معطيات سورية جديدة: الأسد مرتاح والأنظار تتجه نحو العام 2014

26-04-2013

معطيات سورية جديدة: الأسد مرتاح والأنظار تتجه نحو العام 2014

قبل نحو شهرين من الزمن، كانت المعارضة السورية تؤكد أن المعطيات السياسية ستتغير في الأيام المقبلة لصالحها، على ضوء السعي إلى إحداث تغييرات جذرية في الوقائع الميدانية، وقد كان ذلك واضحاً من خلال التسريبات التي كانت تتحدث عن التحضير لمعركة دمشق الكبرى، والتي كانت تراهن على أنها ستقلب المعادلات لصالحها.
لم تجر معطيات الوقائع الميدانية على الأرض السورية كما تشتهي سفن المعارضة، لا بل أن التغييرات التي حصلت كانت في أغلب الأحيان تصب في صالح النظام، الذي بات يشعر اليوم بارتياح كبير، ويقرأ الأمور بواقعية أكبر.

 الأسد مرتاح
لا يمكن فصل العديد من المحطات الأساسية التي حدثت في الأيام الأخيرة على صعيد الأزمة السورية عن بعضها البعض، حيث تؤكد مصادر لبنانية متابعة أن قراءة مستقبل الأوضاع السورية، لا يمكن أن يتم بشكل واضح من دون التوقف عند ثلاث محطات مهمة تتمثل باطلالة الرئيس السوري بشار الأسد التلفزيونية الأخيرة، واستقباله الوفد اللبناني الذي يضم العديد من الأحزاب والشخصيات، إضافة إلى زيارة رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي إلى دمشق، ناهيك عن إستقالة رئيس "الإئتلاف الوطني السوري" معاذ الخطيب من منصبه.
وتشدد مصادر متابعة، في حديث لـ"النشرة"، على أن الرئيس السوري بشار الأسد بدا مرتاحاً جداً خلال هذه المحطات، على الرغم من اشارته إلى أن الأزمة لن تنتهي في وقت قريب، وتشير إلى أن مصدر هذا الإرتياح هو النجاحات التي يحققها الجيش السوري في المعارك التي يخوضها في مواجهة المجموعات المسلحة، لا سيما في منطقتي ريف دمشق وريف حمص، وتلفت إلى أن هذا الأمر إنعكس حالة من الإرباك في صفوف قوى المعارضة التي لم تكن تتوقع تطور الأمور بهذا الشكل.
وتلفت المصادر إلى أن المعارضة السورية تلقت ضربتين كبيرتين في الفترة الأخيرة، تمثلت الأولى بإعلان جبهة "النصرة" مبايعتها زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، الأمر الذي وضعها في مواجهة مباشرة مع المجتمع الدولي، الذي لم يعد يستطيع إنكار أن الرئيس الأسد يخوض حرباً ضد الإرهاب، أما الثانية فتمثلت في فشل مؤتمر "أصدقاء سوريا" الأخير الذي عقد في إسطنبول، وكانت من أولى نتائجه المباشرة إستقالة رئيس "الإئتلاف الوطني السوري" المعارض.

 الأنظار تتجه نحو العام 2014
وعلى الرغم من الأمل والتحليلات التي تعلق على القمة المرتقبة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي باراك أوباما في المرحلة المقبلة، لا يبدو أن القيادة السورية تنتظر هذه القمة كثيراً، حيث ترى أن الإنتصارات التي تحققها هي من سيفرض على الرئيسين برنامج عمل القمة.
ومن هذا المنطق، تشير المصادر، التي تؤكد أن الرئيس الأسد مطمئن إلى سير الأمور من الناحية العسكرية، إلى أن من أهم أخطاء قوى المعارضة هو غياب البرنامج الواضح، وتدعو إلى مراجعة ما نقل عن بعض المراجع الاستخباراتية الغربية، التي أكدت على تفوق قوات النظام من الناحية العسكرية.
وبالنسبة إلى مستقبل الأوضاع، تربطها المصادر بالإنتخابات الرئاسية السورية التي ستجري في العام 2014، حيث تشير إلى أن الأميركيين والأوروبيين باتوا مقتنعين بأن الحديث عن سقوط أو تنحي الرئيس الأسد لم يعد واقعياً، وتلفت إلى أن واشنطن تقرأ الأمور بطريقة واقعية وتبحث عن تحقيق مصالحها، وهي ستقف إلى جانب الرابح في النهاية، أما موسكو فهناك إطمئنان كبير لموقفها، وتؤكد أن القيادة السورية كانت منذ البداية تقرأ المواقف الدولية بشكل جيد.
وفي هذا السياق، تشير إلى تصريح رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي، الذي يزور دمشق على رأس وفد رفيع المستوى، حيث قال: "نحن نعتقد أن أفضل خيار هو استمرار الرئيس الأسد في مركزه الرئاسي الى صيف 2014 وبعده يصار إلى انتخابات رئاسية"، وتؤكد المصادر أن الرئيس الأسد سيكون مرشحاً إلى هذه الإنتخابات، لا بل تتوقع أن يفوز بها بشكل كبير، وتعتبر أن بعض الدول الإقليمية التي رغبت في اسقاطه سوف تدفع ثمن مواقفها، وتلاحظ تراجعاً سعودياً في هذا السياق، وترى أنها "تمشي بين النقاط".
وفي ضوء الإعلان عن الإجتماع الذي سيجمع وزيري خارجية كل من روسيا سيرغي لافرورف والولايات المتحدة جون كيري في بروكسل اليوم، دعت المصادر إلى مراقبة تطور الأوضاع بعد هذا الإجتماع، الذي يعتبر الأول بعد التغيير الذي حصل في المعطيات.
على صعيد منفصل، كان من اللافت بحسب المصادر المتابعة تشديد الرئيس الأسد خلال لقائه الوفد اللبناني على دور بيروت ودمشق في تركيز الهوية العربية الحقيقية، وعدم دخوله في التفاصيل اللبنانية الضيقة، وان الحديث كان في المبادىء العامة.

ماهر الخطيب

المصدر: النشرة الالكترونية اللبنانية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...