ساركوزي يعرض التوسّط بين سوريا وإسرائيل

27-08-2009

ساركوزي يعرض التوسّط بين سوريا وإسرائيل

قضيتان ستشغلان الدبلوماسية الفرنسية هذا العام إلى الشرق من الخارطة العالمية: إيران، والمفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. وبعيدا في قاع الاهتمامات الفرنسية يستقر لبنان، الذي استدعى إلى خطاب الرئيس الفرنسي السنوي أمام سفرائه في العالم سطرين وجدا مكانا بين إحدى عشرة صفحة، يناشدان باقتضاب، ومن دون أمل، «تشكيل حكومة وحدة وطنية»، ولا شيء آخر، ولكن بفعالية.
نيكولا ساركوزي الذي انتهز مؤتمر المئة والثمانين سفيرا فرنسيا إلى عواصم العالم في الاليزيه، كان مخلصا لخط التشدد الفرنسي الذي التزمه منذ عامين إزاء إيران. وعكس ساركوزي هشاشة الرهان القائم على الحوار الأميركي ـ الإيراني، وضعف الإيمان الأوروبي
بأن تجد اليد الأميركية الممدودة يدا تلاقيها في الجهة المقابلة: «نحن والستة مستعدون للجلوس إلى طاولة للحوار، لكن الحوار يحتاج إلى محاور على الطرف الآخر من الطاولة، و لم نتلق أي جواب إيجابي على عروضنا حتى الآن»، ويحسم ساركوزي دون التصريح بذلك أن النافذة الحوارية لن تمدد أبعد من الممكن لإيران، مضـــيفا الموقف الفرنسي إلى قائمة الضغوط المفروضة عــــلى الرئيس الأميركي لمنع تمديدها أبعد من المهلة المعــطاة التي تنتهي بانتهاء العام. وذهب الرئيس الفرنســي إلى حد استباق نتائج أي حوار بين طهران وواشنطن في الملف النووي الإيراني، بالإعلان عن «عقوبات جوهرية ستفرض على إيران بعد استحقاق الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيـــلول المقبل، وسنقيم الحـــصيلة بانتـــهاء أيلول، لكن لنكن واضحين: إذا لم تغير إيران سياستها، سنذهب نحو أزمة رئيسية».
تحدث الرئيس ساركوزي عن عقوبات «اقتصادية قاسية على مستوى الأزمة في مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي، ومنح وكالة الطاقة النووية ومفتشيها سلطات أوسع «في الوجبة الرابعة من العقوبات ضد إيران التي قدم اعــــتذارا مسبقا من الشعب الإيراني لقسوتها، وزيـــر الخارجية الفرنسية برنار كوشنير، قبل شهر، معلـــنا انتقالها إلى مرحلة تطال الحياة اليومية للإيـــرانيين شبـــيهة بالعقوبات التي طالت العراق في الماضي.
ووجد الرئيس الفرنســـي امام سفرائه أن الأزمـــة السياسية في إيران، لم تعــــطل تقدم البرنامج النووي، «وهــــي وإن نجحت بإنهاء القــــمع إلا أن البرنامج النووي لم يتوقـــف، وإن القادة الإيرانيين الذين يقولون إن برنامجهم النووي سلمي، هم أنفسهم من يردد أن الانتخابات كانت نزيهة، بصراحة من يصدق ذلك؟».
ولجأ الرئيــــس إلى الاتحاد من أجل المتوسط، المعطل منذ إنشائه قبل عام، كإطــــار بديل عن مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط الذي كان أمنية فرنسية لم تر النور، ليجمع زعماء المتوسط الخريف المقـــبل في باريس في قمة تنعقد لتستأنف المفاوضات مع إسرائيل على المسارات الثلاثة الفلسطينية، السورية، واللبنانية. وأعاده الرئيس الفرنسي إلى خانة الاحتمالات، عندما اشترط عقده «بموافقة إسرائيل على تجــميد الاستيطان، وانطلاق المفاوضات» وبالتشاور مع مصر الولايات المتحدة والرئاسة السويدية الحالية للاتحاد الأوروبي.
ولكن الرئيس الفرنسي كان أكثر أملا وثقة في عرضه المساهمة بالتوسط بين سوريا وإسرائيل، إذا ما قررتا استئناف المفاوضات غير المباشرة بينهما «وأكدتا رغبتهما بهذا الصدد»، بعيدا عن أي إطار متوسطي، وتجديدا لعرض قديم ـ بعد تخلي إسرائيل عن الوساطة التركية.

محمد بلوط

المصدر: السفير


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...