الى روسيا من دون أن يسميها.
واعتبر المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الرئيس السوري بشار الأسد يكذب حين ينفي مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة. ورداً على سؤال عما إذا كان الأسد كذب أمام العالم في الخطاب الذي ألقاه أمس الأول، حين نفى مسؤولية نظامه عن مجزرة الحولة، قال كارني «نعم». وأضاف كارني «نركز مع شركائنا الدوليين على التحضير لانتقال سياسي في سوريا»، مبدياً استياءه لكون النظام السوري ينفي مسؤوليته عن المجازر التي «شارك» فيها. وتابع قائلاً «لهذا السبب، من الأهمية بمكان أن يتوحد المجتمع الدولي للضغط على الأسد، لعزله».
في المقابل، اعلن رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي بعد مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا والاتحاد الاوروبي متفقان على ان خطة انان هي افضل طريقة لتجنب «حرب اهلية» في البلاد. وأضاف «علينا توحيد جهودنا لتحقيق ذلك ولتوجيه رسالة مشتركة. علينا العمل لوقف فوري لكل اشكال العنف في سوريا ولتطبيق عملية انتقالية سياسية».
وحذر رئيس مجلس الأمن الدولي ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة لي باودونغ الأطراف الخارجية والداخلية في سوريا من تقويض مهمة كوفي أنان. وأضاف رئيس مجلس الأمن في المؤتمر الصحافي الذي عقده لمناسبة تولي بلاده رئاسة أعمال مجلس الأمن للشهر الحالي أن «موقف الصين من الأزمة الحالية يتلخص في ضرورة احترام وحدة وسيادة سوريا، وأن مصير مستقبل سوريا ينبغي أن يبقى في أيدي الشعب السوري»، مؤكدا أن بلاده لا تسعى لحماية الرئيس السوري بشار الأسد.
وحذر لي «جميع الأطراف الخارجية المتورطة في الأزمة السورية» من دون أن يحددها، من مغبة اتخاذ أية خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تقويض مهمة أنان. وقال «على هذه الأطراف أن تكون محايدة إزاء طرفي الصراع في سوريا، وهذه هي رسالة مجلس الأمن التي نرغب أن نبعثها إلى الجميع... ونتطلع إلى الإحاطة التي سيقدمها أنان ووكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام ايرفيه لادسوس إلى أعضاء المجلس يوم الخميس المقبل».
وقال رئيس مجلس الأمن «علينا أن نقدم كل الدعم إلى كوفي أنان، وعلى جميع الأطراف أن تتعاون معه، وأن توقف الجماعات المسلحة العنف وتنخرط في العملية السياسية».
وفيما قال متحدث باسم أنان إنه سيعقد محادثات بشأن سوريا مع كلينتون في واشنطن يوم الجمعة المقبل، قال مسؤولون في الجامعة العربية ان نبيل العربي سيتوجه الى نيويورك هذا الاسبوع لبحث الازمة السورية مع الامين العام للامم المتحدة وسفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن. وقال مسؤول في الجامعة العربية «الوضع الخطير في سوريا سوف يتصدر مباحثات الامين العام في نيويورك» مضيفا انه سيسافر غداً الاربعاء.
وأعلن في اسطنبول انشاء هيكلية عسكرية جديدة للمعارضة السورية تحت اسم «جبهة ثوار سوريا». وتلا عضو المكتب السياسي لـ«جبهة ثوار سوريا» خالد العقلة (إخوان مسلمين) بيانا خلال مؤتمر صحافي أعلن فيه "انطلاقة جبهة ثوار سوريا لتكون البوتقة التي تتوحد فيها جميع الفصائل الثورية المسلحة ». وتوجه البيان الى «ابناء امتنا الاسلامية» داعيا الى «تقديم المال والسلاح الى المعارضة السورية». وجاء في البيان ان «الشعب السوري يخوض اليوم معركتكم التي يدفع فيها الدم الغالي فلا اقل من نصرته بالمال والسلاح وبيانات الشجب والتنديد قد فات أوانها».
وأكدت «جبهة ثوار سوريا»، «الالتزام بالاسلام ومرجعيته التشريعية للدولة واحترام التعددية الدينية والقومية»، كما اعلنت انها ستساهم «في ملء الفراغ المؤسساتي والامني في الفترة الانتقالية بعد سقوط النظام». وأضاف البيان ان الجبهة «تعلن النفير العام وتطالب جميع شرائح المجتمع بالالتفاف حول هذا الخيار ودعمه». ورداً على سؤال حول علاقة هذه الجبهة الجديدة بـ«الجيش السوري الحر»، قال عقلة ان هناك «محادثات» تجري بين الطرفين اللذين «يتعاونان».
                                                                                                                المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...