دمشق: منع تحول العراق إلى قاعدة لمهاجمتنا

24-11-2008

دمشق: منع تحول العراق إلى قاعدة لمهاجمتنا

افتتح في دمشق امس الاجتماع الثالث للجنة التعاون والتنسيق الأمني لدول جوار العراق في ظل مجموعة من المفارقات، حيث تستضيفه سوريا التي تعرضت لاعتداء اميركي على اراضيها قبل اسابيع، وتحضره الولايات المتحدة التي طالبت المشاركين بتعاون افضل، وتقاطعه السعودية من دون إبداء اسباب، فيما يحضره العراق حاملاً تأكيدات ان »المعاهدة الاستراتيجية« لن تستخدم ضد اي من دول الجوار. وفي اليوم الاول من الاجتماع، طالب وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد، بضرورة خروج اجتماع دول الجوار بتأكيدات على أن العراق لن يكون منطلقا لمهاجمة الدول المجاورة.
ويشارك في الاجتماع الذي يستغرق يومين، موظفون كبار في وزارات الخارجية أو الداخلية من سوريا والعراق ومصر والأردن وتركيا وروسيا والصين واليابان وممثلون عن الأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية.
وقالت القائمة بأعمال السفارة الأميركية في دمشق مورا كونيلي »لا تزال المجموعات المسلحة التي تم طردها من العراق تتلقى الأسلحة والتدريب والتمويل والتوجيه من الخارج، ونحن نشجع المشاركين في الاجتماع على زيادة التعاون عبر القيام بتدريبات عسكرية مشتركة من اجل تحسين عملية التنسيق وتبادل المعلومات«، معتبرة أن »المصاعب الأمنية التي يواجهها شعب العراق وحكومته ليست حكراً على العراق«.
وقال مشاركون، في الاجتماع لـ»رويترز«، إن كونيلي قالت، خلال جلسة مغلقة، إن على دمشق وقف السماح للشبكات »الإرهابية« استخدام الأراضي السورية كقاعدة ضد العراق. وقال احدهم »كان خطاب الدبلوماسية الأميركية قصيراً وفظاً. إن الولايات المتحدة كانت الدولة الوحيدة في المؤتمر التي تنتقد سوريا علناً«.
وقال عبد المجيد إن »تعزيز التعاون والتنسيق الأمني، وتنفيذ الاتفاقات الثنائية بهدف ضبط الحدود المشتركة، والتي هي مسؤولية مشتركة لدى جميع الأطراف، يتطلب منا جميعاً تعزيز التعاون والتنسيق لتحقيق هذا الهدف«.
وحول الاعتداء الجوي الأميركي على مزرعة السكرية في منطقة البوكمال في تشرين الأول الماضي، قال عبد المجيد إن »إدانة هذا العدوان ليست كافية«، داعياً الأطراف المشاركة في الاجتماع إلى تأكيد أن »العراق لن يكون منطلقاً لأي أعمال عدائية ضد أي دولة من دول الجوار تحت أي ظرف من الظروف«.
وأوضح أن »استقرار العراق ضروري ومهم لانعكاسه على دول المنطقة«، مشيراً إلى أن ذلك »يتطلب مصالحة وطنية بين أبنائه بمختلف انتماءاتهم، بما يكفل وحدة العراق أرضا وشعبا وضمان سيادته واستقلاله«. وتابع إن ذلك »لن يتحقق إلا بخروج القوات الأجنبية من أراضيه«.
من جهته، كرر وكيل وزارة الخارجية العراقية لبيد العباوي »حرص العراق على عدم استخدام أراضيه ممرا أو منطلقا لتهديد أمن واستقرار دول الجوار«، مشــيراً إلى أن »المعاهدة الاستراتيجية« مع واشنطن تؤكد بشكل واضح هذا الالتزام.
واعتبر رئيس الوفد الإيراني إلى الاجتماع محمد جيلاني فيروز ميا ان الضغوط الأميركية على الحكومة العراقية لإملاء آراءها في المعاهدة الاستراتيجية »إحدى السياسات الأميركية الخاطئة في العراق، والتي منيت بالفشل إلى حد كبير«، معرباً عن »قلق ايران حيال عدم وفاء القوات المحتلة بالانسحاب من أراضي العراق وانتهاكها لسيادته واستقلاله«.
وشددت توصيات المؤتمر، التي سترفع الى اجتماع وزراء خارجية دول جوار العراق الذي سيعقد في مصر في ايلول المقبل، على »رفض استخدام أراضي ومياه وأجواء العراق ممرا او منطلقا لهجمات ضد دول الجوار، والامتناع عن أي عملية عسكرية من جانب أي دولة من دول الجوار ضد العراق«. وأكدت ان »عملية ضبط الحدود مسؤولية مشتركة بين العراق ودول الجوار للحد من التسلل والخروقات الأمنية«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...