من يطهو سوريا وقبرص على نار هادئة ؟

مختارات «الجمل» من الصحافة التركيةـ ترجمها عن التركية: محمد سلطان:

سلمنا قبرص لتبقى في السلطة
 
بعد الفشل في سوريا والعراق لم يبقَ لديهم سوى "Good old Cyprus". سام العجوز يحاول ابتلاع قبرص التي لم يستطع مضغها منذ 38 سنة.
إن الولايات المتحدة تحاول إفشال لقاء جنيف2 لأنها لا تتحمل الهزيمة في سوريا, ولكن في الطرف الآخر تقوم إسرائيل بطهي كل من سوريا وقبرص على نار هادئة.
لا نعلم إن كانت ستأخذ بعين الاعتبار كل شيء في سوريا لتستخدم الخيار العسكري, ولكن الأخبار التي تأتي من الجنوب على الحدود الأردنية والأخبار التي تأتي من طرف الحدود التركية تشير على وجود هذا الاحتمال.
إن المخلوقات التابعة لتنظيم القاعدة مستمرة في تنفيذ هجماتها الظالمة ومجازرها بحق العلويين. وفي الطرف الآخر تقوم الدولة التركية بنقل المدرعات والمعدات العسكرية باتجاه الحدود السورية. هل يمكن أن تقوم تركيا بمحاولة تدخل بحجة وجود تنظيم إرهابي يدعى الدولة الإسلامية في العراق والشام من أتباع أميركا وإسرائيل؟ ممكن.
إن طرزان في وضع صعب جداً وخصوصاً أن العراق تحاول أن تعوض الصفعات التي تلقتها من إيران. كما أنه لديها حليف تستخدمه بسهولة جداً, ولكن هو بدوره منهك أكثر من طرزان.
حسناً إن أميركا على علم بالوضع الذي حصل في تركيا, ويجب أن تكون قد حسبت كيفية استخدام هذه الحالة لأنها هي أهم مسببي لهذه الحالة.
حيث أنها في البداية قامت بتصفية رؤوف دنكطاش الزعيم الأسطوري لقبرص ومن ثم زجت بقيادات القوات البحرية في السجن ولاحقاً جعلت الحكومة في وضع ينطبق عليها حالة "من يقع في البحر يتمسك بالأفعى".
الآن هي قادرة أن تجعلها تقرأ النشيد الوطني الأميركي بالمقلوب.
كما حصل سابقاً بعد الانقلاب العسكري في تركيا في 12 أيلول عندما جعلوا كنان أورن يقبل انضمام اليونان إلى حلف الناتو, والآن هم يسعون لكي تقوم حكومة حزب العدالة والتنمية بتسليم قبرص وخصوصاً بعد المأزق التي وقعت فيه.
إن الإعلام التركي في هذه الأيام يضج بحادثة الفساد والدولة الموازية. ولكن الحادثة الأهم حصلت مؤخراً في قبرص.

دعك من الاتحاد الأوربي. كانت نولاند في قبرص:
إنها شخصية غريبة جداً... أنا أتحدث عن المختصة بالشئون الأوربية وأوراسيا في الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند. نولاند التي قالت لجفري بيات سفير الولايات المتحدة في كييف وداعم النازيين الجدد في أوكرانيا, في لقاء هاتفي: «دعك من الاتحاد الأوربي» بعدما طال حديث بيات عن دعم الاتحاد الأوربي للفاشيين في أوكرانيا.
ذهبت نولاند صاحبة الشخصية الرجولية إلى قبرص لتصفية الحسابات. بطبيعة الحال إذا كان لأميركا مصالح بقيمة مليارات الدولارات من النفط والغاز الطبيعي في العراق وسوريا, فمن الأكيد أنه لها نفس المصالح في قبرص أيضاً. ومن الأكيد أن هذه المعلومة ليست حديثة بالنسبة لهم.
بعد سنين طويلة من عمليات البحث في جزيرة قبرص وجوارها اتضح أنه يوجد تخوت غنية من النفط والغاز الطبيعي تحيط بها.
قامت قبرص اليونانية التي ترى نفسها تحت حماية المظلة الغربية بتوقيع اتفاقيات البحث واستخراج النفط والغاز الطبيعي مع مصر وإسرائيل علماً أن هذه الاتفاقيات كانت في الأصل مع أبيهم الروحي الولايات المتحدة الأميركية.
تضع الولايات المتحدة الأميركية الدول والشركات الأجنبية ممن يقومون بالبحث عن النفط في الساحة الجنوبية لقبرص مثل النرويج وفرنسا تحت حمايتها. ولكن لا تكتفي أميركا بذلك بل تريد الاستيلاء على قبرص كلها.
حتى أن الخارجية الأميركية قامت بتوجيه رسائل مبطنة تحمل في طياتها تهديدات بخصوص هذا الموضوع. ولهذا السبب بدأت مرحلة "حل" جديدة في قبرص.

