تصعيد في «جيب إدلب» يستبق «أستانا»

29-07-2019

تصعيد في «جيب إدلب» يستبق «أستانا»

قبل أيام فقط على موعد الجولة الجديدة من محادثات «أستانا»، والتي تستضيفها العاصمة الكازاخية في 1 و2 آب المقبل، يتعاظم التصعيد في «جيب إدلب»، من دون فتح جبهات برية واسعة حتى الآن. عشرات القذائف والغارات الجوية سُجّلت خلال اليومين الماضيين، واشتباكات متفرقة على أطراف ريفي إدلب واللاذقية، بلا أي تغيير في خريطة السيطرة على الأرض، ومن دون خروج تصريحات لافتة من الجانبين الروسي والتركي، الضامنين لاتفاق التهدئة المفترض. 



التعزيزات التي شهدتها جبهات ريفي حماة واللاذقية من جانب الجيش السوري، الأسبوع الماضي، واجتماعات المسؤولين العسكريين عن هذا القطاع، شكّلت ملامح لاحتمال إطلاق عملية عسكرية جديدة، لكن التصعيد اقتصر على الاستهدافات الجوية والمدفعية. اللافت في اليومين الماضيين كان كثافة نشاط سلاحَي الجو السوري والروسي في أجواء «جيب إدلب»، إذ استُهدفت مناطق عديدة هناك بسلسلة واسعة من الغارات، وكان لبلدات خان شيخون ومعرة النعمان وأريحا النصيب الأكبر من القصف الجوي، الذي تسبب في وقوع ضحايا من ساكني تلك البلدات.


قراءات الجانب المعارض لتكثيف القصف الجوي تباينت، بين اعتباره «ضغطاً على الفصائل» لدفعهم نحو تنفيذ بنود «اتفاق سوتشي»، وبين تصنيفه «ضغطاً على الجانب التركي لإمرار بند فتح الطرق الدولية داخل جيب إدلب»، بحجّة أن البلدات المستهدفة تُجاور طريق حماة ــــ حلب، مثلاً. وفي المقابل، تتحدث الأوساط الحكومية عن أن التحرك يؤكد أن هدف تحرير كامل المناطق السورية لا يزال حاضراً بمعزل عن سياق تنفيذ الاتفاقات. كذلك، ترى مصادر سياسية تتابع ملف محادثات «أستانا» أن ما يجري على الأرض يستبق جولة التفاوض المرتقبة، ويتوازى مع الضغوط السياسية على الجانب المعارض لعدم الحضور، مضيفة أن اشتراط وقف إطلاق النار لحضور «وفد المعارضة المسلحة» في أستانا هو تفصيل قد يتحقق بشكل روتيني قبيل انعقاد الجولة وعبر القنوات الروسية ــــ التركية، من دون أن يعني ذلك غياب القصف المدفعي والجوي بشكل كامل، وعن مناطق محددة. وتشير أوساط معارضة إلى أن قرار «هيئة التفاوض» مقاطعة «العملية السياسية» ربطاً بما يجري في إدلب هو جزء من مظاهر هذا الضغط، ومحاولة للتأثير على نتائج الاجتماع المرتقبة.


المعلومات الميدانية لا تشي بوجود خطط لإطلاق عمليات برية واسعة قبيل جولة الاجتماعات المقبلة، ولكنها تؤكد أن الجيش سيستهدف مسبقاً أي تحرك عسكري من الجانب المقابل، يصنّفه إعداداً لإطلاق عمليات على مواقعه، وهو ما حدث بكثافة خلال الأسبوع الأخير، إذ تم استهداف عدة أرتال كانت تحركها الفصائل باتجاه نقاط قريبة من خطوط التماس.


وسط هذه التطورات الميدانية، يشي الصمت الروسي والتركي بوجود تفاهم على ضرورة عدم التشويش على «أستانا»، خاصة أن هذه الجولة تحمل في ملفاتها صيغة توافقية لتشكيلة «اللجنة الدستورية». ومن غير المعروف إلى الآن ما تأثير غياب المبعوث الأممي، غير بيدرسن، عن الجولة المرتقبة، بحكم إصابته الناجمة عن حادث سير، ولا خطط الأمم المتحدة في شأن من سينوب عنه في هذا الاجتماع المهم. وقد يتم تأجيل الإعلان عن «اللجنة» إلى ما بعد اجتماعات «أستانا»، بحيث يبقى المجال مفتوحاً لتبني «الخطوة الجديدة» في القمة الثلاثية المرتقبة في آب، بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران.

«داعش» يتبنّى «انتحاري» مليحة العطش


تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً استهدف عدداً من عناصر الجيش السوري أول من أمس في ريف درعا الشرقي. ووقع التفجير قرب بلدة مليحة العطش غربي بصر الحرير، فيما كانت وحدة من الجيش تداهم أحد المواقع لتفتيشه بحثاً عن مطلوبين وأسلحة، حيث فجّر الانتحاري نفسه، ما أدى إلى جرح عدد من العسكريين، تم نقلهم إلى مستشفى الصنمين. وأمس، انفجرت عبوة ناسفة خلال عمليات تمشيط تقوم بها وحدات الجيش في ريف السويداء الشرقي، ما تسبب في استشهاد 5 عسكريين وجرح اثنين آخرين. وتقوم وحدات الجيش بعمليات تمشيط في بادية السويداء منذ أيام، والتي يشتبه في وجود نشاط لـ«داعش» فيها. وشملت العمليات مناطق أرض الكراع ومغر ملحة وتل سنيم والدياثة وبئر النعامة.

 

الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...