لافروف: المعارضة السورية في الخارج لم تلمس معاناة الشعب السوري

29-05-2013

لافروف: المعارضة السورية في الخارج لم تلمس معاناة الشعب السوري

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن هناك تدفقا متزايدا "للمقاتلين الأجانب" القادمين إلى سورية من شمال افريقيا ودول أوروبا.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي بموسكو اليوم إن "المعارضة السورية" في الخارج لم تلمس معاناة الشعب السورى ومعظمهم يعيشون في الخارج.
وأكد لافروف أن عقد مؤتمر دولي حول الأزمة في سورية هو السبيل الوحيد لحل الأزمة مشيرا إلى أن روسيا تراه سبيلا وحيدا لافتا إلى أن ما تشهده الأزمة في سورية من تطورات يهدد استقرار المنطقة ويسهم في تعميق الخلافات في العالم الاسلامي وتنامي الأخطار المحدقة بسورية.
وشدد لافروف على وجوب الابتعاد عن الحلول الأحادية والمعايير المزدوجة حول الازمة في سورية ودعوة جميع الأطراف بما فيه إيران إلى طاولة المفاوضات في المؤتمر الدولي.
وشدد وزير الخارجية الروسي على أن قرار الاتحاد الأوروبي الامتناع عن تمديد الحظر المفروض على توريد الأسلحة إلى "المعارضة السورية" يشكل عائقا امام عقد المؤتمر الدولي حول سورية.
وقال لافروف "إن فرض حظر على ما يمنعه القانون الدولي وقوانين الاتحاد الأوروبي ذاته كان منذ البداية عملا مزدوج المعنى" مشيرا إلى أن الغاء هذا الحظر حاليا يجعل الأمر أكثر تعقيدا ويخلق كحد أدنى عوائق كبيرة جداً على طريق تنفيذ المبادرة لعقد مؤتمر دولي حول سورية مذكرا بأن الاتحاد الأوروبي تبنى في نهاية تسعينيات القرن الماضي قانونا في مجال تصدير الأسلحة يحظر إرساليات أسلحة كهذه.
كما استهجن وزير الخارجية الروسي بشدة مشروع القرار الذي تدعمه الولايات المتحدة ضد سورية المزمع مناقشته في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة اليوم قائلا إنه سيضر بمحاولات انهاء الأزمة في سورية.
وقال لافروف "لقد أدهشني كثيرا أن وفد الولايات المتحدة يسعى على نحو نشيط جداً الى تحريك هذا المشروع الضار إلى جانب قطر وتركيا مؤكدا أن مشروع القرار سيقوض الجهود المشتركة بينه وبين نظيره الامريكي جون كيري لعقد مؤتمر دولي حول حل الأزمة في سورية".
وأشار لافروف إلى أنه تناول هذا الموضوع قبل أيام في باريس مع كيري الذي قال إنه لا علم له بهذه القصة وانه سيستوضح الأمر متسائلا.. هل تمكن الاخير من ذلك ام لا ... لا ندري.
ووصف وزير الخارجية الروسي مشروع القرار المذكور بانه أحادي الجانب مشيرا إلى أنه سبق للجمعية العامة للأمم المتحدة ان تبنت مشروع هذا القرار وان كان بعدد من الأصوات يقل بنسبة الثلث بالمقارنة مع القرار المماثل الذي تبنته السنة الماضية.
وحذر لافروف من أن تبني هذا المشروع وما تظهره بعض بلدان الخليج من حماس لتحريكه يعنيان محاولة لخلق تعقيدات على طريق تنفيذ المبادرة الروسية الأمريكية لعقد المؤتمر الدولي حول سورية مذكرا بانه تم إقحام الجمعية العامة للأمم المتحدة فور الاعلان عن هذه المبادرة اثناء زيارة كيري إلى موسكو ويحاولون الآن تكرار الأمر ذاته في مجلس حقوق الانسان.
وكان لافروف أعلن اثر مباحثاته مع كيري في موسكو في وقت سابق من الشهر الجاري عن التوصل إلى توافق لعقد مؤتمر دولي لحل الأزمة في سورية.

