صفقات متوقعة في مؤتمر شرم الشيخ حول العراق

29-04-2007

صفقات متوقعة في مؤتمر شرم الشيخ حول العراق

لم يستبعد دبلوماسي عربي في الجامعة العربية حدوث صفقات سياسية في مؤتمر شرم الشيخ الدولي حول العراق في الثالث والرابع من مايو/أيار المقبل، واشار إلى ان هذه الصفقات تتعلق بالملفات الساخنة في المنطقة عراقيا وفلسطينيا ولبنانيا وإيرانيا، وابلغت تركيا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري انها لن تحضر المؤتمر، ووصل نائب رئيس الوزراء العراقي برهم صالح امس إلى طهران لاقناعها بالمشاركة، واعلنت الولايات المتحدة ان وزيرة الخارجية الأمريكية ستشارك، لكن فرنسا اعلنت ان وزيرها فيليب دوست بلازي لن يتمكن شخصيا من الحضور.

 وقال الدبلوماسي ل”الخليج” إن الوفود الأمريكية والإيرانية والسورية  إلى جانب الأطراف العربية المشاركة في المؤتمر  ستأتي إلى شرم الشيخ بهدف تحقيق مكاسب، وكل طرف يدرك أن تحقيق مصالح معينة في ملفه يحتاج إلى مساعدة الطرف الآخر. وعبر عن اعتقاده في أن القضية العراقية يمكن أن تكون جسرا يلتقي عليه جميع الأطراف سواء الولايات المتحدة أو سوريا أو إيران أو العرب مجتمعين. وقال: الإدارة الأمريكية تحتاج إلى مساهمات إيرانية وسورية لإنجاح خطتها الأمنية ودعم الوجود العربي في بغداد وتريد إبعاد الدعم الإيراني والسوري عن حزب الله في لبنان، وإيران تحتاج إلى تخفيف الضغوط عليها في الملف النووي والاعتراف بمصالحها الإقليمية في منطقة الخليج، وسوريا كذلك تحتاج إلى تخفيف الضغوط وإنهاء العزلة الأمريكية الرسمية عليها وتريد تسوية سلمية تعيد إليها الجولان المحتل والاعتراف بأن لها مصالح في لبنان، والعرب يريدون إحياء عملية التسوية السياسية للنزاع العربي “الإسرائيلي” واستئناف المفاوضات على كل المسارات.

وقال: عقد صفقات ليس عيبا فهذه هي السياسة وتلك هي لغة المصالح، مشيرا إلى أن مساحة “العواطف” في شرم الشيخ ستكون ضيقة للغاية.

واستمر الاعتراض الأمريكي على لقاء شرم الشيخ حيث أبلغ وزير الخارجية عبدالله جول نظيره العراقي زيباري عدم مشاركته في المؤتمر الذي قد يحضره ممثل عن الخارجية التركية. وسبق للحكومة التركية أن أبدت عدم ارتياحها من سياسات الحكومة العراقية التي نقلت مكان المؤتمر من اسطنبول إلى شرم الشيخ.

وأكد مسؤول عراقي في السفارة العراقية بطهران أن نائب رئيس الوزراء العراقي صالح برهم سيصل اليوم الأحد إلى طهران لاجل التباحث مع الجانب الإيراني حول المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ، وقال إن صالح يحمل رسالة من الحكومة العراقية بإجابات عن تساؤلات طرحتها إيران خلال زيارة زيباري إلى طهران الأربعاء. وكان كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني السابق قد طالب بلاده بضرورة المشاركة في شرم الشيخ دفاعا عن العراق بكل أطيافه، إلا أنه اعتبر الاشارات الايجابية في اللهجة الأمريكية إزاء إيران، بأنها نوع من الخداع وقال “لا تنخدعوا باللهجة وبهذه الاشياء لأن اللهجة تتغير في الحوار السياسي ونحن على اعتاب مؤتمر العراق، وقد يكون أحد أسباب تغيير اللهجة هو هذا المؤتمر ولكن مجرد التغيير في اللهجة لا يعني التغيير في السياسة”. واضاف “على الأمريكيين التخلي عمليا وواقعيا عن بعض المواقف المناوئة لإيران”

وكان محمد رضا باهنر نائب رئيس البرلمان الإيراني قد أكد أن بلاده على استعداد للدخول في مباحثات مباشرة مع أمريكا ومناقشة كل الموضوعات بين البلدين باستثناء موضوع تخصيب اليورانيوم.

وأكد باهنر “ان حكومتنا لا يمكنها الدخول مع أي طرف حول عملية التعليق ولكنها يمكن ان تدخل في حوارات أخرى”. ومن جانبه أكد حشمت الله فلاحت بيشه عضو لجنة الامن القومي الإيرانية ان أمريكا يمكن ان تقوم بخطوات حسن نية من خلال الافراج عن الدبلوماسيين الإيرانيين المعتقلين في اربيل قبل بدء أعمال شرم الشيخ، واشار إلى أن مؤتمر شرم الشيخ لم يأت لتسوية مشاكل العراق، بل تهدف أمريكا من ورائه إلى تضعيف اللاعبين الاساسيين في العراق، وطالب مسؤولي النظام بعدم المشاركة، في مقابل ذلك اكدت الهام امين زادة العضوة في البرلمان “ان الوفد الإيراني يمكن ان يكون له حضور فاعل في قمة شرم الشيخ من خلال التمسك بالقضايا التي تتعلق بالعراق وعدم الخوض بالمسائل التي تعاني منها أمريكا”.

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية توم كيسي ان الوزيرة رايس سترأس وفد بلادها إلى المؤتمر الخاص بالعراق في منتجع شرم الشيخ يومي الخميس والجمعة القادمين ويحضره ايضا نظراؤها فى الدول دائمة العضوية فى مجلس الامن الدولي والدول الصناعية الثماني الكبرى والدول المجاورة للعراق والبحرين ومصر، وقال كيسي “ان الولايات المتحدة تريد من كل الدول التي ستحضر المؤتمر ان تأتي لتقديم ليس كلمات ايجابية فقط وانما إرادة جدية للقيام بإجراءات إيجابية لمساعدة العراق على معالجة وضعه الحالي الصعب جدا”. واتهم كيسي إيران وسوريا بأن “افعالهما في العراق لا تتطابق مع خطابهما الايجابي الذي شددا عليه في المؤتمر الذي عقد في بغداد على مستوى المبعوثين الشهر الماضي”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي ان “الوزير دوست بلازي لن يشارك لاسباب بديهية تتعلق بالتوقيت لكننا سنتمثل في هذا الاجتماع بموظفين كبار، بسفراء”. واضاف “سنذهب إلى هذا المؤتمر من دون ان تكون لدى الجانب الفرنسي مبادرة محددة”.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...