"الإئتلاف" يتلاشى طردا مع "جيشه الحر" والمبادرة بيد دمشق وسلفيو السعودية ممنوعون من جنيف والإبراهيمي تائه

20-12-2013

"الإئتلاف" يتلاشى طردا مع "جيشه الحر" والمبادرة بيد دمشق وسلفيو السعودية ممنوعون من جنيف والإبراهيمي تائه

لقاء صباحي اليوم أخير في جنيف بين أطراف الثلاثي الروسي - الأميركي والوسيط الأممي الأخضر الإبراهيمي، قبل الذهاب إلى مؤتمر «جنيف 2». اللقاء لن يحمل كل الأجوبة المنتظرة لإطلاق العملية السياسية في 22 كانون الثاني المقبل.
 وتضم اللقاءات الإبراهيمي ونائبي وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف ومساعدة وزير الخارجية الأميركي ويندي شيرمان والسفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد. وينضم إليهم بعد الظهر ممثلون عن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول الجوار السوري، كلبنان والأردن والعراق وتركيا.
 وينتظر اللقاء في قصر الأمم المتحدة أجوبة من الأميركيين بشكل خاص بشأن تشكيل وفد المعارضة، واحتمال إشراك «الجهاديين» من «الجبهة الإسلامية» فيه أم لا، وحسم مسألة حضور إيران والسعودية، إذ قضى اتفاق أميركي - روسي بأن يتولى الأميركيون الجهود الأساسية لتشكيل وفد من المعارضة السورية، فضل فورد أن يضم أجنحتها المختلفة، ولكن تحت مظلة «الائتلاف الوطني السوري»، الذي يمكن قيادته والسيطرة عليه.
 ومن غير المنتظر أن تعلن أي أسماء للوفد المعارض، لأن «الائتلاف» لم يتخذ قراراً رسمياً بالذهاب إلى «جنيف 2»، ولا تزال مسألة المشاركة رسمياً معلقة بانتظار إجراء انتخابات رئاسة «الائتلاف» وهيئته السياسية في السابع من كانون الثاني المقبل. ويتجاوز الموعد المهلة التي منحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للجميع للإعلان عن أسماء وفدهم.
 بيد أن اتساع نفوذ «الجبهة الإسلامية» أدى إلى تعقيد مساعي السفير الأميركي للتوصل إلى تسمية وفد معارض يملك أهلية التمثيل والتفاوض، من دون أن تكون شخصياته التي ساهمت في صناعة الأزمة، كما يقول معارض بارز، قادرة على المشاركة في صناعة الحل، وتبوأ مراكز حكومية لقيادة سوريا.
 وبات واضحاً أن صعود دور «الجهاديين» في العمل العسكري وتلاشي «الجيش الحر» أفقد «الائتلاف» والمعارضة السورية، بأجنحتها المختلفة، القدرة على اتخاذ قرار الذهاب إلى جنيف، لسبب بسيط وهو عجزها عن الوفاء بالتزاماتها التي لا تخضع لأي تفاوض، وبدءاً بتدابير بناء الثقة التي يفرضها إعلان جنيف، كوقف إطلاق النار، فيما سيكون صعباً انتزاع تنازلات من النظام كفك الحصار عن بعض المناطق في ظل سياسة الحسم العسكري التي لا يزال يسير عليها.
 والأغلب أن القوى التي لا مصلحة لها في جنيف باتت هي الكتلة الأقوى في الصراع في سوريا، بعد أن ضمرت التيارات الوسطية والمعتدلة في المعارضة، واختبر النظام بنجاح قدرته مع حلفائه على استعادة المبادرة العسكرية، وتوقف نزف الانشقاقات السياسية والعسكرية. فـ«الجبهة الإسلامية» والنظام يراهنان على انتصار عسكري، ويعتقدان أنهما قادران على حسم الصراع عسكرياً من دون المرور بمحطة التنازلات الضرورية لأي تسوية سياسية. كما أن الهجوم السعودي الواسع على الجبهة السورية سيمنع التوصل إلى أي حل، لا يبدأ بإسقاط النظام السوري.
 وكانت محاولة أميركية لإشراك «أحرار الشام» و«لواء التوحيد»، قبل تشكيل «الجبهة الإسلامية»، في المفاوضات، قد أخفقت قبل شهر ونصف في لقاء جرى في أنقرة، حضره حسان عبود عن «أحرار الشام». وأخفق السفير الأميركي في إقناع «الجبهة الإسلامية» قبل يومين بالعودة إلى طاولة التفاوض.
