نشاطات أعداء سوريا: أردوغان في قطر وأوغلو في السعودية والمعارضـة منقسـمة بيـن مؤتمريـن

يعقد في جنيف وباريس اليوم مؤتمران للمعارضة السورية، وذلك في اوضح تعبير عن تزايد الانقسام داخل جماعات المعارضة وقواها المختلفة، المدعوم بعضها من دول غربية وعربية، فيما أعلن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن الرئيس بشار الأسد تأخر كثيراً في تطبيق الإصلاحات السياسية والاجتماع مع المعارضة السلمية، لكنه كرر موقف موسكو أن الأسد ينبغي ألا يطاح به على أيدي قوى خارجية، وإلا استمرت الحرب الأهلية لعقود.
وبحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، في الرياض أمس، «تطوير العلاقات بين البلدين في مجال الصناعات الدفاعية والتبادل التجاري، إضافة إلى التطورات في سوريا والوضع الراهن في مالي، والخطوات التي يمكن أن تتخذها منظمة التعاون الإسلامي خلال قمتها المقبلة في القاهرة». كما التقى داود اوغلو ولي العهد السعودي الأمير سلمان.
ويزور رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الدوحة اليوم، حيث يلتقي أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس الوزراء وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
ويعقد في جنيف «المؤتمر الدولي السوري، من أجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنية» ويشارك فيه ممثل «هيئة التنسيق الوطني» في المهجر هيثم مناع ومجموعة من الناشطين الحقوقيين والمثقفين والمفكرين الديموقراطيين والمعارضين.
وترعى باريس في الوقت ذاته مؤتمراً لدعم «الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، الذي يتزعمه أحمد معاذ الخطيب، ويشارك فيه، بحسب باريس، ممثلون عن 50 دولة. ومن المقرر أن يفتتح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أعمال الاجتماع الذي سيحضره نواب رئيس «الائتلاف» سهير الأتاسي وجورج صبرا ورياض سيف. ويعقد الاجتماع بعد ايام من اعلان فابيوس ان «الاوضاع لا تتحرك في سوريا» وتراجعه عن مواقفه السابقة التي كانت تعتبر أن أيام الأسد في الحكم اقتربت من النهاية، بالإضافة الى فشل اعضاء «الائتلاف»، وغالبيتهم من جماعة الإخوان المسلمين والتابعين لها، في الاتفاق على تشكيل «حكومة مؤقتة».
والتقى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في القاهرة أحمد معاذ الخطيب، بحضور نائب المبعوث الدولي والعربي إلى سوريا ناصر القدوة. وتم خلال اللقاء «استعراض آخر مستجدات الوضع السوري والتحضيرات الجارية لانعقاد مؤتمر أصدقاء الشعب السوري في باريس، واجتماع الدول المانحة لدعم الشعب السوري في الكويت في 30 كانون الثاني الحالي. كما جرى بحث التحرك الجاري في مجلس الأمن بشأن الوضع السوري والتقرير المنتظر أن يقدمه المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي إلى مجلس الأمن في 29 الحالي».

في هذا الوقت، تقدمت دمشق خطوة إضافية على طريق تنفيذ مبادرة الأسد لعقد حوار وطني في سوريا، حيث أعلن مجلس القضاء الأعلى وقف ملاحقة كل الشخصيات المعارضة التي ستشارك في الحوار. وذكرت وكالة (سانا) «قرر مجلس القضاء الأعلى وقف العمل بكل الملاحقات القضائية، حال وجودها، بحق أي من القوى والشخصيات السياسية المعارضة المشاركة في الحوار الوطني»، مشيراً إلى أن «القوى والشخصيات المعارضة يتم تحديدها من قبل الحكومة أو فريق العمل الوزاري المكلف تنفيذ المرحلة التحضيرية من البرنامج السياسي لحل الأزمة في سوريا».

وقال مستشار مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، أمس الأول، «لسوريا دور أساسي للغاية ورئيسي في المنطقة في ما يتعلق بتعزيز سياسات المقاومة الثابتة، ولهذا السبب فإن أي هجوم على سوريا سيعدّ هجوماً على إيران وحلفائها». واعتبر أن دعم واشنطن ودول الخليج للمسلحين يهدف إلى تدمير «الحلقة الذهبية للمقاومة».
ووصف وزير الخارجية الإيراني علي اكبر صالحي، في مطار أديس أبابا، تعامل الغرب تجاه الجماعات المتطرفة بأنه يتسم بالازدواجية، حيث يدعمها في سوريا ويحاربها في مالي.
وعن انتشار الجماعات المسلحة المتطرفة في أفريقيا ورؤية إيران للحد من هذه الظاهرة، قال صالحي «نفس هذه الجماعات التي دخلت إلى سوريا تتمتع بدعم الدول الغربية، في حين أن الغرب يحاربها في مالي، وهذا نوع من التناقض الحاد في السلوك السياسي لأوروبا».
وأكد وزير الدفاع الإيراني العميد احمد وحيدي أنه «يجب عدم إضعاف القوات المسلحة السورية، التي تقف في الجبهة الأمامية لمواجهة الكيان الصهيوني». وقال إن «حل القضية السورية يكمن في إجراء حوار وطني داخلي، كما يجب تجنب أي تدخل خارجي لأن ذلك يضر بالشعب السوري»، مضيفاً أن «سبب المشاكل الحالية في سوريا يتمثل بالتدخلات السافرة والخفية للكيان الصهيوني».

المصدر: السفير+ وكالات