إيران تنتقد دولة عربية «ضحت» بالتعاون الإسلامي «لإنقاذ» أميركا

22-02-2010

إيران تنتقد دولة عربية «ضحت» بالتعاون الإسلامي «لإنقاذ» أميركا

انتقدت طهران امس، «انخداع» احد مسؤولي الدول العربية بالسياسات الاميركية في الشرق الاوسط، متهما دولته بـ«التضحية بالتعاون الإسلامي» من اجل «المغامرات» التي تقوم بها واشنطن في الشرق الاوسط بهدف «إنقاذ نفسها من مستنقع أخطاء» العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان، في وقت تعهدت واشنطن باتباع طريق «اكثر صرامة» مع ايران في ما يتعلق ببرنامجها النصر في البحرية الإيرانية يطلق النار خلال تدريب عملاني على مدمرة «جماران» أمسنووي.
وأعرب رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، عن أسفه «حيال حالة النسيان السياسي لهؤلاء الدبلوماسيين الذين كانوا يتحدثون قبل أيام عن التصدي لايران، ويرصدون الميزانيات لبحث القدرات الذاتية للنظام، لكنهم يعربون فجأة عن قلقهم حيال استبدال الحكومة والقيادة والمجلس في إيران بديكتاتورية عسكرية»، وذلك في إشارة الى تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في السعودية مؤخرا. وأضاف «هذا خير دليل على المستوى الفكري لمسؤولي تلك البلدان التي تتشدق بإدارة العالم».
كما أعرب لاريجاني عن أسفه حيال «انخداع احد مسؤولي الدول العربية في المنطقة بالتسول الأميركي لتجري على لسانه تصريحات تقضي بضرورة القيام بخطوات سريعة بغية التصدي للخطر الإيراني»، وذلك في إشارة على ما يبدو الى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وقال مخاطبا مسؤولي هذا البلد «لماذا تربطون كرامتكم بالتصريحات الأميركية المتطاولة؟ انهم يهتمون بأمراء الدول الأخرى بقدر ما استغلوا شاه إيران».
وتابع لاريجاني «لقد ضحيتم بالتعاون الإسلامي من اجل المغامرات التي تقوم بها دولة تبحث عن ذريعة في المنطقة كي تنقذ نفسها من مستنقع أخطاء العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان». وقال «كما صرح مرشد الجمهورية (آية الله السيد علي خامنئي)، فإن استراتيجية النظام الإسلامي مبنية على التعاون والدفاع عن الدول الإسلامية في المنطقة»، مضيفا «ان إيران المقتدرة تشكل خطرا على المستكبرين، وليس الأشقاء المسلمين في المنطقة».
وكان لاريجاني دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى «مراجعة مقاربات كلينتون»، متهماً إياهاً «بعدم التمكن من تجاوز حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية»، وبأن السياسات التي تعتمدها «تهدد مصالح بلادها». كما اتهم الغرب بمحاولة استخدام تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو «وفق مصالحه»، بعدما أشار التقرير إلى القلق من ان تكون طهران في صدد صنع سلاح نووي.
- وقد اعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والشؤون الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، انه يتعين على أمانو تصحيح موقفه من الموضوع النووي، واصفا تقريره النووي بأنه «أسوأ تقرير يصدر عن الوكالة حول نشاطات إيران السلمية خلال 16 سنة». وكان رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني، قال امس الاول انه «من الواضح تماما ان قسما من هذا التقرير يستجيب لتوصيات ونفوذ عناصر أجنبية».
من جهته، أعلن وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي ان بلاده لن تسمح لأي دولة في العالم باستخدام «أوراقها» بالنيابة عنها في الموضوع النووي. واوضح خلال مقابلة تلفزيونية تمحورت حول علاقات طهران بموسكو «في الموضوع النووي، نمسك بكافة أوراقنا بأيدينا ولا نعطي أي ورقة لأحدٍ للعب بها بالنيابة عنا. مواقفنا واضحة جداً في الموضوع النووي»، في وقت يقوم وفد دولي رفيع المستوى يضم خبراء أنظمة السلامة النووية بزيارة الى ايران بدعوة من منظمة الطاقة الذرية الايرانية.
يأتي ذلك في وقت قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، إن بلاده مستعدة لمواصلة المفاوضات مع مجموعة الدول الست حول الاقتراحات التي قدمتها إليها بشأن تبادل الوقود النووي، وهي تنتظر رداً منها، معتبرا ان تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة في إيران لا يتعارض مع تبادل أو شراء الوقود من الخارج. واعلن ايضا ان ايران بصدد إنتاج صفائح الوقود النووي اللازمة لمفاعلها في طهران خلال الأشهر الأربعة المقبلة.
وفيما اعتبر مهمانبرست ان المدمرة الإيرانية «جماران» المحلية الصنع التي كشف عنها يوم الجمعة الماضي لا تشكل تهديداً لأمن المنطقة، قال أمين مجمع تشخيص مصلحه النظام محسن رضائي ان إيران بإمكانها ان توفر في المستقبل حاجات العالم الإسلامي العسكرية، بينما تعهد مدير مصانع القوة البحرية الايرانية الأميرال امير رستكاري، بان يتم مستقبلا تسريع تصنيع المدمرات. وقد وجه 207 نواب إيرانيين من اصل 290، رسالة الى خامنئي قالوا فيها ان المدمرة «حولت البلاد، بحريا، الى احدى أقوى الدول في المنطقة».
- وتتزامن التطمينات الايرانية لدول المنطقة مع قول الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ان إيران «تشكل اليوم أكبر خطر على السلم العالمي». وأضاف انه «لا يجوز لإسرائيل أن تواجه هذه المشكلة بمفردها»، معتبرا ان «سعي إيران لفرض هيمنتها على العالم الإسلامي يشكل تحديا للدول العربية». وقد ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وفدا إسرائيليا رفيع المستوى سيزور الصين قريبا في محاولة لإقناع بكين بدعم فرض عقوبات جديدة على إيران.
كما تتزامن مع قول قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال ديفيد بتراوس، انه حان الوقت للضغط على ايران لإرغامها على احترام مطالب المجتمع الدولي. واوضح لقناة «ان بي سي»، ان «الوقت حان لسلوك طريق الضغوط» ولو كانت «ايران غير جاهزة» بعد لامتلاك السلاح النووي. واعتبر ان الولايات المتحدة قامت بكل في وسعها لإيجاد حل ودي للازمة، لكن موقف طهران بات يرغمها على التحرك بطريقة اكثر صرامة، عبر فرض عقوبات جديدة.
واشار بتراوس ايضا الى ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تعمل على نص جديد بشأن تقييمها لانشطة ايران النووية. لكنه لم يقل شيئا عن مضمون ولهجة الوثيقة. وكانت الاستخبارات الاميركية فاجأت الجميع في نهاية العام 2007 عندما اكدت ان ايران اوقفت خططها لتصنيع اسلحة نووية في العام 2003 واقرت بعدم معرفة نياتها.
وفيما قالت السفيرة الأميركية لدى الكويت ديبورا جونز ان «وضع الخطط العسكرية لا يعني أن الحرب قادمة مع ايران»، اعلن الأمين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن، ان دول الحلف ستحمي نفسها اذا وجدت انها «مهددة» جراء مضي ايران قدما في برنامجها النووي، في وقت نفى وزير الخارجية التركية أحمد داود أوغلو «عدم ترحيب الولايات المتحدة» بالجهود التي تقوم بها أنقرة للتوصل الى حل دبلوماسي لأزمة ملف طهران النووي.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...