ليس حل بل انحلال:
من الأفضل أن نسمي هذه المرحلة بمرحلة الانحلال. لأن الحكومة في أنقرة مستعدة أن تقدم كل شيء لتبقى في السلطة. ولهذا السبب تواجدت نولاند في قبرص.
بعد قراءة كتابات مندوب صحيفة أيدنليك في سوريا محمد يووا وممثل صحيفة حرييت في واشنطن تولغا تانيش عن قبرص نستطيع تركيب قطع الأحجية. يذكر يووا في كتاباته عن الموضوع بوقوف إسرائيل خلف كل هذه الأحداث.
إذاً ما يسمى "حلاً" ماذا يقترح؟ أو ماذا يقول؟
يقول أنه يجب دمج القبرصين الروم والأتراك, حيث أن هذا الحل مختلف تماماً عن خطة كوفي عنان السابقة.
أساساً الفوضى السياسية الموجودة في قبرص الشمالية مشابهة للفوضى الجارية في تركيا. عندما يكون الأمر كذلك سوف تصبح جمهورية قبرص التركية من التاريخ وستستبعد تركيا من المنطقة وسيكون النفط الخام والغاز الطبيعي من نصيب الدول الامبريالية.
أستطيع القول أن أردوغان جاهز أن يقدم كل شيء في سبيل بقائه في المنصب. ستحاول الحكومة استغلال الموقف في وقت انشغال العسكر والمخابرات في الفوضى الداخلية وفي الأزمة السورية.

(حسين وودينالي – موقع: أوضا تي في)
 
