نصر الله يذكر بمواقف سورية تجاه لبنان

26-05-2011

نصر الله يذكر بمواقف سورية تجاه لبنان

أكد السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله أن سورية قدمت الكثير للبنان وحافظت على وحدته وأوقفت الحرب الأهلية واحتضنت مقاومته فكان التحرير عام 1985 وصولاً إلى 25 أيار 2000 وتحرير كامل الشريط الحدودي باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وصولا إلى الصمود والانتصار في حرب تموز 2006, مضيفاً: إن سورية دعمت القضية الفلسطينية ووقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني لافتا إلى أن ما تريده الولايات المتحدة للشعب الفلسطيني وللشعوب العربية هو الفتنة والفوضى.

وفي كلمة له أمس بمناسبة عيد التحرير والمقاومة نقلتها قناة المنار قال السيد نصر الله: إن ما أنجزته سورية للبنان كان تاريخياً ومصيرياً على المستوى الوطني مشيراً إلى موقف سورية من إسرائيل ومن القضية الفلسطينية وصمود سورية رغم كل الضغوط بعد انطلاق عملية السلام. ‏

ولفت السيد نصر الله إلى موقف سورية الرافض لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي أسقطته المقاومة في لبنان من بوابته الشرقية والآن تعود الولايات المتحدة وإسرائيل لكي تدخله من بوابات أخرى مؤكداً أن سورية بلد ممانع ومقاوم شعباً وجيشاً ونظاماً, وأضاف: إن سورية احتضنت لبنان ومقاومته والشعب اللبناني الذي هجر إلى سورية وقدمت الكثير للبنان ومنعت التقسيم وحافظت على وحدته وأوقفت الحرب الأهلية الدموية التي كادت تقضي على لبنان وشعبه وساندته ودعمت مقاومته.
 


وقال السيد نصر الله: إن موقفنا بالنسبة لما يجري في سورية ينطلق من أننا في لبنان وخاصة في حزب الله نكنّ تقديراً عالياً لسورية وللرئيس حافظ الأسد وللرئيس بشار الأسد وللشعب السوري المقاوم الممانع والذي تحمل خلال عقود طويلة تبعات الموقف القومي للقيادة السورية وللجيش السوري الذي قدّم التضحيات في هذا الطريق. وأكد أن القيادة السورية مقتنعة مع شعبها بوجوب الإصلاح وفتح آفاق جديدة في الحياة السياسية السورية والرئيس الأسد مؤمن بالإصلاح وجاد ومصمم ومستعد للذهاب إلى خطوات إصلاحية كبيرة جدا ولكن بالهدوء والتأني والمسؤولية, مشيراً إلى أن كل المعطيات والمعلومات ما زالت تؤكد أن الأغلبية من الشعب السوري تؤمن بالرئيس الأسد وتقف إلى جانبه في الإصلاح. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إن إسقاط النظام في سورية مصلحة إسرائيلية وأميركية ويهدف إلى توقيع أي اتفاق سلام مع إسرائيل. ‏

وأشار إلى أن ما يجري في سورية له انعكاسه على لبنان والتزامات لبنان تجاه سورية انطلاقاً من الطائف وصولاً إلى المصالح المشتركة وهذا يفرض علينا كحركة مقاومة لإسرائيل موقفا مسؤولا وكبيرا يقتضي الحرص على أمن واستقرار وسلامة سورية نظاماً وشعباً وجيشاً داعياً السوريين إلى الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع وأن يعطوا المجال للقيادة السورية لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة. ‏

وأضاف: علينا في لبنان أن نرفض أي عقوبات تسوقها أميركا والغرب ضد سورية وأن يكون هناك موقف رسمي وشعبي لبناني حازم في هذا الأمر. ‏

وتابع السيد نصر الله: لا يجوز للبنان أن يطعن بخاصرة سورية أو أن ينساق مع أي مشروعات أميركية تستهدفها ويجب أن نتعاون جميعاً لتخرج سورية قوية منيعة لأن في هذا مصلحة سورية ولبنانية وعربية. ‏

وأكد السيد نصر الله أن انتصار المقاومة في 25 أيار ثمرة تراكم كل التضحيات منذ عام 1948 إلى اليوم من كل القوى والأحزاب والفئات التي صمدت وصبرت وقاومت وقاتلت واعتقلت وجرحت وقدمت الشهداء ولذلك نحرص أن يكون عيداً وطنياً وقومياً بامتياز. ‏

