«أعداء سوريا» يجتمعون اليوم للانقلاب على اتفاق جنيف ولافروف يحذر من حرب كبيرة

06-07-2012

«أعداء سوريا» يجتمعون اليوم للانقلاب على اتفاق جنيف ولافروف يحذر من حرب كبيرة

تعقد أكثر من 100 دولة ومنظمة اليوم في باريس مؤتمر «أصدقاء الشعب السوري» بهدف أساسي يتمثل في إعادة تأويل نص اتفاق جنيف بشكل يتيح تأكيد ضرورة نقل السلطة في سوريا، وفي إطار تمثيلي للمعارضة السورية يتجاوز الهيمنة السابقة لـ«المجلس الوطني» ومكونه «الإخواني».
أما روسيا التي لن تشارك في المؤتمر فأكدت ان دولاً طلبت منها منح حق اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد، لكنها اعتبرت ذلك «دعابة». ورأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه في حال احتفظ الغرب بموقفه حيال المسألة السورية يمكن أن يؤدي ذلك الى تدهور الوضع، أو الى نشوب حرب كبيرة، فيما أعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن استبعاده إمكانية نجاح «الحل» اليمني في سوريا، نتيجة تمسك النظام الحالي بالسلطة.
وفيما قال رئيس بعثة المراقبين في سوريا الجنرال روبرت مود إنه بصدد «إعادة هيكلة» فرق البعثة، بهدف العمل من أجل تسهيل الحوار السياسي والاستقرار، رافضاً فكرة تسليح المراقبين، اعتبر الأسد في الجزء الثالث من مقابلته مع صحيفة «جمهورييت» التركية أن الازمة السورية «بمعظمها خارجية»، وأشار إلى أن «جزءاً كبيراً» من التظــاهرات «مدفوع».
وقال مصدر دبلوماسي غربي، إن مؤتمر باريس سيدعو إلى تبني قراءة فرنسية وغربية «باطنية» لنص اتفاق جنيف، تكون مختلفة عن معنى النص الظاهر، كي يصبح مرجعية للعمل الدبلوماسي والسياسي في المرحلة المقبلة، بمواجهة الروس والنظام السوري، وعلى أساس أن الاتفاق «يدعو بالتحديد إلى قيام حكومة انتقالية تقبض هي على كل السلطات، وليس الرئيس الأسد. ويقول النص إن تعيين الأشخاص يتم بموافقة متبادلة. ولن تقبل المعارضة أبداً بالرئيس بشار الأسد ».
ويأخذ «الأصدقاء» علماً بفشل «المجلس الوطني» في التأثير على سير الأحداث في سوريا، وضعف تمثيله للقوى السياسية، والانتقادات التي وجهت إليه بصفته مجرد واجهة يغلب خلفها تأثير «الإخوان المسلمين»، فدعت أطيافاً واسعة من المعارضة السورية وخاصة الداخلي منها، إلا أن «هيئة التنسيق» أعلنت عدم مشاركتها في المؤتمر.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الالماني غيدو فيسترفيله في موسكو «إن موقفهم (الغربيون) سيؤدي في الغالب الى تدهور الوضع وتكثيف العنف، وفي نهاية الامر الى حرب كبيرة جداً». وقال لافروف إن «موقفنا يتمثل في حل كل شيء على اساس الحوار بمشاركة السوريين كافة، الحكومة وجميع فصائل المعارضة. وبالمقارنة مع موقف هؤلاء الذين ذكرتهم فإن موقفنا يشبه أكثر موقف من يدعو للسلام، وليس لاستخدام القوة».
وذكر لافروف أنه «في أثناء الزيارة قال أصدقاؤنا الالمان لنا إنه لا بأس بفكرة منح روسيا اللجوء السياسي الى بشار الاسد». وقال «لقد اعتقدنا أنها دعابة، ورددنا عليها بدعابة: ما رأيكم، أنتم الالمان، أن تأخذوا الاسد بدلاً منا؟». وتابع قائلاً «اعتقدت أن المسألة انتهت هنا، في أجواء مزاح»، معرباً عن «المفاجأة» التي شعر بها الروس لدى إعادة طرح هذه الفكرة في اتصالات أجروها مؤخراً مع شركاء لهم.
وقال لافروف «عندما تحدثنا عن سوريا مجدداً سمعت أنهم مقتنعون بأننا سنستقبل (الاسد) وبالتالي سنحلّ جميع مشاكل الشعب السوري». وتابع قائلاً «المسألة هي إما محاولة سيئة النية لخداع الناس الجديين الضالعين في السياسة الخارجية او سوء فهم للوضع».

وتابع لافروف  « يجب ألا ننسى ان داخل المعارضة، الى جانب القوى السياسية التي بالحقيقة ترغب في الحوار واتفاقات تضمن حقوق كافة المجموعات الاثنية والدينية وغير ذلك، يوجد ايضاً من يريد مجرد إسقاط النظام من أجل المجيء الى السلطة. ولا يهمه مصير الاقليات، بما في ذلك الاقلية المسيحية، الأمر الذي لا يمكننا أن ننظر إليه بنظرة اللامبالاة».
واستطرد الوزير قائلاً: «ولذلك فإنه عندما يقول مسؤولو الشؤون الخارجية وقادة الدول إنه لا يمكن فعل أي شيء فيما يخص الحوار السياسي ما دام الرئيس بشار الاسد في السلطة، فيعتبر ذلك دعوة للراديكاليين في المعارضة الى مواصلة الكفاح المسلح، ومواصلة استفزاز النظام ليردّ بالسلاح».
واوضح ان «الحديث يدور حول أن جزءاً كبيراً جداً من المواطنين السوريين يربطون أمنهم بالرئيس الحالي، ولا يمكن ألا يجد صوتهم أذناً صاغية». واضاف: «ولذلك فإن بند اتفاقية جنيف حول ضرورة تأسيس هيئة انتقالية أو آلية انتقالية بمشاركة الحكومة وجميع فصائل المعارضة على حد سواء، وحول أن هذا الأمر يجب أن يتفق عليه السوريون بأنفسهم، لا يتضمّن اية قيود او شروط مفروضة من الخارج. وهذا البند بالذات يفتح الطريق نحو بدء البحث عن الوفاق».
وأكد أن روسيا لن تؤيد في مجلس الأمن الدولي فكرة إجراء عملية للإرغام على السلام في سوريا في اطار الامم المتحدة، معتبراً «ان هذا ما هو إلا تدخل.. ونحن لا نستطيع تأييده». وفيما يخصّ إمكانية نشر قوات حفظ السلام في سوريا، قال لافروف «هناك ممارسة متبعة في هذا الشأن.. فعمليات كهذه يجب أن تجري بموافقة حكومة البلد الذي يستضيفها، وبموافقة الأطراف المتنازعة».
من جانبه، أشار فيسترفيله الى اهمية مشاركة روسيا في تسوية الازمة في سوريا، قائلاً «من المهم أن تكون روسيا معنا في قارب واحد، فمن دون روسيا لا يمكننا تسوية الازمة».
وصرّح وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بأن نموذج تسليم السلطة الذي جرى في اليمن لن ينجح في سوريا، لان الرئيس بشار الاسد والنظام لن يتخليا عن السلطة ببساطة، كما أكد حدوث «هجرة عسكرية» لـ«القاعدة» من العراق إلى سوريا.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...