أنان في السعودية ليطلب منها التوقف عن دعم المعارضة المسلحة في سوريا

01-04-2012

أنان في السعودية ليطلب منها التوقف عن دعم المعارضة المسلحة في سوريا

كشفت مصادر دبلوماسية عن أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية كوفي أنان سيقوم بزيارة إلى السعودية في الأسبوع القادم، في إطار جولة عربية، بينما قال مسؤولون: إن المنظمة الدولية تخطط لإرسال بعثة مراقبين من 250 شخصاً لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية عند توقف أعمال العنف لكن دمشق لم ترسل موافقتها حتى الآن على إرسال مسؤولين لإجراء محادثات في هذا الشأن.
ونقلت صحيفة «عكاظ» السعودية، في عددها الصادر أمس السبت، عن مصادر دبلوماسية قولها: إن «أنان سيقدم للمسؤولين السعوديين شرحاً لنتائج زيارته لموسكو والصين». وأضافت المصادر: إنه «لم يحدد موعد الزيارة عبر القنوات الدبلوماسية»، مرجحاً أن «تكون الزيارة وسط الأسبوع المقبل». وزار أنان منذ توليه الملف السوري مؤخراً، الصين وروسيا وتركيا ومصر وقطر، كما ينوي التوجه إلى إيران.
وذكرت تقارير إعلامية أمس أن أنان أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، نقل خلالها أنان معلومات عن مباحثاته في روسيا والصين وعن التطورات الجارية في الشأن السوري، وذكرت التقارير أن أردوغان طلب من أنان خلال الاتصال ممارسة الضغوط على الأسد لتنفيذ الخطة بأقرب وقت ممكن، كما أعرب أردوغان عن عدم تفاؤله حيال الوضع في سورية.
وأبلغت السلطات السورية أنان موافقتها على خطته ذات النقاط الست لوقف العنف والتي تنص على وقف العنف وإيصال مساعدات إنسانية وبدء حوار والإفراج عن المعتقلين، والسماح للإعلاميين بالإطلاع على الأوضاع فيها، على حين لم تعلن المعارضة موقفاً واضحاً من خطة أنان في الوقت الذي تشكك به في جدية السلطة في تطبيق التزاماتها.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم المبعوث الأممي إلى سورية: إن المراقبين سيتوجهون إلى دمشق فور وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن البعثة تعمل على ترتيب وتجهيز ذلك في غضون يومين أو ثلاثة.
ومن المقرر أن ترسل الأمم المتحدة بعثة مراقبين من 250 شخصاً لمراقبة وقف إطلاق النار في سورية وطلبت الأمم المتحدة من دمشق أن تسمح بإرسال فريق من الخبراء من هيئة عمليات حفظ السلام ليدرسوا على الأرض توافر شروط هذا الانتشار. ولم ترد الحكومة السورية على الطلب بعد.
ولن يكون هؤلاء المراقبون مسلحين وستتكفل القوات السورية بحمايتهم، كما سيتم اختيار الجزء الأكبر منهم من مهمات حفظ السلام الحالية في لبنان (يونيفيل) والجولان بين إسرائيل والفلسطينيين وجنوب السودان.
وأوضح مسؤول آخر في الأمم المتحدة أنه «لإرسال هذه البعثة، لابد من وقف إطلاق النار وموافقة الدولة المضيفة أي سورية وتفويض من مجلس الأمن الدولي»، مشيراً إلى أن «أياً من هذه الشروط لم يتوفر حتى الآن». وقال فوزي في حديث إلى «صوت لبنان»: إنه «سيتم التفاوض حول جنسية المبعوثين مع السلطات السورية في الأيام المقبلة»، مضيفاً: إن «العدد لا يزال موضع بحث وسنبدأ بخمسين مراقباً في الأسابيع المقبلة والبداية ستكون صغيرة ومن بعدها سترتفع ولكن ذلك يستغرق وقتاً لتجهيزهم».
ورأى فوزي، أن «مسؤولية المراقبين تشمل إلى جانب مراقبة وقف إطلاق النار مراقبة البنود الأخرى من الاتفاق»، موضحاً أن «الخطوة اللاحقة ستضم إلى بعثة المراقبة ممثلين عن مكتب حقوق الإنسان ومنها حرية حركة الصحفيين وأخرى مختصة بالإمدادات الإنسانية».
من جهته، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية والمغتربين، جهاد مقدسي، يوم الجمعة: «توصلنا مع أنان في موضوع التهدئة(...) وسنقوم بالتفاوض من أجل توقيع بروتوكول إطاري يحدد آلية ارتباط وهي كلمة عسكرية الطابع نوعاً ما وهي تنسيق بين مجموعة من المراقبين يأتون إلى سورية في مهمة محددة لدراسة الموضوع في إطار محدد تحت مظلة السيادة السورية». وكشف المتحدث أن «الجانب السوري نجح بالتفاهم المشترك مع (المبعوث الخاص كوفي) أنان عندما أقر الأخير بحق الدولة في الرد على العنف المسلح كمنطق سياسي وسيادي وهو ما لم يكن موجودا في موضوع بعثة المراقبين العرب».
وصرح مقدسي في تصريحات للتلفزيون السوري نشرتها «سانا» أمس أن «معركة إسقاط الدولة في سورية انتهت بلا رجعة». وأضاف إن «سورية تخوض معركة دبلوماسية مع عالم غربي معاد لها لكن من مصلحتها إنجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان دبلوماسياً من باب سحب الذرائع وتعزيز مواقف حلفائها الدوليين».
وشدّد فوزي على أن «الاتفاق ينص على أن يسحب النظام قواته والأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية وعلى المعارضة أيضاً تطبيق الاتفاق ووقف القتال» مشيراً إلى أن «البعثة تنتظر من الجانب الأقوى أي الحكومة السورية بادرة حسن نية لوقف أعمال العنف».
وبدوره، أكد مقدسي أن «الجيش ليس فرحاً بالتواجد في الأماكن السكنية وسيغادر ما إن يتم إحلال الأمن والسلم دون اتفاقات». وأكد مقدسي أن منطلقات وثوابت سورية في التعاطي مع مهمة أنان وغيره هي حفظ سيادة سورية أولاً وعدم المساس باستقرارها وأمنها الوطني ثانياً والتوازي المنطقي في التطبيق ثالثاً.
وزار أنان مؤخراً سورية والتقى الرئيس بشار الأسد إضافة إلى شخصيات معارضة ودينية سورية، وقدم خلال الزيارة مقترحات، ردت عليها الخارجية بإيجابية، الأمر الذي دعاه إلى إيفاد فريق تقني للاتفاق على بعض الأمور.

المصدر: الوطن+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...