أزمة التغيّر المناخي في قمة كوبنهاجن وسيناريو ما بعد القمة

06-12-2009

أزمة التغيّر المناخي في قمة كوبنهاجن وسيناريو ما بعد القمة

الجمل: سوف تشهد العاصمة الدنمركية كوبنهاجن انعقاد مؤتمر المناخ العالمي، والذي سوف تستمر فعالياته خلال الفترة 7 إلى 18 كانون الأول (ديسمبر) 2009 الحالي. وتقول المعلومات، بأن مؤتمر كوبنهاجن سوف تؤدي تداعياته إلى التأثير بقوة في طبيعة علاقات التعاون والصراع بين أركان النظام الدولي الراهن.
* قمة كوبنهاجن: المعلومات والتطورات الجارية؟
تقول التقارير، بأن كوبنهاجن سوف تشهد تصعيد الموقف بين مختلف الأطراف الدولية حول ملف أزمة التغيّر المناخي. هذا، وعلى أساس معطيات التقرير والمعلومات الجارية يمكن الإشارة إلى النقاط الآتية:
- سوف يشارك في القمة 105 من زعماء وقادة العالم.
- عدد الزعماء المشاركين يمثّل 82% من إجمالي سكان العالم.
- عدد الزعماء المشاركين يمثّل 89% من إجمالي الاقتصاد العالمي.
- عدد الزعماء المشاركين يمثّل 80% من إجمالي الانبعاث الحراري.
هذا، وأبرز الزعماء الذين سيكونون في قمة كوبنهاجن هم:
• الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وتقول التقارير بأنه سيحضر في وقتٍ متأخر نسبياً، أي لن يحضر الافتتاح الأولي، وسوف يكون حضوره مؤكَّداً في يوم 18.
• الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي (سوف يحضر يومي 17 و18).
• رئيس الوزراء الصيني وين جياباو.
• رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون.
• رئيس الوزراء الأسترالي كيڤن رود.
• رئيس الوزراء البرازيلي لولا دي سيلفا.
• رئيس الوزراء الهندي ماتموهان سينج.
هذا وبالنسبة لروسيا واليابان، فمن المتوقَّع أن تشاركا ضمن وفدٍ رفيع المستوى، وعلى الأغلب أن يأتي رئيس الوزراء الياباني الجديد إضافةً إلى احتمالات حضور روسي يمثّله إما رئيس الوزراء بوتين أو الرئيس ميدڤيديڤ، وذلك بالإضافة إلى لفيف من زعماء البلدان النامية والأقل نمواً، وبإضافة العلماء والخبراء الذين سوف يشاركون فإن العدد الكلّي للمشاركين في فعاليات مؤتمر قمة كوبنهاجن سوف يبلغ حوالي 15 ألف مندوب وممثل رسمي وشعبي.
* لماذا قمة كوبنهاجن: الأسئلة الحرجة؟
سوف تشهد أروقة المؤتمرات أزمة تفاوضية ساخنة لجهة التوصل إلى التوافق والانسجام إزاء الآتي:
• ملف انبعاث ثاني أكسيد الكربون وكيفية الحد منه.
• ملف الاتفاق حول كيفية تقاسم الأعباء والمهام إزاء التصدي لخطر ظاهرة الانبعاث الحراري.
تقول المعلومات والتقارير، بأن خلفية مؤتمر كوبنهاجن قد تشكلت هذه المرة على ضوء عملية استقطاب واسعة النطاق وعلى وجه الخصوص بين الأطراف الآتية:
- الولايات المتحدة الأمريكية: ترفض الالتزام بتقليل الانبعاث الكربوني، وتؤكد على أنها سوف تلتزم بدعم الأطراف الأخرى لجهة التحول نحو استخدام الطاقات المتجددة البديلة، وفي هذا الخصوص تمارس واشنطن ضغوطاً متزايدة ضد الصين والهند لجهة التخلي عن الصناعات التي تستخدم الوقود الكربوني، والتحول باتجاه استخدام مصادر الطاقة المتجددة، مثل الرياح والأشعة الشمسية وما شابه ذلك كمصدر للتزود بالطاقة.
- الاتحاد الأوروبي: يرى بأن التحول إلى استخدام الطاقات المتجددة البديلة هو الحل الأمثل، ولما كانت عملية التحول تحتاج إلى وقتٍ أطول، ولما كانت أي زيادة جديدة في معدلات الانبعاث الكربوني سوف تترتب عليها عمليات احترار إضافية من الصعب السيطرة عليها مستقبلاً، فإنه لا بد للجميع، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، الالتزام بتخصيص معدلات الانبعاث الكربوني المتزايدة.
- روسيا: تطالب بضرورة أن يتم توقيع جميع الأطراف على اتفاقية دولية ملزِمة تتضمن الآتي:
