الرئيس الأسد يرى أن مبادرته تتقاطع مع أفكار بين موسكو وواشنطن

09-01-2013

الرئيس الأسد يرى أن مبادرته تتقاطع مع أفكار بين موسكو وواشنطن

لم يأت خطاب الرئيس السوري بشار الأسد الأخير من الفراغ. هذا هو الانطباع الذي يخرج به كل من التقى الرئيس السوري في الساعات الأخيرة، بحيث لم يكن متفاجئا بردود فعل بعض أطراف المعارضة السورية والعديد من العواصم الغربية، وقال أمام زواره ان التفاوض لا يحصل عادة عبر المنابر الإعلامية، وهم لن يقولوا ان المبادرة جيدة بل سيزايدون سياسيا، وهذا الأمر كان متوقعا.
وإذ أعلن الأسد تمسكه بالحل السياسي، رافضا في المقابل الاملاءات الخارجية، قال ان المبادرة التي أطلقها في خطابه الأخير لم تكن وليدة لحظتها بل هي تتقاطع إلى حد كبير مع ما يجري من «كولسات» (كواليس) في بعض عواصم الدول الكبرى، وبالتالي تنسجم مع أفكار لم تتبلور بصورة نهائية بين موسكو وواشنطن حيال تسوية الأزمة السورية.
وقال الأسد أمام زواره انه لا بد وقبل أية تسوية، من وقف أعمال العنف وإراحة السوريين إنسانيا واجتماعيا وخاصة لجهة إعطاء أولوية لعودة النازحين وإغاثتهم وتلبية حاجاتهم، «ونحن من جهتنا مستعدون للالتزام بوقف النار، لكن السؤال من هي الجهة الدولية التي سـتضمن وقف أعمال العنف من قبل الجانب الآخر؟».
واعتبر الأسد أن بعض العواصم الغربية بدأت تعيد النظر في مواقفها في ضوء ممارسات بعض التنظيمات التكفيرية المتطرفة. وقال ان الجيش السوري لن يتردد في مواجهة هؤلاء الإرهابيين التكفيريين.
وأبدى الأسد عتبه الشديد على بعض التنظيمات الفلسطينية التي تعاملت مع سوريا بوصفها مجرد فندق، وقال ان «الشعب السوري عندما احتضنهم، لم يسأل لا عن هويتهم المذهبية ولا عن ميولهم السياسية. احتضنهم لأنهم مقاومون ومدافعون عن فلسطين، لكنهم قرروا فجأة أن يصبحوا شيئا آخر».
وشعر زوار دمشق بأن الأسد ما كان ليطل في «خطاب القوة» الأخير، لولا المعطيات الميدانية المتراكمة في الآونة الأخيرة، وبالأخص منها نجاح العمليات الأخيرة للجيش السوري، ومنها عملية داريا، بالإضافة إلى عمليات أخرى في مناطق مختلفة.
إلى ذلك، («سانا»، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا) مضت السلطات السورية في الإجراءات العملانية لوضع المبادرة التي طرحها الأسد لحل الأزمة موضع التنفيذ، متجاهلة الانتقادات والرفض التي قوبلت بها، إن كان من قبل المعارضة الخارجية أو الدول الغربية الداعمة لها.
وعقدت الحكومة السورية اجتماعا، برئاسة وائل الحلقي وظهر فيها وزير الداخلية محمد الشعار، لبحث كيفية تطبيق مبادرة الأسد لحل الأزمة.
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي ان «الدعوة مفتوحة وموجهة إلى جميع قوى المعارضة للمشاركة في حوار وطني يعتمد على معطيات احترام السيادة الوطنية ورفض التدخل الأجنبي بكل أشكاله». وأضاف ان النقاش سيتناول «كل الجوانب بدءا بالعنف والإرهاب ووجود العناصر والتنظيمات الإرهابية مرورا بالقضايا الاقتصادية وقضايا الحريات العامة وحقوق الإنسان وقضايا الموقوفين وتفاصيل وجوهر الحوار الوطني وكيف يجب أن يتم ومع من».
الصين والإبراهيمي
وذكرت وكالة «شينخوا» الصينية ان وزير الخارجية يانغ جيتشي أجرى محادثات هاتفية مع المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي «الذي قدم وجهة نظره بشأن الوضع الراهن في سوريا، موجزا جهود وساطته».
وأثنى يانغ على جهود الإبراهيمي التي يبذلها للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. وقال ان «الحل السياسي هو الطريق البراغماتي الوحيد للخروج من الأزمة ويتوافق مع مصالح الشعب السوري الأساسية والطويلة الأمد». ودعا «كل الأطراف المعنية لبذل جهود متواصلة للسعي إلى تسوية سياسية على أساس إعلان جنيف». وأضاف ان «الصين تبنت دائماً موقفاً موضوعياً وعادلاً من القضية، وستواصل تقديم الدعم الثابت لجهود وساطة الإبراهيمي وكل الاقتراحات السياسية التي تساعد على تسوية القضية».
ومن المرتقب أن يعقد الإبراهيمي اجتماعاً مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في جنيف منتصف كانون الثاني الحالي.
وعلمت «السفير» من مصادر ديبلوماسية في نيويورك أنه من المتوقع أن يحضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن الدولي في الأسبوع الثالث من كانون الثاني الحالي، وذلك لتقديم إحاطة شاملة حول ما توصل إليه في مهمته لحل الأزمة السورية، لكن رئيس المجلس لم يعيّن حتى الساعة توقيت هذه الجلسة.

