انقسام القرار الأمريكي حول التعامل مع الحكومة السورية

27-11-2006

انقسام القرار الأمريكي حول التعامل مع الحكومة السورية

الجمل: نشر موقع بوسطن كوم، بتاريخ 26 تشرين الثاني الجاري تقريراً من إعداد فاراشوكمان، حمل عنوان (صانعوا القرار السياسي منقسمين حول مقاربة سوريا) ويتناول التقرير موقفين يتم التنازع حولهما داخل دائرة صنع واتخاذ القرار في الإدارة الأمريكية، ويقول التقرير:
• برغم تزايد الضغط بأن تقوم الولايات المتحدة بالعمل مع الحكومة السورية، فإن البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية يقومان تماماً ببناء الروابط مع المعارضين والمنشقين السوريين، ويعقدون معهم الاجتماعات واللقاءات في واشنطن ودمشق، على النحو الذي يمكن تفسيره باعتباره بحثاً عن البدائل.
• ينقسم صانعوا القرار السياسي الأمريكي حول كيفية المقاربة والتعامل مع الحكومة السورية، والتي يتهما الرئيس بوش بالآتي:
- السعي لإسقاط الحكومة اللبنانية الضعيفة حالياً.
- تسهيل عبور المتمردين إلى داخل العراق.
وحالياً يطالب كل من الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، ولجنة المختصين حول العراق، مجموعة دراسة العراق، أو لجنة بيكر، بضرورة إجراء محادثات ومباحثات عالية المستوى مع سوريا، باعتبارها بلداً يتوجب النظر إليه كعامل رئيسي في استقرار العراق، إضافة إلى أن الحكومة العراقية قد أعادت استئناف علاقاتها الدبلوماسية الكاملة مع سوريا خلال الأسبوع الماضي.
يشير التقرير إلى أن عدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين، ومن بينهم ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، يقولون: انه يتوجب عدم الثقة في موقف سوريا، وقد وجدت موقف هؤلاء المسؤولين الأمريكيين قوة أكبر في الإدارة الامريكية بعد حادثة اغتيال الوزير اللبناني بيير الجميل.
• منذ أكثر من عام يقوم المسؤولون الأمريكيون بتجاهل الاتصالات العالية المستوى التي تم إجراؤها مع الحكومة السورية، ويمضي هؤلاء المسؤولين الأمريكيين في اتجاه استكشاف سبل وطرق دعم المعارضة السورية.
• أعضاء هيئة مجلس الأمن القومي الأمريكي، اجتمعوا مرتين في البيت الأبيض خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع جبهة الخلاص الوطني، المعارضة لسوريا، (والتي تمثل ائتلافاً لشخصيات معارضة سورية في المنفى)، تضم الاخوان المسلمين وعبد الحليم خدام. وقال أحد مسؤولي البيت الأبيض بأن الاجتماعات كانت من أجل الدراسة والفهم أكثر فأكثر للجماعة –يقصد الجبهة- وتقدير وتخمين مدى التزامها بالديمقراطية.
• خلال الخريف الماضي، قام أربعة من المسؤولين الأمريكيين، من بينهم ديفيد إم دينيهي كبير مستشاري وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون إيران، بزيارة بعض الشخصيات المعارضة في دمشق، من بينها هيثم الملا، الناشط البارز في حقوق الإنسان، والذي تجمعه روابط وثيقة بجماعة الاخوان المسلمين، وقد قال هيثم الملا: إن الأمريكيين أخبروه بأنهم يرغبون بالعمل معه من أجل الضغط على الحكومة السورية لكي تفتح المجال أمام المعارضة، ولكنه قال –أي هيثم الملا- بأنه قد صرف النصر عن ذلك، لأنه يشك في إخلاص الأمريكيين.. ويضيف كاتب التقرير بأن وزارة الخارجية الأمريكية رفضت التعليق على ذلك.
• إدارة بوش قابلت أيضاً مجموعة معارضة سورية أخرى منافسة لجبهة الخلاص، يقودها فريد الغادري، وهو شخص علماني، وقد قابل في شهر تموز الماضي نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، وأيضاً ابنته اليزابيث تشيني المسؤولة الرفيعة في وزارة الخارجية الأمريكية في آذار 2005.. ويقول الغادري الذي يقيم في واشنطن انه قد ناقش في الاجتماعات مع تشيني وابنته، أن تقوم الولايات المتحدثة بتقديم تمويل كبير للمعارضة السورية، وأيضاً بنفس القدر أن تقوم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بعمليات سرية ضد الحكومة السورية.. كذلك قال فريد الغادري: إن استهداف الحكومة السورية هو واحد من أكثر المسائل المطروحة للنقاش في الإدارة الأمريكية.
• يقول التقرير: إن هناك أطراف أخرى في الإدارة الأمريكية تبدي الكثير من الحذر، ويستشهد بحديث وايني وايت، الذي ظل حتى العام الماضي يعمل نائباً لمدير المكتب المختص بشؤون الشرق الأوسط في مكتب المخابرات والبحوث التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، والذي قال فيه (إذا استهدفت التأثير على النظام الحالي في سوريا، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى الأسوأ، والبديل الأكثر احتمالاً إذا كنا واقعيين، سوف يكون نظاماً إسلامياً مسلحاً يجلب التوتر).
• أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، والمتابعين بشكل وثيق لسياسة الشرق الأوسط قال بانه لا يعتقد أن الاجتماعات مع الشخصيات المعارضة قد أدت إلى تحديد من هو قوي ونافذ بشكل أساسي، أو من هو ديمقراطي بقدر كاف، لكي يحدث تغيير حقيقي في سوريا، وقد رفض هذا المسؤول ذكر اسمه بسبب أنه غير مصرح له بالحديث لوسائل الإعلام.. كذلك قال هذا الشخص: إن لواشنطن القليل من الخيارات بخلاف (خيار) إيجاد السبل لتعزيز وتقوية المعارضة السورية، فالتفاوض مع سوريا سوف يساعد على استقرار العراق، وبالتأكيد سوف تكون تكلفته تقديم تنازلات مكلفة، مثل السماح لسوريا بمواصلة دورها في لبنان.
• أشار التقرير إلى حديث السفير السوري في واشنطن السيد عماد مصطفى، والذي قال فيه بأن الاجتماعات مع أطراف المعارضة السورية أوضحت بأن كبار مسؤولي إدارة بوش يميلون إلى استهداف النظام السوري، ويعولون على المنفيين الذين يعيشون في الخارج والذين لهم تأثير قليل ضئيل في الداخل، وهذا التكتيك سبق أن فشل في العراق.. وقال السفير السوري أيضاً أنه بدلاً من تعلم الدروس من تجربة العراق، فإنه رأى المسؤولين الأمريكيين يكررون ويعيدون الأخطاء، وأيضاً أضاف السفير قائلاً: إن سوريا لا تحتاج إلى تنازلات للمساعدة في استقرار العراق، بل إن القيام بذلك هو من مصلحة سوريا. وأشار التقرير إلى أن السفارة السورية في أمريكا قد أدانت عملية الاغتيال التي حدثت في لبنان، ونفت السفارة أيضاً، وجود أي دور سوري في هذه العملية.
• يقول التقرير: إن واشنطن خلال العامين الماضيين قامت بتقليل اتصالها داراماتيكياً مع سوريا، متهمة إياها بالتسبب في المشاكل بالعراق، وبأنها حليفاً رئيساً لإيران وحماس وحزب الله. وفي عام 2005م، بعد حادثة اغتيال رفيق الحريري، تم سحب السفير الأمريكي من سوريا، وأيضاً زعم المسؤولين الأمريكيين بأن الاتصالات والمحادثات السابقة مع سوريا لم تثمر عن شيء، كذلك فقد قامت وزارة الخارجية الأمريكية بتخصيص مبلغ خمسة مليون دولار كمنحة لمجموعات المعارضة السورية خلال هذا العام.
• خلال الأسابيع الماضية، كما يقول التقرير، تزايدت المطالبة بالمحادثات بقدر أكبر، وارتفع صوتها، وبرغم ذلك تزايدت إدانة البيت الأبيض لسوريا، وفي مطلع هذا الشهر، اتهم البيت الأبيض سوريا وإيران بمحاولة إسقاط الحكومة اللبنانية، وبالأمس كرر جورج بوش التهمة.
• أصبحت واشنطن مغتاظة وغاضبة إلى حد ما، ولم تقرر –واشنطن- بعد التباحث مع جماعة الاخوان المسلمين السوريين.
وفي مصر، لم يتباحث المسؤولون الأمريكيون مع الاخوان المسلمين، برغم أنهم يشكلون قطاعاً كبيراً من كتلة المعارضة في مصر، بسبب عدم رغبة هؤلاء المسؤولين في الدخول بخلافات مع القاهرة، ولكن في سوريا، برغم اندثار هذه الجماعة، فإن المسؤولين الأمريكيين يستمعون إلى ما تقوله جماعة الاخوان المسلمين السورية.
برغم أنه لم يكن هناك ممثل للاخوان المسلمين السوريين في الاجتماعات التي عقدتها جبهة الخلاص الوطني السورية مع الإدارة الأمريكيةن إلا أن زعيم الاخوان المسلمين على صدر الدين البيانوني يعتبر من المؤسسين للجبهة، وفي اتصال هاتفي من لندن، قال البيانوني: إن مندوبي الجبهة قد وجدوا تفهماً كبيراً في لقاء البيت الأبيض، وقال: إن الولايات المتحدة، قد قامت بتوسيع اتصالاتها مع الجماعات الإسلامية من نوع جماعته، وقد وصف البيانوني جماعته بأنها معتدلة. وقال البيانوني: (من الممكن أن أغير الوضع في سوريا، وما نحتاج إليه هو وجود أحد ما يساعدنا، الحكومات العربية المجاورة لنا، أو الولايات المتحدة الأمريكية).
• عمار عبد الحميد، ممثل الجبهة في واشنطن والذي حضر الاجتماعات مع الإدارة الأمريكية، قال: إن البيت الأبيض أصبح أكثر استقبالاً وترحيباً بالفرع السوري للاخوان المسلمين، وذلك بسبب أن الجماعة ترتب وتعتبر نفسها حركة معتدلة تركز على حقوق الإنسان وتقبل بحق إسرائيل في الوجود. وقال أيضاً: إن –جماعة- الاخوان المسلمين، بالمساومة مع شركائها في الجبهة، قد اسقطت مطالبتها بإقامة دولة إسلامية أصولية تقوم على الشريعة الإسلامية، وبدلاً عن ذلك أصبحت جماعة الاخوان المسلمين تسعى لإقامة (دولة مدنية) تقوم على القوانين المدنية. ويضيف التقرير: على أية حال، برغم ذلك، فإن الجماعة مازالت ترفض فكرة الحكومة العلمانية.
قال عبد الحميد: إن المسؤولين الأمريكيين لم يقوموا بإبداء أي معارضة لخطط الجبهة الهادفة إلى فتح مكتب في واشنطن، وقد شجعهم المسؤولون الأمريكيون على ذلك.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

 

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...