فرنسا تعترف بخطأ تقديراتها في سوريا وقمة أميركية ـ روسية قريباً لبحث «مبادئ الحل»

25-01-2013

فرنسا تعترف بخطأ تقديراتها في سوريا وقمة أميركية ـ روسية قريباً لبحث «مبادئ الحل»

ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية امس ان سلسلة اجتماعات ستحصل في الايام المقبلة لـ «تتوج» بلقاء بين الرئيسين الاميركي باراك اوباما والروسي فلاديمر بوتين لوضع «مبادئ» حل الازمة السورية في الشهر المقبل، اضافة الى البحث في قضايا دولية اخرى لها علاقة بالملف النووي الايراني، و»تسهيل» موسكو خروج القوات الاميركية من افغانستان والدرع الصاروخي في اوروبا.

واوضحت المصادر ان ذلك يتضمن الايجاز الذي سيقدمه المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي الى اعضاء مجلس الامن في نيويورك في 29 الشهر الجاري و»الاستجابة» لاقتراح موسكو عقد لقاء مع ممثلي الدول الاعضاء الدائمة العضوية في مجلس الامن، ولقاء وزيري الخارجية الاميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف بحضور الابراهيمي، ذلك بهدف البحث عن حل سياسي للازمة السورية على اساس «بيان جنيف» وتفاصيل المرحلة الانتقالية مع «الاخذ بالاعتبار موازين القوة على الارض».

واكدت المصادر الغربية ان عملية تسليح المعارضة شهدت «تخفيفا» في الاسابيع الاخيرة، لاعطاء اشارة الى استعداد دول غربية للبحث عن «حل سياسي» للازمة والبدء في تنفيذ اول بند للحل المتعلق بـ»وقف العنف». غير انها اشارت الى ان المجلس الوزاري الاوروبي سيبحث في 30 الشهر الجاري اقتراحا بريطانيا برفع الحظر عن تسليح سورية، علما ان التمديد الاخير للحظر الذي اتخذه المجلس الوزاري كان لمدة ثلاثة اشهر تنتهي في نهاية الشهر المقبل.


وكانت الامانة العامة للامم المتحدة طلبت من عدد من الدول البحث في استعدادها للمشاركة في هذه القوات عندما تتوفر الظروف لذلك. وقالت ان احد السيناريوهات يتضمن نشر مئات العناصر من قوات حفظ السلام في جنوب لبنان والجولان مع رفع عددها ليصل الى نحو 30 الفاً بموجب تقديرات فريق الابراهيمي.

وكان الإبراهيمي ابلغ ديبلوماسيين من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أنه وصل الى «طريق مسدود» في مساعيه لإقناع المجلس بالتحرك نحو إصدار قرار بناء على إعلان جنيف «يتضمن النقاط التي تم الاتفاق عليها حتى الآن» فيما بقي «دور الرئيس السوري وموقعه خلال المرحلة الانتقالية» نقطة خلافية أساسية بين الولايات المتحدة وروسيا. لكن المصادر نفسها استبعدت «تقديم الإبراهيمي استقالته خصوصاً بعد الدعم القوي الذي حصل عليه من الأمين العام للأمم المتحدة والجامعة العربية والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن».

وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين، رداً على سؤال عن مدى التقدم في المحادثات الجارية في نيويورك في شأن سورية: «ليس هناك أي جديد».

الى ذلك اعتبر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن إرسال قوات حفظ سلام الى سورية «يتطلب موافقة أطراف النزاع». وقال في تصريحات لوكالة «إيتار - تاس» الروسية إنه «في مسألة إرسال قوات حفظ السلام إلى سورية يرجع كل شيء إلى الوضع الميداني العام». واضاف: «يجب اخذ رأي الحكومة، وبالطبع يجب أخذ موقف المعارضة في الاعتبار، إذا أردنا خلق الظروف لتحقيق استقرار الأوضاع». لكنه أوضح أن «هذه المسألة لم تُناقش في إطار عملي بعد». وقال: «إذا نضجت الظروف مستقبلاً لإرسال قوات دولية، فسيكون ذلك عنصراً إيجابياً. ولكن يجب أن ننظر إلى الوضع بواقعية، فالوضع الراهن لا يسمح بإرسال مراقبين دوليين أو أية قوات حفظ سلام دولية أخرى إلى هناك».

