المؤتمر المسيحي المشرقي يبدأ في بيروت

03-11-2013

المؤتمر المسيحي المشرقي يبدأ في بيروت

بدأت في بيروت أمس أعمال المؤتمر المسيحي المشرقي بمشاركة شخصيات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية من سورية والعراق ولبنان والأردن وفلسطين ومصر.
ويأتي المؤتمر الذي تستمر أعماله على مدى يومين ويشارك فيه أيضا سفراء ودبلوماسيون في إطار جهوده "لخلق ديناميكية جديدة في الوسط المسيحي اللبناني والمشرقي واستنهاض الجهود من أجل مواجهة التحديات والمعضلات التي تلقي بثقلها على مسيحيي لبنان والمشرق والتي ازدادت مع التغيرات العربية والحرب في سورية وصعود الحركات المتطرفة ومخاطرها على التنوع واحترام الآخر المختلف والنسيج الحضاري في المشرق" حسب المنظمين.

وقال رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام الذي استهل المؤتمر بكلمة "اللقاء المسيحي": نحن شعوب وقوميات وكنائس وإثنيات وطوائف مسيحية مشرقية من صلب نسيج التنوع والتعدد في المنطقة.. نحن أبناء هذه الأرض الأصيلون "مشددا على أن المسيحيين جزء لا يتجزأ من المنطقة بكل تراثاتها وثقافاتها وذاكرتها وأدبها وتاريخها.
وتابع افرام "لا نطلب لأنفسنا إلا ما نطلبه لكل إنسان ولكل جماعة.. لا نخاف من أحد ولا نتوهم أخطارا ولا نشوه صورة أحد ومن يخطفنا ويكفرنا ويذبحنا هو من يحرق وجه أمته ودينه ومذهبه" مضيفا "نريد المواطنة والمساواة والعدالة والكرامة والمشاركة في صناعة القرار الوطني في كل بلد دون منة من أحد والاعتراف بنا كما نحن لا كما يريدوننا أن نكون.. نريد ديمقراطيات ليس على طريقة الفوضى الخلاقة".
وأوضح افرام "لا نريد حمايات أجنبية ولا تحالف أقليات ولا هويات قاتلة ولا نقبل مواطنين درجة ثانية" مضيفا "لا نريد تفتيت الشرق على أسس إسرائيلات صغيرة أودول دينية لا نقبل من أحد أن يمحو تراثنا ووجودنا أو أن ينفيه أو يلغيه أو يحتقره".
ودعا افرام إلى وحدة مسيحية مشرقية تتجاوز البلدان والمذهبيات وحالة طوارئ في كل المؤسسات لخلق مناخات ومساحات تلاق بدل التصحر داعيا العرب والمسلمين الى اتخاذ موقف ضمير يرفض فتاوى التكفير ومحاولات تطبيق الشريعة بالقوة وتصاعد الذبح والتهجير والإلغاء والى نهضة فكرية حضارية وإرشاد إسلامي ما.
وتساءل "هل يمكن لمن يكسر تمثال العذراء ويذبح المطران فرج رحو في العراق ويحرق 60 كنيسة في ليلة أن يكون هو وجه الإسلام" مضيفا "نحن مسؤولون عن بعضنا.. نحن معا في معركة واحدة ومطلوب من الغرب أن يوقف الخبث في التعاطي معنا وأن ينظر الى الشرق بعين القيم والمبادئ فلا يدعم أنظمة ولا أحزابا ولا قياد ات لا تعترف بالآخر أو تقمع الآخر أو ترفض المساواة".
واعتبر افرام المطرانين المخطوفين بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم "رمز المسيحية المشرقية في عذابها" داعيا في ختام كلمته إلى إنشاء "التكتل المسيحي المشرقي" إطارا سياسيا جامعا صوتا واحدا هدفا واحدا فكرا واحدا قضية واحدة والاتفاق على وثيقة نضال وخارطة طريق.

من جهته أكد عضو مجلس الشعب الدكتور فايز الصايغ في كلمة باسم الوفد السوري إلى المؤتمر أنه "لا يمكن للمجموعات الإرهابية في سورية أن تسهم في بناء الدولة المدنية" مشددا على أن الجيش والحكومة السورية تصدوا لهذه المجموعات دفاعا عن أبناء الشعب السوري.
وأشار الصايغ الى أن الغربيين بدؤوا اليوم بقول ما قالته سورية منذ البداية وهو أن الحل السياسي هو الحل الوحيد الممكن في سورية مذكرا أن "الجهات التي استهدفت الحكومة السورية كانت الولايات المتحدة وإسرائيل".
وفي كلمة باسم الوفد المصري أوضح الدكتور شريف دوس أن مصر تتعرض لهجمة شرسة مما يسمى "الإسلام السياسي" وهي تمر بمرحلة قاسية على المسيحيين مطالبا بـ "وقف التمويل للجماعات الإرهابية في البلاد وفي مقدمها جماعة الإخوان المسلمين".
وذكر بالأحداث الارهابية الأليمة التي تعرض لها المسيحيون في مصر عارضا لأوضاعهم الصعبة ومعاناتهم اليومية.
من جانبه أكد الأستاذ حنا عميرة في كلمة له باسم الوفد الفلسطيني أن المسيحيين الفلسطينيين يعانون في الأساس الاحتلال الاسرائيلي وهو السبب الأساسي الذي يؤدي الى هجرتهم من موطنهم موضحا أن المشترك بينهم وبين بقية الدول هو "نزيف الهجرة".
ولفت عميرة إلى أن هناك سياسة لفرض حصار على الأماكن المسيحية في فلسطين المحتلة مشددا على ضرورة مواجهة الاحتلال وتخفيف العبء عن الشعب الفلسطيني.