في سياق آخر جدد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين دعم بلاده لمبدأ عدم التدخل الخارجي في شؤون سورية وضرورة التركيز على إيجاد حل سياسي للأزمة فيها.
وأكد تشوركين في مقابلة مع شبكة سي ان ان الإخبارية أن تزويد سورية بمنظومة صواريخ /اس 300 / الروسية سيساعد في ردع التدخل العسكري الخارجي فيها.
وأوضح تشوركين أن روسيا تزود سورية بالأسلحة وفق عقود معروفة تم التوقيع عليها قبل بداية الأزمة فيها بينما تقوم أطراف أخرى بتزويد المجموعات المسلحة بأسلحة تساعد في زيادة أعمال العنف أما الأسلحة التي ترسلها روسيا إلى سورية فهي لتعزيز الاستقرار الإقليمي من منطلق كون سورية دولة مهمة في إقليم الشرق الأوسط.
وبين تشوركين أن صواريخ /اس 300/ تستخدم في إسقاط الطائرات ولا تستخدم على الصعيد الداخلي واما فيما يتعلق بالتواجد العسكري البحري لروسيا في البحر الأبيض المتوسط أشار إلى أن البحرية الروسية متواجدة في البحر المتوسط من وقت لآخر.
وكان سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي قال أمس حول توريدات صواريخ /اس300/ إلى سورية أن هذه التوريدات تمثل عامل استقرار يحول دون تدخل قوى خارجية في النزاع مشيرا إلى أن إرسال أسلحة دفاعية للحكومة السورية يهدف لحماية المشاريع وكذلك الوحدات العسكرية.
وأضاف ريابكوف "نرى أن مثل هذه الخطوات تسهم في ردع بعض الرؤوس الساخنة في دراسة سيناريو تدويل النزاع بمشاركة القوى الخارجية التي لا تعارض هذه الفكرة" مشددا على أن روسيا لا تنوي إعادة النظر في موقفها بهذا الشأن.

من جهة أخرى أكد الكسندر زاسبكين سفير روسيا في لبنان أن قرار الاتحاد الأوروبي رفع الحظر عن تسليح "المعارضة السورية" غير مبرر وغير مفهوم.
وأوضح زاسبكين في تصريح لقناة الميادين أن "المعاهدة الدولية لتجارة السلاح تنص على أن توريد السلاح يكون فقط الى الجهات الحكومية" معتبرا أن المؤتمر الدولي المرتقب عقده لبحث الأزمة في سورية في جنيف يواجه نوعين من العراقيل أولهما إرسال السلاح إلى المجموعات المسلحة وثانيها الأمور اللوجستية.

وحول عقد مؤتمر دولي حول سورية، أكد مصدر قريب من الوفد الروسي الذي أجرى مباحثات مع وفد أمريكي في باريس أن مواقف واستفزازات بلدان الخليج تشكل عائقا أمام عقد المؤتمر.
ونقلت صحيفة كوميرسانت الروسية عن مصدر قريب من الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي أجرى مباحثات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في باريس قوله: "إن موسكو ترى أن تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان يلقي كامل المسؤولية عن إراقة الدماء في سورية على الحكومة السورية ورفع الحظر على توريدات الأسلحة إلى المعارضة السورية من قبل الاتحاد الأوروبي يأتي ضمن الخطوات الموجهة لإجهاض عقد المؤتمر حول سورية".
وأوضح المصدر الروسي "أنه إذا لم يتم عقد المؤتمر أو تعرض للاخفاق في حال انعقاده فإن الأطراف الدولية الساعية إلى تغيير النظام في سورية سيلقون كل المسؤولية على روسيا لتبرير قيامهم بأعمال محتملة من وراء ظهرها وهذا يعني تجاهل مجلس الأمن الدولي أيضا ولذلك من الهام جدا لدى روسيا الحيلولة دون أي أعمال قد تلحق الضرر بجهودنا".
وأشار المصدر الروسي إلى أن موسكو على قناعة بأن دول الخليج تقف وراء كل ذلك في حين أن الولايات المتحدة وبلدان الغرب الأخرى توافقها في ذلك.
وكان وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري بحثا أمس الأول في باريس القضايا المتعلقة بالاستعدادات للمؤتمر الدولي الثاني حول سورية المقرر في جنيف الشهر المقبل.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...