تحضيرات دمشق للقمة العربية ومداولات القادة العرب لإنجاحها

14-02-2008

تحضيرات دمشق للقمة العربية ومداولات القادة العرب لإنجاحها

أعلن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح أن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح سيرأس وفد بلاده إلى القمة العربية المقرر عقدها في دمشق أواخر آذار (مارس) المقبل. وقال: «كان لي لقاء مع الرئيس بشار الأسد لدى زيارتي دمشق التي سبقت زيارتي القاهرة والتي ستتبعها زيارة للاردن»، مؤكدا أن «الكويت ستحضر القمة العربية بوفد يرأسه سمو أمير الكويت، وأبلغت السوريين بذلك».

وسئل الشيخ ناصر خلال مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس حسني مبارك في القاهرة امس، عن اتصال هاتفي بين رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي جاسم الخرافي ونظيره اللبناني نبيه بري وإمكان وجود وساطة كويتية لتنفيذ الاستحقاق الرئاسي، فأجاب: «ليس لدي علم إذا كان قد جرى اتصال هاتفي، لكن هناك اتصالات وعلاقات شخصية وصداقة بينهما».

وكان رئيس الوزراء الكويتي اجرى محادثات مع مبارك تناولت المستجدات الاقليمية والدولية والعلاقات الثنائية، كما سلمه رسالة خطية من أمير دولة الكويت تتعلق بالعلاقات الثنائية. وقال رئيس الوزراء الكويتي إنه جدد لمبارك شكره وتقدير بلاده البالغ للمواقف المشرفة لجمهورية مصر العربية والشقيقة وللرئيس مبارك خصوصا إبان «الغزو الصدامي للكويت».

ورداً على سؤال هل تم خلال اللقاء بحث الأزمة النووية الإيرانية، قال رئيس الوزراء الكويتي إن «إيران بلد صديق للجميع ودولة جارة لدولة الكويت وللخليج، والكويت ترفض أي عمل عسكري ضد إيران، ويجب التمسك بالمفاوضات السلمية وتقديم الايضاحات السلمية ولو حتى مئة مرة حتى يأتي اليوم الذي نصل فيه إلى اتفاق».

وعما يمكن أن تقدمه الكويت لدعم الأمن والاستقرار في العراق، قال إن «اجتماعا سيعقد لدول الجوار العراقي الشهر المقبل في الكويت، والعراق جار عزيز وغال على الجميع»، معرباً عن أمله في أن ينعم بالاستقرار وأن تحل أزمته الداخلية. وأوضح أن «الكويت تدعم الحكومة العراقية، وهذا موقف خليجي وليس هناك إلا عراق واحد». وأوضح أن دول مجلس التعاون الخليجي تسير بشكل تدريجي على مسارات عدة لتحقيق الأهداف الاقتصادية المرجوة على غرار ما كان حدث بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي الذي سار في مسيرة متدرجة.

في غضون ذلك، تسلم مبارك أمس رسالة خطية من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وأوضح الناطق باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد أن رئيس الديوان الملكي الأردني باسم عوض الله سلم الرسالة خلال استقبال مبارك له أمس، وأنها تتعلق بالوضع الراهن في المنطقة، خصوصا ما يتصل بالتطورات على الساحة الفلسطينية.

الى ذلك، أكد سفير سورية في القاهرة يوسف الأحمد ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أن قمة دمشق ستتناول كل القضايا العربية وستكون قمة رأب الصدع ورص الصفوف وإحياء العمل العربي المشترك. وقال في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط إن القمة ستعقد في تاريخها ومكانها المقررين في قصر المؤتمرات في دمشق، مشيرا الى أن الاستعدادات والتحضيرات جارية.

وأضاف انه تم تجهيز 26 فيلا لإقامة الملوك والرؤساء والأمراء، بالاضافة الى فندق كبير مخصص لاعضاء الوفود. وأشار الى أن الوفود الرسمية السورية بدأت بالتوجه الى العواصم العربية لتقديم الدعوات للملوك والرؤساء والأمراء لحضور القمة، موضحا انه سيسلم اليوم السفير حسين عبدالخالق مندوب فلسطين الدائم لدى الجامعة العربية دعوة من الاسد للرئيس محمود عباس (ابو مازن) لحضور القمة، كما سيزور سفارة الصومال في القاهرة لتقديم دعوة للرئيس الصومالي عبدالله يوسف. وقال ان الوفود السورية الرسمية ستواصل خلال الاسبوع المقبل تقديم الدعوات من الاسد الى قادة باقي الدول العربية لحضور القمة.

وفي دمشق، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم حرص بلاده على «التحضير الجيد للقمة العربية في دمشق والعمل على إنجاحها»، فيما أبدى الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون السياسية السفير بن حلي «ارتياح وفد الجامعة العربية للتحضيرات التي تقوم بها سورية لاستضافة القمة»، مؤكدا «أنها ستكون قمة عربية متميزة تؤدي إلى تعزيز التضامن العربي».

وقال بن حلي عقب لقائه المعلم «إن دمشق استكملت كل الترتيبات والاستعدادات اللازمة المتعلقة بأماكن الإقامة والتنقل وقاعة الاجتماعات لانعقاد القمة العربية العشرين»، لافتا إلى «أن دمشق بنت مدينة جديدة لاستضافة القادة العرب وضيوف القمة، الأمر الذي يؤكد مدى الأهمية التي توليها سورية والجامعة العربية لهذه القمة».

وأوضح بن حلي «أن محادثات الوفد في دمشق خلال اليومين الماضيين تناولت الملفات والتقارير المهمة التي ستعرض على القمة والخطوط العريضة لجدول أعمالها، وذلك في إطار المشاورات التي يجريها الأمين العام للجامعة (عمرو موسى) مع المسؤولين العرب»، داعياً إلى «عدم الربط بين اي أزمة أو مشكلة وانعقاد القمة العربية في دمشق».

في غضون ذلك، سلم وزير الإعلام السوري محسن بلال الرئيس السوداني عمر حسن البشير الدعوة لحضور القمة. وأكدت مصادر رسمية أن البشير «أكد مشاركته في القمة العربية في دمشق، وان بلاده ستعمل على إنجاحها في رأب الصدع العربي وتفعيل العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات التي تستهدف العرب جميعا». وكان الرئيس حسني مبارك والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والرئيس اليمني علي عبدالله صالح تسلموا رسائل مماثلة من الرئيس بشار الأسد تتضمن الدعوة الى القمة العربية.

في جانب آخر، استقبل الأسد أمس وفد «مؤسسة راند الأميركية» برئاسة رئيس مجلس الأمناء في المؤسسة زبيغنيو بريجنسكي. وقالت مصادر رسمية إن الأسد عرض للوفد الأميركي «وجهة النظر السورية من القضايا المتعلقة بالعراق والأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان وعملية السلام في المنطقة والعلاقة السورية - الأميركية».

سمر أزمشلي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...