مجزرة في صنعاء بأسلحة محرّمة والتزام أميركي أكبر في إطار دعم السعودية

12-05-2015

مجزرة في صنعاء بأسلحة محرّمة والتزام أميركي أكبر في إطار دعم السعودية

صعّد العدوان السعودي عشية الهدنة التي يبدأ سريانها عند الثامنة من مساء اليوم، من عملياته الانتقامية ضد اليمن وشعبه، حيث سجّل طيران التحالف مجزرة جديدة في صنعاء، استخدم فيها للمرة الثانية أسلحة محرمة دولياً، بحسب مصادر طبية ومحلية. وبينما يزداد «الجنون السعودي» قبل وقف إطلاق النار لخمسة أيام قابلة للتمديد، تتجه الأنظار في اليومين المقبلين إلى الحراك الدبلوماسي الدولي الذي يعوَّل عليه في إيضاح مآلات الحرب المستمرة في اليمن، خصوصاً لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بقادة دول الخليج في كامب ديفيد غداً، الذي يسبقه اليوم لقاءٌ بين وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف في سوتشي الروسية.سقط نحو 40 شهيداً وأكثر من 300 جريح معظمهم من النساء والأطفال في تفجيرات صنعاء (أ ف ب)

وهزت انفجارات قوية الأحياء السكنية المحيطة بجبل نقم في صنعاء، ما أوقع نحو 40 شهيداً وأكثر من 300 جريح معظمهم من النساء والأطفال، بحسب حصيلة أولية لوزارة الصحة أعلنها المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور تميم الشامي. وفيما كانت الطائرات تواصل تحليقها، هرعت سيارات الإسعاف إلى حي نقم لنقل الجرحى والشهداء، وهرع الدفاع المدني لإجلاء سكان الحي الذي تضرر بصورةٍ كبيرة جراء الانفجارات. وقال الشامي إن الأطباء أكدوا وجود تشابه في حالات الجرحى جراء قصف اليوم وجرحى حي عطان الذي ثبت أن السعودية استخدمت أسلحة عنقودية محرمة بحسب منظمة العفو الدولية.«أنصار الله»: الجرح بيننا وبين السعودية لن يمكن تضميده في عشرات السنين
من جهةٍ أخرى، تمكّنت قوات الدفاع الجوي اليمني، من إسقاط طائرة حربية في منطقة نشور التابعة لمديرية الصفراء بمحافظة صعدة، وهو ما أكدته القوات المسلحة المغربية التي تحدثت صباح أمس عن فقدان طائرة مقاتلة من طراز «أف 16» كانت تشارك في عمليات العدوان السعودي على اليمن، وهو الإنجاز الثاني للدفاع الجوي اليمني بعد إسقاط طائرة أباتشي سعودية قبل أيام في البقع الحدودية. وأعلنت «أنصار الله» إسقاط طائرة حربية تابعة للتحالف، وقالت قناة «المسيرة» التابعة للحوثيين إن «مضادات القبائل» أسقطت الطائرة في منطقة وادي النشور في صعدة، وبدا العلم المغربي على إحدى قطع الحطام.
وكانت «أنصار الله» قد أدانت يوم أمس، تعرّض منزل الرئيس السابق علي عبد الله صالح للقصف في صنعاء، مؤكدةً التضامن مع «إخوتنا في (حزب) المؤتمر الشعبي العام وفي مقدمتهم الاخ علي عبد الله صالح». وفي بيانٍ صادر عن رئيس المجلس السياسي في «أنصار الله»، صالح الصماد، توجهت الجماعة إلى منتقدي تضامنها مع صالح وحزبه، مؤكدةً أن هذا التضامن نابع من موقفها المماثل من كل أبناء الشعب اليمني. وقالت الجماعة إنها "لا ترضى أن يُستهدف أي طرف خارجي حتى ولو كان الزنداني، وهو من فعل بنا ما فعل، فما بالك أن نتفرج على من وقف في وجه العدوان واستهدف لموقفه الوطني". كذلك، توجه البيان للسعودية قائلاً: «نقول لآل سعود ومن يدور في فلكهم إن عدوانكم قد أوغل في الإجرام وعمّق جرحاً بيننا وبينكم لا يمكن تضميده في عشرات السنين».
وفي ما يتعلق بالهدنة الانسانية التي من المفترض أن تسمح بوصول المساعدات الغذائية والطبية إلى اليمن الواقع تحت كارثة بسبب العدوان والحصار، أكد مجلس الوزراء السعودي أهمية التزام الهدنة، لـ«ضمان تكثيف العمليات الإغاثية وسرعة تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني».
جاء هذا خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء، بعد ظهر أمس، حيث نوه الملك سلمان بمواقف الولايات المتحدة الأميركية وتأييدها للمبادرات «الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة»، معرباً عن أمله في أن تسهم مباحثات قادة دول مجلس التعاون المقبلة مع الرئيس باراك أوباما، في «تعزيز العلاقات الوثيقة والتنسيق والتعاون بين الجانبين بما يسهم في توطيد الأمن والاستقرار في المنطقة». كذلك، أعرب الرئيس الجيبوتي عمر جيلة، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، في لقاء مشترك عن تطلعهما إلى إتمام الهدنة الإنسانية والتزام الأطراف المعنية بها. وكانت طائرات العدوان السعودي قد قصفت يوم أمس، السجن المركزي في الضالع مساء أمس، وقالت أنباء إن السجن بداخله عناصر من «القاعدة» يُراد تحريرهم. وفي شبوة شنّ طيران التحالف أكثر من 7 غارات على مواقع عسكرية في عتق ومحيطها حيث يسيطر الجيش و«اللجان» على الارض بشكل كامل. أما في تعز، فقد شنّ العدوان مساء أمس غارات استهدفت أحياء سكنية في المرور ووادي الدحي. وأكد «الإعلام الحربي» استشهاد 15 مواطناً وإصابة أكثر من 30 آخرين، كما استهدفت الغارات مدرسه 26 والمعهد الفني وادارة البحث الجنائي. يأتي هذا في وقت تستمر فيه اشتباكات عنيفة في تعز، وورود أنباء عن سقوط العديد من القتلى والجرحى بين صفوف المقاتلين على الجانبين. وفي سياق استهداف العدوان للمعالم الأثرية والتاريخية بعد استهداف جامع الإمام الهادي وباب اليمن في صعدة وآثار تاريخية في زبيد، استهدف الطيران يوم أمس، قلعة القاهرة التاريخية في مدينة تعز أدى إلى سقوط أكثر من 11 جريحاً من المواطنين.
إلى ذلك، تمكن الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة على مديرية المسيمير وهي من أكبر مدن محافظه لحج.



