بوش يحرم المالكي من العشاء معه ويعوضه بوجبة فطور

30-11-2006

بوش يحرم المالكي من العشاء معه ويعوضه بوجبة فطور

ألغى الرئيس الاميركي جورج بوش لقاء كان مقررا امس في عمان مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، لأسباب غير معروفة قال البيت الابيض ان من بينها ضيق الوقت والخطأ في البرتوكول، لكنه نفى أن يكون الالغاء ناجماً عن مذكرة سرية كتبها مستشار الأمن القومي ستيفن هادلي ونشرتها صحيفة صحيفة نيويورك تايمز، يشكك فيها في قدرة المالكي على السيطرة على العنف الطائفي في العراق.
في هذا الوقت، نفذت الكتلة الصدرية في العراق تهديداتها، وعلقت عضويتها في البرلمان والحكومة احتجاجاً على اللقاء المزمع بين المالكي وبوش، الذي استقبل بتظاهرة ضمت مئات الأردنيين في عمان.
والتقى بوش، الذي ترافقه وزيرة الخارجية كوندليسا رايس، الملك الأردني عبد الله الثاني، وأعلن وزير الخارجية الأردني عبد الإله
الخطيب أنهما بحثا تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا الوضع الفلسطيني وعملية السلام والوضع في العراق. وأشار إلى أن عبد الله أكد لبوش ضرورة إحراز تقدم حقيقي على صعيد القضية الفلسطينية، باعتبار أن ذلك عامل أساسي ورئيسي في استقرار المنطقة.
وفي ما يتعلق بالوضع في لبنان، دعا بوش وعبد الله، في بيان مشترك، جميع الأطراف هناك إلى تغليب لغة الحوار سبيلاً وحيداً لإنهاء الاحتقان السياسي، من دون أي تأثير خارجي
واعلن مسؤول في البيت الابيض ان العشاء بين بوش وعبد الله تميز ببقلق كبير حول الدور الذي تلعبه سوريا في لبنان، وكونها لا تطبق قراري مجلس الامن الدولي 1559 و1701. واشار الى ان بوش قال بوضوح ان الوقت حاليا ليس للحوار مع سوريا، وان النظام السوري سيرى في الحوار اشارة موافقة على ما يقوم به او وسيلة لتحقيق مكاسب في لبنان. وأوضح أن عبد الله وبوش ركزا على ضرورة إعادة الاستقرار في العراق، ووقف العنف، وضرورة تمكين العراقيين من الحفاظ على وحدتهم.
وأعلن مسؤول في الديوان الملكي الأردني أن اللقاء الثلاثي، الذي كان متوقعاً بين بوش والملك عبد الله الثاني والمالكي، ألغي بسبب ضيق الوقت، كما ألغي العشاء الذي كان سيقيمه الملك الاردني لبوش. وأوضح لقد تم إلغاء اللقاء الثلاثي، والرئيس بوش سيلتقي المالكي كما هو مخطط صباح غد (اليوم) أثناء فطور عمل، على أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا بعد ذلك.
إلا أن مستشار البيت الأبيض دان بارتلت اعتبر انه لما كان ملك الأردن ورئيس الوزراء قد عقدا محادثات ثنائية في وقت سابق فقد رأى الجميع انه قد انتفى معها الغرض من اجتماع ثلاثي الليلة (الماضية).
وجدد البيت الأبيض تأكيده انه لا يزال يدعم حكومة المالكي، برغم نشر وثيقة لهادلي تشكك بقدرة رئيس الحكومة على احتواء العنف.
وقال مصدر مقرب من مجموعة دراسة العراق، التي يترأسها جيمس بيكر، ان اللجنة ستعلن عن تقريرها في 7 كانون الأول المقبل. وتعرض اللجنة، في تقريرها، الخيارات الاستراتيجية بشأن العراق، وسيتم إطلاع بوش وبرلمانيين على نتائج اللجنة المستقلة، قبل نشر التقرير.
وأعلن السيناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، الذي يشارك بيكر في رئاسة المجموعة، إن اللجنة توصلت إلى إجماع أخيراً حول التوصيات المزمع تسليمها لبوش. لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل قبل المؤتمر الصحافي المزمع عقده يوم الاربعاء المقبل.
وما يزيد من الضغوط على بوش الذي يرفض محاورة إيران وسوريا للتخفيف من حدة العنف الطائفي في العراق، قول وزير الدفاع الاميركي الجديد روبرت غايتس انه يؤيد فكرة عقد مؤتمر دولي حول العراق تشارك فيه طهران ودمشق.
وكان الملك الاردني كثف من لقاءاته مع المسؤولين العراقيين. وأعرب خلال اجتماعه مع المالكي، عن أمله في أن يفضي لقاء المالكي مع بوش عن آلية واضحة لوضع حد للتدهور الامني في العراق، ومساعدة قوات الشرطة والجيش العراقي على الامساك بزمام الامور في البلاد. ودعا جميع العراقيين الى توحيد الصفوف أكثر من أي وقت مضى، والى نبذ الخلافات، للتغلب على المحاولات الهادفة لإذكاء نار الفرقة وزرع الخلاف بينهم.
وحذر رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم، خلال لقائه الملك عبد الله في عمان، من أن السنّة سيكونون الخاسر الاكبر من الحرب الطائفية في العراق ان وقعت. وقال إننا نتطلع في العراق الى دعم العالم العربي والوقوف إلى جانب شعبه.

