أوباما في الرياض اليوم قبل القاهرة: طي خجول لصفحة بوش

03-06-2009

أوباما في الرياض اليوم قبل القاهرة: طي خجول لصفحة بوش

«وحّد صفك، كتفي بكتفك، حركة وحدة ضد السلطة ليسقط حكم العسكر». هذا كان صراخ باسم فتحي، احد القيادات الشابة في حركة «6 ابريل»، في تظاهرة امام السفارة المصرية في واشنطن قبل فترة. ترى ماذا سيقول الرئيس باراك اوباما لباسم والعديد من الشباب العرب، الذين تفاعلوا مع «احلامه» حول المساواة والديموقراطية على الطريق الى البيت الابيض، عندما يلقي خطابه في جامعة القاهرة غدا الخميس.
بأي خطاب سيتحدث مع السعوديين حول عملية التسوية في الشرق الاوسط وهم اصحاب المبادرة العربية المهملة اسرائيليا؛ وأي منطق سيطرح في مقاربة القضية الفلسطينية؛ وأي وجهة نظر ستتبلور في التعامل مع ايران والقضايا الاقليمية الكبرى في العراق ولبنان وباكستان وغيرها؛ وماذا سيطلب منهم حول اسعار النفط في ظل التعثر في الاقتصاد الاميركي والعالمي؛ والاهم، ماذا سيقول له السعوديون؟.
التوقف الاول لاوباما سيكون في الرياض حيث يمضي الليلة في قصر الملك عبد الله ليبحث الشأن الايراني وعملية السلام والنفط، في زيارة اعد لها في اللحظة الاخيرة. وقد تراجع اوباما عن شعاراته الانتخابية بوقف الاعتماد الاميركي على استيراد النفط من الخليج واختار لغة دبلوماسية اكثر في التعامل مع الامر. وقد وجهت وزارة الخارجية تعميما الى الإعلاميين المرافقين لاوباما جاء فيه «يحظر على الصحافيين بصراحة مغادرة الفندق او المشاركة في اي أنشطة خارج تغطية زيارة الرئيس. ومن يفعل هذا الامر يخاطر باعتقاله واحتجازه من قبل السلطات السعودية».
والتوقف الثاني في المنطقة، هو في القاهرة غدا، لإعادة التواصل مع القيادة المصرية بعد انقطاع مع واشنطن. وقال اوباما في لقاء تلفزيوني مع «بي بي سي» عن اجتماعه بالرئيس المصري حسني مبارك «لا أميل الى إطلاق التوصيفات على الاشخاص، انا لم التق بمبارك، فقط تحدثت اليه عبر الهاتف، وهو حليف قوي للولايات المتحدة على كثير من الجبهات، هو لديه سلام دائم مع اسرائيل وهو أمر صعب للغاية في هذه المنطقة، لذا اعتقد انه قوة استقرار وخير في المنطقة».
لكن الغائبين الحاضرين في جولة اوباما هما ايران واسرائيل. وقال اوباما في حديث مع «الإذاعة القومية العامة» عشية جولته «الوضع الراهن غير مستدام استراتيجيا مع الوقت في ما يتعلق بأمن اسرائيل. في ظل غياب السلام مع الفلسطينيين، ستبقى اسرائيل مهددة عسكريا وستكون لديها مشاكل ضخمة على حدودها».
ويتوجه اوباما في خطابه المنتظر غدا، الى جماهير متعددة في العالمين العربي والإسلامي، من حكومات موالية ومخاصمة، أناس مؤيدين وأناس مشككين، ليتطرق الى مواضيع شائكة ومعقدة ومترابطة، حيث عليه ان يطرح تباين ادارته عن سياسة سلفه جورج بوش، ليفتح صفحة جديدة مع المنطقة، من دون ان يظهر نوعا من الاعتذار يؤثر سلبا عليه في الداخل الاميركي.
تجنب اوباما الحديث حتى الآن عن مستوى تطرقه الى الديموقراطية في خطابه، لكنه أكد في مقابلة مع «الإذاعة القومية العامة» انه سيسعى الى إبراز القيم والمثل الاميركية، مثل الديموقراطية وحكم القانون وحرية التعبير والأديان، قائلا «لا يمكننا جعل البلدان تحتضن قيمنا بكل بساطة عن طريق العظات او الوسائل العسكرية. لا يمكننا فرض هذه المقاربات. ما يمكننا ان نفعله هو الوقوف من اجل حقوق الإنسان والديموقراطية. لكن اعتقد انه من الخطأ ان نقترح بشكل ما اننا لن نتعامل مع بلدان حول العالم في ظل عدم تلبيتها معاييرنا في الديموقراطية».
وعن السجال مع الحكومة الاسرائيلية حول بناء المستوطنات، رد اوباما بالإشارة الى «الحب القاسي، لأن الصدق يشكل جزءاً من الصداقة الجيدة، وأعتقد اننا مررنا بأوقات لم نكن فيها صادقين كما يجب إزاء الواقع القائل بأن المسار الحالي في المنطقة لا يصب في مصلحة اسرائيل ولا الولايات المتحدة. وهذا جزء من الحوار الجديد الذي أود تشجيعه في المنطقة». وشدد اوباما على أن الحل «يتطلب تجميد المستوطنات الإسرائيلية».
ويتابع في هذه الأثناء وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك زيارته الى الولايات المتحدة حيث التقى المبعوث الاميركي الى عملية السلام جورج ميتشل في نيويورك، واجتمع في واشنطن مع نائب الرئيس جوزيف بايدن، ومستشار الأمن القومي في البيت الابيض جيمس جونز بحضور «مفاجئ» لاوباما. ويحمل باراك اقتراحا لحل قضية المستوطنات يقضي بتفكيك ما بني منها بغير موافقة الحكومة الاسرائيلية، علما بأن واشنطن تطالب بوقف الاعمال في المستوطنات الحالية، وسط حديث عن ان اوباما «لا يريد أن يرى حتى خلاطة اسمنت واحدة في الضفة».

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

جدول أعمال أوباما في زيارته الشرق أوسطية
لمَ اختار أوباما مصر لتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامي ولمَ تجنب زيارة إسرائيل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...