وقال السيد نصر الله: إن أمتنا التي تستحضر أيام النكبة والنكسة بحاجة إلى أيام الانتصارات لتتخلص من الآثار المعنوية والنفسية والسياسية والعسكرية لهذه الأيام ولتمسح تلك الأيام السوداء من تاريخها ووجدانها وحاضرها ومستقبلها. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إننا اليوم عندما نرى ما حولنا ونسمع من جديد المواقف والخطابات من الرئيس الأميركي بارك أوباما أمام اليهود وداعميهم في إيباك ومن بنيامين نتنياهو أمام الأميركيين في الكونغرس فإننا نزداد قناعة بصحة خياراتنا وسلامة وصوابية طريقنا منذ البداية, وقال: أثبتت أحداث ومجريات العقود الثلاثة الماضية أن الخيار الصحيح والواقعي والعقلاني والمحقق للأهداف هو المقاومة الشعبية المسلحة, والخيار العبثي وغير الواقعي واللامنطقي والذي لا يوصل إلى هدف هو خيار المفاوضات. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إن المقاومة بتضحياتها وجهادها ودماء شهدائها وصبرها أسقطت كل النتائج المحتملة وأعادت لنا أرضنا بلا قيود ولا شروط وأوجدت تحولا تاريخيا في مجرى الصراع العربي الإسرائيلي على مستوى المنطقة. ‏

وتابع السيد نصر الله: إننا بحاجة دائما وخصوصا في مثل هذه الأيام للبحث دائما في خياراتنا ووسائلنا على مستوى لبنان والمنطقة لأن الاحتلال ما زال قائماً والتهديد مستمراً. ‏

وتساءل الأمين العام لحزب الله: إنه بعد الاستماع إلى خطاب أوباما ونتنياهو ماذا تركا للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية وللفصائل الفلسطينية؟, وأضاف: إن أوباما دفع في عامين فقط علاقات التعاون الأميركي- الإسرائيلي إلى مستوى غير مسبوق وأعلن رفضه لقيام دولة فلسطينية من جانب واحد والمصالحة بين فتح وحماس لأنه يؤيد الفتنة ليس في فلسطين بل في كل بلد عربي وإسلامي وتحدث عن دولة فلسطينية شوهاء منزوعة السلاح وعن حدود عام 1967 ولم يثبت على كلامه ليومين ليخرج ويتحدث بحاشية وتفسير لإيباك عن قصده بهذه الحدود بما هو أقرب من الاعتذار للصهاينة. ‏

وقال السيد نصر الله: إن أميركا وإسرائيل حددتا موقفيهما بوضوح وأعلنتا رؤيتهما للحل أمام العالم وعلى هذا الأساس حددا العدو والصديق عندما تحدثا عن إيران وسورية وحزب الله وعن المقاومة في فلسطين وخصوصا حماس مطالبا جامعة الدول العربية بسحب المبادرة العربية من التداول ردا على خطابات نتنياهو وأوباما مؤكدا أن على الأمة أن تقول لا للتفاوض ولا لوجود إسرائيل ولا لاحتلال القدس ونعم للمقاومة, وأضاف: إنه ليس أمام الفلسطينيين سوى المقاومة لصنع التحرير داعياً جميع الفصائل الفلسطينية إلى الاجتماع والتلاقي على هذا الخيار والأمة إلى احتضان خيار المقاومة الفلسطينية وتقديم كل أشكال الدعم والمساندة له. وبالنسبة للوضع العربي قال السيد نصر الله: كان لنا في حزب الله مواقف واضحة إلى جانب الثورات والشعوب في مصر وتونس واليمن وليبيا والبحرين وموقفنا ينطلق من أي ساحة أو ثورة عربية أو تحرك شعبي عبر زاويتين, أولاهما موقف هذا النظام العربي من مسألة الصراع العربي- الإسرائيلي وموقعه ودوره وأين يقع في قضية الأمة المركزية فلسطين والصراع العربي- الإسرائيلي والثانية هي عدم وجود أي أفق أو أمل بالإصلاح على المستوى الداخلي. ‏

وأضاف: إن آمالنا جميعا أن تكون أنظمتنا وحكوماتنا بمستوى طموحات هذه الأمة وبمستوى المواجهة المركزية التي تحملت هذه الأمة مسؤوليتها حتى الآن, لكن في الوضع العربي نرى أن من واجبنا اليوم أن نحذر من أن أميركا وإسرائيل تريدان مصادرة الثورات العربية وهذا ما يؤكده كلام أوباما. ‏

وتابع السيد نصر الله: إن الإنسان يشعر بالخزي والعار عندما يقف شخص مثل بنيامين نتنياهو قاتل الأطفال في فلسطين ليتحدث عن الشباب العربي وعن الثورات العربية وليوجه إهانة إلى كل هذه الأمة وإلى كل حكوماتها, وأضاف: إن إرادة الشعب العراقي اليوم بالإجماع أو شبه الإجماع على أن قوات الاحتلال الأميركية يجب أن تخرج من العراق وعلى أوباما احترام إرادة الشعب العراقي بالخروج وألا يضغط على الحكومة العراقية والقوى السياسية العراقية لتبقي العراق محتلاً عبر أسماء حضارية أو من خلال رغبته بترك 50 ألف جندي تحت عنوان سفارة وقنصليات. ‏

