أوسلو: ٩٢ دولة تحظر القنابل العنقودية ... وتنتظر أميركا

04-12-2008

أوسلو: ٩٢ دولة تحظر القنابل العنقودية ... وتنتظر أميركا

لبت ما يقارب مئة دولة نداءً إنسانياً وأخلاقياً، عندما وقعت في أوسلو أمس، معاهدة حظر استخدام القنابل العنقودية، التي لا تزال تقتل وتجرح آلاف المدنيين سنوياً، فيما يأمل داعمو المعاهدة أن تؤدي إلى زيادة الضغوط على أكبر الدول المنتجة والمستخدمة لهذه الأسلحة، مثل الولايات المتحدة وإسرائيل وروسيا والصين والهند وباكستان، للانضمام إليها.
وتحظر المعاهدة صنع القنابل العنقودية واستخدامها وتخزينها والاتجار بها، وتلزم الدول الموقعة عليها بمساعدة الدول والأشخاص ضحايا تلك القنابل.

وقال وزير الخارجية النروجي يوناس غار شتوير، الذي كان رئيس حكومته يانس شتولتنبرغ أول من وقع على المعاهدة، »انه يوم تاريخي نشهد فيه غالبية من الدول تلتزم حظر القنابل العنقودية وتحدد تشريعاً دولياً جديداً سيحدث فارقاً كبيراً بالنسبة للآلاف والآلاف من الأشخاص«.
وأعلن شتوير أن ٩٢ دولة وقعت حتى الآن على المعاهدة، في إطار عملية تستمر على مدى يومين، بحضور ممثلين عن ١٢٥ دولة. وتحتاج المعاهدة لتصبح نافذة إلى مصادقة ٣٠ دولة على الأقل عليها، وهو ما تأمل النروج تحقيقه بداية العام .٢٠٠٩
وستتواصل عملية التوقيع على المعاهدة اليوم، على أن يصل عدد الموقعين إلى نحو مئة في ختام الاحتفال. وقال مسؤول إن النروج وايرلندا والفاتيكان وسيراليون ستودع أوراق التصديق على المعاهدة عقب التوقيع عليها مباشرة. وبعد مراسم التوقيع في أوسلو، ستودع المعاهدة لدى الأمم المتحدة في نيويورك حيث يمكن لمزيد من الدول توقيعها.
وأضاف شتوير »إذا قلنا إن (عدد الدول الموقعة سيكون) أكثر أو أقل من مئة فستكون هذه بداية جيدة«. وتابع »نأمل أن توقع مزيد من الدول في الأيام والأسابيع والشهور والسنوات المقبلة« على المعاهدة التي تبنتها ١٠٧ دول في دبلن في أيار الماضي.
وتبع توقيع النروج ممثل لاوس ووزير الخارجية اللبناني فوزي صلوخ. ولاوس هي أكثر الدول التي تتناثر فيها القنابل العنقودية ويعود معظمها إلى حرب فيتنام، لكن قيام إسرائيل بإمطار لبنان بأكثر من ٤ ملايين قنبلة، سرع من جهود حظرها. وقال صلوخ »في جنوب لبنان تحول الأطفال والعجائز إلى ضحايا« للقنابل العنقودية.
وستوقع ١٨ من الدول الـ٢٦ الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي المعاهدة. ووقع عليها وزراء خارجية فرنسا برنار كوشنير وبريطانيا ديفيد ميليباند وألمانيا فرانك فالتر شتاينماير. كما وقعت كندا واستراليا واليابان النص أيضا.
وفجأة، انضمت أفغانستان إلى الموقعين. وقال منسق التحالف ضد القنابل العنقودية توماس ناش »إن هذا التحول أمر ضخم جداً. أفغانستان كانت تحت ضغط كبير من الولايات المتحدة«، مضيفاً »إذا كان بإمكان أفغانستان الوقوف بوجه الضغوط، فيمكن للآخرين القيام بهذا الأمر أيضا«.
ويرى مناهضو القنابل العنقودية أن من شأن هذه المعاهدة تركيز الضوء على أضرار هذه الأسلحة، وزيادة الضغوط على الدول الرافضة لها لتوقيعها. وقال كوشنير »علينا أن نضغط عليهم بصورة ودية حتى يوقعوا. ما من شك بأنهم سيفعلون يوماً. السؤال الوحيد هو متى؟ ولكنهم سيفعلون بالتأكيد. لا يمكن تجاهل هذه الحركة«.
وتحدث ميليباند باللهجة نفسها، قائلا »علينا أن نشرح للإدارة (الأميركية) الجديدة أن المعاهدة شيء جيد للجميع«. وكان الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أيد العام ٢٠٠٦ في مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يحظر إلقاء القنابل العنقودية على مناطق مأهولة، لكن المشروع رفض. وأضاف ميليباند أن توقيعه على المعاهدة يظهر أنه يمكن للدول المنضوية في حلف شمالي الأطلسي الدفاع عن نفسها من دون القنابل العنقودية.
في هذا الوقت واصلت إسرائيل التمسك برفضها توقيع المعاهدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية أندي ديفيد »قررت إسرائيل عدم المشاركة في المنتدى المنعقد في أوسلو لأننا نعتقد أن هناك مكاناً أفضل للتعامل مع قضية الأسلحة التقليدية وهي الأمم المتحدة. هذا الاجتماع يتعامل مع تلك القضية على مدى سنوات. هناك مناقشات. ونحن جزء من تلك المناقشات ونشارك فيها كاملةً. في عام ٢٠٠٩ سيكون هناك بروتوكول جديد، ونحن نعتقد أن هذا هو أفضل مكان للتعامل مع تلك القضية. لا منبر آخر مؤهل أو قادر على التعامل مع هذا الأمر بشكل أفضل من الأمم المتحدة«.
وكانت واشنطن كررت، أمس الأول، معارضتها حظر القنابل العنقودية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية »رغم أننا نشاطر الدول الموقعة للمعاهدة قلقها الإنساني فإننا لن ننضم إليها«، معتبرا أن »حظر القنابل العنقودية في هذا الشكل العام سيعرض حياة رجالنا ونسائنا للخطر، وكذلك حياة شركائنا داخل التحالفات«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...