برعاية مرسي والإخونجية المصرية الإسلافيون يشرذمون مؤتمر المعارضة السورية

03-07-2012

برعاية مرسي والإخونجية المصرية الإسلافيون يشرذمون مؤتمر المعارضة السورية

كشف اليوم الأول من مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، أمس، عن خلافات جوهرية بين المعارضين، خاصة بين العلمانيين والإسلاميين الذين يرفضون الفصل الكامل بين الدين والدولة، فيما اعتبرت موسكو، التي تستقبل وفدين سوريين معارضين والمبعوث العربي والدولي إلى سوريا كوفي انان خلال الأيام المقبلة، أن وثيقة «مؤتمر الاتصال حول سوريا» الذي عقد في جنيف السبت الماضي «تفتح الباب أمام تسوية الأزمة السورية».
إلى ذلك، تنشر صحيفة «جمهورييت» التركية اليوم أول مقابلة لصحيفة تركية مع الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الأحداث في سوريا وتأزم العلاقات بين البلدين، أجاب فيها الأسد على عدد من الأسئلة حول علاقته بتركيا وقادتها السياسيين، ومؤتمر جنيف الذي عقد السبت الماضي. العربي يتوسط وزراء خارجية عرب ونظيرهم التركي أحمد داود أوغلو في افتتاح مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة أمس (أ ب)
وطغى تشرذم المعارضة السورية على افتتاح مؤتمرها الاكبر والذي ضم اكثر من 250 شخصا، برعاية الجامعة العربية، في القاهرة أمس، فيما انتقد الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي الخطة الجديدة التي قدمها انان حول عملية انتقالية في سوريا، معتبرا أنها أقل من توقعات الجامعة العربية، حيث إنها لم تقدم مهلة زمنية «واضحة لانتقال» السلطة.
وفي اول مبادرة في السياسة الخارجية، وجه الرئيس المصري الجديد محمد مرسي رسالة الى المؤتمر تلاها وزير خارجيته محمد كامل عمر، أشار فيها الى عمق العلاقات التاريخية بين مصر وسوريا، وأكد دعم مصر الكامل لكفاح الشعب السوري، داعيا المعارضة السورية إلى الاتحاد و«بلورة رؤية موحدة لسوريا الجديدة الديموقراطية التي تطمئن كل أطياف الشعب السوري»، مشددا على أن «المطلوب هو حل سياسي يحقق مطالب الشعب السوري، ويجنب سوريا التقسيم والتدخل الخارجي، ويؤسس لمصالحة وطنية حقيقية».
وأعلن ديبلوماسيون ومسؤولون، حضروا المؤتمر الذي غاب عنه رئيس الوزراء وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني وزعما عصابات «الجيش السوري الحر»، أنهم لا يتوقعون التوصل إلى اتفاق مهم بين المعارضين لكنهم يأملون حصول بعض التقدم. وقال مصدر في الجامعة العربية لوكالة «رويترز»، «نحن لا نتوقع أن تتحد المعارضة اليوم بعد ما رأيناه في الاجتماعات السابقة. إنهم دائما ما يتقاتلون خلف أبواب مغلقة، لكن هناك دائما فرصة أن تتغير الأمور إلى الأفضل».
وحتى بعد أن بدأت المحادثات ظهرت انقسامات بين الإسلاميين والعلمانيين، وكذلك بين المعارضين الآتين من داخل سوريا وشخصيات معارضة مقيمة في الخارج. وقال إسلاميون إنهم يعترضون على من يدعون إلى الفصل التام بين الدين والدولة في سوريا الجديدة. وقال آخرون إن أي اتفاقات يتم التوصل إليها في القاهرة لن تكون مؤثرة بالضرورة داخل سوريا.
وقال معارضون سوريون في محادثات القاهرة إنهم لن يناقشوا تشكيل حكومة في المنفى، لكنهم سيعملون على صوغ رؤية واحدة. وأعلن ديبلوماسيون ومسؤولون عرب إنهم لا يتوقعون الكثير لكنهم يأملون حل بعض الخلافات.
وتشارك في المحادثات 10 جماعات معارضة، بينها «المجلس الوطني السوري» الذي يعاني هو نفسه من الانقسامات في صفوفه، بالإضافة إلى نشطاء وشخصيات سورية أخرى. وقال العضو في جماعة الإخوان المسلمين في سوريا خضر السوطري إن «في صدارة الوثيقة التي يفترض الاتفاق عليها وتوقيعها بندا يدعو إلى الفصل التام بين الدين والدولة وهو ما لا توافق عليه جماعته»، رغم انه شدد على أن جماعته لا تسعى إلى إقامة دولة دينية.
وقال عضو «المجلس الوطني» أديب الشيشكلي إن من أكبر التحديات سد الفجوة بين المعارضين في الخارج والداخل، موضحا أن المشكلة الأساسية هي الانقسام بين جماعات المعارضة داخل سوريا وخارجها وهو أمر حاسم، لان السوريين في الداخل عليهم أن يقوموا بدور كبير في أي بناء مؤسسي.