من جهة أخرى أعلن المستشار الأمني للحكومة السعودية نواف عبيد، أمس، أن الرياض ستتدخل في العراق، باستخدام الأموال أو الأسلحة أو قوتها النفطية، للحيلولة دون قيام الميليشيات الشيعية، المدعومة من إيران، بقتل السنة، في حالة بدء انسحاب القوات الاميركية.
وكتب عبيد، في مقال في صحيفة واشنطن بوست الاميركية، إن القيادة السعودية تستعد لمراجعة سياستها بشأن العراق للتعامل مع تداعيات انسحاب اميركي محتمل.
وأوضح عبيد، في المقال الذي أشارت الصحيفة إلى أن الآراء التي وردت فيه تعبر عن رأي عبيد وليس الحكومة السعودية، يحمل التدخل السعودي في العراق مخاطر كبيرة، حيث يمكنه إثارة حرب إقليمية. وليكن الأمر كذلك... فعواقب عدم التدخل أسوأ بكثير. واعتبر أن غض الطرف عن قتل السنة العراقيين سيكون نبذا للمبادئ التي قامت عليها المملكة، وسيقوض مصداقية السعودية في العالم السني، وسيكون تسليما بأعمال إيران العسكرية في المنطقة.
وأشار عبيد إلى أن زيارة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، الذي التقى الملك السعودي عبد الله السبت الماضي، تبرز تميز وضع السعودية في المنطقة، وأهميتها بالنسبة للاستراتيجية الاميركية في العراق.
وتابع عبيد انه إذا بدأت الولايات المتحدة في الانسحاب من العراق فإن أحدى أولى النتائج سيكون التدخل السعودي الضخم، لمنع الميليشيات الشيعية، التي تدعمها إيران، من ذبح العراقيين السنة. وحدد عبيد ثلاثة خيارات تأخذها الحكومة السعودية في الاعتبار، وهي تزويد زعماء المسلحين السنة بأنواع المساعدة (التي يتلقاها الشيعة) وتتضمن التمويل والأسلحة، وتشكيل كتائب سنية جديدة لقتال الميليشيا المدعومة من إيران، أو ربما يقرر الملك السعودي تضييق الخناق على التمويل الإيراني من خلال سياسات نفطية. فإذا ما عززت السعودية إنتاجها وخفضت الأسعار إلى النصف سيكون تأثير ذلك كارثيا بالنسبة لإيران، وستكون النتيجة الحد من قدرة طهران على مواصلة ضخ مئات الملايين كل عام للمسلحين الشيعة في العراق، وفي أي مكان آخر.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...