مبادرة علي ناصر محمد: أمن ذاتي وإغاثة... وحوار

تقدم الرئيس السابق لدولة اليمن الجنوبي علي ناصر محمد والزعيم الجنوبي محمد علي أحمد بمبادرة لإيقاف الحرب، بعد قيامهما بجولات عدة على عواصم عربية ولقائهما بشخصيات سياسية، للبحث عن مخرج للأزمة اليمنية.
وتتضمن المبادرة عشر نقاطٍ، تنصّ أولاً على الوقف الفوري للحرب من قبل جميع الأطراف، ثم على «الانسحاب الفوري غير المشروط لوحدات الجيش والميليشيات المسلحة المتحالفة معها من محافظة عدن ومن جميع المحافظات». وتنصّ النقطة الثالثة بالتزامن مع انسحاب الجيش و«أنصار الله»، على «تسليم المحافظات لقيادات عسكرية وأمنية من أبنائها تقوم بحفظ الأمن فيها»، والشروع في إنشاء قوة عسكرية وأمنية لحماية المواطنين. وإلى جانب البدء الفوري في تقديم الإغاثة للمواطنين في كل المحافظات المتضررة، نصّت المبادرة على الإفراج عن جميع المعتقلين، وفي مقدمتهم وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة، محمود الصبيحي وزملائه.
وفيما دعت المبادرة إلى إيقاف كل الحملات الإعلامية المتبادلة بين جميع الأطراف وتهيئة الوضع لبدء حوار سياسي لبناء اليمن، طالبت بعودة كل القوى السياسية اليمنية من دون استثناء ومن دون شروط إلى حوار وطني شامل تحت إشراف الأمم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. وتطرّقت المبادرة إلى القضية الجنوبية، معتبرةً أنها يجب أن تكون محوراً أساسياً للمناقشة في أي حوار مقبل «للتوصل الى حل عادل يرتضيه شعب الجنوب ضمن حقه في تقرير مصيره»؟

 

تعزيزات سعودية على الحدود: نجران وجيزان ساحتا حرب
تبدو أهداف العدوان السعودي على اليمن، بعد 45 يوماً، كأنها تقلّصت من عناوينها الكبرى مثل «إعادة الشرعية»، و«انسحاب أنصار الله من الجنوب» إلى «الثأر لنجران» فقط، وهو ما اتضح خلال الأسبوع الأخير مع الأداء الانتقامي الذي انتهجه التحالف وتُرجم جنوناً في صعدة. وتمكنت الهجمات التي نفّذها الجيش اليمني والقبائل على الحدود من صبّ الرياض أغلب تركيزها الآن على «إنقاذ» هيبتها على الحدود فقط، لا سيما بعد توغل اليمنيين في محافظتي نجران وجيزان وبقائهم حتى الآن في مواقع داخلهما.