إلى ذلك أكدت الأديبة كوليت خوري على تمسك أبناء سورية بتراب الوطن ورفضهم للانقسامات المذهبية التي حاولت المؤامرة زرعها بين أبناء الشعب السوري الواحد.
وقالت خوري في مقابلة مع قناة (أو تي في) اللبنانية بعد مشاركتها في افتتاح المؤتمر المسيحي المشرقي: " لدينا إيمان راسخ وشعور عميق بأن سورية ستنتصر على كل المؤامرات التي تتعرض لها وليس هناك أي خوف على المصير لان سورية لم تفشل في حياتها وهي لن تتجزأ او تتقسم بل ستبقى واحدة موحدة".
وأضافت خوري " أننا متمسكون بتراب سورية وشعبها ودماؤنا مجبولة بالتراب السوري" رافضة تقسيم السوريين على أساس مذاهبهم وأديانهم لأن سورية لجميع السوريين وهم أصحاب الأرض السورية.
وشددت خوري على أن " الدولة السورية الواحدة الموحدة هي ضمانة للمسيحيين السوريين الذين يرفضون إقامة أي إقليم أو كانتون ويتمسكون بوحدة سورية وترابها" داعية المسيحيين المشرقيين الى عدم الهجرة من أوطانهم والى تمسكهم بتراب بلدانهم حيث خلقوا وعاشوا وتربوا على أراضيها.
في السياق ذاته لفتت خوري إلى أن سورية مستهدفة منذ التاريخ والمسيحيين فيها ينتمون إلى الوطن لأنهم أصحاب هذه الارض وهم مستهدفون من خلال خطة قتل الشعب السوري التي تقف وراءها الدول الكبرى مثل أميركا التي لا تفهم عن المسيحية شيئا ولا يهمها بقاء المسيحيين في أرضهم.
ورأت الأديبة خوري أن المطلوب من المسيحيين تثبيت وجودهم في بلدانهم وأن يعيشوا فيها مهما كانت ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية.
وأشارت الى أنه "عندما يتعرض الوطن للخطر لا يكون هناك معارضة أو نظام.. وما يسمى المعارضة الحقيقية هي من تتعامل مع الوطن وليس مع الخارج مثل ما فعل بعض السوريين".
واعتبرت خوري أن المؤتمر المسيحي المشرقي جيد بالنسبة للمسيحيين لأنه يضمن أطر التنسيق فيما بينهم من أجل حماية بعضهم البعض ومن أجل أن يشاركوا في الحكم.
من جهتها أكدت عضو مجلس الشعب السوري ماريا سعادة أن الحرب على سورية تستهدف هدم الرموز والمقدسات المسيحية التي تشكل إرثا إنسانيا عالميا وليس سوريا فقط وبالتالي على جميع دول العالم مسؤولية في الانتهاكات التي تستهدف هذه الرموز من إنسانية وتراث وحضارة.
وشددت سعادة في حديث صحفي على أن الحرب على سورية تهدد الأمن في المنطقة وبالتالي تهدد الوجود المسيحي والسعي لتفريغ المسيحيين من الشرق ابتداء من العراق وصولا إلى مصر وغيرها محذرة من أن تفريغ المسيحيين من الشرق يعني إنهاء المسيحية من العالم لأنهم الحامل الأساسي لمفهوم الدين المسيحي.

بدوره قال سفير روسيا في لبنان ألكسندر زاسبكين على هامش افتتاح المؤتمر المسيحي المشرقي: " هناك مشاكل عديدة في المنطقة الآن وبالدرجة الأولى نريد إيجاد حلول سلمية للنزاعات وفي نفس الوقت نسعى لتأمين العيش المشترك بين كل مكونات المجتمع تحت مبدأ التسامح والمساواة".
وأكد زاسبكين أن بلاده تعارض هجرة المسيحيين المشرقيين إليها مضيفا.. " نحن نريد أن يبقى الوجود المسيحي في المنطقة" داعيا إلى توحيد هذه الجهود لتأمين هذا الوجود.
وشدد زاسبكين على أن بلاده تعمل في سبيل إيجاد الحل السوري وأن الهدف القادم هو المؤتمر الدولي لحل الأزمة في سورية جنيف 2 الذي يجب أن يبدأ فيه الحوار السوري -السوري وفقا لمبادئ مؤتمر جنيف الأول.

وأعلن المؤتمر المسيحي المشرقي في بيان له إنشاء اللقاء المسيحي المشرقي.
وقال البيان إنه: "نظرا إلى الظروف الراهنة في منطقتنا بما تضمنته من احتلال واعتداءات اسرائيلية وأصوليات تكفيرية وتدخلات خارجية وتطلعا إلى تحقيق الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان ومفهوم الدولة المدنية تقرر إنشاء اللقاء المسيحي المشرقي واعتبار المجتمعين نواته التأسيسية الأولى مع ترك باب الانضمام إليه مفتوحا".
وأشار البيان إلى "تشكيل لجنة متابعة ضمنها أمانة سر للقاء تتألف من مندوبين عن كل وفد مشرقي لمتابعة توصيات اللقاء وخطط العمل المقترحة".
وتداول المجتمعون أوضاع المسيحيين المشرقيين وعرضوا أحوال أوطانهم كما ظروف المنطقة وتوقفوا عند الأزمات المرتبطة بخصوصية كل منهم والهواجس والمخاطر المشتركة.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...