القتلة الجدد في الدولة الجديدة
 
بدأ تاريخ حزب العدالة والتنمية الدامي مع جريمة اغتيال (الصحافي الأرمني) هرانت دينك. في ذلك اليوم تجمع مئات الآلاف من الناس في جنازة دينك احتجاجاً على الفاشية ليهتفوا بصوتٍ واحد ((أنت أخي يا هرانت))
كانت لوحة مخيفة؛ مرت عشرات السنين والناس سئمت الجرائم والمجازر الجماعية لقوات مكافحة التمرد التابعة لما كان يعرف بالدولة العميقة، ليأتي حزب العدالة والتنمية ويضحك على الناس ويرمي المسؤولية على (الدولة العميقة) وكأن ذلك سيخفف من آلام ومخاوف الشعب.
مع كل سنة تمر على كل جريمة فإن امتداد المحاكمات لسنوات طويلة يدل على وقوف منظمة خلفها. وقد بقي أعضاء وقادة هذه المنظمة ولجنة القيادة لها مخفيين حتى الآن. بات الناس يدركون هذه الحقيقة المرَّة التي لم يتقبلوها أبداً خلال السنوات الماضية. لن يتم توضيح حقيقة جريمة دينك، لأنها كانت جريمة........... .
حزب العدالة والتنمية حاكم منذ 11 سنة، لم يحقق أي تقدُّم منذ 7 سنوات إلى اليوم بخصوص الجرائم الغامضة، بل على العكس أضيف إليها جرائم جديدة، مثل جريمة روبوسكي، أدهم صاري سولوك، علي اسماعيل قورقماز، مدنية يلدرم، عبدالله جوميرت، محمد أيولي طاش، ومصطفى صاري. حيث يحاولون التعتيم على هذه الجرائم كما جرى في جريمة دينك و الكاتب الكبير أوغور مومجو و عبدي أبكتشي، عن طريق وضع العوائق البيروقراطية وإلباسها ألبسة قانونية وإلغاء المحاكمات وتشويه الأدلة.. الدولة الجديدة تنشئ قتلة جدد.
إن الشرطي الذي قتل أدهم صاري سولوك، أحمد شاه باز، لم يخل بالعدالة فحسب بل اخترق قوانين الدستور العام، وحضر جلسة المحاكمة واضعاً شَعراً مستعاراً ونظارات شمسية لعدم معرفة ملامحه وصعوبة تشخيص شكله. أو بالأحرى، لم تستخدم هيئة المحكمة القوانين أمام تغيير ملامحه لمساعدته بعدم تشخيص شكله.
إن تصريحات محامي عائلة صاري سولوك كاظم بيرقدار التي وردت في بيانه كانت مخيفة جداً. دعوكم من مزاعم الرشاوي والفساد الذي وصلَ إلى حد المليارات من الدولارات، إن الأحداث التي حصلت في هذه القضية في ظل دولة القانون والحقوق هذه كافية لأن تقدم الحكومة استقالتها.
تخيلوا أن عنصراً في الشرطة مثل أحمد شاه باز، تتم حمايته من قبل هيئة المحكمة بخرق قوانين العقوبات وقوانين أصول المحاكمات.
بطبيعة الحال يتساءل المحامي بيرقدار : (في هذا البلد الكثير من الشرطة والعسكريين بقضايا مختلفة، وإلى اليوم لم يخرج أحد منهم إلى المحكمة بهيئة مزيفة ولم يُسمح لأحد بتغيير لشكله. وجميعهم لهم صور ونسخ عن هوياتهم في إضبارة قضيتهم). نحن نستغرب هذه المعاملة الخاصّة التي عومل بها المدعى عليه شاه باز ومعاملته معاملة الشاهد الغامض. من يكون أحمد شاه باز؟ لماذا تتم حمايته لدرجة التحفظ على عرض وجهه الحقيقي حتى في قاعة المحكمة؟
نعم أجيبوا...من هذا الرجل؟ من هذا الرجل الذي لن يحضر المحاكمة في المحكمة السادسة للعقوبات في أنقرة؟ من هذا الرجل الذي تم تثبيت هويته بطريقة غامضة وغير واضحة لأحد؟ من هذا الرجل الذي رفضت المحكمة، بما يثير الدهشة، طلب المحاماة بوضع صورة له وصورة عن هويته في إضبارة القضية؟ لصالح من يعمل هذا الرجل؟ لماذا هو مهم لهذه الدرجة؟
هل يمكن أن ننتظر العدالة في قضية مقتل علي اسماعيل وعبدالله ومحمد، وهم يحاولون نزع التأييد الجماهيري لحادثة الشرطي الذي قتل أدهم بمسدسه أمام الأنظار.
هل يمكن أن ننتظر العدالة في قضية مقتل علي اسماعيل وعبدالله ومحمد، في حين يحاول البعض إنقاذ الشرطي الذي قتل أدهم بمسدسه أمام أعين الجميع ومرأى الكاميرات.
ماذا يمكن أن ننتظر إلا المزيد من الجرائم والمزيد من القتلة المجندين والمزيد من السجون للمعارضين ضمن نظام دكتاتوري بزعامة رجب باشا، وخصوصاً، عندما تكون قوى القضاء والشرطة والإعلام مرتبطة تماماً بنظام حزب العدالة والتنمية، ليتحول النظام وسير القوانين في هذا البلد إلى قرار بين شفتي رئيس الوزراء.
بعد الآن، لن يكتفوا بحظر الإنترنت ووضع القيود عليه في محاولةٍ لمنعنا من معرفة حقائق فسادهم وقلة أخلاقياتهم وخرقهم للقوانين وقضايا الجرائم المرتبطة بهم بشكل مباشر.
بدأت مرحلة جديدة في تركيا، هذه المرحلة لأول مرة تتحوَّل إلى مرحلة باشاوية بعد مرحلة أورن باشا. بعد الآن، إما أردوغان سيربح أو الشعب.

(إنجي حكيم أوغلو – صحيفة: يورت)