وفي وقتٍ أصبحت فيه نجران خارج سيطرة الرياض، تواصل طائرات العدوان قصفها الجنوني في جبال صعدة وقراها ومدنها، قبيل بدء سريان الهدنة بساعات. قصف عشوائي كثيف، استهدف قرى وأحياءً ومنشآت وأسواقاً ومنازل، في محاولةٍ جديدة للرياض للبحث عن أي «إنجاز» تسجله قبل بدء وقف إطلاق النار، القابل للتمديد. على الأثر، أرسلت الرياض تعزيزات عسكرية من «القوة الضاربة» إلى حدودها مع اليمن، بعد ساعات من تبادل عنيف للقصف المدفعي بين القوات السعودية والمقاتلين.
وأصبحت نجران وجيزان تحت رحمة نيران المقاتلين اليمنيين، بشكلٍ كاملٍ. يتوغل هؤلاء داخل الأراضي السعودية يومياً، حيث يسقطون مواقع جديدة ويقتلون ويأسرون جنوداً ويغنمون أسلحة. ويؤكد مصدر في «الإعلام الحربي» التابع لجماعة «أنصار الله» أن القبائل اليمنية لا تزال تسيطر على مواقع في نجران المقابلة لمناطق كتاف والبقع ووايلة وهمدان، فيما وردت أنباء عن تمكّن مجموعات قبلية يمنية من التوغل صباح أمس لجهة مدينة نجران ووصلت إلى قصر الإمارة هناك، وهو ما لم يتم تأكيده بعد. شنّت الطائرات السعودية أمس أكثر من 200 غارة على صعدة
وفي الجبهة الحدودية الشمالية الغربية لجهة جيزان، أكدت المصادر في «الإعلام الحربي»، في حديثٍ إلى «الأخبار»، أن المقاتلين اليمنيين لا يزالون يسيطرون على كل المواقع السعودية التي سقطت طوال الاسبوع الماضي، مضيفةً أن مقاتلي القبائل اليمنية باتوا يسيطرون على جبل الرديف وجبل الجلاح وجبل تويلق في عمق منطقة جيزان. وبحسب المصادر، فإن السيطرة على جبل الرديف الذي كان ممعناً في الاعتداء على القرى الحدودية التابعة لرازح وشدا تعدّ إنجازاً جديداً يضاف إلى السيطرة على جبل تويلق والجلاح الاستراتيجيين.
وفي وقتٍ تحدثت فيه أنباء، أكدها «الإعلام الحربي»، عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف حرس الحدود السعوديين بعد تقدم القبائل اليمنية المقاتلة التي كانت قد تمكنت من السيطرة على أسلحة خلّفها حرس الحدود السعوديون بعد فرارهم من مواقع في جبل الرديف وتويلق القريبين من ظهران الجنوب ومدينة الخوبة في محافظة جيزان جنوب غرب السعودية، أفادت مصادر داخل الجبهات اليمنية الحدودية لـ«الأخبار» بأن القبائل اليمنية تمكنت من قصف شركة «أرامكو» النفطية في الظهران.
ويرى مراقبون أن عدم تبنّي «أنصار الله» والجيش اليمني تلك العمليات هو دليلٌ على أن الخيارات لا تزال مفتوحة أمام اليمنيين في الردّ على العدوان، وأنهم يحتفظون بتلك الخيارات لمواجهة أي عدوان برّي يمكن أن يتجاوز الحدود اليمنية. وبحسب المراقبين، فإن مجرد تمكن القبائل اليمنية من تجاوز الحدود السعودية باتجاه العمق على طول الشريط الحدودي من منفذ الطوال القريب من ساحل البحر الاحمر غرباً إلى آخر حدود صعدة ونجران شرقاً يجعل تلك المناطق التي تم إخلاؤها بشكل كامل مناطق مكشوفة وخارج السيطرة، ومن غير الممكن استعادة السيطرة عليها سعودياً إلا بعملية برية أو تسوية خاصة، وأن الجانب اليمني من الحدود بات منطقة عسكرية يمنية من الصعب الاقتراب منها، رغم أنها تتعرض لقصف مكثّف جواً وبراً من قبل العدوان.
وحسبما يبدو، فإن الهستيريا باتت مسيطرة على مسار العدوان السعودي في شن غاراته الجوية وقصفه المدفعي والصاروخي على قرى ومنازل المواطنين في صعدة. وأكد «الإعلام الحربي» أن القصف على صعدة استهدف أمس مناطق لم تكن قد تعرضت للقصف من قبل، وعلى رأسها الوحدات الصحية في مران وحيدان وغمر. وبحسب المصدر، فإن أكثر من 15 شهيداً وعدداً من الجرحى سقطوا في غارات لطائرات العدوان السعودي على منازل المواطنين في وادي جراد بني واس وبني بحر والرويس في مديرية حيدان ومناطق الحجلة وشعارة في مديرية رازح والتي تم تدمير منازلها بشكل غير مسبوق. كذلك، شنّت طائرات العدوان 9 غارات استهدفت مدينة صعدة ومنطقة هجر قلة والطلح. وأكد المصدر أن أكثر من 130 صاروخاً سعودياً استهدفت منطقة القمع في مديرية كتاف حتى عصر أمس، وأن مجمل الغارات على صعدة تجاوز 200 غارة يوم أمس.
وفي ما يشبه الضربات الوقائية على مناطق التماس مع حدوده الجنوبية، شنّ العدوان السعودي غارات على مناطق متفرقة أمس في حرض وميدي وغيرهما من مناطق محافظة حجة الشمالية، كذلك أطلق صواريخ وقذائف على مدينة حرض من داخل المواقع المحاذية للمنفذ الحدودي الطوال، مخلفاً بعض الأضرار المادية في المباني والممتلكات، كذلك شنّت طائرات العدوان أكثر من 5 غارات على معسكر الدفاع الساحلي التابع لمحافظة الحديدة، إضافةً إلى 6 غارات على المطار المدني هناك.

