اجتماع بشأن سوريا في جنيف اليوم رهان غربي على الميدان وخلافة تميم

25-06-2013

اجتماع بشأن سوريا في جنيف اليوم رهان غربي على الميدان وخلافة تميم

لا انتظارات كبيرة من الاجتماع التحضيري الثاني في جنيف. الاجتماع مع ذلك يشكل اختبارا أوليا للتفاهم بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما، وقدرته على تحويل ما رشح من تفاهمات، في البيان الختامي لمجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية، غلبت الحل السياسي إلى إطار لتجديد العمل على عقد مؤتمر جنيف، أو على الأقل تحقيق تسوية بين الرغبة الروسية الاستفادة من زخم انتصارات الحليف السوري وتحديد موعد ملزم لجنيف، وبين اتجاه أميركي لتأجيل المؤتمر ما أمكن، كما تجلى ذلك في مؤتمر «أصدقاء سوريا» في الدوحة السبت الماضي، إلى حين نجاح المعارضة بتحقيق رهان التسليح الخليجي عليها، وقلب المعادلة الميدانية لمصلحتها.
ذلك أن خلافا جوهريا سيسود اللقاء، عندما ينطلق عند الواحدة من بعد ظهر اليوم في جنيف، بين الراعيين الروسي والأميركي، حول الولوج إلى تحديد موعد نهائي لمؤتمر جنيف وتكليف الأمم المتحدة بتوجيه الدعوات إلى السوريين، معارضة ونظاما، و16 دولة للمثول في إطار صورة الافتتاح.
وتبدو نقطة تحديد الموعد هي الأكثر أهمية لأجندة المتفاوضين، نائبي وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف وميخائيل بوغدانوف، ونائبة وزير الخارجية الأميركية اليزابيث جونز ومساعدته للشرق الأوسط ويندي تشيرمان. ويحضر الأخضر الإبراهيمي، الذي التقى وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في جنيف، شاهدا امميا عربيا على المساومات بين ممثلي الكبيرين، دون أن يكون له في اللقاءات الثلاثية من دور أكثر من الاستماع، فيما يسود بعثته بأي حال، تشاؤم مسبق، يأخذ علما بصعوبة لم شمل التفاوض السوري، إلى حد تأجيل نقل مكاتبه من القاهرة إلى جنيف، وإلغاء تجهيز البعثة الأممية لمتابعة المفاوضات، في غمرة حماس فتر إلى انعقاد المؤتمر.
ويرى ديبلوماسي غربي مواكب لملف المفاوضات أن الروس سيعملون على تحديد موعد جنيف، حتى ولو أصبح واضحا أن انعقاده في موعد مقترح سابقا من الأمم المتحدة، في الأسبوع الأول من تموز، لم يعد في متناول احد. وسيعمل الأميركيون على مغادرة جنيف مساء اليوم، ببيان تقليدي يعلن متابعة الجهود، من دون أن يعرف للمؤتمر زمن أو موعد.
ويدور التجاذب الروسي ــ الأميركي، حول اصطدام الاندفاع الروسي للاستفادة من انتصار حليفه السوري في القصير، وزخم العمليات العسكرية التي يسجل فيها الجيش السوري انتصارات، أو يقترب من تحقيق انتصارات كما في حلب أو غوطة دمشق. أما الأميركيون فسيعملون على كسب الوقت، وعدم إلزام المعارضة السورية المسلحة بمواعيد محددة، لكي يتاح لها أن تستفيد من تدفق الأسلحة الجديد وتحقيق ما اتفق عليه في الدوحة، من تعديل ميزان القوى الميداني قبل الذهاب إلى أي تفاوض مع النظام.
وكان الاقتراح الفرنسي الأولي، الذي عبر عنه وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس، قد طلب ألا ينعقد المؤتمر قبل أيلول المقبل، أو قبل أن تقوم المعارضة بتحقيق تقدم ميداني، في مناطق ريف دمشق، حيث يمكن العودة إلى وضع تعادلي، ساد العام الماضي، أو أن تحقق اختراقا من منطقة درعا، عبر الأردن، تهدد الجناح الجنوبي للعاصمة السورية. كما يجري الرهان على عقد صفقة اقلها وقف أي عملية عسكرية للجيش السوري في ريف حلب الشمالي، كشرط أولي لدفع مفاوضات التحضير خطوات إضافية، تطمئن المعارضة والغربيين إلى أن النظام لن يحاول تحويل جنيف إلى اجتماع توقع فيه المعارضة على هزيمة عسكرية وسياسية كاملة.
ومن دون طفرة صفقات الأسلحة التي تدفقت نحو مشارف دمشق، في القابون والغوطة، ودرعا وريف حلب الشمالي، كانت الاتجاهات الديبلوماسية الغربية، تدفع قبل أيام إلى عقد جنيف بأسرع وقت ممكن، كطوق نجاة أخير، لمنع انهيار المعارضة ووقف تقدم الجيش السوري في جبهات الشمال.
وسيعود الوفدان إلى البحث في النقاط الماضية، من دون الاصطدام، على الأقل، بنقطة المشاركة الإيرانية التي أصبحت خارج أي خلاف، بعد أن أدى انتخاب حسن روحاني، رئيسا لإيران، إلى رفع الاعتراضات الغربية، على تلك المشاركة.
ولا تقتصر العناصر الايجابية المستجدة في جنيف، على استقبال إيران. إذ يقول ديبلوماسي غربي إن التغييرات الجارية في قطر ستكون عنصرا مساعدا في إطلاق العملية السياسية في سوريا، بدءا من جنيف. ويرى أن تميم بن حمد آل ثاني، الأمير القطري الجديد، سيعمل على تحجيم التدخل القطري في سوريا. وبحسب ديبلوماسيين من الأمم المتحدة، يعملون على الملف السوري، قد يؤدي خروج حمد بن جاسم، رئيس الوزراء الحالي من منصبه في الأسابيع المقبلة، إلى إعطاء دفعة ايجابية لجنيف، وللمفاوضات وإنهاء الخط الصدامي مع النظام السوري، لان الأمير الجديد لن يكون على خط الصدام نفسه.
ويرى ديبلوماسيو الأمم المتحدة أن القطريين سيبحثون، بعد خروج حمد عن إعادة الثقة ببلادهم، والتركيز على استثماراتهم التي تعرضت لازمة ثقة، وسيسعون إلى تطبيع علاقاتهم مع البلدان العربية التي تدخلوا فيها، خصوصا سوريا، التي لم تمس فيها الاستثمارات القطرية، رغم العداوات الشخصية التي استثارها حمد بن جاسم في هجومه على دمشق، بعيدا عن أي اعتبارات سياسية.

وأكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي في دمشق، انه لا داعي لمشاركة المعارضة في مؤتمر جنيف إذا كانت تضع شرطا هو تنحي الرئيس السوري بشار الأسد للمشاركة. وقال: «سنتوجه إلى جنيف ليس من اجل تسليم السلطة إلى الطرف الآخر، ومن لديه وهم في الطرف الآخر انصحه ألا يأتي إلى جنيف».
واعتبر أن قرار مجموعة «أصدقاء سوريا» بتوفير دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع في سوريا، مضيفا إذا «تخيلوا أن بإمكانهم خلق توازن للقوى، اعتقد أنهم سينتظرون سنوات لحصول هذا الأمر، ولن يحصل هذا الأمر».
وقال وزير خارجية ألمانيا غيدو فسترفيله، خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ: «نحن سوف لن نجلب سلاما مستداما ومستمرا وديموقراطية لسوريا مع الحل العسكري. لذلك علينا العمل على إنجاح مؤتمر جنيف».
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون  إن طريق جنيف أشبه بمسار إجباري، معتبرة أنه «في نهاية المطاف، يجب أن تكون هناك عملية سياسية. هذا ضروري، وكلما أسرعنا في تحقيقه، كلما كان ذلك أفضل. من المهم للغاية أن يجتمع الناس من أجل تحقيق ذلك في أسرع وقت ممكن».

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...