صفقة أمريكية جديدة مع القاعدة وطالبان عبر الباكستان

26-02-2007

صفقة أمريكية جديدة مع القاعدة وطالبان عبر الباكستان

الجمل:    على خلفية تدهور الموقف الأمريكي في العراق، وتعقيدات الموقف الأمريكي إزاء إيران، وسوريا، إضافة إلى تغير توازنات العلاقة بين الأجهزة التشريعية الأمريكية والأجهزة التنفيذية، والبيت الأبيض الأمريكي، برزت المزيد من الأصوات المطالبة بإحداث تغيير نوعي لتوجهات السياسة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
المتغيرات الجديدة التي شكلت ضغطاً على السياسة الأمريكية تمثلت في الآتي:
- عدم قدرة الإدارة الأمريكية على القيام بعمل عسكري حاسم ضد إيران.
- تحالف الأطراف السنية في السعودية والخليج ومصر والأردن ولبنان مع الإدارة الأمريكية.
- عداء الأطراف السنية ممثلة في الفصائل الفلسطينية وميليشيات السنة العراقيين، للسياسات الأمريكية.
- عداء الجماعات السنية في باكستان وأفغانستان (مثل القاعدة وطالبان) للسياسة الأمريكية.
- معارضة حزب الله اللبناني (الشيعي) للسياسة الأمريكية.
- تأييد بعض الأطراف العراقية الشيعية للوجود الأمريكي في المنطقة.
وقد أدت هذه المتغيرات، إضافة إلى أخرى، إلى تعقيد خارطة الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وذلك على النحو الذي جعل الإدارة الأمريكية تواجه الحقائق الميدانية الآتية:
- تزايد المعارضة للوجود الأمريكية في المنطقة.
- عدم وجود طرف حليف يتميز بالتجانس والانسجام، فأعداء أمريكا يتكونون من السنة والشيعة، وأصدقاء أمريكا يتكونون أيضاً من السنة والشيعة.
- تزايد نفقات وخسائر الحرب المالية والبشرية والمادية.
- تزايد المعارضة لسياسات الإدارة الأمريكية في أوساط الرأي العام الأمريكي.
- احتدام الخلافات بين البيت الأبيض والكونغرس الأمريكي.
- المعارضة الدولية المتزايدة للعمل العسكري ضد إيران، والاحتلال الأمريكي للعراق.
الخطة الجديدة التي تحاول الإدارة الأمريكية تنفيذها على الأرض، وإدارة الصراعات الشرق أوسطية على النحو الآتي:
• الضغوط على سوريا عن طريق ملف المحكمة الدولية، والتعاون مع السعودية من أجل أن تضغط على إيران لكي تضغط على حزب الله بما يؤدي إلى إحداث تقارب سني- شيعي داخل لبنان، يوافق حزب الله بمقتضاه على موضوع المحكمة الدولية، وفقاً لشروط حكومة السنيورة وقوى 14 آذار، ويلغي ارتباطه مع سوريا، ثم يحصل حزب الله بعد ذلك على بعض التنازلات.
• الضغط على حركة حماس بواسطة السعودية لكي تقبل بشروط اللجنة الرباعية، والتي تعتبرها إسرائيل أمراً ضرورياً لابدّ من حدوثه مسبقاً قبل الحديث عن أي تفاهم مع حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.
• التركيز على تحقيق السيطرة الأمريكية الكاملة على العراق، وعلى منطقة الخليج العربي، وذلك عن طريق إضعاف الميليشيات الشيعية العراقية والضغط على الحركات السنية العراقية.
• استهداف إيران عن طريق الوسائل الآتية:
- دولياً: فرض المزيد من العقوبات المتشددة ضد إيران.
- إقليميا: عزل إيران عن جيرانها: العراق، الخليج، باكستان، أفغانستان، تركيا، أذربيجان.
- داخلياً: إضعاف التماسك الوطني الداخلي الإيراني، وذلك عن طريق دعم المعارضة السياسية الإيرانية وتشجيع الخلافات الاثنية والمذهبية والطائفية.
- عسكرياً: تعزيز الحشود العسكرية الأمريكية في كل المناطق المحيطة بإيران، وفي حالة عدم القيام بعمل عسكري، تقوم هذه الحشود العسكرية بتشديد عمليات الحصار والعقوبات الدولية ضد إيران، بحيث تتعطل الحركة تماماً من وإلى إيران.
الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تفترض قيام الإدارة الأمريكية بتغيير اتجاهها إلى ما يصل لـ180 درجة، ومن أبرز التداعيات المثيرة للجدل والاستغراب، محاولة البنتاغون، ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، عقد صفقة مع الجماعات السنية في أفغانستان وباكستان وذلك من أجل دعم المخطط الأمريكي ضد إيران.
يقول بعض الخبراء الأمريكيين بأنه آن الأوان للإدارة الأمريكية لأن تعمل على لملمة أطرافها والعودة إلى علاقاتها السابقة مع الجماعات السنية المتشددة في الشرق الأوسط، ويعتقد هؤلاء الخبراء بأن استخدام بن لادن (تنظيم القاعدة)، والملا محمد عمر (حركة طالبان) سوف يكونا  أكثر فعالية وكفاءة في خدمة المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط.
الصفقة التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى عقدها مع تنظيم القاعدة، وحركة طالبان تم التمهيد لها عن طريق تفاهمات طويلة بواسطة المخابرات الباكستانية، كذلك مهدت الإدارة الأمريكية لهذه الصفقة عن طريق توريط حلف الناتو في الحزب ضد القاعدة وطالبان، على النحو الذي أصبحت فيه أمريكا تبدو كأنما ليست طرفاً في أي حرب داخل أفغانستان، كذلك، حدثت تفاهمات واتفاقيات مع زعماء القبائل الباكستانية والأفغانية المتاخمة لحدود إيران، ونسقت الحكومة الباكستانية مع الحكومة الأمريكية في استخدام سياسة الترغيب والترهيب (أي العصا والجزرة) إزاء القبائل السنية الباكستانية التي تقطن في منطقة خوزستان، وكان من ثمرات هذا التنسيق تنفيذ عملية التفجيرات الأخيرة في منطقة جنوب شرق إيران.
الاتفاق الذي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيقه، لو حدث وتم، فإن الخلاف السني- الشيعي الذي تخطط الإدارة الأمريكية وإسرائيل من أجل تصعيده سوف يكون قد وجد دفعة قوية، وذلك لأن الحركات السنية المتطرفة سوف يكون عليها التنسيق والعمل من أجل اختراق الحدود الإيرانية من كافة الاتجاهات والقيام بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية وتحريض المجموعات السنية التي تقطن إيران (35% من سكان إيران ينتمون إلى المذهب السني)، ودفعهم إلى الثورة والعمل المسلح ضد النظام الشيعي الإيراني.
التسريبات تقول: إن هناك اتفاقاً جزئياً بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان قد تم مع الإدارة الأمريكية، وذلك حول موضوع الحركة الإسلامية المسلحة في غرب الصين، ففي  إقليم سيكيانج الواقع غرب الصين يوجد حوالي 150 مليون مسلم سني، واستطاع تنظيم القاعدة –بحسب المعلومات- تجنيد حوالي 3000 مقاتل، وتم الاتفاق على أن تقوم أمريكا بتزويدهم بالمال والسلاح والعتاد من أجل القيام بثورة إسلامية مسلحة داخل الأراضي الصينية تهدف إلى تحقيق انفصال الإقليم بالكامل عن جمهورية الصين.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...