حراك ديبلوماسي أميركي جديد تجاه سوريا

26-12-2009

حراك ديبلوماسي أميركي جديد تجاه سوريا

بعد ستة اشهر من اعلان الادارة الأميركية عزمها على ارسال سفير جديد الى دمشق بعد قطيعة زادت عن أربع سنوات، وبعد زيارات عدة لدمشق لمسؤولين في وزارة الخارجية مثل مساعد الوزيرة لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان ومسؤول قسم الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي دانيال شابيرو والمبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل ونائبه فريد هوف وضباط عسكريين من "القيادة المركزية"، وبعد زيارة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد لواشنطن، الى أين وصلت العلاقات الاميركية-السورية؟
مسؤولين بارزين في الحكومة الأميركية وخبراء اكاديميين معنيين بهذه العلاقة المعقدة والصعبة، أظهرت أن حراكاً ديبلوماسياً جديداً سيجري بعد اشهر من المراوحة، سيتمثل في تعيين سفير جديد في دمشق "خلال اسابيع قليلة"، وفي توقف ميتشل خلال جولته المقبلة مطلع السنة الجديدة في دمشق للبحث "في فرص تحريك المسار السوري - الاسرائيلي بعدما بحثنا في الامر مع المسؤولين الاتراك" كما قال لنا مسؤول اميركي بارز.
ويؤكد المسؤولون الاميركيون ان العلاقات الطبيعية، بما فيها تعليق او الغاء العقوبات المختلفة التي فرضتها واشنطن على دمشق في ظل اكثر من ادارة اميركية، لن يتحقق الا اذا حصل تحول جذري في السلوك الاقليمي لدمشق. لكن هذه الاعتبارات لا تلغي وجود رغبة اميركية في تحقيق نقلة نوعية في العلاقة مع دمشق تتخطى مرحلة الاتصالات الاولية التي بدأت بعد وصول الرئيس اوباما الى البيت الابيض والبحث في امكان التعاون في بعض المجالات مثل ضبط الحدود السورية - العراقية وغيرها.
 وعن التأخر في تعيين سفير جديد في دمشق، يقول المسؤولون الاميركيون انه، الى مضاعفات الدور السوري في العراق ولبنان، "هناك اسباب تقنية وبيروقراطية، ونحن كنا نفضل التحرك بسرعة في هذا الشأن، لكن عملية اختيار السفير، والتحقق من سجله وخلفيته يتطلبان الكثير من الوقت".
وأوضح مسؤول بارز لنا ان "السفير الجديد سيكون شخصية جدية وله وزنه ويتمتع بخبرة جيدة في المنطقة وسيكون من الملاك الديبلوماسي". وأكد المسؤولون ان وزارة الخارجية قدمت توصياتها الى البيت الابيض في هذا الشأن وان الرئيس اوباما سيعلن الاسم خلال اسابيع، لكنهم رفضوا الافصاح عن هذا الاسم.
وفي الاشهر الأخيرة، بات التكهن باسم السفير الجديد في دمشق من القضايا التي تناقشها الدوائر السياسية والاكاديمية المعنية بالعلاقات الاميركية-السورية والعربية، في واشنطن حيث كانت تختلط المعلومات بالشائعات والتمنيات، مع بروز وغياب اسماء عدة لديبلوماسيين في واشنطن وفي المنطقة، مرشحين لهذا المنصب. وبالفعل نوقش أكثر من اسم، كما عرض المنصب على عدد قليل من الديبلوماسيين المخضرمين الذين رفضوا العرض وفضلوا البقاء في مناصبهم الحالية ومن هؤلاء فريد هوف الذي يتمتع بمعرفة عميقة جدا بالشأنين السوري واللبناني وبسمعة جيدة في واشنطن، الى آخرين طلبوا عدم ذكر اسمائهم. وآخرون مثل الديبلوماسي المتقاعد والسفير السابق في مصر واسرائيل دانيال كيرتزر، قالوا بعد طرح اسمائهم انهم غير معنيين بالامر، كما فعل كيرتزر عندما اتصلت به "النهار" قبل اشهر. ومنذ اشهر طرح اسم جاكوب والاس القنصل السابق في القدس، كما برز في الاسابيع الأخيرة اسم خلفه في القدس دانيال روبنستين الذي وصل الى القدس حديثا (خدم في السابق في السفارة الاميركية في دمشق)، وكذلك نبيل خوري، وهو ديبلوماسي من اصل لبناني ويعمل في قسم الابحاث والاستخبارات في وزارة الخارجية، وهؤلاء الثلاثة ليسوا في مرتبة سفير. وآخر الاسماء المتداولة في واشنطن كان اسم السفير الاميركي في البحرين آدم أيرلي الذي يجيد العربية، والذي طلب السفير الاميركي السابق في العراق ريان كروكر "استعارته" فترة محددة لمساعدته في بغداد على ان يعود لاحقا الى البحرين. لكن مسؤولاً أميركياً بارزاً أكد لـ"النهار" ان أيرلي لن يكون السفير الاميركي الجديد في دمشق، بل ديبلوماسي آخر.
وللتدليل على الصعوبات التي سيواجهها السفير الجديد في دمشق، قال المسؤول البارز نفسه: "التحديات التي تواجه هذه العلاقة لن تختفي بسهولة او بسرعة. واذا كنا نتحدث عن تطبيع حقيقي فهذا سيتطلب وقتا طويلا.

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...