الأسد: واشنطن فقدت نفوذها في المنطقة وأوباما خيب الآمال

25-05-2010

الأسد: واشنطن فقدت نفوذها في المنطقة وأوباما خيب الآمال

اعتبر الرئيس بشار الأسد أن الولايات المتحدة فقدت نفوذها في عملية السلام في المنطقة، وخيبت الآمال التي أثارها رئيسها باراك اوباما في هذا الخصوص، مشيراً إلى أن الساحة السياسية في المنطقة تشهد حقبة جديدة، تنامى فيها الدور السوري والروسي والتركي والإيراني. وقلل من أهمية اتهام دمشق بتزويد «حزب الله» بصواريخ «سكود»، موضحاً أن الأميركيين أنفسهم لا يأخذون هذا الموضوع على محمل الجد، مشيراً إلى «أنها دعاية إسرائيلية لم تقدم أي دليل» وهي «محاولة لوقف الاتفاق بين أميركا وسوريا».
وقال الأسد، في مقابلة مع صحيفة «لا ريبوبليكا» الايطالية نشرت أمس، إن الولايات المتحدة «لم يعد لديها نفوذ لأنها لا تفعل شيئاً لأجل السلام، لكنها تبقى الدولة العظمى الوحيدة، وإن كانت تريد لعب دور، فسيكون حاسماً في المراحل الأخيرة» عندما تكون هناك حاجة «لضمانات من جانب المجتمع الدولي» ضمن أي مباحثات بشأن السلام.
وأضاف الأسد «يجب أن نفرق بين اوباما كرئيس وأميركا كدولة، الرئيس لديه نيات حسنة والأجواء تحسنت كثيراً، مثلا تم رفع الفيتو على انضمامنا لمنظمة التجارة العالمية، لكن بعد ذلك هناك الكونغرس وجماعات الضغط التي تتدخل مرة بطريقة إيجابية وأخرى سلبية، وفي النهاية المهم النتائج».
وتابع ان «اوباما أحيا آمالاً، لكن لم يعد في وسعنا الانتظار. إن حقبة جديدة بدأت والتوافق بين قوى منطقة الشرق الأوسط بصدد إعادة رسم نظام المنطقة». وتابع «اشهد تغير حقبة، وليس فقط في المنطقة. هناك دول مثل الصين والبرازيل التي لم تعد تنتظر تولي الولايات المتحدة توزيع الأدوار»، موضحاً أن «هناك وعياً بحقيقة أن أميركا وأوروبا فشلت في حل المعضلات العالمية، بما فيها تلك الشرق أوسطية»، مشيراً إلى أن هذا الفشل أسهم في «خيارات جديدة» أي بروز خريطة جيوسياسية تكمن في «اصطفاف سوريا وتركيا وإيران وروسيا معاً من منطلق السياسات والمصالح» وتوحيد البنى التحتية في منطقة تجمع خمسة بحار، هي المتوسط وقزوين والأسود والخليج والأحمر، أي «وسط العالم الجغرافي». وتابع «الجميع يريد أن يكون له دور في هذه المنطقة»، و«لروسيا أيضاً مصالحها»، موضحاً أن «روسيا بصدد إعادة تأكيد دورها. والحرب البادرة هي رد طبيعي على محاولة أميركا الهيمنة على العالم».
وحول اتهامات واشنطن دمشق بتزويد «حزب الله» بصواريخ «سكود»، قال الأسد إن «الأمر ليس كذلك، فمن الذي يأخذ هذه الاتهامات على محمل الجد؟ ولا حتى الأميركيين». وأضاف «إنها دعاية إسرائيلية لم تقدم أي دليل» حولها، مشيراً إلى أن «إسرائيل تعاني من مشكلة في صورتها التي شوهتها المعاملة التي مورست ضد الفلسطينيين والهجوم على غزة ومحاصرتها ورفض تجميد (بناء) المستوطنات ورفض الانضمام إلى مبادرات السلام الأميركية والعربية».
وأوضح أن «ادّعاءات» تزويد دمشق «حزب الله» بالصواريخ «محاولة لوقف الاتفاق بين أميركا وسوريا». وقال «نحن سنواصل العمل من أجل السلام الذي سيأتي عاجلا أو آجلا».
وعن قناعته بإمكان تحقيق السلام مع إسرائيل، قال الأسد «إذا كانت إسرائيل مستعدة لإعادة الجولان فلا يمكننا أن نقول لا لمعاهدة سلام». وأضاف «وحده اتفاق سلام شامل سيُرسي سلاماً حقيقياً. أي اتفاق لا يساهم في تسوية القضية الفلسطينية سيكون اقرب إلى هدنة منه إلى سلام». وتابع «في الواقع، مع خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منتشرين في جميع أنحاء العالم العربي، سيبقى التوتر عالياً».
وأوضح الأسد «سيحل السلام في وقت من الأوقات، لكن لن يتم إرساؤه في مستقبل قريب لأن إسرائيل غير مستعدة في الوقت الراهن لاتفاق. لا يمكن القيام بذلك، المجتمع الإسرائيلي تحول كثيراً إلى اليمين»، موضحاً أن «عملية (التحول إلى اليمين) بدأت عام 1967، وتفاقمت مع وصول اثنين من رجال اليمين إلى السلطة في أميركا وإسرائيل: (الرئيس الأميركي السابق جورج) بوش و(رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرييل) شارون»، والحل هو «في زعيم حقيقي يقود المجتمع، وليس موظفاً يفكر فقط في كيفية إعادة انتخابه كل أربع سنوات».
وقلل الأسد من أهمية مباحثات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية. وقال «كلهم يعلمون بأنها لن تقود إلى شيء»، مضيفاً «الفلسطينيون والعرب يدركون ذلك وحتى الأميركيون»، مشيراً إلى أن الفلسطينيين والأميركيين لا يقولون ذلك علناً»، لكنهم يعترفون بذلك سراً، فهم لا يثقون بالحكومة الإسرائيلية الحالية».
ودافع الرئيس الأسد عن التحالف مع إيران. وقال «تحالفي هو مع دولة مهمة في المنطقة، فهي جارة وينبغي الحفاظ على علاقات جيدة مع الجيران».
وحول كيف يمكن التعاون مع دولة تهدد وجود إسرائيل وتدعو لزوالها، قال الأسد «في السياسة يقال الكثير، لكن ما يهم هو الأفعال، فإن كانت إيران تريد حقيقة دمار إسرائيل فلماذا أعلنت دعمها لمفاوضاتنا للسلام؟». وأضاف «طهران أكثر تسامحاً مما يقال». وتابع إن «إسرائيل تعرف شروط الاتفاق، وقد قلتها لوزير الخارجية الاسباني (ميغيل أنخيل) موراتينوس، وهي تعلم بأن السلام مع سوريا لن يتم من دون إعادة الجولان إلى آخر سنتيمتر».
واستغرب الأسد الشكوك التي أبدتها الدول الغربية تجاه إعلان طهران موافقتها على اتفاق تبادل اليورانيوم الذي وقعته مع تركيا والبرازيل الأسبوع الماضي. وقال «لا يبدو أن الغرب يريد حل المشكلة، وعليه فإننا نشعر بالقلق في المنطقة، فما سيفرض على إيران سيطبق على الآخرين»، مشيراً إلى أن «طاقة المستقبل هي النووية، إضافة إلى تلك المتجددة»، معلناً أن سوريا بحاجة إلى الطاقة النووية لتوليد الكهرباء، مؤكداً انه «حق ضمنته اتفاقية منع الانتشار النووي».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...