السعودية حريصة على حضور مؤتمر بوش للسلام

02-08-2007

السعودية حريصة على حضور مؤتمر بوش للسلام

قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن المملكة ستحرص على حضور مؤتمر بوش للسلام , وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيرته الأميركية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس لدى زيارتهما العاصمة السعودية الرياض .
وأوضح الوزير السعودي أن الرياض تريد عقد "مؤتمر سلام يعنى بجوهر السلام وقضايا السلام الجوهرية وألا يكون مجرد منصة للقاء والحوار دون إثراء للجانب السلمي". وقال الفيصل إن الجانب السعودي سمع من رايس شرحا لمبادرة الرئيس الأميركي التي أطلقها الشهر الماضي.
وأضاف"نعتقد أن المبادرة تضمنت العديد من العناصر الهامة والإيجابية بشأن شمولية الحل وقيام الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة الأطراف وتفكيك المستوطنات وحل مشكلة اللاجئين والقدس", وهي "عناصر تلتقي في مضامينها مع المبادرة العربية للسلام الشامل، وقد رحبنا بهذه المبادرة".
ونفت رايس اعتبار صفقة الأسلحة المقدمة إلى عدد من الدول العربية خطوة في على طريق الحرب، مكررة ما سبق لواشنطن قوله، لجهة كون السلاح وسيلة لضمان أمن حلفائها في المنطقة،  فيما قال غيتس إن المشاورات تناولت "شؤون الخليج والوضع في لبنان" وتمتين الشراكة الأمنية.
وقد عاد وزير الخارجية السعودي ليعلق على الأمر بإشارته إلى العلاقات التاريخية بين واشنطن والرياض، مؤكداً أن بلاده "لم تكن في تاريخها دولة عدوانية،" وبرر الصفقة بالقول إن السعودية، "تقع في منطقة محفوفة بالمخاطر وعليها حماية أمنها وأمن مواطنيها."
وشدد الفيصل على أن زيارة رايس كانت فرصة لعرض كافة جوانب الدعوة الأمريكية لعقد مؤتمر للسلام في الخريف المقبل، وقال إن اللقاء استعرض قضايا، "بناء الدولة الفلسطينية وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية وسبل حل قضايا اللاجئين الفلسطينيين والقدس."وأكد الفيصل أن العرب، "عرضوا رؤيتهم للسلام،" داعياً تل أبيب إلى تجاوز الخطوات التي لا تخدم سوى الأغراض الدعائية وإثبات جديتها حيال العملية السلمية.
كما عبر الفيصل عن القلق جراء عدم استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق، وقال إن ما يحدث فيه "يؤثر على المنطقة ككل" وجزم بأن بلاده قامت بكل ما بوسعها لضمان أمن حدود العراق.
ولفت الفيصل إلى أن تسلل الإرهابيين يتم الآن من العراق باتجاه السعودية وليس العكس، رافضاً التطرق إلى موقف السعودية حيال تعاطي حكومة رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، مع الشريحة السنيّة في البلاد، وقال إن الحكم على هذا الأمر "يعود للشعب العراقي نفسه."وعدد الفيصل جملة خطوات قامت بها الرياض لتعزيز العلاقات مع بغداد، كتبادل الوفود والزيارات، كاشفاً أن وفداً سعوداً زار العراق لبحث افتتاح سفارة.
وتجنب الوزير السعودي ذكر الملف النووي الإيراني بالاسم، مشيراً إلى أن المباحثات مع المسؤولين الأمريكيين "درست الملف النووي وأهمية خلو منطقة الخليج من السلاح النووي وركزت على ضرورة حل المسائل المتعلقة بهذا الشأن بشكل سلمي."
وحول الاتهامات التي ساقها المندوب الأمريكي في الأمم المتحدة، زلماي خليل زاد، الذي كان يشغل منصب سفير واشنطن في بغداد حيال الدور السعودي في العراق، قال الفيصل: "تصريح خليل زاد أذهلني، لأنه كان متواجداً في المنطقة ولم اسمع منه انتقاداً، وربما تأثر رأيه بأجواء الأمم المتحدة، بعيداً عن العراق."
وتطرق الفيصل إلى الملف اللبناني، قائلاً إن جهود تثبيت الاستقرار في هذا البلد لم تنجح بعد "رغم الدعم الاقتصادي والسياسي المقدم له،" ودعا أطراف الأزمة اللبنانية إلى حل مشاكلهم عبر الحوار.
كما رفض الإجابة عن سؤال يتعلق بموقف العاهل السعودي خلال القمة العربية الأخيرة في الرياض حين وصف الوجود الأميركي في العراق بأنه "احتلال" وقال إنه تعهد عدم التعليق على كلام الملك.
وكانت رايس قد فشلت الثلاثاء، خلال لقاء شرم الشيخ، من انتزاع أي وعود جديدة محددة من الدول العربية، التي شملتها المساعدات العسكرية الأمريكية الأخيرة، للمساعدة في العراق.وكررت الدول العربية المجاورة للعراق دعوتها لتحقيق الاستقرار في العراق، الذي تمزقه الانقسامات الطائفية والحرب منذ ما يزيد على أربع سنوات، والتي أسفرت عن مصرع الآلاف من العراقيين وهجرة الملايين منهم.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس: "أعتقد أننا نعرف طبيعة التزامات دول الجوار"، مضيفة أن مصر والدول الحليفة للولايات المتحدة تعمل من أجل تنفيذ التعهدات والوعود السابقة لتخليص العراق من الديون الدولية المفروضة عليه.وشارك في اجتماعات شرم الشيخ كل من الولايات المتحدة ومصر والأردن ودول الخليج العربية الست.
وقد رحبت إسرائيل بإعلان السعودية, وقالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قبل اجتماعها بوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس "إنالإعلان السعودي مشجع".
الجانب السوري رحب هو الآخر بمقترح بوش, وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن دمشق مستعدة لحضور المؤتمر, لكنه طالب واشنطن بتوضيح المبادرة وأهدافها وأرضياتها والمشاركين فيها وضمانات نجاحها.
 وتجري وزيرة الخارجية الأميركية ووزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حاليا جولة في منطقة الشرق الأوسط للترويج لمؤتمر السلام في الشرق الأوسط الذي دعا إليه بوش, والمساعدة في إعادة الاستقرار إلى العراق.
 ودعا بوش لعقد المؤتمر برعاية رايس وبحضور الأطراف الإسرائيلية والفلسطينية وبعض الدول العربية. ووصلت رايس اليوم إلى إسرائيل المحطة الثالثة في جولتها الإقليمية التي بدأتها بالقاهرة ثم الرياض. 


المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...