البيان الختامي للمؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية

29-01-2013

البيان الختامي للمؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية

أكد المؤتمر الدولي السادس والعشرون للوحدة الاسلامية في بيانه الختامي أمس ضرورة الوصول إلى حل سلمي للأزمة في سورية وأن يكون للعلماء والنخب في المجتمع دورهم الفاعل في تقديم الحل للأزمات التي يتعرض لها.
ودعا المؤتمر إلى تأسيس لجنة للمساعي الحميدة تقوم بدور الوساطة بين الحكومات والشعوب لتقريب وجهات النظر والوصول إلى حل سلمي للأزمات.
كما أدان المؤتمرون كل أشكال الاعتداء الصهيوني على الشعب الفلسطيني ومحاولات هدم المسجد الاقصى ومنازل الفلسطينيين في مدينة القدس وتهويدها وحيا المشاركون في المؤتمر نضال الشعب الفلسطيني ومقاومته مؤكدين دعمهم لجهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتوحيدها مشددين في الوقت ذاته على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وحقهم في العودة الى ديارهم.
كما طالب المجتمعون المجتمع الدولي بمحاكمة كيان العدو الاسرائيلي ومجرميه ومعاقبتهم على ما اقترفوه من جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.
وأصدر المؤتمر في بيانه الختامي توصيات أكدت على أن الاختلاف السياسي لايجوز أن يستغل الاختلافات التاريخية أو الفقهية وأن إثارة أي فتنة طائفية أو عرقية لا تخدم إلا أعداء الأمة وتحقق خططهم ضدها وتكرس احتلالهم البغيض لأرضها وينبغي مقاومتها بالوسائل كافة.
وأوضح المؤتمرون أن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حققا للأمة الاسلامية أجواء انسانية حضارية رائعة وأشاعا العقلانية وروح الحوار البناء وغرسا روح الأخوة والوحدة مشيرين الى أن الأمة الإسلامية تواجه تحديات كبرى تستهدف عقيدتها وشخصيتها وثقافتها ومقومات وجودها ودورها الحضاري المنشود.
واعتبر المؤتمرون أن الأهواء والنزعات السياسية وشيوع حالات التعصب المذهبي انحرفت بالحالة السوية إلى حالة طائفية ممزقة سادتها ظاهرة الغلو والتكفير والتطرف والتنافر والتمزق ونقل النزاع الفكري إلى الساحة العملية ما ترك اثارا سلبية خطرة على قوة الأمة وتماسكها داعين إلى وجوب الاحترام المتبادل وترك البحث في الأمور الخلافية للعلماء والخبراء في بحوثهم العلمية وعدم الإساءة والتشهير بأحد وعدم جواز استباحة المساجد ودور العبادة.
كما أوصى المؤتمرون بضرورة السعي للوصول إلى توحيد موقف الأمة عمليا من قضاياها الكبرى وتحقيق التكافل والتضامن بينها في مختلف المجالات إضافة إلى تفعيل مؤسسات العمل الإسلامي المشترك والمنظمات غير الحكومية الدعوية والخيرية والتربوية والتعليمية والإعلامية والعمل الجاد لتطبيق الاعلان العالمي الاسلامي لحقوق الإنسان الصادر عن منظمة التعاون الاسلامي وتربية الجيل الاسلامي على ثقافة المقاومة والعزة وتشكيل بناء مستقبلي أفضل مع التأكيد على الدور الايجابي للنساء والشباب.
وأكدوا أن المقاومة حق مشروع للشعوب مستنكرين كل أنواع الإرهاب سواء كان فرديا أو جماعيا أو ما قد تمارسه بعض الدول الكبرى تحت غطاء العولمة ودمقرطة البلاد وأعلنوا دعمهم للمقاومة في فلسطين ولبنان وطالبوا الشعب العراقي بالتكاتف لاستمرار بناء بلدهم والعمل على تحقيق وحدته وتماسكه.
وفيما يتعلق ببرنامج إيران النووي أعلنوا دعمهم لموقف ايران في تطوير قدراتها النووية للأغراض السلمية وأدانوا محاولات منعها من الاستفادة من حقوقها المشروعة التي تكفلها لها المعاهدات والاتفاقيات الدولية.
ووجه المؤتمرون الشكر للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية على إقامة هذا المؤتمر واستضافته.