 وقال مصدر «ائتلافي» إن حسان عبود، قائد «أحرار الشام» احد أهم الفصائل «الجهادية»، اشترط لحضور المفاوضات سحب الاعتراف الدولي بـ«الائتلاف» و«هيئة الأركان» التي يقودها سليم إدريس، والاعتراف بالفصائل الإسلامية، وطي صفحة المفاوضات مع النظام السوري. ويبدو إشراك «الجهاديين» و«الجبهة الإسلامية» في مفاوضات جنيف رهاناً في غير محله أميركياً، فالمجموعات التي جرى الاتصال بها لا يمكن السيطرة عليها، كما أنها تعارض جنيف أصلاً.
 ورفض زعيم «جبهة النصرة» أبو محمد الجولاني، في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، مسبقاً نتائج المؤتمر الدولي في سويسرا. وقال «لن نعترف بالنتائج المنتظرة لمؤتمر جنيف 2. المشاركون لا يمثلون الأشخاص الذين ضحوا بأنفسهم وبدمائهم». وأضاف إن «المشاركين في جنيف 2 لا تمثيل لهم على الأرض، ولن نسمح للعبة جنيف 2 بخدع الأمة».
 والأرجح أن لا استراتيجية نهائية لعملية التفاوض نفسها في جنيف. وليس بوسع الإبراهيمي تقرير أي منها قبل الحصول على أسماء من يشاركون في المفاوضات. وسيلجأ إلى الحل التقليدي الذي يقضي بتأجيل البحث في القضايا الخلافية إلى المحطات الأخيرة، والعمل إذا أمكن على بناء تدابير الثقة بين الأطراف.
 وينتظر الإبراهيمي تشكيلاً من 9 ممثلين للمعارضة داخل قاعة المفاوضات وستة آخرين في قاعة جانبية. ومن المنتظر أن تعلن الحكومة السورية الأحد المقبل أسماء ممثليها في الوفد الذاهب إلى مونترو. وأعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن أحداً لا يمكنه منع الرئيس بشار الأسد من الترشح لولاية رئاسية جديدة في العام 2014، مشيراً إلى أن دمشق شكلت وفدها لحضور المؤتمر. وقال إن «وفداً رسمياً من تسعة أعضاء وخمسة مستشارين سيشارك في المؤتمر. نحن مستعدون بشكل كامل وسنعلن أسماء الأعضاء في وقت سريع».
 وأصبح واضحاً أن النظام والمعارضة قد صرفا النظر عن أي لقاءات تمهيدية تسبق اللقاء في مونترو. وكان اللقاء التمهيدي، مطلباً تقدم به الروس لاختبار احتمالات التفاوض في موسكو، قبل الذهاب إلى «جنيف 2».
 وعلى اللقاء التحضيري اليوم أن يحسم مسألة المشاركة الإيرانية في المؤتمر، والسعودية تالياً. ولا تزال الولايات المتحدة تعارض إشراك طهران في «جنيف 2».
 وإذا لم تتوصل المعارضة في أبرز كتلها في «الائتلاف» و«هيئة التنسيق» و«المنبر الديموقراطي» و«تيار بناء الدولة» إلى التوافق على وفد، فهناك احتمالان بحسب مصادر في المعارضة السورية، أولهما الذهاب إلى جنيف وعقده بمن حضر، خصوصاً ان المرشحين للمشاركة في المفاوضات أكثر من أن يُحصَوا، بغض النظر عن قاعدتهم التمثيلية، وثانيهما التأجيل إلى مواعيد لاحقة في شباط المقبل. وقال زعماء سياسيون أكراد، في اربيل، إن أكراد سوريا يطالبون بأن يمثلهم وفد مستقل عن الحكومة والمعارضة في المؤتمر، مشيرين إلى أنهم سيتقدمون بطلب إلى الأمم المتحدة بهذا الشأن.
 ويقول معارض «ائتلافي» إنه ينبغي التحضير جيداً للمؤتمر الذي سيحدد مستقبل سوريا، وتأجيله إذا اقتضى الأمر كي لا يفشل وتضيع فرصة الخروج من الحرب. وهناك بدائل أخرى للمفاوضات، تحت أعلام الأمم المتحدة، من بينها الدخول في قناة للمفاوضات جانبية ومباشرة بين ممثلين للمعارضة والنظام، وهو بديل مطروح للنقاش في أوساط النظام والمعارضة على السواء بشرط حضور الروسي والأميركي للتقدم نحو تسوية ما، ليس بالضرورة أن يكون إعلان جنيف إطارها الأول.

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...