واشنطن تعمل لما بعد فشل خطة أنان وموسكو تحذر من عرقلتها

25-04-2012

واشنطن تعمل لما بعد فشل خطة أنان وموسكو تحذر من عرقلتها

حذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، من أي محاولة لعرقلة عمل وفد مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، موضحا انه «كلما كان عدد المراقبين أكبر، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى حقائق موضوعية»، فيما رأى مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان أن الوضع في سوريا «غير مقبول» ويتطلب المزيد من الالتزام من جانب الحكومة السورية والمزيد من المراقبين، ملمحا في خطاب في السويد لم يذكر فيه سوريا بالاسم الى ان التدخل العسكري الدولي قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن القرار يجب الا يتخذ باستهتار.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في نيويورك، على ضرورة أن توفر السلطات السورية لمراقبي الأمم المتحدة الحرية التامة في التنقل وان تؤمن للبعثة وسائل نقل جوية. وقال «من المهم فعلا أن تقدم الحكومة السورية حماية تامة للمراقبين وان تضمن حريتهم في التنقل والحركة». وأوضح انه يتوجب على دمشق أن تقدم لهذه البعثة «كل التعاون» الممكن بما في ذلك «وسائل جوية»، موضحا انه بعث برسالة بهذا الخصوص إلى مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري لنقلها إلى الرئيس بشار الأسد. وتابع «آمل أن تتعاون الحكومة السورية كليا» مع وسيط الأمم المتحدة كوفي انان.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، إن واشنطن تستعد لإمكانية فشل خطة انان في إيقاف العنف في سوريا وستتخذ إجراءات إضافية ضد الحكومة السورية إذا حصل هذا الأمر. وأدانت تواصل العنف وعدم قدرة المراقبين على القيام بعملهم. وأشارت الى ان الولايات المتحدة والحلفاء ملتزمون بخطة انان، ويريدون ان تنجح، لكنها اضافت «انها لا تثق بان حكومة الرئيس السوري بشار الاسد ستذعن لها». وأوضحت انه اذا فشلت خطة انان فإن واشنطن تخطط لعقوبات إضافية على النظام السوري وعزله.
وأعلنت الحكومة السورية، بعد اجتماع برئاسة عادل سفر، أنها قررت «تشكيل لجنة إنجاز برئاسة وزير الإدارة المحلية وعضوية وزراء الداخلية والصحة والإسكان والتعمير والكهرباء والدولة للمشاريع الحيوية تقوم بحصر وتقدير الأضرار الواقعة في حمص، ومنحها الصلاحيات والإمكانات لإنجاز مهامها لإعادة الحياة وعودة المواطنين إلى بيوتهم بالسرعة القصوى».
ونقل دبلوماسي في نيويورك عن انان إبلاغه مجلس الأمن أن الوضع في سوريا لا يزال «غير مقبول».
وأبلغ قائد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هيرفيه لادسوس مجلس الأمن الدولي بأن نشر مئة عنصر من بعثة المراقبين الدوليين في سوريا يتطلب شهراً واحداً، حسبما نقل عنه دبلوماسي في نيويورك.
وكان المتحدث باسمه احمد فوزي قال، لشبكة التلفزة التابعة للأمم المتحدة، إن «وقف إطلاق النار هش للغاية وندعو الحكومة السورية إلى الوفاء بالتزاماتها في شكل كامل».
وأضاف أن تطبيق وقف إطلاق النار «يعني سحب كل العتاد العسكري الثقيل من المدن»، موضحا أن «صورا التقطت بالأقمار الاصطناعية أثبتت أن هذا الأمر لم يحصل كليا، وهذا غير مقبول. وسيقول انان هذا لمجلس الأمن عندما يتحدث إليه في جلسة مغلقة».
وتابع فوزي أن مراقبي الأمم المتحدة الذين انتشروا في سوريا دخلوا مدينتي حمص وحماه، وحين يصلون «يتوقف إطلاق النار»، لكنه أضاف أن «لدينا تقارير موثوقة تفيد أنهم عندما يغادرون يتجدد» إطلاق النار. وتابع إن «أفراد الجيش وقوات الأمن السورية يتعرضون لمن يتحدثون مع مراقبي الأمم المتحدة بعد مغادرة المراقبين المدينة، وأحيانا يتعرض هؤلاء الأشخاص للقتل».
وأشار فوزي إلى أن انان سيبلغ مجلس الأمن بوجود حاجة «لوجود أقوى» للمراقبين في سوريا. ونقل عن انان تأكيده أن 11 أو 12 مراقبا هو عدد غير كاف ولا بد من «وجود اكبر». وشدد على انه «مع نحو 300 (مراقب) سنكون قادرين على مراقبة مزيد من المدن».
وقال انان، في خطاب في جامعة لوند السويدية، إن استخدام المراقبين يتطلب «موظفين أكفاء، وتفويضا قويا ودعما دوليا واضحا»، مضيفا انه لا يمكن ضمان سلامتهم دائما. وشدد على انه يجب ألا ينتظر المجتمع الدولي النزاعات «لتنفجر» قبل إرسال مبعوثين أو مراقبين. وتابع «في الغالب، يكون رد مجلس الأمن ضعيفا أو غير موجود. إن أعماله لا تنطلق من المبادئ بل عبر السياسة أو انتقائيا».
واعتبر أن على العالم أن يكون مستعدا للتدخل عسكريا عندما «لا تتم حماية السكان من أبشع الجرائم». وقال، من دون أن يذكر سوريا بالاسم، «بالتأكيد يجب أن يكون الحل العسكري آخر ما يتم اللجوء إليه، لكنه قد يكون مطلوبا في بعض الحالات، لكن يجب الا يتم اتخاذ القرار باستهتار».

