إيران: سوريا تقول إن قمة أنابوليس محكوم عليها بالفشل

28-11-2007

إيران: سوريا تقول إن قمة أنابوليس محكوم عليها بالفشل

نقلت وسائل إعلام إيرانية الثلاثاء إعلان وزير الخارجية وليد المعلم أن قمة أنابوليس الرامية لتفعيل مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيلين محكوم عليها بالفشل.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إرنا"، أن المعلم، الذي أوفد نائبه فيصل المقداد لتمثيل بلاده في القمة، أخبر سفير إيران لدى سوريا، محمد حسن أخطري، أنه "فيما يتعلق بسوريا فالمؤتمر فاشل بالفعل."

إلا أن وكالة "سانا" نقلت عن وزير الإعلام محسن بلال، الذي يزور إسبانياً حالياً،  إن حكومة دمشق اختارت خياراً إستراتيجياً لتحقيق العدالة وسلام شامل في الشرق الأوسط.

ونقلت "سانا" عن حديث أدلى به بلال  للتلفزيون الإسباني جاء فيه "سوريا تؤمن بالحوار مع كافة دول العالم."

ووجدت دمشق نفسها بين مطرقة تحالفها الوثيق بين الجمهورية الإسلامية وسندان التزاماتها تجاه الدول العربية وحلفائها الغربيين.

وكانت إيران قد جددت انتقاداتها اللاذعة لاجتماع أنابوليس الذي قال الناطق باسم الحكومة غلام حسين إلهام الثلاثاء إن المؤتمر "التساومي يدخل في نطاق الجهود الأمريكية الداعمة  للكيان الصهيوني الغاصب، ومحاولات واشنطن لإعادة ماء الوجة المهدور لهذا الكيان وإخراجه من عزلته"، وفق "إرنا."

وأضاف إلهام أن هذا الاجتماع ليس له‌أي تأثير علي مسار المساعي القانونية والعادلة للشعب الفلسطيني، ونوه قائلاً: "إننا نظرا للأواصر الأخوية  التي تربطنا بالدول الإسلامية ومن ضمنها المملكة العربية السعودية، لا نود أن  تقف هذه الدول إلى جانب هؤلاء . ومن الطبيعي أن السعودية أعربت عن موقفها مسبقاً وأعلنت بأنها لا تعترف بالكيان الصهيوني بتاتاً."

وأكد الهام أن نتائج هذا الاجتماع واضحة مسبقاً.

في موقف جديد للحكومة الإيرانية على مؤتمر "أنابوليس" الذي تنطلق أعماله اليوم، انتقد رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني غلام علي حداد عادل، الزعماء العرب والمشاركين، لافتا إلى أن مفتاح حل القضية الفلسطينية ليس في جيبهم، "بل في إيدي أناس أغتصبت حقوقهم."

موقف عادل الذي جاء الثلاثاء خلال جلسة علنية للمجلس في طهران، كان قد سبقه موقف إيراني آخر منتقد لمشاركة دمشق بالمؤتمر الذي تستضيفه الإدارة الأمريكية في ولاية ماريلاند.

فقد انتقد حسين شريعتمداري مستشار المرشد الأعلى لإيران مشاركة سوريا في أنابوليس، ووصف المشاركة بالقرار الخاطئ، موضحا أن موقف دمشق مفاجئ، وفق ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية في اتصال معه. القصة كاملة.

واعتبر حداد الثلاثاء أن واشنطن تظن أن حل القضية الفلسطينية، متوقف على موافقة بعض الدول العربية، لافتا إلى أن "القضية الفلسطينية لا يمكن حلها إلا من خلال موافقة الشعب الفلسطيني والمسلمين والأحرار في العالم" وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا."

الجدير بالذكر أن مسؤولي حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في سوريا رفضوا التعليق على مشاركة دمشق بالمؤتمر، غير أن مشير المصري المتحدث باسم حماس بقطاع غزّة حمّل رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس وفريقه المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات خطيرة عن المؤتمر.

يُذكر أن سوريا، الحليف القوي لإيران، كانت قد أعلنت الأحد موافقتها على المشاركة في مؤتمر "أنابوليس"، إلا أنها قالت إن نائب وزير خارجيتها، فيصل المقداد، سيرأس الوفد السوري للمؤتمر.

في الغضون أكد وليد المعلم وزير الخارجية أن مؤتمر انابوليس يمكن أن يصبح فرصة إذا أكد العرب تضامنهم والتزامهم بمبادرة السلام العربية وبمساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ويمكن أن يشكل خطوة الى الامام اذا التزم العرب بموقف عربي متضامن ملتزم بالمبادرة العربية وبمرجعيات مؤتمر مدريد ومبدأ الارض مقابل السلام.

ووصف وزير الخارجية علاقات سوريا مع تركيا وإيران بأنها علاقات مميزة وان سورية تعمل من أجل أن تكون علاقاتها مع الدول العربية مميزة أيضاً.

وقال إنه ليس هناك تعارض بين علاقة سوريا بإيران وتركيا ودورها العربي الذي تجعله مميزاً وإن هذا الموقف يتكامل مع الموقف العربي مشيرا الى "بعلاقات طيبة مع تركيا وإيران نستطيع أن نعالج العديد من المشكلات" مؤكدا ان سوريا تلعب الدور الذي ينسجم مع مصالحها الوطنية والقومية.

ونقلت "سانا" عن المعلم قوله في مقابلة مع قناة الجزيرة الى أن سوريا هي من تمسك في مؤتمر مدريد بوحدة المسارات وبتلازمها ومازالت متمسكة بالسلام الشامل، وانها لا يمكن أن تدخل في لعبة مسارات ولا يمكن أن تقبل باستخدام المسار السوري الاسرائيلي للضغط على المسار الفلسطيني، "لأن السلام الشامل لا يتحقق الا بانسحاب إسرائيل التام إلى حدود 1967 من كل الاراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، والموقف السوري واضح في هذه الامور."

وأكد الوزير المعلم أن مؤتمر انابوليس ليس تطبيعا مع اسرائيل "بدليل أننا شاركنا فى مؤتمر مدريد للسلام وتبع ذلك مفاوضات سورية اسرائيلية وفلسطينية اسرائيلية دامت أكثر من عشر سنوات ولم نعترف باسرائيل وبالعكس مازالت حالة الحرب بين سوريا واسرائيل قائمة."

وكانت سوريا قد ربطت مشاركتها في المؤتمر بإدراج قضية الجولان ضمن جدول أعماله، مجددة مطالبتها باستعادة الهضبة السورية التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967.

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، قرّرت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى الجمعة، المشاركة في مؤتمر "أنابوليس" الذي يهدف لتفعيل مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...