جنيف اليمني الإثنين: لا طاولة تجمع المتحاورين وصنعاء القديمة تحت القصف

13-06-2015

جنيف اليمني الإثنين: لا طاولة تجمع المتحاورين وصنعاء القديمة تحت القصف

العد التنازلي لمباحثات جنيف الخاصة بالأزمة اليمنية بدأ بعد شهرين ونصف الشهر على بدء الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، والتي بدورها لم تحقِّق أياً من أهدافها، إلّا أنَّ القصف العشوائي ما زال متواصلاً على أنحاء البلاد، لتبلغ استهدافاته حدّ قصف مدينة صنعاء القديمة المصنفة ضمن التراث العالمي.
لكن الحوار الذي كان من المفترض أن يبدأ يوم غدٍ الأحد في العاصمة السويسرية، تأجل حتى يوم الاثنين بسبب «تأخر وصول أحد الوفود»، وفقاً لبيان صدر، مساء أمس، عن الأمم المتحدة التي ترعى هذه المحادثات.يمنيون يبحثون عن ناجين تحت الأنقاض جراء الغارة التي استهدفت صنعاء القديمة، امس (رويترز)
المباحثات بين الحكومة اليمنية المستقيلة ووفد «أنصار الله» ستكون منفصلة، بحسب المتحدث باسم المنظمة الدولية في جنيف أحمد فوزي الذي أعلن أنَّ وفدي الرياض وصنعاء وممثِّلي الدول الداعمة، سيشاركون في المشاورات التي يشارك فيها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بصفة شخصية، كما تشارك مجموعة «الدول الداعمة» بصفة مراقب.
وتتألَّف الدول الداعمة، التي تشارك على مستوى السفراء، من الجهات والدول الداعمة لحلّ الأزمة اليمنية، وهي تركيا والولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا وبريطانيا والبحرين والسعودية وألمانيا واليابان وهولندا ومصر والكويت وعمان وقطر والإمارات ومجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي.
وأوضح فوزي أنَّ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، سيجري لقاءات منفصلة مع وفد الرياض الممثل للحكومة اليمنية المستقيلة، ووفد صنعاء الممثل لـ «أنصار الله»، وسيطلع ممثلي المجموعة بنتائج اللقاءين، على أمل جمعهما إلى طاولة المفاوضات في نهاية المطاف.
إلّا أنَّ حكومة هادي تصرّ على عدم تسمية المحادثات بالمفاوضات، بل بـ «المشاورات» التي تهدف إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 2216 الذي يطالب الجيش و «أنصار الله» بالانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها.
الجماعة كانت قد أكدت، أمس الأول، أنَّ «دول التحالف تسعى إلى إفشال أي مباحثات يمنية حيادية لا يستطيعون من خلالها ضمان مستقبل حلفائهم في اليمن»، بحسب ما قال مصدر مسؤول في «اللجنة الثورية العليا» لوكالة «سبأ».
واعتبر المصدر أنَّ «تصريحات وزير خارجية قطر خالد العطية، بشأن حضور عبد اللطيف الزياني ـ الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي ـ في الاجتماع الوزاري في الرياض، أتت لتؤكِّد حجم الضغوط التي تمارسها دول العدوان على المبعوث الأممي إلى اليمن وعلى منظمة الأمم المتحدة ودورها الحيادي»، مضيفاً أنَّ «هذه التصريحات أتت في سياق التضليل».
وقال: «العالم يعرف أنها ـ أي دول التحالف ـ من قامت بإفشال التوافق بين اليمنيين من خلال العدوان على الشعب اليمني بحرب الإبادة التي تشن حتى اللحظة وبدأت سيناريوهاتها من قبل مغادرة المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر، والذي أوضح في ملاحظاته توافق اليمنيين وأن العدوان هو من عرقل استكمال الحل السياسي».