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، إن «عمل المراقبين عنصر ايجابي، وآمل ألا يتمكن الذين يحاولون عرقلة عمل وفد الأمم المتحدة في سوريا، من تنفيذ مشاريعهم». وأضاف أن «الوفد قد أدى دورا ايجابيا وإننا نعول على زيادة عدد المراقبين قريبا جدا إلى 300 كما ورد في قرار الأمم المتحدة». وتابع «كلما كان عدد المراقبين أكبر، كلما حصلنا على معلومات أكثر تستند إلى حقائق موضوعية»، معربا عن أسفه لوجود «وسائل إعلام تستند إلى مصادر لا تبعث على الثقة».
ونقلت وكالة «ايتار تاس» عن مصدر دبلوماسي روسي قوله إن لافروف سيلتقي في موسكو غدا وفدا من «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، التي هي احد أطياف المعارضة الداخلية في سوريا».
وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيخوف، في تصريح لوكالة «انترفاكس»، أن «تقرير مصير سوريا يجب أن يكون بيد السوريين أنفسهم من دون تدخل خارجي. أما كيف سيكون هذا القرار فهذا ما سيقرره السوريون أنفسهم، ومن سيترأس البلاد فهذا ما سيقرره السوريون فقط».
وحول العقوبات الأوروبية الجديدة، قال تشيخوف إن «نهج العقوبات المفروضة ضد السوريين ليس هو ذلك الطريق الذي يؤدي إلى تسوية سياسية». وأضاف «موقفنا معروف للجميع بما فيه الكفاية، بمن فيهم لواضعي قرار الإجراءات الجديدة ضد دمشق. من الضروري وقف العنف ومراقبة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار، بما في ذلك عبر إشراك مراقبي الأمم المتحدة بعدد اكبر، وبالطبع عبر إنشاء حوار سياسي بمشاركة كافة القوى السياسية السورية الأساسية، والذي بمقدوره أن يؤدي إلى حل من قبل السوريين أنفسهم».
وقال نائب رئيس الحكومة الروسية المشرف على المجمع الصناعي العسكري ديميتري روغوزين «سنستمر بالتعاون في المجال العسكري التقني مع سوريا، تنفيذا للاتفاقيات الموقعة في هذا المجال، ولكن منظومة صواريخ أس 300 ليست من ضمنها».
وقالت باريس إنها لا تزال تدعم خطة انان لكنها لا تستطيع الاستمرار في ذلك للأبد من دون حدوث تغييرات على الأرض لا سيما في ما يتعلق بانتشار القوات السورية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «يجب على النظام ألا يخطئ هذه المرة. لا يستطيع أن يواصل تضليل المجتمع الدولي لفترة أطول كثيرا. عندما يحين الوقت سيتعين علينا اتخاذ الإجراءات الضرورية المطلوبة إذا لم يتغير الوضع على الأرض».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...