وقال رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل بعد اجتماع مع الرئيس المصري محمد مرسي، تعليقا على مبادرة الرئيس السوري لحل الأزمة، «لقد صدمنا من هذا الخطاب. بعد سنتين من الأزمة يخرج الرئيس بشار بخطاب من هذا النوع، وهو يعاند نفسه وشعبه. هناك دماء سالت لا يمكن أن تضيع هباء منثورا».
وأضاف «الأسد مسؤول عما يحدث، وأتمنى عليه اتخاذ قرار شجاع لمصلحة شعبه. فانتصاره بانتصاره شعبه ولا يمكن أن يكون أحد منهزما إذا ما استجاب لشعبه». وتابع «لقد اجتمعت مع الإبراهيمي أمس (الأول) وأوضحت وجهة نظر بلادي في ما يخص هذا الموضوع».
إلى ذلك، يبدأ وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي زيارة للقاهرة اليوم. وقال رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السفير مجتبى أماني لوكالة أنباء الشرق الأوسط ان «صالحي سيجري خلال الزيارة مباحثات مع شيخ الأزهر احمد الطيب ووزير الخارجية محمد كامل عمرو وكبار المسؤولين المصريين في إطار العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين»، كما سيلتقي الإبراهيمي.
وأشاد رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) الإيراني على لاريجاني، خلال جلسة البرلمان في طهران، «بمبادرة الرئيس السوري لتسوية الأزمة الراهنة في سوريا»، معتبرا أن «المبادرة تؤكد عزم الحكومة السورية على المضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي ما يستلزم توفير الأرضية الأمنية الكفيلة لذلك». وأضاف ان «الدول التي تعارض المبادرة السورية من خلال مواقفها، (تقوم) بمثابة إعلان حرب على الاستقرار الديموقراطي في سوريا».

ذكر مصدر عسكري سوري ان قوات الجيش تمكنت من صد هجوم على بلدة المسطومة قرب ادلب، التي تضم تجمعا كبيرا للدبابات بعد أيام من دخول المسلحين قسما منها.
وقال مصدر عسكري لوكالة «فرانس برس» ان «الجيش السوري بمؤازرة كتيبة المهمات الخاصة نجح في السيطرة على المسطومة»، مشيرا إلى مقتل أكثر من 20 مسلحا وجرح عدد كبير غيرهم في الاشتباكات التي سبقت السيطرة على البلدة. وأوضح أن المسلحين كانوا تمكنوا من دخول البلدة قبل حوالى خمسة أيام.
ونقل مراسل وكالة «فرانس برس» عن سكان في حلب قولهم ان الجيش السوري أعاد السيطرة على حي الاشرفية، ذي الغالبية الكردية، بعد محاولة مسلحين التقدم إليه خلال اليومين الماضيين.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...