وبموازاة التحضير لمحادثات جنيف، كانت طائرات «التحالف» الذي تقوده السعودية تستكمل ضرباتها الجوية، لتستهدف، للمرة الأولى، فجر أمس، مدينة صنعاء القديمة التي تصنفها منظمة «اليونيسكو» ضمن التراث العالمي، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص، فضلاً عن تدمير خمسة منازل وإلحاق أضرار بمبانٍ أخرى.
وقال شهود ومصادر طبية إنَّ الصاروخ، الذي استهدف حي القاسمي، لم ينفجر، ومع ذلك أدى إلى تدمير منازل، كما أوقع ستة قتلى بينهم امرأة وطفل.
وصنعاء القديمة الواقعة في واد جبلي مأهولة منذ 2500 عام وفيها حوالي 100 مسجد و14 حماماً وأكثر من ستة آلاف منزل تم تشييدها من الآجر قبل القرن الحادي عشر.
ودانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو) الغارة على المدينة القديمة. وقالت المديرة العامة للمنظمة ايرينا بوكوفا، في بيان، إنَّ «هذا التدمير لن يؤدي سوى إلى مفاقمة الوضع الإنساني، وأكرِّر دعوتي لكافة الأطراف احترام وحماية التراث الثقافي في اليمن». وأضافت «أعبر عن حزني العميق لخسارة الأرواح، وكذلك للتدمير الذي لحق بأقدم جواهر الحضارة الإسلامية».
كما احتجت اليونيسكو بشدة لدى تعرض جسر مأرب في 31 أيار الماضي للقصف، بعدما أكَّدت تقارير إلحاق أضرار جسيمة بجدران السد التي حفرت عليها نقوش قديمة تعود الى حقبة مملكة سبأ.
وكان متحف ذمار الذي يحوي 12500 قطعة أثرية تدمر بشكل كلي خلال إحدى الغارات قبل أيام من قصف سدّ مأرب.
ونتيجة الضربات الجوية، تدهورت الأوضاع الإنسانية في اليمن بشكل كبير، إذ تقول الأمم المتحدة إن هذا البلد، وهو في الأساس من أفقر دول العالم، يعيش «كارثة إنسانية».
وأعلن متحدث باسم «منظمة الصحة العالمية»، يوم أمس، أنَّ الحرب على اليمن أدَّت إلى مقتل 2584 شخصاً، وإصابة نحو 11 ألفاً آخرين بجروح حتى السابع من حزيران الحالي، كما نزح أكثر من نصف مليون شخص من منازلهم.
ودعت 13 منظمة إنسانية إلى «وقف فوري ودائم لإطلاق النار لإنقاذ ملايين» اليمنيين من النزاع الذي يمس 80 في المئة من المدنيين.
وتابعت المنظمات الـ 13 أنَّ «اليمن في حاجة ملحة لوقف إطلاق نار دائم» ولرفع «الحصار الاقتصادي الذي تفرضه السعودية»، ووقف «تأمين السلاح لكافة الأطراف»، فضلاً عن زيادة في تمويل العمليات الإنسانية والتنموية على المدى الطويل.
في غضون ذلك، أعلنت الميليشيات المسلحة الموالية لعبد ربه منصور هادي عزمها «تطهير» العاصمة صنعاء وبقية محافظات «إقليم آزال»، مشيرة في بيان «رقم 1» إلى «الجهوزية التامة لمواجهة وتطهير محافظات الإقليم من الشرذمة الانقلابية التي بدأت مسيرتها التدميرية من الإقليم، وتمدَّدت إلى مختلف محافظات الجمهورية».
وأضافت «نتمسك بحقنا في الدفاع عن أبناء الإقليم ومقاومة الانقلاب ورفع الظلم عن كاهل المواطنين بكل الوسائل والإمكانات المتاحة»، مؤكدة أنَّه «لا مكان لجماعات العنف والدمار، وأن الوقت قد حان لاستئصال الأورام الخبيثة التي تنخر في جسد إقليم آزال خاصة واليمن عامة».
إلى ذلك، قالت قوات الدفاع المدني السعودية إن سعودياً قتل وأصيب آخر قرب الحدود مع اليمن عندما سقط مقذوف أطلق من الأراضي اليمنية على جيزان جنوب المملكة.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...