لافروف وكيري: اتفاق على تهيئة ظروف الحوار السوري

27-02-2013

لافروف وكيري: اتفاق على تهيئة ظروف الحوار السوري

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه اتفق مع نظيره الأميركي جون كيري، خلال لقائهما في برلين أمس، على بذل موسكو وواشنطن «كل ما في وسعهما لتهيئة الظروف لإطلاق الحوار بين المعارضة والسلطات السورية بأسرع ما يمكن»، وذلك بعد ساعات من إشارته إلى أن على واشنطن أن تحاول إقناع المعارضة بالتخلي عن مطالب بضرورة تنحي الرئيس السوري بشار الأسد قبل بدء المحادثات، قائلا ان دمشق جهزت وفدها التفاوضي، ويتحتم على المعارضة القيام بالامر ذاته.
وفي حين أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، عن «القلق من إمكانية أن يؤدي أي عمل إلى جر لبنان إلى أتون الصراع، خاصة مع وجود تقارير بشأن تواصل نقل السلاح عبر الحدود بما يخالف الالتزامات الدولية»، تعرض الجامع الأموي الكبير في حلب للمزيد من الأضرار جراء الاشتباكات في داخله بين القوات السورية والمسلحين الذين فجروا عبوة في احد أسواره. لافروف وكيري خلال لقائهما في برلين امس (رويترز)
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن اللقاء بين لافروف وكيري، في برلين، استمر لمدة ساعة و45 دقيقة، استحوذت الأزمة السورية على أكثر من نصفها، مشيرة إلى أنها «كانت عبارة عن جلسة جادة جدا». وأوضحت أن الوزيرين بحثا كيفية تطبيق «اتفاق جنيف» الصادر في 30 حزيران الماضي، والذي يدعو الحكومة السورية والمعارضة إلى التحاور وتأليف «حكومة انتقالية».
وقال لافروف، بعد الاجتماع مع كيري الذي يلتقي اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، «نحن نأمل بان المعارضة التي ستجتمع في روما مع ممثلي الدول الغربية والإقليمية ستعرب عن التأييد للحوار، لأنه كان جاء على لسان المعارضة تصريحات متضاربة بهذا الشأن، ونأمل ألا تؤيد الحوار فحسب، بل وتسمي فريقها للتفاوض». وذكر بزيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم إلى موسكو أمس الأول، مشيرا إلى أن «ممثلي دمشق الرسميين أكدوا لنا وجود فريق للتفاوض لديهم، واستعدادهم لبدء الحوار بأسرع ما يمكن».
وقال لافروف «الأهم هو أننا أكدنا تفاهمنا بشأن عدم القبول باستمرار العنف، وانطلاقا من هذا التفاهم، أكدنا عزمنا على فعل كل ما يتوقف على روسيا والولايات المتحدة. بالطبع لا يتوقف علينا كل شيء، لكننا سنبذل كل ما وسعنا لتهيئة الظروف لإطلاق الحوار بين الحكومة
والمعارضة بأسرع ما يمكن». وأشار إلى أن «مشاكل السوريين لن يحلها احد غير السوريين أنفسهم، ولكن يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكي تبدأ مناقشة الحل».
وكان لافروف قال، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهولندي فرانز تيمرمانز في موسكو، «على واشنطن أن تحاول إقناع المعارضة السورية بالتخلي عن مطالب بضرورة ترك الأسد للسلطة قبل بدء المحادثات». وأضاف «خلال اتصالاتنا مع دول أخرى، يمكنها أن تؤثر على الأطراف في سوريا لاحظنا وجود فهم متزايد للحاجة للتأثير، سواء على الحكومة أو على المعارضة، أولا قبل كل شيء حتى لا يصدر منها طلبات غير واقعية كشروط لبدء الحوار. هذا ما سنبحثه مع كيري. خلال أحدث مكالمة هاتفية تكون لدي انطباع عن أنه متفهم لمدى حدة الوضع في سوريا».
وأضاف «قبل عدة أيام كان يبدو أن شروط جلوس الأطراف لإجراء محادثات تتضح. كانت هناك مطالب تؤيد بدء الحوار سريعا، لكن ظهر رفض لمثل هذا المسلك. يبدو أن المتطرفين الذين يراهنون على الحل العسكري لمشكلات سوريا، ومنع مبادرات بدء الحوار أصبحوا الآن يهيمنون على صفوف المعارضة السورية، بما في ذلك ما يسمى بالائتلاف الوطني».
وذكر البيت الأبيض، في بيان، إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن اتصل برئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض احمد معاذ الخطيب مرحبا بقراره السفر إلى روما لحضور مؤتمر «أصدقاء سوريا» غدا. وأضاف أن «بايدن أكد للخطيب إن اجتماع روما سيتيح فرصة للتشاور بشأن سبل تسريع المساعدات للمعارضة والدعم للشعب السوري».

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط، إن «آلة الدمار العسكري تواصل مهمتها في سوريا، وسط مخاوف من أن يتم جر الدول المجاورة، ولاسيما لبنان، إليها»، مؤكدا «أهمية دعوة الأمين العام بعدم تسليح أي من الجانبين المتورطين في الصراع الدائر هناك».
وأضاف فيلتمان أن «الموقف بشكل عام مستقر في لبنان، لكن التوتر زادت حدته في منطقة الحدود الشرقية الشمالية». وأضاف «نحن نشعر بالقلق من إمكانية أن يؤدي أي عمل إلى جر لبنان إلى أتون الصراع، خاصة مع وجود تقارير بشأن تواصل نقل السلاح عبر الحدود بما يخالف الالتزامات الدولية».
وحذر فيلتمان من العنف الذي ترتكبه الجماعات المتطرفة الأجنبية في سوريا، مؤكدا أنه «لا ينبغي أن يكون هناك أي مكان في سوريا في المستقبل لكل من تعامل بحدة وانتهازية في النزاع الدائر أو استخدم التطرف المذهبي والعقائدي لمحاولة احتكار السلطة»، مؤكدا أن «سوريا المستقبل لن تكون لمجموعة واحدة بل ستستوعب وتحترم حقوق جميع مكونات المجتمع السوري من دون استثناء».
واعتبر فيلتمان «اقتراح قبول رئيس الائتلاف الوطني السوري احمد معاذ الخطيب للحوار بأنه تطور ايجابي»، ودعا «جميع الأطراف في سوريا للدخول بأقرب وقت ممكن بمحادثات على أساس إعلان جنيف، وذلك بهدف ضمان وضع حد لإراقة الدماء وتأمين تحقيق الانتقال السياسي في سوريا بما يلبي الطموحات المشروعة للشعب السوري ويحافظ على وحدة وسيادة وسلامة أراضيها واستقلال الأمة السورية بكاملها».

ميداناً تدور اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والمسلحين في محيط وداخل الجامع الأموي الكبير في حلب، ومعارك في بلدة خان العسل في ريف حلب الغربي.
وذكرت وكالة (سانا) أن «إرهابيين استهدفوا بعبوة السور الجنوبي للجامع الأموي الكبير بمدينة حلب ما أسفر عن وقوع أضرار كبيرة فيه».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...