رؤية موسكو لمؤتمر جنيف: انسحاب الطرفين من التجمعات السكنية وانتخابات حرة

23-06-2012

رؤية موسكو لمؤتمر جنيف: انسحاب الطرفين من التجمعات السكنية وانتخابات حرة

في حادث رجّح دخول العلاقات السورية ـ التركية المتوترة في أقل تقدير، منحى جديداً قد يقودها إلى مزيد من التأزّم، أقرّت تركيا بأن المضادات الجوية السورية أسقطت مقاتلة تركية من طراز «اف ـ4» على بعد 8 أميال بحرية من شواطئ اللاذقية.
وأثار الحدث اللافت تساؤلات عديدة حول المستقبل القريب لبرميل البارود السوري ـ التركي الذي يناهز الاشتعال على طول حدود تشكّل الظهير الأساسي للمعارضة المسلحة في داخل سوريا، لا سيما أن التأكيد التركي «اتخاذ الخطوات الضرورية بحزم»، قابله صمت سوري رسمي لساعات، خرقه نقل التلفزيون السوري الرسمي لتصريحات مصدر عسكري مسؤول في وقت متأخر من الليل، أكد فيها إسقاط الطائرة بعدما اخترقت المجال الجوي السوري.
أما في موسكو، فاستقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف نظيره السوري وليد المعلم، وقال عقب اللقاء إن رؤية روسيا لاجتماع مجموعة الاتصال حول سوريا في جنيف، والمقرر عقده في 30 حزيران الحالي، تتضمن بشكل أساسي «انسحاباً متزامناً» للقوات النظامية والمعارضة من المدن والقرى السورية.

وقال مصدر عسكري سوري مسؤول، في تصريح نقله التلفزيون السوري، إن «جسماً مجهول الهوية اخترق أجواءنا الساعة 11,40 صباحاً على ارتفاع منخفض جداً وبسرعة عالية فتصدت له دفاعاتنا الجوية للطائرات». وأضاف أن الهدف أصيب «إصابة مباشرة على بعد كيلومتر عن الشاطئ فاشتعلت به النيران وسقط في البحر ضمن مياهنا الإقليمية على بعد 10 كيلومترات غربي قرية أم الطيور».
وتابع المصدر قائلاً «تبين لاحقاً أن الهدف طائرة عسكرية تركية اخترقت مجالنا الجوي وتم التعامل معها وفق القوانين المرعية وفق هذه الحالات». كما أوضح أنه «تم التواصل بين قيادتي القوات البحرية من البلدين حيث تقوم سفن البحرية السورية بالاشتراك مع الجانب التركي في عملية البحث عن الطيارين الاثنين المفقودين».
وقالت مصادر من منطقة الدرباسية في اللاذقية قرب الحدود التركية السورية أن صاروخاً أطلق بالفعل في حوالي الساعة 12 في تلك المنطقة من الأراضي السورية، في اتجاه هدف في الجو، واندفعت بعدها قوى الأمن والاستطلاع إلى المنطقة بحثاً عن الطيار ومساعده وعن حطام الطائرة.
وقالت المصادر  إن الحادثة جاءت بعدما اخترقت الطائرات الحربية التركية الأجواء السورية منذ ليل أمس الأول، في ما اشتبه بأنه مهمة استطلاع. واتخذ القرار لاحقاً بإسقاط الطائرة الحربية باستخدام مضادات جوية روسية، فيما تمكنت طائرة أخرى من العودة إلى قاعدتها.
وقبيل صدور التصريح الرسمي السوري، أورد بيان من مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أنه «بعد تقييم معطيات جمعتها المؤسسات المعنية ومعلومات تم الحصول عليها في اطار اعمال البحث والإنقاذ، اتضح لنا ان سوريا قامت بإسقاط طائرتنا». وأكد اردوغان أن تركيا «ستتخذ الخطوات الضرورية بحزم» عندما تتوفر المعطيات كافة. كما أكد أن الطيارين على متن الـ«اف ـ4 فانتوم» مفقودان.
وأوضح اردوغان خلال مؤتمر صحافي عقده في أنقرة أن «عملية بحث مشتركة جارية مع السلطات السورية عن طاقم الطائرة بمشاركة سفن ومروحيات تركية»، ونفى أردوغان الأنباء الواردة حول احتجاز السلطات السورية للطيارين، كما أضاف أنه لم ترد أية معلومات حول تقديم سوريا اعتذاراً عن إسقاطها الطائرة.

من جهته، قال لافروف لشبكة «روسيا 24» الإخبارية «عقدت لقاء متفقاً عليه مسبقاً يمكن أن نقول عنه محادثات مع وزير الخارجية السوري الذي جاء الى هنا وأنهينا للتو محادثة استمرت ساعتين». وأضاف «لقد دعوناهم (القادة السوريين) الى العمل على تجسيد تصريحاتهم بشأن الاستعداد لتنفيذ خطة أنان في أفعال. لقد فعلوا الكثير بالفعل لكن عليهم القيام بأكثر من ذلك بكثير». وأضاف «على الطرف المعارض أيضاً تنفيذ هذه الخطة».
وأوضح لافروف «نعمل بشكل دائم مع شركائنا الغربيين ومع شركائنا في دول الخليج ومع تركيا على إرغام المعارضة المسلحة على الرجوع في تصريحاتها القائلة بأنها لن تمتثل بعد الآن لخطة كوفي انان». وأضاف لافروف إن «رؤيتنا للمؤتمر الدولي حول سوريا تتضمن النقطة الأساسية المتمثلة في ضرورة خروج القوات الحكومية والمعارضة المسلحة من المدن ومن التجمعات السكنية الأخرى بشكل متزامن وتحت إشراف المراقبين الدوليين».
وقال الوزير الروسي إن «الحكومة السورية على استعداد للقيام بذلك وهو ما قاله لي الوزير» السوري. وأضاف «علينا الآن العمل على أن يكون الجانب المعارض على استعداد أيضاً لذلك».
من جهة اخرى كرر الوزير الروسي معارضة بلاده تشديد الغربيين على رحيل الرئيس السوري بشار الأسد كشرط مسبق لإحلال السلام. وقال لافروف إن هذا المطلب «غير واقعي على الإطلاق من الناحية السياسية». وأضاف «ننطلق من مبدأ ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمكنه ان يقرر مصير بلده، بمن في ذلك مصير قادته».
وتابع لافروف قائلاً «يمكن على الأرجح ان يتعلق الأمر بانتخابات حرة، تكون بالضرورة حرة وعادلة، وتجرى تحت إشراف اكثر صرامة لمراقبين دوليين. وأنا لا أرى طريقاً آخر» لحل الازمة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...