دار قدمس ومشروع «ولادة»

29-01-2007

دار قدمس ومشروع «ولادة»

منذ أواخر عام 2004، أطلقت "دار قدمس" دعوتها الى الكاتبات العربيات لإرسال نصوصهن إلى الدار كي يتم تقويمها، ومن ثم إصدارها في مشروع لنشر الأدب النسائي العربي أطلق عليه اسم: ولادة.
حينذاك كان من المفترض أن تشترك مجموعة من الناقدات والنقاد من مصر، سوريا، المغرب، العراق، وربما الخليج العربي، في تقويم الأعمال، لكي يتحمل كل من هؤلاء والنقاد والناقدات مسؤولية ترشيح الأعمال التي يرونها مناسبة وجديرة. بعد سنة من ذلك، وإثر عدم تجاوب البعض، ومماطلة البعض الآخر، تحولت الفكرة نشراً للأعمال الأدبية من دون تقويم نقدي، بحيث يبقى القارئ هو الحكم الأول والأخير. هذا أدى، بشكل ما، إلى دخول فكرة نشر الأدب المترجم إلى مشروع السلسلة، وبالتالي أضحت سلسة الأدب النسائي (ولادة) هي سلسلة للأدب النسائي المكتوب باللغة العربية.
كان هناك أكثر من هدف للبدء بالمشروع، لكنها ارتبطت جميعها بتأسيس مشروع ثقافي، يفسح المجال أمام كاتبات باللغة العربية لنشر تجاربهن ضمن سلسلة خاصة بهن حصراً، ومن دون تحميلهن تكاليف الطباعة المنهكة. كان هذا ليساهم بالتأكيد في تعريف القراء العرب بإنتاج كاتبات عربيات، وكاتبات غير عربيات، عبر تقديم ترجمة لأعمالهن، والأهم تعريفهم بكاتبات غير معروفات في المشهد الأدبي العالمي.
في أوائل 2006 تلقّت "دار قدمس" حوالى 15 مجموعة شعرية وخواطر، رُفضت جميعها، لأن فكرة المشروع تقتصر على السرد حصراً. وتلقّت عدداً مماثلاً تقريباً من النصوص الروائية والقصصية، وافقت الدار على طباعة 7 أعمال منها فقط هي: رواية من الجزائر لعائشة بنور، عنوانها "سقوط فارس الأحلام". رواية من فلسطين لحواء سكاس، "اختفاء رباب ماردين". مجموعة قصصية من العراق لمنال الشيخ، "قضم ظهيرة مقددة". رواية من العراق أيضاً لكلشان البياتي، "هذيان تحت الاحتلال". رواية من سوريا لمنهل السراج، "على صدري". مجموعتان قصصيتان من سوريا أيضاً، واحدة لسوزان خواتمي، "قبلة خرساء"، وثانية لرواد ابرهيم، "نافذة وبنت صغيرة تربط حذاءها على عجل".
في موازاة ذلك، جُمعت نصوص أجنبية، وتُرجمت الى العربية، بعضها لكاتبات شابات وغير معروفات، وبعضها الآخر لكاتبات مكرسات، مثل الفرنسية أنا غافلدا على سبيل المثال. وتحقق هذا النشاط بمساعدة من المركز الثقافي الفرنسي في كل من دمشق وبيروت، وبمساعٍ قام بها مدير الدار زياد منى مع سفارة كل من فنلندا، النمسا، المانيا، الهند، تركيا، والنروج، واتحادات الكتاب في كل من فنلندا، أسوج، النروج، وبلغاريا، واتحادات نقابات دور النشر الإفريقية، ودار z-box في لندن، ووزارة السياحة والثقافة التركية، ومعهد غوته، وغيرها من المؤسسات المستقلة والحكومية.
لم "يقلّع" المشروع دون صعوبات جمة، في مقدّمها صعوبة إقامة اتصال مع بعض دور النشر الأجنبية، التي لا تهتم عادةً بطلبات الحقوق إذا لم تكن النسخ المطبوعة مرتفعة العدد (على سبيل المثال 2000 نسخة للطبعة العربية الأولى في مقابل 850000 للطبعة الفرنسية من قصص أنا غافلدا). وتمثلت الصعوبة الثانية في العثور على مترجمين الى بعض اللغات (الفنلندية، البلغارية، النروجية، الأسوجية).
طُبعت في عام 2006 خمسة أعمال، هي: مجموعتان قصصيتان من سوريا لسوزان خاتمي ورواد ابرهيم ، وروايتان فرنسيتان لآنا غافلدا وماري داريسك، ورواية تركية بتوقيع آيفير طونتش. في برنامج 2007 رواية من سوريا لمنهل السراج، ومجموعتان قصصيتان من العراق لمنال الشيخ وكلشان البياتي، ورواية من تركيا لإليف شفق.
سلسلة "ولادة" لا تزال تتوق الى الأكثر والأفضل، ومشروع "دار قدمس" لنشر الأدب النسائي لا يزال في بداياته، في انتظار نصوص جديدة تغني المشهد الثقافي العربي بأقلام أنثوية وحسّ أنثوي ووجهات نظر أنثوية جديدة.

روزا ياسين حسن

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...