دمشق تنتظر تزويدها بالأدلةالعراقية وأنقرة تعارض اللجوءللأمم المتحدة

02-09-2009

دمشق تنتظر تزويدها بالأدلةالعراقية وأنقرة تعارض اللجوءللأمم المتحدة

كشفت مصادر تركية امس ان وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ابلغ رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، خلال اجتماعهما في بغداد أمس الأول، معارضة أنقرة نقل قضية الخلاف بين العراق وسوريا إلى الأمم المتحدة، ورفضها مطالب بغداد بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة مرتكبي التفجيرات التي وقعت في بغداد مؤخراً، موضحاً انه «يجب معالجة المشكلة بأخوة ومحبة وكعائلة وليس الذهاب إلى المخفر. والمخفر يعني الأمم المتحدة».
وفي دمشق، قال مصدر سوري واسع الاطلاع إن «دمشق لم تتلق أية أدلة من الجانب العراقي تتعلق بالتفجيرات التي جرت في 19 آب الماضي في بغداد، وأنها تنتظر أن يستجيب الجانب العراقي لطلبها بإرسال وفد يحمل أدلة على اتهاماتها».
وحاول اوغلو سبر أغوار عمق المشكلة، التي وجد أنها عميقة. ونقلت المصادر عن مرافقين للوزير التركي أن المالكي تحدث بلهجة قاسية جداً عن سوريا، وقال له «إن سوريا تتحدث في الظاهر بكلام جميل لكن إذا رفعت أي حجر فستجد تحته سوريا». وأضاف «ما نريده من سوريا هو أن توقف الدعم لحزب البعث العراقي، فالمعسكرات التي تدرب فيها منفّذو الهجمات تقع في سوريا، ونريد تسليم المتهمين. سوريا قامت فقط بتسليم المطلوبين بتهم عادية». وعلم أن المسؤولين العراقيين سلّموا بالفعل اوغلو الوثائق المتعلقة بالمتهمين.
واقترح اوغلو على المالكي تقديم كل الأدلة حول الانفجارات التي وقعت في بغداد، لينقلها إلى دمشق ومن ثم تشكيل لجنة ثلاثية تركية سورية عراقية لمعالجة الأزمة. وقال للمالكي إن «اللهجة الحادة لا تفيد، ويجب خفضها، ويجب الاعتراف بفرصة للمحادثات. وهذا اللقاء لن يكون الأول». وأضاف أن «السوريين يثقون بنا نظراً للدور الذي أديناه في قضية التحقيق بجريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري».
ونقلت صحيفة «راديكال» عن اوغلو قوله إن منفّذي الهجمات قد يكونون من الجماعات التي لا تريد خفض التوتر في العراق والمنطقة عشية الانتخابات النيابية العراقية. ونقلت الصحيفة معارضة اوغلو نقل القضية إلى الأمم المتحدة، بقوله إنه «إذا اندلع حريق في منطقة تتكون من بيوت من خشب فإن الحريق سيمتد إلى كل بيوت المنطقة. لذا يجب معالجة المشكلة بأخوة ومحبة وكعائلة، وليس الذهاب إلى المخفر. والمخفر يعني الأمم المتحدة».
وكتب المعلق المعروف فهمي قورو، المرافق لجولة اوغلو في بغداد ودمشق، إن الوزير يرى انه ليس فقط مهماً أن تنشأ علاقات جيدة بين تركيا وجيرانها بل أيضا بين جيران تركيا أنفسهم، وان مثل هذا الاستقرار وحده المفيد للمنطقة. وينقل عن اوغلو تطلعه إلى إقامة «حوض ما بين النهرين الاقتصادي» أي سوريا وتركيا والعراق.
وقال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، (ا ش ا) في العاصمة الليبية طرابلس، «ليس لدينا أي اعتراض على دور تركيا في احتواء الأزمة، لكن الإطار العربي مهم وضروري أن يؤدي دوراً ايجابياً وسيتبلور ذلك في اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل».
في هذا الوقت، كررت واشنطن دعوتها بغداد ودمشق إلى حل الخلاف عبر الحوار. وقال المتحدث باسم دائرة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية جون ساليفان، لراديو «سوا»، إن «الحكومة الأميركية اطلعت على التقارير الصحافية حول تورط سوري في تلك الاعتداءات، وذلك من خلال تدريب الاستخبارات السورية لعناصر من تنظيم القاعدة لتنفيذ تلك التفجيرات». وأضاف أن «الولايات المتحدة تتوقع من العراق وسوريا أن يعالجا القضايا ويحلا الخلافات بشأن القضايا الأمنية عبر الحوار والتعاون المشترك».

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

هل تنجح دبلوماسية أنقرة الوقائية في تحقيق التهدئة على خط دمشق-بغداد
"تحركات" دافو توغلو و"وصايا" هيلاري كلينتون: إلى أين؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...