• توقيع كل الأطراف الدولية الرئيسية المسئولة عن الانبعاث الكربوني، وعلى وجه الخصوص أمريكا والصين وبلدان الاتحاد الأوروبي وكندا والهند إضافةً إلى روسيا.
• التأكيد على أن روسيا البلد الأكبر لجهة وجود الغابات الطبيعية التي تلعب دوراً رئيسياً في تقليل وجود الغازات الكربونية.
- الصين: تطالب بأن لا يتم التعامل معها بشكلٍ متشدد إزاء الانبعاث الكربوني وذلك لأن الصين مازالت تمثل إحدى البلدان النامية الرئيسية، وبالتالي، فهي ليست في مكانة أمريكا، وأكدت الصين بأنها سوف تلتزم بتخفيض الانبعاث الكربوني بنسبة 40% بحلول عام 2020، وذلك أسوةً بالبلدان النامية الرئيسية الأخرى، مثل الهند والبرازيل.
هذا وتقول المعلومات، بأن الخلافات التي سوف يشهدها مؤتمر قمة كوبنهاجن سوف تتجاوزه لجهة الشدة ولاحتدام كل الخلافات السابقة التي حدثت على خلفية مؤتمر قمة الريو ومؤتمر كيوتو التي تم تخصصها لقضايا حماية البيئة.
* سيناريو ما بعد قمة كوبنهاجن:
تشير التوقعات، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية -البلد الأكبر في العالم على الإطلاق لجهة حجم معدلات الانبعاث الكربوني – سوف لن تلتزم لا بالتوقيع على الاتفاقية، ولا بتقديم التعهدات والضمانات اللازمة لتفعيل الانبعاث الكربوني ، وإنما سوف تسعى الولايات المتحدة إلى اعتماد العديد من الخيارات البديلة. وتقول المعلومات والتقارير، بأن الساحة السياسية الأمريكية تشهد حالياً صراعاً سياسياً متزايداً حول الموقف من مؤتمر كوبنهاجن. وعلى خلفية الخلافات، فمن المتوقع أن يحدث الآتي:
• عدم حضور الرئيس الأمريكي لقمة كوبنهاجن حالياً، توجد العديد من المطالبات بواسطة الجمهوريين وكبار صقور الإدارة الأمريكية لجهة ضرورة مقاطعة الرئيس الأمريكي للمؤتمر طالما أن محتوى المؤتمر يعمل بشكلٍ معاكس لمسار تعزيز القوات الأمريكية، وبالتالي، فإن مؤتمر كوبنهاجن هو بمثابة تهديد دولي للمصالح الأمريكية.
• حضور المؤتمر وممارسة الضغوط: ترى بعض الأطراف الأمريكية، بأن غياب واشنطن عن مؤتمر كوبنهاجن سوف يترتب عليه حدوث ظاهرة فراغ القوة الدبلوماسية الأمريكية، وسوف يغري ذلك خصوم واشنطن التقليديين، وتحديداً موسكو وبكين إلى التفاهم مع دول الاتحاد الأوروبي لجهة التوصل إلى اتفاقية دولية تنطوي على المزيد من المخاطر ضد المصالح الأمريكية، وبالتالي، فإن الخيار الأمثل هو أن تحضر واشنطن المؤتمر، وأن يكون حضورها قوياً فاعلاً لجهة منع أي توافق أوروبي – روسي – صيني أولاً، وثانياً لجهة الضغط على الصين وروسيا والهند وفرنسا وألمانيا ودول جنوب شرق آسيا وبالذات ماليزيا واندونيسيا وتايلاند، وذلك من أجل إلزام هذه الدول بالتحول لاستخدام الطاقات المتجددة البديلة والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة مقابل حصولها على الحوافز والدعم المالي الأمريكي والغربي، والذي يجب أن تضغط واشنطن على حلفائها الأثرياء مثل اليابان والسعودية وبلدان الخليج من أجل تقديمها دعماً لإنقاذ البيئة من خطر الاحترار العالمي المتزايد.
هذا، ولا يوجد أي طرف أمريكي حقيقي يطالب بضرورة أن تسعى واشنطن لجهة الالتزام بخفض معدلات الانبعاث الكربوني، فالجميع في أمريكا يفهمون أن تخفيض معدلات الانبعاث الكربوني معناه تقليل الأنشطة الصناعية، وبالتالي تشريد الملايين من العمل.
لم تخلُ فعاليات مؤتمر كوبنهاجن من طرافة، فقد أصدرت السلطات الدنمركية قراراً يُلزم الفنادق بمنع تقديم "الصبايا" و"الخدمة الجنسية الأخرى" للنزلاء القادمين خلال أيام انعقاد المؤتمر، وذلك بما يوفر "بيئة فندقية نظيفة"، وقد أدى إلى إغضاب "نقابات بنات الهوى الدنمركية". وفي أول رد فعل، أعلنت إحدى هذه النقابات عن التزام عضواتها بتقديم الخدمات الجنسية "مجاناً" للضيوف الكرام خلال أيام المؤتمر.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...