سورية: نهاية حكومة العطري والأسد يعلن عن برنامج الإصلاح اليوم

30-03-2011

سورية: نهاية حكومة العطري والأسد يعلن عن برنامج الإصلاح اليوم

قبل الرئيس بشار الأسد أمس استقالة حكومة محمد ناجي عطري، في مؤشر على الاستعداد لمرحلة إصلاحات سياسية واقتصادية، قال مسؤول سوري أنها ستكون «جدية وعميقة».
وجاءت الاستقالة مع تجمع أكثر من مليون متضامن مع الرئيس الأسد في عشرات آلاف السوريين يتظاهرون دعماً للوحدة الوطنية وسط دمشق أمسمدينة دمشق وحدها، ومئات الآلاف الآخرين في مدن أخرى، وذلك بانتظار خطاب الأسد اليوم أمام مجلس الشعب، الذي يوضح فيه مخططه الإصلاحي على المديين القريب والبعيد، ويتحدث عما مرت به سوريا في الأسبوعين الماضيين، ولا سيما ما يتعلق بدرعا وحصيلتها البشرية المحزنة.
وفيما أغلقت حشود مسيرات التأييد شوارع دمشق، أبلغ عطري الرئيس السوري باستقالة حكومته بعد اجتماع استمر ساعتين، ليقبل الأسد الاستقالة ويكلف عطري بـ«تسيير الأعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة».
وجاءت الاستقالة المتوقعة استجابة للظروف التي مرت بها سوريا مؤخرا، كما بدت مقدمة لرغبة القيادة بإجراء إصلاحات على مستوى الحكم والتطلعات السياسية للسوريين. وبهذا انتهت مرحلة حكومة عطري التي استمرت منذ أيلول عام 2003 وحتى الأمس، وشهدت سبعة تعديلات وزارية، وقد اتسمت بإصلاحات اقتصادية أبرزها تطبيق التحول الاقتصادي من اقتصاد موجه، اشتراكي الهيئة، إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، كما الانفتاح المصرفي وتحرير التجارة وتوسيع دائرة الانتماء التجاري لسوريا مع محيطها عبر اتفاقيات التجارة الحرة.
إلا أن التعديلات المتعاقبة لم تستطع أن تحل مشكلة الفساد المستعصية، كما بقي الأداء الحكومي في مسائل عديدة مرتبطة بالاستثمار الخارجي والاتفاقيات الدولية باردا، والأمر ذاته في قضايا التنمية. ومن المتوقع أن تتم تسمية رئيس جديد للحكومة خلال هذا الأسبوع، والذي سيشكل حكومة على أساس «نظافة اليد واستقامتها» كشرط أولي، وفق ما قال مسؤول رفيع المستوى، مشيرا إلى أن «الإصلاح في سوريا سيكون عميقا وجديا».
من جهة ثانية، تلقى الأسد اتصالا هاتفيا من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «أعرب خلاله عن تضامن بلاده مع سوريا ووقوفها إلى جانبها قيادة وشعبا في وجه ما تتعرض له من محاولات للنيل من أمنها واستقرارها».
وعمت المحافظات السورية مسيرات شعبية مليونية «وفاء للوطن» وتأكيدا على الوحدة الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار ودعما لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الأسد. وتدفق المواطنون من جميع شرائح المجتمع إلى الساحات الكبيرة والشوارع الممتدة لها، معبرين عن الوفاء لوطنهم ورفض محاولات بث الفتنة التي تستهدف نموذج العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد.
وقد بدأ آلاف السوريين بالتوافد إلى ساحة السبع بحرات وسط دمشق منذ ساعات الصباح تلبية لدعوات بالمشاركة في مسيرة تأييد للأسد. وقال احد المتظاهرين «إننا هنا لتأييد الرئيس السوري عصب البلاد»، بينما قالت سيدة «إنني أشارك لأبرهن للعالم أننا نتمسك بالوحدة الوطنية». ورفع آلاف المشاركين، بالإضافة إلى صور الأسد والأعلام السورية، لافتات كتب عليها «استقرار سوريا مصلحة وطنية وقومية»، و«سوريا وطن للجميع»، و«لا للفساد نعم لمشروع الإصلاح»، و«الله معك الشعب معك».
