موسكو تعلق عمليتها الجوية في سورية ليوم واحد دعماً لـ«وقف العمليات القتالية»

28-02-2016

موسكو تعلق عمليتها الجوية في سورية ليوم واحد دعماً لـ«وقف العمليات القتالية»

أعلن الجيش الروسي أمس أن مقاتلاته الجوية «لن تقوم بأي طلعات فوق سورية السبت (أمس) دعماً لقرار مجلس الأمن 2268» المتعلق باتفاق «وقف العمليات القتالية العدائية» في سورية الذي دخل حيز التنفيذ ليل الجمعة – السبت، ولتفادي أي «أخطاء» في الأهداف.
وفي حديث للصحفيين قال الفريق سيرغي رودسكوي رئيس دائرة العمليات لدى الأركان العامة الروسية حسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم»: «تقرر اليوم الموافق لـ27 من شباط تعليق غارات طائراتنا الحربية بما فيها الإستراتيجية على مواقع المسلحين في سورية نظراً لصدور قرار مجلس الأمن الدولي الداعم للبيان الروسي الأميركي المشترك حول الهدنة في سورية، وتفادياً لحدوث الأخطاء خلال القصف».
ولفت رودسكوي النظر إلى أن العمل في الوقت الراهن مستمر على مقارنة البيانات الأميركية بما لدى الجانب الروسي من بيانات حول الفصائل المسلحة على الأرض في سورية.
وأكد أنها لن تؤثر في سير العملية الجوية السورية لمكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيمي داعش وجبهة النصرة. وأضاف: «روسيا تتقيد بالمطلق بتنفيذ جميع التزاماتها في إطار وقف إطلاق النار في سورية، إلا أن ذلك لا يعني أنه سيتاح لداعش والنصرة تنفس الصعداء، إذ نتحكم بالأوضاع بالكامل على امتداد الأراضي السورية».
ومضى يقول: «روسيا تستخدم يومياً في عمليتها الجوية ما لا يقل عن 70 طائرة بلا طيار كما تسخر الاستطلاع الفضائي وغيره من وسائل المراقبة. الحرب على العصابات التي أدرجتها الأمم المتحدة في خانة الإرهاب ستستمر بلا هوادة».
وذكر رودسكوي أن وزارة الدفاع الروسية سلمت الجانب الأميركي خارطة خاصة تصور الوضع كما هو في سورية. وأشار إلى أن الخارطة المذكورة «قد صيغت خصيصاً في إطار تبادل المعلومات مع الأميركان حول الوضع في سورية، حيث تم تسليمها إلى الولايات المتحدة خلال المشاورات الثنائية التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان في الـ26 من شباط الجاري، فضلاً عن إرسال نسخة عنها إلى واشنطن عبر القنوات الدبلوماسية العسكرية».
وذكر رودسكوي أن الخارطة «تشمل مناطق المصالحة، ومواقع القوات الحكومية السورية، والمناطق الكردية، والأراضي الخاضعة لسطوة داعش و«النصرة»، وغيرها من الأراضي التي تنتشر فيها فصائل مسلحة».وأشار إلى أنه «تم في وزارة الدفاع الروسية في موسكو تشكيل فريق عمل لتنسيق الاتصالات الدولية عبر القنوات العسكرية، وبين الهيئات المعنية، فضلا عن التحاق ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية بالفريق الروسي في جنيف، كما جرى في «حميميم»، وعمان وموسكو وواشنطن وجنيف إطلاق خطوط اتصال ساخنة لتنسيق التعاون بين المراكز».
ودعا رودسكوي في هذه المناسبة جميع الأطراف المعنية إلى دعم وقف «العمليات القتالية العدائية» المعلن في سورية، حيث قال: «لقد قمنا بالخطوة الأولى على طريق وقف إطلاق النار على الأرض السورية. يتعين على جميع القوى المؤثرة في أطراف النزاع بذل قصارى جهدها بما يخدم تنفيذ اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ اليوم».
في الأثناء، قال نائب رئيس الدوما (مجلس النواب) الروسي سيرغي جيليزنياك، في تصريحات صحفية: «موافقة مجلس الأمن بالإجماع على القرار الروسي الأميركي بشأن وقف إطلاق النار في سورية، وإيصال المساعدات الإنسانية والبدء في مسار سياسي، كل ذلك يؤكد أهمية حل هذه المشكلة الدولية، ويفتح ذلك إمكانية حقيقية ليس فقط إعادة السلام، ولكن أيضاً لتطبيع الأوضاع في كل مناطق الشرق الأوسط».
وأوضح أن «وقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في سورية، والتي قبلت بشروط الهدنة، هي أول خطوة في طريق الحل السياسي وإعادة بناء الدولة». وأكد جيليزنياك أن روسيا تدافع على وحدة وسيادة الأراضي السورية، مشيراً إلى أن مصير سورية يقرره فقط شعبها.
وأضاف: إن «الهدنة التي طال انتظارها ستسمح للأمم المتحدة باتخاذ إجراءات عاجلة، لتكيف الجهود من أجل تجنب كوارث إنسانية».
وأول من أمس أكد الرئيس الروسي أن سلاح الجو الروسي سيواصل عملياته ضد تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما من التنظيمات المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي للإرهاب.
وفي كلمة ألقاها خلال اجتماع حضره كبار القادة في جهاز الأمن الفدرالي الروسي، قال بوتين: إن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش العربي السوري مدعوماً من القوات الجوية الروسية والتحالف بقيادة واشنطن لن تستهدف الفصائل المسلحة التي ستتمسك بوقف إطلاق النار في سورية. وجدد تأكيد أن تنظيمي داعش وجبهة النصرة وغيرهما من التنظيمات المدرجة في قائمة مجلس الأمن الدولي للإرهاب، لن تشملها الهدنة، و«أن الحرب ضد هذه التنظيمات ستستمر بلا هوادة».
وأشار الرئيس الروسي إلى أن موسكو تتلقى معلومات حول استعداد جماعات مقاتلة لوقف إطلاق النار، وأضاف: «على جميع الأطراف المتحاربة، وفي تمام الساعة الـ12 بتوقيت العاصمة السورية دمشق (ليل الجمعة – السبت)، أن تؤكد لنا أو لشركائنا الأميركيين التزامها بوقف إطلاق النار، فيما بدأنا نتلقى معلومات بهذا الصدد».
وذكر بوتين أن الولايات المتحدة وروسيا اتفقتا، في 22 شباط على وقف العمليات القتالية في سورية، مشيراً إلى أن الهدف من هذا الاتفاق هو تحفيز التسوية السياسية في هذا البلد.
ولفت النظر إلى أن ذلك أمر معقد، مشيراً إلى أنه «لا بديل من التسوية السياسية، ويجب توفير الظروف اللازمة لحقن الدماء في أقرب وقت ممكن في سورية، بما يخدم انطلاق حوار سوري سوري بمشاركة جميع القوى السياسية البناءة».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...