وقال ديبلوماسي غربي في مجلس الأمن ان «التوقعات منخفضة في شأن جلسة المجلس المقررة في ٢٩ الشهر الحالي ومن غير المنتظر أن يقدم الإبراهيمي خلالها أي مفاجأة».
وبحسب ديبلوماسيين في مجلس الأمن وخارجه، لا تزال روسيا تعمل على عقد اجتماع بين الدول الخمس الدائمة العضوية لبحث الوضع في سورية بحضور الإبراهيمي، لكن الدول الغربية غير متحمسة لذلك حتى الآن.

واعتبر ديبلوماسيون أن «الجمود السياسي والديبلوماسي مرجح أن يستمر، والتطورات الميدانية هي ما سيحسم اتجاه الأمور».

وبحث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الوضع في سورية مع وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو على هامش منتدى دافوس الاقتصادي. وقال بان في بيان إنه تبادل وأوغلو «وجهات النظر في شأن الأزمة في سورية واحتمالات (التوصل الى) تسوية سياسية» وانه «عبر عن تقديره استضافة تركيا اللاجئين السوريين منذ بداية الأزمة».

ودعا وزير الخارجية الأميركي السابق هنري كيسنجر الولايات المتحدة وروسيا الى «التعاون وتحديد أهداف مشتركة للتوصل الى حل في سورية»، مضيفاً أن «التعامل الأفضل مع المشكلة السورية دولياً من جانب روسيا والولايات المتحدة يكون بعدم جعلها مصدراً لتضارب المصالح الوطنية».

في هذا الوقت قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس الخميس في خطابه السنوي لوسائل الاعلام بمناسبة بدء العام الجديد ان "الامور لا تتحرك والحل الذي كنا نأمل فيه، أعني سقوط بشار ووصول ائتلاف المعارضة الى السلطة لم يحدث،" مضيفا: "لا توجد مؤشرات ايجابية في الاونة الأخيرة."

وأشار الى ان ممثلي المعارضة السورية وممثلين لنحو 50 دولة ومنظمة سيجتمعون في باريس يوم 28 يناير/ كانون الثاني لبحث كيفية تنفيذ التعهدات السابقة.

وتابع فابيوس: "فرنسا تواصل مثل آخرين محاولة البحث عن حل حتى يمكن تغيير الأسد وتقوم سورية موحدة تحترم كل الطوائف، غير أننا مازلنا بعيدين عن ذلك".

