قمة عمان تدرس عقد (طائف) عراقي

30-11-2006

قمة عمان تدرس عقد (طائف) عراقي

ليس مبالغاً وصف القمة الاميركية العراقية التي تستضيفها عمان اليوم بالمحورية، وسط سقوط العراق في هوة الحرب ألاهلية، وقد حضر كل من الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى العاصمة الاردنية، وسط ضغوط داخلية متزايدة عليهما، زاد من حدتها نشر الاعلام الاميركي مذكرة سرية وضعها مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن هادلي، تنتقد المالكي بشدة، وتتهمه بالفشل في مهمته.
- عبّرت المذكرة، والمؤلفة من خمس صفحات، عن إحباط الادارة الاميركية إزاء أداء المالكي. واقترحت جملة خطوات تكاد تطيح بجدول الاعمال المعمول به حالياً. وأبرز هذه الارشادات: كسر تحالف عمّر نحو 30 عاماً بين المالكي والتيار الصدري، إعادة تشكيل حكومته وبناء ائتلاف سياسي جديد داخل البرلمان لتعزيزه بالمزيد من المعتدلين على حساب ممثلي الشيعة المتعصبين. ولتحقيق ذلك، تقول مذكرة هادلي، يجب تقديم التمويل اللازم لعملية المالكي السياسية والاحزاب المعتدلة.
وتساءلت المذكرة عما إذا كان المالكي في الاساس يشاطر الادارة الاميركية رؤيتها حول العراق. أضافت إذا كانت الحال كذلك، هل هو راغب وقادر على قمع هؤلاء الذين يسعون لسيطرة الشيعة، أو استعادة السلطات السنية؟. أضافت أنه رغم وجود ضغط عنيف لتعزيز سلطات الشيعة وتأثيرهم، إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان المالكي مشاركا في هذه السلطة. وقال هادلي إن المالكي أثّر بي كقائد أراد أن يكون قوياً غير أنه واجه صعوبة في معرفة كيفية فعل ذلك.
واعتبرت صحيفة واشنطن بوست، أمس، ان المذكرة طرحت بشكل سافر الشكوك حول المالكي، خاصة وأنها وضعت بعد وقت قصير من لقاء جمع هادلي بالمالكي في زيارة سرية مفاجئة إلى بغداد، في الشهر الماضي، وسط تنامي التوتر غير المعلن بين الادارتين الاميركية والعراقية.
وكان بوش أكد أمس الاول، في إستونيا، أنه سوف يسائل المالكي عن الاستراتيجية المطلوبة لجعل العراق دولة يمكنها أن تحكم نفسها بنفسها.
من جهتها، اعتبرت نيويورك تايمز أمس، أن انتقادات مذكرة هادلي تتلخص في أن المالكي فشل، حتى الان، في النجاح في الاختبار الذي وضعه له بوش، حين التقى الرجلان لأول مرة في بغداد في حزيران الماضي، حين قال بوش للمالكي أنه جاء كي أنظر في عينيك من أجل التيقن من أن لأميركا شريكا يعتمد عليه في العراق.
- وسط السيناريوهات المقترحة، والتي يمكن أن تتداولها قمة عمان اليوم، ما أشارت إليه صحيفة لوس أنجليس عن حاجة إلى عقد مؤتمر دولي... على غرار اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب الاهلية اللبنانية في العام 1989، حين كان الرئيس الحالي لمجموعة دراسة الاوضاع في العراق جيمس بيكر، وزيراً للخارجية الاميركية. غير أن الصحيفة ميزت فرقين كبيرين بين السيناريوهين اللبناني والعراق:
الفرق الاول أن الاطراف اللبنانية المتنازعة كانت منهكة من 14 عاماً من الاقتتال الدامي، فيما أن الاطراف المتقاتلة في العراق لا تزال في بداية النزاع، ومتأهبة للمزيد. أما الفرق الثاني، فيكمن في أن اتفاق الطائف نجح بسبب رعاية القوات السورية لوقف إطلاق النار. أما في العراق، فمن المشكوك فيه أن يتطوع أي من جيرانه للعب دور الشرطي في حماية اتفاق مماثل. فلا هؤلاء يريدون أن يعلقوا وسط النيران، ولا العراقيون يقبلون باحتلالهم من قبل الايرانيين أو السوريين، ما يجعل من قوات الاحتلال الاميركية المرشح الوحيد للبقاء هناك.
- عبرت أكثر من صحيفة أميركية، أمس، عن الخشية من إشراك سوريا وإيران في المسألة العراقية. وشككت لوس أنجليس بقدرة أي من البلدين على إنهاء الاقتتال، رغم ضلوعهما فيه. وأكدت أن البلدين سيطلبان ثمناً لتعاونهما في العراق، من شأنه أن يؤثر بقوة على مستقبل المنطقة عامة ولبنان تحديداً: فإيران تريد عدم التدخل في نظامها أو في برنامجها النووي، وسوريا تريد إنهاء مسألة المحكمة الدولية الناظرة في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري، واستطراداً اغتيال النائب بيار جميل الذي تظهر البصمات السورية عليه بأكمله. وأيضاً، ستطلب دمشق استرجاع هيمنتها على لبنان، وللتحلية، استرجاع هضبة الجولان من إسرائيل.
وتساءلت الصحيفة هل هذه هي الامنيات التي يمكن ويجب على الولايات المتحدة التكيف معها؟ هل نريد خيانة الثورة الديموقراطية في لبنان؟ هل نريد أن نمنح رئيس إيران المعتوه، محمود أحمدي نجاد، بطاقة بيضاءً لانتاج الاسلحة النووية؟ وكل ذلك من أجل وعود مشكوك فيها قد لا تصنع أي فارق في العراق؟.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...