إيران تنتقل من الدفاع السلبي إلى حالة الدفاع الإيجابي
الجمل: الصراع حول الملف النووي الإيراني أصبح نطاقه يتزايد يوماً بعد يوم، على النحو الذي أدى فيه هذا الملف إلى الاستقطابات الآتية:
• سياسياً:
الموقف داخل إيران: الأغلبية العظمى من الإيرانيين تؤيد توجهات الحكومة الإيرانية الهادفة إلى تطوير برنامجها النووي من أجل الأهداف السلمية.
- الموقف خارج إيران: استطاعت إسرائيل وأمريكا حشد تحالف دولي للضغط على إيران من أجل التخلي عن برنامجها النووي، واستطاعت أمريكا بدعم فرنسا وبريطانيا استصدار قرار بواسطة مجلس الأمن الدولي يفرض المزيد من العقوبات الدولية ضد إيران. أما الدول الحليفة لإيران مثل الصين وروسيا فقد اكتفت بالعمل من أجل تخفيف شدة العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
كذلك استطاعت أمريكا استقطاب بعض الأطراف في الشرقين الأوسط والأدنى وحشدها ضمن التعبئة الدولية ضد الملف النووي الإيراني. ومن أبرز هذه الأطراف: السعودية وبقية الدول الخليجية، إسرائيل، الأردن، مصر، أذربيجان، أوكرانيا، وجورجيا.
• عسكرياً: تقوم الولايات المتحدة حالياً بتحركات عسكرية تهدف إلى بناء طوق عسكري محكم حول إيران.
من الجهة الشرقية: عززت أمريكا بمساعدة حلفائها الغربيين وجودها العسكري في كل من أفغانستان وباكستان، ومن الجهة الغربية عززت أمريكا وجودها العسكري في العراق، ومن الجهة الجنوبية عززت أمريكا وجودها العسكري في منطقتي الخليج وبحر العرب، أما من الجهة الشمالية فقد عززت أمريكا وجودها العسكري في كل من تركيا وأذربيجان وجورجيا.
• اقتصادياً: برغم أن قرار مجلس الأمن الدولي قد ركز على فرض عقوبات ضد إيران تتعلق حصراً بالمعاملات الخاصة بحركة السلع والأموال والخدمات المرتبطة بالأنشطة النووية وأسلحة الدمار الشامل، وأيضاً الأسلحة التقليدية، فإن أمريكا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل سوف تدفعان بقوة وبمساعدة السعودية وبلدان الخليج من أجل إضفاء الطابع الشمولي العام للعقوبات المفروضة ضد إيران، بحيث تكون عقوبات كلية شاملة وذلك عن طريق استخدام مختلف الذرائع من أجل عرقلة النمو الاقتصادي الإيراني، وعلى سبيل المثال هناك مشاورات جارية حالياً لإقناع المصارف الأوروبية والغربية الكبرى من أجل إيقاف المعاملات المالية والنقدية الإيرانية.
وعلى الجانب المقابل يسعى الإيرانيون بنشاط إلى عدم الاستسلام والركون إلى تطبيق عملية (الدفاع السلبي) ضمن حدود إيران، بل تعمل الحكومة الإيرانية باتجاه تطبيق عملية (الدفاع الإيجابي) وذلك بالانتشار في العديد من أماكن العالم، حتى لا يتسنى لأمريكا وإسرائيل وحلفائهما فرصة محاصرة إيران ضمن أراضيهما.
تقول أحدث المعلومات بأن التحركات الإيرانية الجديدة أصبحت تتضمن الآتي:
- نشر شبكات صواريخ شهاب الإيرانية في فنزويلا.
- نشر شبكات صواريخ شهاب الإيرانية في كوبا.
- نشر شبكات صواريخ شهاب الإيرانية في اليمن والسودان.
ويُقال: إن الإيرانيين كانوا قد اتفقوا مع حركة المحاكم الشرعية الصومالية على نشر عدد كبير من منصات إطلاق صواريخ شهاب البعيدة في الأراضي الصومالية، الأمر الذي دفع الأمريكيون إلى الاستعانة بالقوات الأثيوبية وحثها على التدخل بأسرع فرصة ممكنة من أجل القضاء على حركة المحاكم الشرعية الصومالية.
المعلومات الاستخبارية تقول: إنه في الوقت الذي كان فيه قادة دول عدم الانحياز يلقون ويقدمون خطاباتهم أمام المؤتمر الرابع عشر لحركة عدم الانحياز الذي تم عقده شهر أيلول الماضي في العاصمة الكوبية هافانا، كان هناك اجتماع في القاعة المجاورة، لقاعة اجتماعات المؤتمر، وقد ضم هذا الاجتماع الجانبي ثلاثة مجموعات من خبراء الاستخبارات، وقد ضمت هذه المجموعات عناصر إيرانية، وكوبية، وفنزويلية.
ويُقال بأنه قد تواصلت المباحثات بعد ذلك بين الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز والرئيس الإيراني أحمدي نجاد، كذلك تشير بعض المعلومات الى قيام الإيرانيين بتركيب بعض أجهزة التشويش التلفزيوني في كوبا، وذلك بهدف التشويش على بعض البرامج التلفزيونية المناهضة لإيران والتي كان يتم بثها من أمريكا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد