اجتماع سوري ـ إيراني ـ عراقي لمكافحة الإرهاب

23-06-2015

اجتماع سوري ـ إيراني ـ عراقي لمكافحة الإرهاب

رفعت طهران ودمشق، أمس، من مستوى التعاون الأمني بينهما، ووقعتا مذكرة تفاهم للتعاون الأمني والأمن الداخلي، تتضمن مكافحة جرائم الإرهاب وتمویله، قبل أيام من عقد اجتماع ثلاثي في بغداد، لوزراء داخلية سوريا وإيران والعراق، لبحث آليات التنسيق بينهم في مجال مكافحة الإرهاب.
في هذا الوقت، كانت القوات السورية تتقدم في ريف تدمر، وسيطرت على منطقة البيارات الإستراتيجية لنقل النفط والغاز، فيما كان المقاتلون الأكراد يحرزون المزيد من المكاسب على حساب تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، وسيطروا على «اللواء 93»، وهو قاعدة عسكرية تحظى بأهمية لدى «داعش» لأنها «تشرف على عقدة طرق تربط معاقلهم في الرقة بمعاقلهم في محافظات حلب والحسكة».
ووقعت طهران ودمشق، أمس، مذکرة تفاهم للتعاون الأمني والأمن الداخلي، تتضمن مكافحة جرائم الإرهاب وتمویله. ووقع المذكرة وزیر الداخلیة الإيراني عبد الرضا رحماني فضلي ونظیره السوري اللواء محمد إبراهیم الشعار، في طهران.
وتتضمن مذکرة التفاهم «التعاون في مكافحة جرائم الإرهاب وتمویله بكل إشكاله، واتخاذ التدابیر الوقائیة لمنع حدوثها وتبادل المعلومات والخبرات في هذا المجال، ومكافحة الجریمة المنظمة، بما فیها الجرائم العابرة للحدود، ومكافحة زراعة المخدرات والمؤثرات العقلیة وإنتاجها وتصنیعها والإتجار غیر المشروع بها او تخزینها أو نقلها أو إساءة استعمالها».
كما تضمنت المذكرة «التعاون في مكافحة سرقة الممتلكات الثقافیة والتاریخیة وتهریبها وتخریبها، واتخاذ التدابیر الوقائیة لحمایتها ومكافحة جرائم تزویر الوثائق والأوراق المالیة ووثائق السفر وبطاقات الاعتماد أو الحسابات والوثائق ذات القیمة الأخرى، بالإضافة إلى تحسین ظروف السجون وتأهیل العاملین فیها، والتعاون في مجال حراسة الأماکن المهمة وتوفیر أمنها ومكافحة الجرائم الواقعة علی الملكية الفكرية، والتعاون في مجال تأهیل وتدریب العاملین فی مجال الشرطة وضبط الحدود والأمن الجنائي وتوفیر التجهیزات واللوازم المادیة والتقنیة لنشاطات الطرفین».
وأعلن فضلي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الشعار، أنه سيتم عقد اجتماع ثلاثی بین إيران وسوریا والعراق في بغداد، معتبراً أن «الدول الثلاث التی تنشط في مواجهة إسرائیل ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف ستعمل علی تعزیز تعاونها وتمهد الفرص للنشاطات المشتركة».
وقال إن «محاربة الإرهاب، لا سیما داعش، من المواضیع المهمة جداً بالنسبة إلى إيران وسوریا»، معتبراً أن «المسؤولیة التي تقع علی عاتق الجمیع تتمثل في مكافحة الإرهاب بشكل حقیقي والتصدي لهذه الظاهرة الخطیرة في ظل الوحدة والتنسیق بین الدول الإسلامية في المنطقة، لا سیما دول محور المقاومة».
واعتبر الشعار أن «من شأن تنفيذ الاتفاقية أن يعزز العلاقات الثنائية في المجال الأمني بين البلدين، وخاصة في محاربة الإرهاب»، موضحاً أن «اجتماعاً ثلاثياً سورياً - إيرانياً - عراقياً سيعقد الأسبوع المقبل في بغداد لبحث آليات التعاون والتنسيق الإستراتيجي للتصدي للإرهاب بين الدول الثلاث».
ميدانياً، سيطرت القوات السورية على طريق إستراتيجية لنقل النفط تمر غرب مدينة تدمر، التي كان سيطر عليها تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش» قبل شهر، وأقدم قبل أيام على تفخيخ مواقعها الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي.
وأشارت صحيفة «الوطن» السورية إلى «تقدم بري ملموس على الأرض لعناصر المشاة في الجيش في منطقة البيارات الغربية»، فيما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، أن القوات السورية «تمكنت من طرد الجهاديين خلال اليومين الماضيين من منطقة البيارات»، غرب مدينة تدمر والتي تبعد عشرة كيلومترات عنها.
وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن إن «سيطرة القوات السورية على هذه المنطقة تمكنها من ضمان امن طريق لنقل النفط، يمتد من حقل جزل النفطي الواقع على بعد نحو عشرين كيلومتراً في شمال غرب تدمر». وأضاف «بات بإمكان النظام الآن نقل النفط من جزل عبر البيارات نحو المدن السورية الأخرى الواقعة تحت سيطرة قواته».
واعتبر عبد الرحمن أن «أولوية النظام في الوقت الراهن هي حماية وتأمين حقول النفط والغاز في تدمر ومحيطها، والتي يعتمد عليها في توليد الكهرباء للمناطق التي تحت سيطرته، وتحديداً دمشق وبانياس وحمص».
وفي شمال سوريا، سيطر المقاتلون الأكراد على مقر «اللواء 93» في الريف الشمالي لمدينة الرقة، أحد أبرز معاقل «داعش» في سوريا، وذلك بعد أسبوع على خسارة التكفيريين مدينة تل أبيض الحدودية مع تركيا، والتي تشكل طريق إمداد رئيسياً لهم.
وقال المتحدث باسم القوات الكردية ريدور خليل إن قوات يقودها الأكراد انتزعت السيطرة على مقر «اللواء 93»، بعد تراجع عناصر التنظيم باتجاه مدينة الرقة.
وسيطر «داعش» على «اللواء 93» وهو قاعدة عسكرية للقوات السورية في العام 2014. وتحظى هذه القاعدة بأهمية لدى «داعش» لأنها «تشرف على عقدة طرق تربط معاقلهم في الرقة بمعاقلهم في محافظات حلب والحسكة».
وقال المتحدث باسم القوات الكردية ريدور خليل إن القوات الكردية، المدعومة بغارات جوية يقودها الأميركيون، اقتربت حتى مسافة سبعة كيلومترات من عين عيسى، وهي بلدة تقع على بعد 50 كيلومتراً إلى الشمال من الرقة.
وأعلنت «وحدات حماية الشعب» الكردية، في بيان، «تقدمها في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية جنوب تل ابيض»، تزامناً مع عودة مئات السكان من تركيا إلى المدينة.
وأعلن خليل أن المقاتلين الأكراد اكتشفوا نفقاً يمتد لمسافة 400 متر في تل أبيض، حفره عناصر من «داعش»، لكنهم لم ينهوا العمل فيه. وأشار إلى انه لم يعرف بعد ما إذا كان الهدف من هذا النفق أن يمتد إلى داخل الحدود التركية، موضحاً انه ينقسم إلى قسمين.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...