كما رفع متظاهرون لافتات كتب عليها باللغة الانكليزية «سوري، أنا سوري (عذرا أنا سوري)» و«أينما تدوس نحن نركع ونقيم الصلاة». كما كتب على لافتة بالانكليزية «خلقنا لنموت في سبيلك».
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مراسليها في المحافظات إن «المواطنين من جميع شرائح المجتمع تدفقوا منذ الصباح إلى الساحات الكبيرة والشوارع الممتدة لها، معبرين عن الوفاء لوطنهم ورفض محاولات بث الفتنة التي تستهدف نموذج العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد». كما بث التلفزيون السوري صور مسيرات لمئات الآلاف من المواطنين المؤيدين التي جرت في مناطق عديدة خصوصا في حلب وادلب والحسكة والرقة وطرطوس ودير الزور وحماه.
وذكرت وكالات (ا ف ب، ا ب، رويترز) ان اكثر من 200 متظاهر تجمعوا في درعا وهم يرددون «الله سوريا وحرية» بالاضافة الى تلك الشعارات التي تدعو قبائل اهل حوران الى الثورة.
ودعت صفحة على موقع «فيسبوك»، باسم «الثورة السورية»، الناس إلى التظاهر الجمعة المقبل. وقال القائمون على الصفحة «استعد أيها الشعب الثائر» في يوم دعوه «جمعة الشهداء» للخروج «في جميع المحافظات من جميع المساجد إلى كبرى الساحات للاعتصام والمبيت حتى تحقيق المطالب كل المطالب».
إلى ذلك، أدانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الحكومة السورية للطريقة القاسية الذي ردت بها على التظاهرات المطالبة بالديموقراطية. وقالت، بعد مؤتمر في لندن للقوى الدولية المعنية بليبيا، «في سلسلة من الاجتماعات الجانبية أتيحت لي أيضا الفرصة لمناقشة قضايا عديدة من بينها سوريا. وعبرت عن الإدانة الشديدة للقمع القاسي الذي قامت به الحكومة السورية للمتظاهرين، وخصوصا العنف وقتل المدنيين على أيدي قوات الأمن».
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه، في لندن، أن باريس تدين لجوء السلطات السورية إلى العنف لقمع التظاهرات الاحتجاجية، ولكنها تعتبر «أننا لم نبلغ بعد مرحلة درس فرض عقوبات أو قرارات في مجلس الأمن الدولي ضد سوريا».
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر قال «نعتقد أن الرئيس الأسد عند مفترق طرق. فهو يزعم انه إصلاحي منذ أكثر من 10 سنوات، لكنه لم يحرز تقدما جوهريا بشأن الإصلاحات السياسية ونحن ندعوه إلى تلبية حاجات وطموحات الشعب السوري». وأضاف «لقد حمل مشعل الإصلاح ونفذ بعض الإصلاحات الاقتصادية، لكن على الجانب السياسي هو يحتاج بصراحة إلى إحراز مزيد من التقدم». واعلن ان السلطات السورية اعتقلت مؤخرا ثلاثة أميركيين في دمشق وأفرجت لاحقا عن احدهم.
من جانبه، قال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني»سمعنا التقارير عن استقالة الحكومة وتقارير اخرى عن تغييرات يمكن ان تحدث هناك». واضاف «كما سمعنا ايضا تقارير عن مزيد من الاعتقالات استهدفت ناشطين في مجال حقوق الانسان وآخرين، ونحن ندعو بإلحاح كل الاطراف الى الامتناع عن استخدام العنف والبدء بحوار سياسي».

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...