وكان المؤتمر أعلن عن تأسيس اتحاد علماء المقاومة والتقريب كرابطة للعلماء والنخب من أصحاب المقاومة والفكر التقريبي وإنشاء لجنة للمساعي الحميدة مهمتها التقريب السياسي بين مختلف الأطراف الداخلية المتنازعة في العالمين العربي والإسلامي.
وقال الشيخ محسن الاراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في ختام أعمال المؤتمر أمس: إن هدف الاتحاد الجديد هو متابعة مشاريع التقريب المتكاملة مع مشروع المقاومة في البلاد الإسلامية كما أنه سيكون مكملا وداعما للاتحادات الإقليمية والعالمية في خدمة الإسلام والإنسان.
وأصدرت مجموعة من العلماء المشاركين في المؤتمر فتوى اعتبرت فيها أن كل من شهد الشهادتين ولم ينكر ضروريا من ضرورات الدين الإسلامي مسلم وحرام دمه وماله وعرضه ولا يجوز تحت أي ذريعة إراقة دماء المسلمين ونهب أموالهم وهتك أعراضهم.
وحرمت الفتوى السعي إلى إثارة الفتنة بين المسلمين وتحريض بعضهم على بعض وتفريق صفوفهم وأكدت وجوب سعي جميع المسلمين إلى الوحدة وبذل الجهد التام في سبيل إقرار الوحدة الإسلامية. وحرمت الفتوى حرمة مؤكدة هتك مقدسات المسلمين والإساءة إلى رموز المسلمين وقادتهم من مختلف الفرق الإسلامية لا سيما المنتمين إلى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام من أهل بيته الطاهرين وأزواجه وعشيرته المكرمين.
والموقعون على الفتوى هم الدكتور أحمد بدر الدين حسون مفتي الجمهورية العربية السورية وعثمان بطيخ مفتي الجمهورية التونسية والدكتور عمر شهاب رئيس مجلس العلماء في إندونيسيا والدكتور فؤاد عبد العظيم محمد مستشار وزارة الأوقاف المصرية والدكتور خالد الملا رئيس جماعة علماء العراق ومستشار رئاسة الجمهورية العراقية والشيخ محسن الاراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والدكتور نبيل الحلباوي والدكتور علاء الدين زعتري مدير الإفتاء العام في سورية والدكتور عبد الناصر الجبري عميد كلية الدعوى الإسلامية في لبنان والدكتور عبد الله كتمتو أمين سر الهيئة الشرعية في جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية والإمام عاصي إمام المركز الإسلامي في واشنطن.

من جهته أكد رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني في كلمة له خلال الجلسة الختامية أن إرادة الوحدة لدى المسلمين من شأنها خلق قطب مؤثر في العالم لافتا إلى أن الدول الغربية تريد تجزئة البلدان الكبرى ومنع الدول الإسلامية من امتلاك التقنيات الحديثة.

وقال لاريجاني إن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية لا تخدم إلا أعداء المسلمين مشيرا إلى أن الضغوط الاستعمارية حالت دون تحقيق الوحدة الاسلامية رغم الجهود الكبيرة التي بذلت في هذا المجال.

وكان حوالي 1300 مفكر وشخصية من 103 دول شاركوا في أعمال مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران الذي بدأ أعماله أمس وترأس وفد سورية سماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون ومن بين المشاركين ممثلون عن دار الإفتاء في سورية وعن جامعة الأزهر والسودان وتونس ومفكرون من باكستان ودول الخليج.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...