واعتبرت الخارجية الروسية أن وثيقة «مؤتمر الاتصال حول سوريا» الذي عقد في جنيف السبت الماضي «تفتح الباب أمام تسوية الأزمة السورية».
وذكرت الوزارة، في بيان، «ان رأينا هو أن الوثيقة النهائية تفتح الآفاق أمام مساعدة دولية فعّالة لتسوية سلمية في سوريا»، مضيفة أن «التسوية في سوريا ممكنة إن تفاوضت الأطراف بشأن الخطوات والإجراءات اللازمة لتطبيق خطة (مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا) كوفي أنان كاملة، وإن دعمت جهوده لإطلاق عملية سياسية يديرها السوريون أنفسهم».
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي التقى السفير السوري في موسكو رياض حداد، أن وفدا من المعارضة السورية سيبدأ زيارة إلى موسكو غدا تستمر يومين لإجراء محادثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية. وقال «إننا نعتقد أن الوفد السوري برئاسة ميشيل كيلو الذي يشارك في مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة سيصل موسكو بعد غد، فيما سيزور رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا موسكو بعد 10 تموز الحالي». وكشف مصدر ديبلوماسي روسي إن أنان سيزور روسيا منتصف تموز الحالي.
واعتبرت واشنطن أن الخطة الدولية التي تم تبنيها في جنيف تقدم للمعارضة «ضمانات صلبة» حيال عدم مشاركة الأسد على الإطلاق بحكومة مقبلة. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن خطة أنان تتضمن بنداً يشير إلى أنه يتعين قبول أعضاء هذه الحكومة الانتقالية المقبلة على أساس «تفاهم متبادل».
وأعلنت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي ان الحكومة السورية وقوات المعارضة مسؤولة عن انتهاكات جديدة «خطيرة» لحقوق الإنسان طالت حتى المستشفيات.
وكررت بيلاي، في تصريح صحافي، بعد ان قدمت إحاطة أمام ممثلي الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن دعوتها الى إحالة النزاع السوري أمام المحكمة الجنائية الدولية «لأنني أعتقد بوجود إشارات عن جرائم ضد الانسانية»، مع إقرارها بأن هذا الامر يتطلب قرارا «سياسيا».
واعتبرت بيلاي ان «هناك احتمالا للتصعيد»، مضيفة ان «تزويد الحكومة والمعارضة بالسلاح يؤجج العنف ويجب تجنب زيادة عسكرة النزاع بأي ثمن». وقالت ان النزاع في سوريا يكتسي «طابعا طائفيا أكثر فأكثر». ودعت الى ان يقوم مجلس الامن الدولي «بتعزيز مهمة المراقبين بما يسمح لهم بأن ينقلوا بفعالية ما يحصل في مجال وضع حقوق الانسان» في سوريا.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...