غياب لبنان وأزمته يشيع الهدوء والإيجابية في قمة دمشق

28-03-2008

غياب لبنان وأزمته يشيع الهدوء والإيجابية في قمة دمشق

 غاب لبنان وملفه فهدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، بخلاف ما كان متوقعا. هكذا يمكن اختصار «الأجواء الإيجابية» التي خيمت على اجتماعات وزراء الخارجية العرب، أمس، في العاصمة السورية دمشق، والتي انتهت إلى إعادة التأكيد على بنود المبادرة العربية حول الأزمة اللبنانية، كما سبق أن تمّ التوافق عليها في الاجتماع الوزاري الأخير في القاهرة، وتكليف الأمين العام للجامعة عمرو موسى بمتابعتها، فيما حث وزير الخارجية السوري وليد المعلم الدول الداعمة للأكثرية، وبالتحديد السعودية، على القيام بدور للتوصل إلى حل على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب».
وعزت مصادر واسعة الاطلاع على مضمون الجلسات «عدم وجود مواضيع خلافية في اجتماع الأمس إلى الغياب اللبناني، الذي حرم الأزمة اللبنانية من النقاش الاعتيادي في الجلسات الوزارية العربية»، مشيرة إلى أن جهود المندوب السعودي لدى الجامعة العربية، ورئيس وفد بلاده إلى القمة أحمد قطان «اقتصرت على النقاش في المسائل التنموية والمالية»، وأن النقاش عموما كان «عميقا وجيدا».
ورأى المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع موسى في ختام الاجتماع الوزاري، إنّ مسؤولية حل الأزمة اللبنانية «تقع على عاتق اللبنانيين بالدرجة الأولى، وثانيا على الدول العربية التي لها علاقات خاصة مع لبنان والتي تستطيع أن تشجع الأطراف اللبنانية على الحوار والتفاهم والتوافق على حل، وذلك على أساس لا غالب ولا مغلوب».
وحول الكلمة التي سيوجهها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى اللبنانيين والقادة العرب، أكد المعلم إنّ «من لا يحضر القمة لا يلقي كلمة»، وأبدى تحفظه على دعوة لبنان وزراء الخارجية العرب لعقد اجتماع خارج دمشق بعد انتهاء القمة، موضحاً أنه «عندما يتقدم لبنان بهكذا طلب ستدرس الأمانة العامة (للجامعة العربية) ورئاسة القمة ذلك».
أمّا موسى فرأى أنّ «هناك مبادرة واحدة للحل في لبنان تتمتع بتأييد كبير وعلينا أن نستمر في هذا الطريق الذي يمكن أن يؤدي إلى إنقاذ لبنان»، مشيراً إلى أنه سيعود مجدداً إلى بيروت «في أقرب فرصة ممكنة» بعدما تمّ تكليفه من قبل الوزراء بمتابعة جهوده لتنفيذ بنودها. (تفاصيل ص 15)
وسئل المعلم عما إذا كانت لديه هواجس بالنسبة للقمة، فقال «عندما تسلمت الرئاسة كان لدي هواجس»، ولكن بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات «لم تعد توجد لدي هواجس فكل المقومات تبشر بالعمل العربي المشترك واليد الواحدة التي ظهر عليها العمل اليوم تشير الى نتائج مبشرة»، وأضاف «لا أريد رفع السقف ولكن ما تم اليوم مبشر».
واعتمد الوزراء العرب البنود ذاتها التي سبق أن أقروها في اجتماعهم السابق في القاهرة حول مبادرة الجامعة العربية حول الأزمة في لبنان، والتي استهلكت جزءاً من النقاش العام، فيما تمّ التوافق تقريباً على باقي القرارات.
وتبنى الوزراء المبادرة اليمنية للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، حيث تمّ في هذا الإطار تكليف لجنة مشتركة فلسطينية يمنية لوضع الإطار العام لهذه الخطة تمهيداً لرفعه إلى مؤتمر القمة، كما اتفقوا على مناقشة «إستراتيجية العرب للسلام» وذلك في إطار مواقف اجتماع القاهرة الأخير.
وعقد الوزراء العرب جلسة مغلقة مع مساعديهم، مساء، لمناقشة العلاقات العربية ـ العربية وهو مشروع تقدم به الجانب الليبي إلى القمة.
وفيما يبدأ رؤساء وملوك الدول العربية المشاركة بالتوافد إلى العاصمة السورية اليوم للمشاركة في أعمال مؤتمر القمة، كان لافتاً اعتذار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن الحضور، بسبب التطورات الأمنية في البصرة، فيما قالت مصادر سورية رفيعة المستوى أن نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي سيحل مكانه.
وشدد المسؤولون السوريون في اليوم الثالث من الاجتماعات التحضيرية على «الأجواء الإيجابية للنقاش» بين ممثلي الدول العربية، مؤكدين على الحضور «المميز» للوزراء العرب، على حد تعبير المندوب السوري الدائم لدى الجامعة العربية يوسف أحمد، الذي أوضح أن 18 وزير خارجية حضروا الاجتماع الوزاري، مشيرا أنها المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا العدد منذ ثماني سنوات، حيث كان قد تغيب لبنان تماما عن القمة، كما غاب الصومال، وحضر ممثلون على مستوى سفراء عن كل من مصر والسعودية.
واستغرق الاجتماع الأول حوالى ثلاث ساعات وصفتها مصادر رسمية في الخارجية السورية بـ«الإيجابية والطيبة جدا».
ورداً على سؤال حول الموضوع اللبناني أشارت المصادر إلى أنه «لم تجر مناقشات في الموضوع اللبناني، واعتمدت الفقرة ذاتها، التي سبق أن اعتمدت في اجتماع القاهرة» مع التأكيد على «دعم المبادرة العربية والاستمرار في دعم جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية» عمرو موسى.
وفي ما يخص موضوع العلاقات العربية ـ العربية، لفتت المصادر إلى أنه «لا يزال في إطار النقاش العام» مشيرة إلى أن الفكرة تقدم بها الجانب الليبي ولم تصبح مشروع قرار بعد، أما في موضوع مبادرة السلام فجرى النقاش حول فقرتين ورفعتا إلى مجلس القمة، حيث تركز النقاش حول نقطة «مراجعة الإستراتيجية العربية للسلام، ومراجعة خطط التحرك في مجال السلام في إطار الجهود العربية».
وعلم أن ثمة نقاشا دار حول فقرة تتحدث «عن ترك الخيارات المطروحة» للتعامل مع الرفض الإسرائيلي للمبادرة، وأن الوفد المصري أصر على صياغة مختلفة تتضمن «الخيارات المتاحة»، فانتهى الأمر إلى ترك الجملة عند مستوى الخيارات.
من جهته رفض السفير يوسف أحمد الحديث عن محاولة لعزل سوريا عبر مقاطعة القمة أو تخفيض مستوى التمثيل قائلا إن «سوريا عصية على العزل، ومن يغب يعزل نفسه عن العمل العربي المشترك»، مشدداً على أنّ «نسبة الحضور ستكون الأعلى بالنسبة للقمم السابقة وسيحضر زعماء لم يسبق لهم أن حضروا في قمم سابقة».

 

زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...