علي جاحز- الأخبار

«كامب ديفيد» غداً بلا سلمان... وبلا توتّر!
لا يستثني الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أحداً من مفاجآته المتتالية، عدواً كان أو صديقاً. آخرها وُجّه إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي دعاه مع قادة دول «مجلس التعاون الخليجي» إلى اجتماع في كامب ديفيد «لتبديد مخاوف الدول الخليجية من الاتفاق النووي المرتقب مع إيران». ردّ أخيراً بإعلان تغيبه، بعدما كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد حصل على تأكيد بحضوره، أثناء وجوده في الرياض، الأسبوع الماضي. خطوة الملك كانت لها تردداتها في دول خليجية أخرى، أعلنت غياب قادتها عن القمة أيضاً.

وهي إضافة إلى ذلك أثارت امتعاضاً إعلامياً أميركياً، ظهر من خلال وصفها في بعض الصحف بأنها تنمّ عن «ازدراء» سعودي، الأمر الذي استوجب، أمس، إصدار تصريح سعودي متزامن مع بيان أميركي، للتأكيد أن عدم حضور سلمان ليس مؤشر خلاف بين الولايات المتحدة والسعودية. أوباما لن يقدّم الى قادة الخليج أيّ تعهّد دفاعيّ ملزم لواشنطن
ففي الوقت الذي صرّح فيه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى الصحافيين في السفارة السعودية في واشنطن بأن غياب سلمان «ليس مرتبطاً بأي شكل من الأشكال بأي خلاف بين البلدين»، أعلن البيت الأبيض أن السعودية لم تعبّر عن أي بواعث قلق بشأن جدول الأعمال في قمة كامب ديفيد، سواء قبل أو بعدما غيّر الملك السعودي خططه وقرر عدم الحضور.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش ايرنست، إن الولايات المتحدة واثقة من أن المسؤولين السعوديين، الذي سيحضرون، سيكونون قادرين على تمثيل بلدانهم وتنفيذ أي قرارات تتخذ أثناء الاجتماعات.
وفي الاطار ذاته، اتصل أوباما بسلمان بحسب ما أفاد البيت الأبيض في وقت متأخر من مساء أمس.
في غياب سلمان، سيتولى ولي العهد محمد بن نايف رئاسة الوفد الذي سيشارك فيه ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد بن سلمان، بحسب ما أعلن الجبير، في بيان نشرته سفارة السعودية، الأحد، في واشنطن.
وفيما دُعي ستة من قادة «مجلس التعاون الخليجي» إلى البيت الأبيض، في 13 أيار، ومن المفترض أن يشاركوا في اليوم التالي في قمة في المقر الرئاسي في كامب ديفيد، إلا أن اثنين فقط من هؤلاء القادة ــ هم أمير الكويت صباح الأحمد الصباح وأمير قطر تميم بن حمد آل خليفة ــ سيتوجهان إلى واشنطن. ويعني ذلك أيضاً أن اللقاء الذي كان قد أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض إريك شولتز بين أوباما وسلمان، في واشنطن، لن يتم.
كذلك، أعلنت مصادر رسمية أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة لن يحضر القمة، وسيمثله ولي العهد سلمان بن حمد آل خليفة. أما سلطان عمان قابوس بن سعيد فسيمثله نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد، وسينوب ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان عن الشيخ خليفة الذي يعاني من وعكة صحية، في تمثيل الإمارات.
