تسريبات حول لقاء مبارك – لاريجاني وجولة مبارك الخليجية

23-12-2009

تسريبات حول لقاء مبارك – لاريجاني وجولة مبارك الخليجية

الجمل: غادر الرئيس المصري محمد حسني مبارك العاصمة المصرية القاهرة, أول أمس الاثنين الموافق 21 كانون الأول (ديسمبر) 2009م, في زيارة مفاجئة لكل من السعودية-الكويت-والإمارات العربية المتحدة, وذلك للتفاهم حول جملة من القضايا والملفات الطارئة, فما هي خلفيات ومحفزات هذه الزيارة, وماذا تقول التسريبات الأميركية والإسرائيلية عنها؟
محفزات زيارة الرئيس المصري: ماذا تقول السردية؟
وصل رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني يوم الأحد الموافق 20 كانون الأول (ديسمبر) 2009م الحالي, في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية, وتقول التسريبات بأن علي لاريجاني قد عقد لقاء مغلقا مع الرئيس المصري حسني مبارك, استمر لمدة ساعتين, ولاحظ المراقبون, أن الرئيس حسني مبارك, قد تحرك في اليوم التالي مباشرة إلى منطقة الخليج, وما هو جدير بالملاحظة أن الرئيس حسني مبارك قد ظل خلال الفترة الماضية مقللا زياراته وجولاته الخارجية ضمن أدنى حد ممكن, وذلك بسبب تدهور أوضاعه الصحية, وبالتالي, فهو لا يقوم بأي زيارة أو جوله خارجية إلا عند الضرورة القصوى.
تقول المعلومات والتسريبات بأن لقاء حسني مبارك-علي لارجاني, قد تضمن النقاط الآتية:
• بدء صفحة جديدة في العلاقات المصرية-الإيرانية, تتضمن إجراء المزيد من الانفتاح إزاء الحوار والتفاهم المشترك.
• قيام إيران بفتح سفارتها في مصر, والتي ظلت مغلقة منذ قيام طهران بإغلاق هذه السفارة في العام 1979م وذلك بسبب قيام نظام الرئيس المصري السابق الراحل أنور السادات باستضافة الشاه الإيراني المخلوع محمد رضا بهلوي.
• تقديم اقتراحات إيرانية لمصر تهدف لجهة تحسين العلاقات الإيرانية-الخليجية وتحديدا مع السعودية والكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة.
• تكليف الرئيس المصري حسني مبارك بنقل وجهات النظر الإيرانية والتفاهم حولها مع الزعماء الخليجيين.
أشارت بعض التسريبات الإسرائيلية إلى أن واشنطن وتل أبيب تراقبان عن كثب جولة الرئيس المصري حسني مبارك الخليجية, وما هو مثير لاهتمام محور واشنطن-تل أبيب يتمثل في «العجلة» و«السرعة» التي نفذ بها حسني مبارك هذه الزيارة وسرعة الزعماء الخليجيين في القبول الفوري السريع بتنفيذ هذه الزيارة.
تساؤلات ما وراء دبلوماسية حسني مبارك الخليجية الجديدة؟
تساءلت بعض التسريبات والتحليلات السياسية والدبلوماسية حول مدى جدوى وفعالية دبلوماسية جولة الرئيس المصري حسني مبارك الخليجية الجديدة, وبكلمات أخرى, هل يستطيع حسني مبارك تحقيق أي اختراق هام في ملف أزمة العلاقات الإيرانية-الخليجية, وملف أزمة العلاقات الخليجية-الإيرانية, وما هو جدير بالانتباه والاهتمام يتمثل في أن مصر نفسها ظلت تمثل أحد أبرز بؤر التوتر في العلاقات العربية-الإيرانية, فما هو السبب الذي دفع الزعيم حسني مبارك إلى القبول بهذا الدور, وفي هذا الوقت, وبهذه السرعة, وبكلمات أخرى أيضا: هل حدثت صفقة إيرانية-مصرية, حصلت بموجبها القاهرة على المزيد من «الحوافز الإيرانية» المغرية, أم هل توجد صفقة أميركية-إسرائيلية, تم الاتفاق عليها مسبقا مع مصر وبلدان الخليج, بحيث يتم استدراج إيران باتجاه بناء الروابط مع معسكر المعتدلين العرب, مقابل أن تتخلى إيران عن توجهاتها الشرق أوسطية المهددة لأمن إسرائيل.
ماذا تقول ردود الفعل الإسرائيلية-الأميركية؟
أكد روبرت غيبس الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض الأميركي قائلا, بأن نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) 2009م الحالي, سوف تكون بمثابة الحد الفاصل, والنقطة النهائية, والتي لو لم تستجب طهران بحلولها لشروط مجموعة ال(5+1) المتعلقة بملف البرنامج النووي الإيراني, فإن واشنطن سوف تسعى باتجاه تنفيذ خيار فرض العقوبات الدولية المتعددة الأطراف المتشددة ضد إيران.
أما التسريبات الإسرائيلية, فتقول بأن إيران قد عقدت العزم على المضي قدما في مشروع برنامجها النووي, وبأن طهران تسعى حاليا إلى  تنفيذ بنود جدول أعمال دبلوماسية وقائية إيرانية مضادة لبنود جدول أعمال دبلوماسية محور واشنطن-تل أبيب, وذلك بما يتيح لطهران توجيه ضربة استباقية ضد جولة العقوبات الدولية الرابعة المتوقع فرضها, وبالتالي, فقد سعت إيران إلى توسيع دائرة تحالفاتها الشرق أوسطية, بما يتضمن الآتي:
• تأمين جبهة العلاقات الإيرانية-التركية, وقد نجحت طهران في ذلك بقدر كبير, بدليل أن تركيا أصبحت من أبرز الرافضين لمخطط جولة العقوبات الدولية الرابعة ضد إيران.
• تأمين جبهة العلاقات الإيرانية-الخليجية, وذلك عن طريق استمالة مصر إلى جانب إيران عن طريق الحوافز الإيرانية والتي يأتي في مقدمتها الالتزام الإيراني بدعم قيام البرنامج النووي المصري, ثم بعد ذلك, استخدام مصر لجهة حث وإقناع الخليجيين من أجل تحسين العلاقات والروابط مع إيران.
هذا وإضافة لذلك, تقول بعض التحليلات, بأن نجاح طهران في استمالة مصر وبلدان الخليج لجهة معارضة فرض جولة العقوبات الجديدة ضدها, هو نجاح سوف يؤدي إلى تعزيز موقف إيران وحلفائها, وبكلمات أخرى فإن رفض الخليجيين ومصر الوقوف إلى جانب دعم جولة العقوبات الدولية الرابعة المتوقعة ضد إيران هو رفض معناه أن روسيا والصين, سوف تجدان المبرر القوي لجهة القيام بمعارضة الموقف الأميركي إزاء جولة العقوبات الرابعة هذه ضد إيران عن طريق مجلس الأمن الدولي, وبكلمات أخرى أيضا سوف تجد روسيا والصين ذريعة تستخدمانها لجهة تبرير الموقف القائل, بأنه طالما أن جيران إيران وعلى وجه الخصوص تركيا وبلدان الخليج إضافة إلى بعض البلدان العربية الأخرى غير موافقين على فرض المزيد من العقوبات فإن الفشل سوف يكون بالضرورة هو مصير جولة العقوبات الدولية الرابعة ضد إيران.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...