*من جهة أخرى أكد السيناتور الأمريكي جون كيري المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي أن واشنطن تحتاج إلى التعاون مع روسيا في الشأن السوري، مشددا على أهمية تحسين العلاقات مع موسكو.
وفي جلسة الاستماع في الكونغرس يوم 24 يناير/كانون الثاني قال: "آمل أننا سنتمكن من إعادة علاقاتنا مع روسيا إلى المستوى الملائم. سأكون مرائيا وساذجا إذا لم أعترف أمام زملائي هنا بأن تراجعا ما حصل في علاقاتنا مع روسيا خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد القرار الروسي بشأن تبني الأطفال".
وواصل: "أريد أن أفهم ما إذا كان هناك أي طريق للتعاون (مع روسيا). إننا بحاجة إلى دعمهم وتعاونهم بشأن سورية. أريد أن أقول أيضا إن روسيا قد ساعدتنا في عدد من القضايا المهمة بالنسبة إلينا، ولا ينبغي إهمال ذلك. إنهم قد تعاونوا معنا في مجال اتفاقية "ستارت"، وفي إطارة لجنة "5+1" (المختصة بالتفاوض مع إيران) حيث لا يزالون متعاونين معنا".
واعترف كيري بأن الرد الروسي السلبي على بعض الخطوات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية أخيرا كان متوقعا، "لأن الروس قد حذرونا من أنه إذا عملنا كذا وكذا، فسيردون عليه".
وفي شأن آخر صرح كيري أن واشنطن ستعمل كل ما بوسعها من أجل منع إيران من الحصول على السلاح النووي، لكنها ستحاول تحقيق ذلك بأساليب سياسية.
هذا وأعربت وزيرة الخارجية الأمريكية الحالية هيلاري كلينتون في أمس عن ثقتها بأن كيري سيدافع عن مصالح الولايات المتحدة في العالم "لدى حل أهم القضايا من سحب القوات الأمريكية من أفغانستان وتسوية الأوضاع حول برنامج إيران النووي إلى تعزيز العلاقات مع دول آسيا".
هذا وأيدت غالبية أعضاء الكونغرس الأمريكي في ختام الجلسة التي استمرت قرابة أربع ساعات ترشيح كيري لمنصب وزير الخارجية.
وحذر كيري الذي من "إغلاق الباب" أمام حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال السيناتور الأمريكي إن "الباب (المفتوح) على حل ممكن يقوم على دولتين قد يتم إغلاقه على الجميع وهذا الأمر سيكون كارثيا".
لكنه قال إنه "يجب أن نسعى لإيجاد وسيلة للتقدم، وهناك ما يدعوني إلى الاعتقاد بأن هناك طريقا للمضي قدما"، مؤكدا للكونغرس "الالتزام الشديد للرئيس أوباما بحل الدولتين".

وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المقاتلين في سورية يستخدمون بعض الأسلحة من مستودعات القذافي في ليبيا.

وفي شهادتها أمام نواب الكونغرس الأمريكي يوم 23 يناير/كانون الثاني بشأن الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي قتل فيه السفير كريستوفر ستيفنز، قالت: "إن غالبية الأسلحة التي يستخدمها المسلحون في ليبيا مصدرها مستودعات القذافي. فذهب بعض هذه الأسلحة التي استولى عليها المسلحون في ليبيا إلى السوق السوداء وإلى بعض الدول الأخرى، بما في ذلك سورية".
وقالت مديرة مكتب الحياة في واشنطن جويـس كــرم في حديث لقناة "روسيا اليوم"، إن كلام كلينتون عن وصول بعض من أسلحة القذافي إلى سورية يعكس خوفا أمريكيا من تسليح المعارضة ومن نمو التطرف داخل هذا البلد. وأشارت إلى أن واشنطن متمسكة بموقفها غير المؤيد لتسليح المعارضة بسبب المجموعات المتطرفة داخلها.
وفي حديث لقناة "روسيا اليوم" من واشنطن أعرب مدير مركز الدراسات الأمريكية والعربية في واشنطن منذر سليمان عن اعتقاده بأن إقرار كلينتون بوجود أسلحة في سورية من مستودعات القذافي جاء في سياق اعتراف واشنطن، ولو المتأخر، بأن الوضع في إفريقيا أصبح أكثر تأزما حتى أن السلوك المتطرف للإسلاميين بدأ يشكل خطرا على نطاق أوسع. وأضاف أن اعتراف واشنطن بـ"جبهة النصرة" منظمة إرهابية جاء بعد أحداث بنغازي، مشيرا إلى أن هذه الأحداث إلى جانب الأزمتين الأخيرتين في مالي والجزائر دفعت الإدارة الأمريكية إلى إعادة حساباتها، لكن هذه العملية لم تصل حتى الآن إلى درجة تغيير جوهري.

المصدر: -الحياة+ ا ف ب + روسيا اليوم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...