وقال الأمين العام لحزب الله: إذا كان أوباما يحترم إرادة الشعب الأفغاني فليخرج من أفغانستان واذا كان يحترم ارادة الشعوب العربية فيجب أن يرى ماذا تريد الشعوب العربية من فلسطين, وكفانا خداعا وتضليلا وكذبا وتزويرا, وأضاف: أريد القول لشعوبنا العربية الثائرة احذروا الإدارة الأميركية وسياساتها ولا يجوز أن تلجئكم الحاجات لإلقاء أنفسكم في أحضان الأميركيين من جديد. ‏

وفي الشأن اللبناني قال السيد نصر الله: إن العدائية الأميركية لحزب الله ليست جديدة فاتهام أوباما في المضمون السياسي والقضائي لحزب الله بالاغتيال السياسي والسيارات المفخخة أمام إيباك يمكن أن يكون جديدا وهو بيعة للصهاينة وكلام لا يستند إلى أي دليل ويؤكد ما قلناه عما يحضر له في سياق مؤامرة المحكمة الدولية. ‏

وأضاف: إن المستندات والتحقيقات والوثائق أثبتت حتى في القضاء اللبناني أن المخابرات الأميركية (سي آي إيه) هي التي وضعت سيارة مفخخة في شارع مكتظ بالناس في بئر العبد في 8 آذار عام 1985 مستهدفة اغتيال المرحوم السيد محمد حسين فضل الله وأدت إلى استشهاد ما يقارب المئة من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال والأجنة. ‏

وقال: إننا لا نهتم عندما يقف قاتل لمئات الآلاف في العراق وباكستان وأفغانستان وشريك في قتل مئات الآلاف من الذين قتلتهم إسرائيل ليتهمنا, أما إذا وقف عادل ليتهمنا فيجب أن نقلق, مضيفاً: إن اتهامات أوباما ونتنياهو هي اعتراف بنا بأننا جزء أساسي مؤثر في معادلة الصراع في المنطقة وهذا شرف للبنان ولحزب الله فلو مدح أوباما ونتنياهو حزب الله فيجب أن نعقد اجتماعا طارئا على مستوى كل الهيئات القيادية لحزب الله ونقول: أين أخطأنا؟ ونعيد النظر بأنفسنا. ‏

وبالنسبة لتشكيل الحكومة اللبنانية أوضح السيد نصر الله أنه منذ سقوط الحكومة السابقة قبل 4 أشهر تقريباً والأكثرية الجديدة ورئيس الحكومة المكلف ورئيس الجمهورية لم يستطيعوا تشكيل حكومة وهذا التأخير أظهر كيف يتصرف الفريق السياسي الآخر مع حزب الله بالتحديد وخاصة بعد صراخ هذا الفريق من أن الحكومة جاهزة وان حزب الله استولى على البلد لافتا إلى أن هذا الصراخ هو رسائل للغرب للتحريض على حزب الله. ‏

وأشار إلى وجود متطلبات وشروط أميركية وغربية لتشكيل الحكومة إضافة إلى المتطلبات الداخلية وأن الفريق الآخر ليس عنده مصداقية بتحليله ومواقفه وأدائه. ‏

وأكد السيد نصر الله ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت وأنه لا يمكن أن يعيش البلد في الفراغ ويستمر دون حكومة لأننا نؤمن أن وجود الحكومة هو الأساس لحل ومواجهة المشاكل السياسية والأمنية والهموم المعيشية والاجتماعية والمالية في البلد. ‏

وقال السيد نصر الله: إننا سنواصل بذل جهودنا ولن نيئس ولم نتوقف ولكن لسنا في وارد الضغط على أحد لأننا نحترم حلفاءنا ونناقشهم ونحاورهم لنصل في نهاية المطاف إلى النتيجة المطلوبة من خلال الحوار والتفاهم والجهد السياسي. وأضاف السيد نصر الله: إن الرهان على حكومة تكنوقراط ساقط لعدم موافقة الأغلبية الجديدة على هذا الطرح الذي جاء من أميركا وتيار المستقبل. وأعرب السيد نصر الله عن دعمه لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري في تفعيل المجلس النيابي مشيراً إلى أن حزب الله سيشارك في جلسات الهيئة العامة وفي التفعيل لأنه لا يجوز أن تتعطل الأمور نتيجة الخلل القائم.‏

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...