وزير الخارجية السعودي كان قد أوضح، الأحد، أن سلمان سيغيب عن القمة «بسبب موعد القمة والجدول الزمني لوقف إطلاق النار في اليمن وتدشين مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية». كذلك شدد على حرص الملك السعودي على «تحقيق الأمن والسلام في اليمن، وعلى سرعة تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية للشعب اليمني». ولكن بحسب ما يرى محللون، فإن كان قرار الملك سلمان يعني شيئاً، فهو عدم الرضى السعودي عن واشنطن.
صحيفة «واشنطن بوست» أشارت إلى أن الإعلان السعودي الأخير شكل «مفاجأة»، وذلك أن مسؤولاً كبيراً في الإدارة الأميركية ذكر أن الجبير أكد لنظيره الأميركي، الجمعة مساءً في باريس، أن سلمان سيتوجه إلى واشنطن، كذلك فإن الملك أنهى لقاءه مع كيري، الخميس في الرياض، قائلاً له «أراك الأسبوع المقبل».
ولكن الصحيفة أضافت، نقلاً عن مسؤول في الخارجية الأميركية، أن السعوديين أبلغوا الأميركيين «إمكان إحداث تغيير في المخطط، الجمعة ليلاً، ليؤكدوا السبت أن الملك لن يحضر إلى واشنطن».
المسؤول نفسه نفى أن يعدّ قرار سلمان البقاء في الرياض تجاهلاً. وقال «هناك صفر توتر»، موضحاً أنه «في الحقيقة، العلاقة قوية كما كانت في أوقات عدة».
كذلك، فقد أكد أحد المقرّبين من الحكومة السعودية أن السعوديين لم يتعمّدوا ازدراء الدعوة الأميركية، مضيفاً أنهم «لا يسعون إلى البعث برسالة ما». وأوضح أن القرار السعودي أتى بسبب الأوضاع في اليمن و«الطبيعة التقنية» للنقاشات المرتبطة بإيران، والتي «رأى الملك سلمان أن المسؤولين الكبار في الوفد... سيكونون أكثر قدرة على توليها».
أما في ما يتعلق بالتقارير التي كانت قد ذكرت أن الإدارة الأميركية قد تتفق مع الخليجيين على إمدادهم بأسلحة حديثة، إضافة إلى ضمان أمن الخليج باتفاق دفاعي، فقد قال مسؤولون أميركيون لصحيفة «لوس إنجلس تايمز» إن «ذلك لن يحصل».
وبحسب ما نقلت الصحيفة عن هؤلاء، «ستقدم الإدارة الأميركية التزاماً أميركياً أكبر في إطار دعم الدفاعات المضادة للصواريخ وحماية الحدود والنقل البحري، إضافة إلى محاربة الإرهاب في الخليج».
كذلك، فإن «أوباما سيقدم تعهّداً خطياً يؤكد بموجبه الالتزام بالدفاع عن حلفائه الخليجيين... ولكنه لن يكون على شاكلة معاهدة ملزمة قانونياً».
صحيفة «وول ستريت جورنال» رأت أن قرار سلمان يشي بأن الدول العربية ليست على الضفة نفسها مع الولايات المتحدة، «وقد تواصل العمل وحدها لمواجهة إيران». وذكرت الصحيفة أن السعودية والإمارات وقطر تسعى للحصول على أسلحة متطورة، من بينها أكثر الطائرات المقاتلة تطوراً وهي الـ«اف 35»، الأمر الذي يعقّده «التحالف الأميركي الاستراتيجي مع إسرائيل»، بحسب ما أشار مسؤولون أميركيون، خصوصاً أن تشريع الكونغرس يوصي بأن تحافظ إسرائيل على «التفوق العسكري النوعي بالنسبة إلى جيرانها، بما فيها السعودية».


(الأخبار)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...